اطلب الخدمة
صعوبة الترجمة ومعوقاتها
الترجمة في كثير من الأحيان تكون ليست بالعملية السهلة فالتجارب تثبت وجود صعوبة الترجمة ومعوقاتها، وتتعدد الأسباب التي تقف خلف صعوبة الترجمة ومعوقاتها فمنها ما يرتبط بالمضمون نفسه، ومن صعوبة الترجمة ومعوقاتها ما يرتبط باللغة سواء اللغة المنقول منها أو المنقول إليها، ولكن أغلب هذه الصعوبات والمعوقات يرتبط بالمترجم نفسه، وفي هذا المقال سنتناول صعوبة الترجمة ومعوقاتها بإفراد فقرة واحدة لكل محدد من هذه المحددات لنصل في النهاية إلى إجمال أهم هذه الصعوبات والمعوقات وننظر في كيفية تجاوزها.
يعكس المضمون المراد ترجمته العديد من أوجه صعوبة الترجمة ومعوقاتها. حيث أن المضمون هو المادة الأساسية التي تحكم كافة أطراف الترجمة من اللغة الأصلية إلى لغة الترجمة إلى المترجم أيضاً. ولهذا فإن صحة المضمون قبل الترجمة تعتبر جزأ أساسي من صحة مخرجات الترجمة. وأيضاً كثير من المضامين تكون عصية على الترجمة ولا يمكن ترجمتها نتيجة لإشكالية في ذات المضمون. وحول صعوبة الترجمة ومعوقاتها التي يعكسها المضمون نضع النقاط التالية:
- أولاً: المضمون الذي مكتوب من غير التزامه بقالب محدد يعتبر من المضامين التي تمثل وجه من صعوب الترجمة ومعوقاتها، على سبيل المثال وجد مضمون بدأ بأخذ قالب المقال ومن ثم انتقل لأخذ قالب البحث دون وجود عناصر كثيرة تميز البحث عن غيره مثل خطة البحث.
- ثانياً: صعوبة الترجمة ومعوقاتها تظهر في المضمون المحمي من الترجمة. إذ أن بعض الكتاب يقومون برفض القيام بترجمة هذه المضامين. وبالتالي تكون الترجمة بحاجة إلى إقناع للموافقة من هؤلاء الكتاب.
- ثالثاً: المضمون الذي يكون مشتملاً على أخطاء لغوية سواء أخطاء إملائية أو نحوية أو بلاغية، ترجمته مندرجة تحت صعوبة الترجمة ومعوقاتها، وذلك لأن هناك أخطاء لغوية تؤدي لتغير المعنى.
- رابعاً: الظروف الزمانية والمكانية الموجودة في المضامين إذا لم تكون واضحة وصحيحة، فإن سياق الترجمة سيكون غير مرتكز وغير متوازن، على سبيل المثال كان المضمون يحتوي على قصة في الماضي ومن ثم اختتم القصة بصيغة المضارع، فهنا سيحدث اختلال في فهم المعنى المطلوب للترجمة.
- خامساً: بعض المضامين لا تكتمل فيها بعض العمليات، على سبيل المثال البدء بكتابة معلومات عن عملية التحليل الإحصائي ومن ثم لم يتم وضع مخرجات ونتائج التحليل الإحصائي.
يمكن اختصار هذه الفقرة في أن صعوبة الترجمة ومعوقاتها التي تأتي وفقاً للمضمون تكون نتيجة قصور في الكتابة الصحيحة للمضمون واكتمال معانيه.
عندما نتحدث عن لغتين فإننا نتحدث عن كيانان مختلفين. فلكل لغة حروفها وطريقة كتابتها وخصائصها. والشيء الوحيد الذي يربط بين اللغات هي الدلالات والمعاني. ولهذا من البديهي أن يكون هناك جوانب من صعوبة الترجمة ومعوقاتها بناءً على اللغة الأصلية واللغة المترجم إليها. والطرح التالي نحصر فيه هذه الجوانب مع تفسيرها:
- لكل لغة من اللغات قواعدها الخاصة، بالتالي فإن نقل الجمل والفقرات من لغة إلى لغة يتطلب النقل وفقاً لمحددين وهما العلم بقواعد اللغتين، والالتزام بنقل نفس المعنى وفقاً لقواعد اللغة المترجم إليها، على سبيل المثال كان النص مكتوب باللغة الإنجليزية ويشير إلى وجود فاعل فعن النقل إلى اللغة العربية لابد من إثبات هذا الفاعل مع الالتزام بالحركة الإعرابية في اللغة العربية.
- بعض اللغات تتطلب أكثر من كلمة للإشارة إلى معنى كلمة وادة فقط في لغات أخرى. وهذا يظهر كثيراً في الترجمة من اللغة العربية. حيث أن اللغة العربية شاملة وواسعة على كثير من المصطلحات الغير موجودة في اللغة الإنجليزية.
- من أوجه صعوبة الترجمة ومعوقاتها أن تكون اللغة المنقول إليها لا تحتوي على بعض دلالات الظروف، على سبيل المثال قد يوجد نص باللغة العربية يخبر عن وقت (الضحى)، ولا يوجد أي كلمة في اللغة المترجم إليها بمعنى كلمة الضحى.
- بعض المضامين تستخدم لغة صعبة الفهم ومعقدة، وبالتالي من الطبيعي أن تكون ترجمتها صعبة وفيها معوقات.
- عندما تكون اللغة الأصلية ذات طابع ومضمون أدبي، فمن الصعب جداً أن يتم ترجمتها بسهولة، على سبيل المثال ترجمة الشعر والنصوص الروائية، وذلك لأن الكلمات الأدبية يكون منها جزء كبير غير متعارف عليه، فهي كلمات جمالية.
- بعض اللغات لا تشمل على فنيات اللغات الأخرى، على سبيل المثال في اللغة العربية نجد الاشتقاق والاستعارات والتشبيهات والعطف وغيرها من الفنيات الغير موجودة في لغات أخرى.
كثيرة هي صعوبات الترجمة التي تكون منبثقة من ضعف المترجم في الترجمة أو عدم احترافيته في تنفيذ هذه العملية بالشكل المطلوب، ولعل أسباب وجود صعوبة خاصة بالمترجم تأتي في مجملها مرتبطة بقدرات المترجم، وكذلك بعض الأسباب تأتي مرتبطة بآلية تنفيذ المترجم للعملية واستخدامه أساليب خاطئة، ونوجز أهم الأسباب المتعلقة بصعوبة الترجمة ومعوقاتها الخاصة بالمترجم:
- لابد أن يكون المترجم على علم بالمعاني والكلمات والقواعد والمحددات اللغوية في اللغة الأصلية واللغة المنقول إليها، وذلك لأن المترجم هنا سيقوم بفهم المعنى أولاً في اللغة الأصلية ثم نقل هذا المعنى نفسه إلى لغة أخرى.
- بعض الصعوبات تأتي نتيجة استخدام المترجم لكمات ركيكة غير مقتبسة من القواميس المعتمدة، بالتالي تكون مخرجات الترجمة ضعيفة.
- من أكثر وجوه صعوبة الترجمة ومعوقاتها هي الترجمة الحرفية للنص، ولكن الصحيح أن المترجم لابد وأن يقوم بالترجمة للمعنى لا للكلمات، لأن كثيراً من الكلمات يأتي معناها وفقاً لمكانها في الجملة.
- بعض الصعوبات تكون نتيجة عدم استعانة الباحث بتطبيقات الترجمة الإلكترونية، وهنا لا نقول أن هذه التطبيقات يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل في الترجمة، فالمعروف عنها أن مخرجاتها تكثر فيها الأخطاء، ولكن لا بأس أن يستعين المترجم بها ويعدل علي مخرجات الترجمة وفقاً لخبراته.
- عدم وجود حصيلة لغوية كافية، وعدم قراءة القواميس الرئيسية للغات الأصلية واللغات المنقول إليها، يعتبر من صعوبات الترجمة.
كانت الفقرات السابقة قد أوردت صعوبة الترجمة ومعوقاتها الخاصة بكل من المحددات التالية (المضمون. اللغتين الأصلية والمنقول إليها، المترجم). ولكن هناك العديد من جوانب الصعوبة التي تأتي بشكل عام غير محدد في إحدى الجوانب الثلاثة السابقة. أو قد ترتبط بها جميعاً في آن واحد. وهذه الصعوبات والمعوقات تأتي وفقاً لآلية تطبيق الترجمة والمعاملات المؤثرة عليها. والطرح التالي يوضح أكثر هذا المقصد:
أولاً: إدخال اللغة العامية في مضمون النصوص، يعتبر من أوجه هذه الصعوبات والمعوقات. إذ أن المترجم يكون على علم بالكلمات الفصحى لا بالكلمات العامية. وهذا يجعل هناك مشكلة وصعوبة في فهم الكلمات العامية التي قد يتم فهمها من قبل الباحث بشكل خاطئ.
ثانياً: الاعتماد الكامل على تطبيقات وبرامج الترجمة يعتبر من الأمور الخاطئة. التي تؤدي إلى الحصول على محتوى مترجم كثير الأخطاء. وهذا يعتبر من معيقات الوصول إلى مخرجات ترجمة ذات جودة عالية.
ثالثاً: هناك قصور في التعريف الصحيح بالترجمة وخصائصها وطرقها ووسائلها من ناحية التعليم الإلكتروني، فقد نجد عدد كبير من خريجي كليات الترجمة لا يستطيعون ترجمة نص من بدايته إلى نهايته.
رابعاً: المجال العلمي والتقني يعتبر من المجالات المتجددة والتي تظهر فيها مصطلحات بشكل مستمر. وهنا نجد صعوبة في إيجاد معاني لهذه المصطلحات بين اللغات. على سبيل المثال عند ظهور السيارة أخذت اللغات والمختصون يضعون كلمات تدلل على مفهوم السيارة. حيث أننا على سبيل المثال لا نجد هناك استخدام لأي كلمة سيارة في أي بيت شعر من العصور التي سبقت اكتشافها.
خامساً: بعض المعيقات تأتي نتيجة سوء الإدارة. حيث أن بعض الأشخاص يقومون بطلب إنجاز الترجمة في وقت قصير. وهذا بلا شك سيؤثر على مخرجات الترجمة الصحيحة.
حصلنا على أغلب محددات صعوبة الترجمة ومعوقاتها خلال الفقرات السابقة، وأوجزناها بشكل موسع، ولا يعني وجود هذه الصعوبات والمعوقات أن تظل على ما هي عليه، بل لابد من تجاوزها ومعالجتها بشكل سليم ومنطقي، وهذه المعالجة التي تؤدي لتجاوز الصعوبات والمعوقات نضع لها العديد من المحددات على شكل إرشادات كما يلي:
- لابد أولاً من التأكد من المعرفة القوية بكل من اللغة الأصلية واللغة المنقول إليها. وهذه المعرفة لابد أن تشمل المعاني والتركيبات اللغوية والنحوية المختلفة.
- قبل القيام بالبدء بترجمة أي مضمون، لابد من النظر في طبيعة هذا المضمون والحكم على مدى صلاحيته للترجمة، على سبيل المثال المضامين التي يغلب عليها الكتابة بالعامية ومن صعب فهم معانيها تعتبر مضامين لا تصلح للترجمة.
- لا بأس في أن تتعلم على بعض تطبيقات الترجمة الإلكترونية، ولكن عند الاستخدام فليكن الاستخدام فقط للضرورة لمعرفة معنى كلمة معينة أو مجموعة قليلة من الكلمات، وكذلك في حال الترجمة الكاملة للنص على هذه التطبيقات لابد من إجراء التعديلات على مخرجات الترجمة.
- من الأفضل أن يتخصص المترجم في طريق واحد من طرق الترجمة للغات، على سبيل المثال الترجمة من العربية للإنجليزية أو العكس، وكذلك من الأفضل أن يكون هذا الطريق مشتملاً على إحدى اللغات التي ينطق بها المترجم، على سبيل المثال عند الترجمة من العربية للإنجليزية الأفضل أن يكون المترجم أصله عربي ويتحدث مع الناس بالعربية.
- معرفة الطريقة الصحيحة للترجمة. والتي تعتمد أسلوب تقسيم المضمون إلى أجزاء وترجمة المضامين على نظام الفقرات. تعمل على التقليل من هذه الصعوبة.
- لابد من فهم المضمون فهماً كاملاً وفقاً للمعنى، وأن تبتعد عن الترجمة الحرفية. فالترجمة الحرفية ستقيدك وتجعل الأمر أكثر صعوبة.
لابد أن يتحلى المترجم بالعديد من المهارات التي تؤهله للوصول إلى مخرجات الترجمة بشكل احترافي. وهذه المهارات منها المكتسب ومنها الفطري. ومن المهارات الفطرية هي الصبر وتحمل ضغط العمل والقدرة على التركيز والاستيعاب. ومن المهارات المكتسبة أن يكون المترجم قادراً على تعلم اللغات. وكذلك الحفظ، فالترجمة تعتمد على مخزون الكلمات الذي يحفظه المترجم بشكل أساسي. ولابد من مهارة إجادة استخدام بعض التطبيقات الحاسوبية مثل بعض برامج الترجمة وكذلك برنامج الوورد. ومن المهارات أيضاً أن يكون الباحث قادراً على التدقيق اللغوي إلى حد مناسب يمكنه من تميز وجود الخطأ في بناء النصوص. وكذلك لابد أن يتمتع الباحث بمهارة التعامل مع القواميس وكيف يمكنه البحث عن كلمة أو عن معنى داخل القاموس. ولابد أيضاً من إجادة صياغة العبارات والفقرات. وكذلك من الأفضل أن يمتلك الباحث مهارة كتابة التقرير النهائي للترجمة، حيث يمكنه الاستفادة من هذا التقرير فيما بعد.
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي