اطلب الخدمة
أهمية الترجمة الفورية
للترجمة أنواع عديدة منها الترجمة الفورية، ونرى اليوم أن أهمية الترجمة الفورية أصبحت متداولة لدى كثير من الناس في كثير من المؤسسات، ففي جانب الأبحاث نرى استخدام هذه الترجمة وفي وسائل الإعلام أيضاً وفي الندوات والمراكز وغيرها، وكذلك فإن الترجمة الفورية نفسها لها أنواعها المختلفة، ولهذه الترجمة أيضاً شروط وطريقة أداء، بل إن معنى الترجمة الفورية يحمل أكثر من معنى وفقاً للمهمة والوسيلة، كل هذه المحددات سنتطرق لها ونزيل الغموض عنها في سياق الفقرات القادمة.
إذا قلنا ترجمة فهذا يعني نقل الكلام المسموع أو النصوص المكتوبة من لغة إلى لغة أخرى مع الحفاظ على نفس المعنى في اللغة الأصلية، وكذلك إذا قلنا كلمة فورية فهذا يعني آنية الحدوث، بمعنى أن كلمة فورية تأخذ صفة المباشرة والسرعة اللحظية، والآن، وبعد أن تعرفنا على مفهوم شقي المصطلح يمكن أن نقول بأن الترجمة الفورية هي عبارة عن عملية نقل الكلام أو النصوص من لغته الأصلية إلى لغة أخرى مع الحفاظ على المعنى كاملاً كما جاء في اللغة الأصلية، وتطبيق هذه العملية بشكل آني وفوري، ولابد أن نضع بعض الملاحظات حول هذا التعريف:
- هذا النوع من أنواع الترجمة ينتمي إلى أنواع الترجمة من حيث طريقة وقت التنفيذ. فنجد إلى جانب هذا النوع وجود العديد من الأنواع الأخرى مثل الترجمة المختصرة والترجمة المطولة والترجمة المرهونة بزمن معين.
- في هذا النوع من أنواع الترجمة يمكن القول بأن السرعة هي المحدد الأساسي للعملية، ولكن السرعة في الأداء لا تعني إغفال ضرورة النقل المتطابق للمعاني بين اللغتين المنقول منها والمنقول إليها.
- هناك أمر لابد من ذكره في هذه الملاحظات. وهو أن مفهوم هذه الترجمة قد يذهب بنا إلى بعض التطبيقات التي تقوم بترجمة النصوص بشكل فوري.
تستخدم هذه الترجمة العديد من الأساليب لإتمام مهمتها، وهذه الأساليب تأتي وفقاً لطبيعة الوسائل المستخدمة فيها أو الوسائل التي ستعرض هذه الترجمة، وكذلك فإن هذه الأساليب يكمن في طياتها خطوات الترجمة الفورية، فكل أسلوب من هذه الأساليب هو المحدد للخطوات التي على المترجم أن يتبعها في إنجاز هذا النوع من الترجمة، وفي سياق الطرح التالي نعرض هذه الأساليب مع شرحها:
أولاً: أسلوب الاستماع والنقل: وفي هذا الأسلوب يكون هناك طرفين من العاملين في الترجمة، وهما الملقن والمترجم، حيث يقوم الملقن بتلقين المترجم للنص باللغة الأصلية، ويقوم المترجم بترجمة ما يسمعه من الملقن بشكل فوري، ويمكن لهذا الأسلوب أن يشمل طرف ثالث وهو الناقل سواء كان هذا الناقل عبارة عن جهاز حاسوب يكتب المترجم عليه ويرسل النص المترجم بسرعة أو أن يكون هذا الناقل شخص يقوم بأخذ الترجمة من المترجم وينقلها إلى مكان استخدامها.
ثانياً: أسلوب الترجمة الشفوية: وهنا يقوم المترجم بترجمة الكلام بشكل فوري والنطق به ليسمعه غيره، في شكل محاورة.
ثالثاً: أسلوب الترجمة الكمية: وفيها يقوم المترجم بترجمة عدد محدد من العبارات أو الفقرات أو الكلمات ثم يقوم بنطقها، على سبيل المثال يستمع أو يشاهد المترجم لمقدار خمسة جمل، ويقوم بترجمة بشكل فوري ونقلها، ثم ترجمة خمسة جمل أخرى... وأخرى.
رابعاً: الترجمة المتوافقة: وهي التي تعبر عن وجود توافق بين المتحدث والمترجم، على سبيل المثال يقوم المتحدث بالتكلم في موضوع معين لمدة لا تزيد عن دقيقتين ثم يصمت ويقوم المترجم بنقل الترجمة للجمهور، ثم يعود المتكلم للكلام ومن ثم يصمت ويقوم المترجم بنقل الترجمة.... وهكذا.
هناك العديد من الأنواع والتصنيفات التي تندرج تحت أهمية الترجمة الفورية، وأغلب هذه التصنيفات تأتي وفقاً لطبيعة الوسيلة المستخدمة في الترجمة وكذلك طبيعة المحتوى المترجم، وكذلك طريقة عرض الترجمة، وبعض هذه التصنيفات كأنواع رئيسية من أنواع الترجمة بشكل عام، ومن الأمور التي تحكم هذه الأنواع هي الانضباط بفورية صدور الترجمة، وفيما يلي نعرض هذه الأنواع:
- أولاً: الترجمة الإعلامية الفورية: وهي أكثر الأنواع التي تستخدم فيها هذه الترجمة، حيث كثيراً ما نرى ظهور الترجمة بشكل مباشر في وسائل الإعلام مع حديث المتحدث، ويندرج تحت هذا النوع العديد من الأقسام الأخرى وهي:
- الترجمة المنقولة بالنص: وهي التي نراها في الشريط السفلي على شاشة التلفاز. حيث يكون المتحدث يتحدث والترجمة مكتوبة تظهر أسفل الشاشة.
- المنطوقة: وهنا يقوم القائمون على وسائل الإعلام بخفض صوت المتكلم وإبراز صوت المترجم الذي يقوم بالترجمة السريعة لكل كلمة يسمعها.
- الترجمة الإذاعية والتلفزيونية: الترجمة الآنية لا تكون ضمن وسائل الإعلام المكتوبة. بل تقتصر فقط على الإذاعة والتلفزيون، وإذا كانت الترجمة لمضمون من الإذاعة تسمى إذاعية وإذا كانت لمضمون تلفزيوني تسمى تلفازية.
- ثانياً: الترجمة الإلكترونية: وهنا لا يكون هناك مترجم حقيقي يقوم بالترجمة، بل هذا النوع هو عبارة عن تطبيق إلكتروني يقوم بتحميل الترجمة بشكل فوري، وإما أن يكون هذا التطبيق خاص بالنصوص المكتوبة أو بالكلام المنطوق.
لن يكون هناك خطوات لآلية تنفيذ هذا النوع من أنواع الترجمة، لأنه باختصار هذا النوع يعتمد على البديهة وعلى السعة المعرفية بالكلمات في كلا اللغتين (اللغة المنقول منها واللغة المنقول إليها)، ويتم تنفيذ الترجمة الآنية من خلال سماع أو مشاهدة الكلمات باللغة الأصلية ومن ثم يقوم المترجم بترجمتها بشكل فوري، وهنا لن يكون هناك الخطوات المعروفة مثل قراءة النص وتقسيمه ومن ثم كتابة الترجمة فوق النص وتحريره وما إلى ذلك، بل فقد وباختصار هي سماع أو مشاهدة الكلمات والقيام بترجمتها فوراً، ولكن هنا تأتي بعض الخطوات اللاحقة على الترجمة والمتمثلة بنقل الترجمة ففي الترجمة الإعلامية يتم نقلها من خلال المونتاج ... وهكذا.
هناك العديد من الأحداث والأماكن التي يكون فيها استخدام الترجمة الفورية أمر ضروري ولا غنى عنه، ومجمل هذه المواطن تكون عبارة عن مقابلات بين الأشخاص، سواء كانت هذه المقابلات مباشرة أو غير مباشرة، وسواء كانت المقابلات في نفس المكان أو باستخدام وسائل البث والشبكة العنكبوتية، وفيما يلي نوجز أهم هذه المواطن:
- المؤتمرات: كثيرة هي المؤتمرات الدولية التي يحضرها العديد من الشخصيات من جنسيات عديدة، ويكون هؤلاء الشخصيات متحدثين بعدة لغات، وهنا تقوم إدارة المؤتمر بتخصيص مترجمين لنقل الكلام في المؤتمر، على سبيل المثال كثيراً ما نشاهد مؤتمرات يلبس فيها الحاضرون سماعات أذن، حيث أن سماعات الأذن هذه هي الوسيلة التي يتم من خلالها نقل الترجمة إليهم. .يُقاس على المؤتمرات العديد من الأمور الأخرى مثل الندوات والاجتماعات والمحافل الدولية وغيرها.
- المواد الإعلامية: عندما يتم نقل بث حي ومباشر لوقائع حدث ما وليكن على سبيل المثال (جلسة الأمم المتحدة) فتذهب بعض وسائل الإعلام لتخصيص مترجم للقيام بالترجمة الآنية لكل الكلام في هذه الجلسة.
- الحوارات أو المقابلات: عندما يأتي سائح أجنبي إلى بلد عربي نرى بعض هؤلاء السياح قد اصطحبوا معهم مترجم، فتكون المحاورات التي ينخرطون بها سواء في المطار أو المطعم أو غير ذلك عبارة عن عملية ترجمة فورية يكون فيها المترجم هو الوسيط بين السائح والطرف الآخر.... وقسّ على ذلك باقي الحوارات من هذا النوع.
تنضبط الترجمة الفورية بالعديد من الشروط التي تحكم آلية عملها. ومن شأن هذه الشروط أن تضمن إلى حد كبير الحصول على مخرجات صحيحة لهذه الترجمة. وكذلك فإن هذه الشروط تأخذ بعين الاعتبار كل نوع من أنواع الترجمة الآنية. وذلك لأن كل نوع له خصوصيته في التطبيق والأداء. وفي الطرح التالي نوجز أهم هذه الشروط:
- لابد أن تكون الترجمة الفورية مراعية للحظية الوقت، بمعنى أن تكون هذه الترجمة سريعة ما أن ينطق المتحدث وينتهي من عباراته حتى تكون الجملة المترجمة منطوقة أو مكتوبة.
- في الترجمة الإعلامية الفورية لابد من مراعاة مناسبة المونتاج سواء للصوت أو للنص، وكذلك لابد من مراعاة المزامنة، وهي صدور الترجمة مع نفس الوقت الذي تنطق فيه العبارة من المتحدث.
- لابد أن تلتزم الترجمة بالنقل الصحيح للمعنى كما هو، وهنا تكثر الأخطاء في الترجمة الفورية في عدم دقة المعاني المنقولة نتيجة لعدم التركيز.
بعد مجموعة من الفقرات الهامة التي عرضنا فيها جوانب مختلفة من الترجمة الفورية. فمن التعريف إلى الأساليب إلى الأنواع إلى الشروط. نأتي الآن لنحط الرحال حول الأهمية. حيث يظهر جلياً من خلال الطرح السابق في الفقرات أن هذا النوع من أنواع الترجمة يعكس أهمية كبيرة تعود بالفوائد على مجموعة من المحددات. وفيما يلي من نقاط نوضح هذه الأهمية:
- أولاً: الترجمة الفورية تعمل على نقل الأحداث إلى دول العالم. على سبيل المثال إذا كان هناك مؤتمر مهم والناطق في هذا المؤتمر يتحدث الإنجليزية فقط. فكيف سيعلم سكان الدول العربية بما قاله هذا المتحدث؟، إذا لابد هنا من وجود الترجمة.
- ثانياً: تعمل هذه الترجمة على تعزيز التواصل الاجتماعي بين سكان العالم. ففي مثال السائح الذي عرضناه في فقرة سابقة من هذا المقال. يتضح لنا مدى أهمية وجود هذه الترجمة في الحوار والتفاعل بين الناس.
- ثالثاً: على الصعيد العلمي فإن الترجمة الفورية تعتبر شريان رئيسي للمؤتمرات العلمية الدولية. حيث أن مخرجات أي مؤتمر علمي وتوصياته تكون بمثابة كنز معرفي يُقدم للمعرفة الإنسانية.
المهارات الأساسية التي لابد من توافرها في القائم بتنفيذ الترجمة الفورية. هي وجود كم كبير من المصطلحات لديه. حيث تعتمد هذه الترجمة على ما يحفظه المترجم من كلمات بقدر لا يقل عن 95%. وكذلك من المهارات أن يكون المترجم سريع البديهة قادراً على فهم النصوص بسرعة وقادراً على اختيار الكلمات المناسبة للترجمة. وكذلك من المهارات أن يكون المترجم على علم بطبيعة نوع الترجمة التي يقوم بتنفيذها وفقاً لآلية النقل. على سبيل المثال في الترجمة الإعلامية لابد أن يكون لدى الباحث خلفية عن كيفية تعامل المونتاج مع الترجمة. وكذلك لابد للمترجم أن يكون صادقاً في نقله. ومن المهارات أيضاً ما يتعلق بتمييز المضامين المراد ترجمتها. على سبيل المثال إذا كانت الترجمة ستتم لمؤتمر علمي. فلابد أن يكون المترجم على علم بالمصطلحات العلمية الأساسية التي يتوقع الحديث عنها وذكرها في هذا المؤتمر. وكذلك من المهارات ما يتعلق بالتعليق الصوتي في حال كان المترجم هو نفسه الناقل.
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي