مهام المترجم الفوري - المنارة للاستشارات

مهام المترجم الفوري

مهام المترجم الفوري
اطلب الخدمة

من الأطراف الفاعلة في الترجمة الفورية هو المترجم الفوري، حيث يلعب هذا المترجم دور مهم في إيصال الكلام والمعاني بين المتحدثين والمتلقين، ويمكن اعتبار المترجم الفوري بمثابة حلقة الوصل بين المتحدثين أنفسهم أو بين المتحدثين والجماهير، هذا لأن الترجمة الفورية تكون على ثلاث محاور وهي إلقاء الكلمة من المتحدث ثم ترجمة الكلمة من قبل المترجم الفوري والقيام بنقلها إلى المتلقي، و فالمترجم الفوري هو من يسير عملية التواصل بين المتحدثين بلغات مختلفة، ولهذا نجد ضرورة في التعريف بالمترجم الفوري وبالمهام التي يقوم بتنفيذها وكذلك بأهم مهاراته وأمور أخرى عديدة نضعها في سياق هذا المقال.


 من هو المترجم الفوري؟ 

المترجم هو الشخص الذي يقوم بعملية الترجمة، والمترجم الفوري هو الشخص الذي يقوم بالترجمة الفورية، ولهذا لابد من ربط مصطلح المترجم بمصطلح الترجمة الفورية للوصول إلى تعريف المترجم الفوري والذي هو عبارة عن الشخص الذي يقوم بالترجمة الفوري للكلام من المتحدث إلى المتلقي بشكل لحظي وآني حيث يكون المتحدث أو المتحدثين يتكلمون بلغة أخرى غير التي يفهمها المتلقي مع الالتزام الكامل بمطابقة المعاني.

ويمكن القول أيضاً بأن هذا المترجم هو شخص ذو مهارات خاصة من حيث التركيز والترجمة، فمهتمه ليست سهلة وتتطلب التمكن من العديد من المهارات، وكذلك يمكن اعتبار هذا المترجم شخص يقوم بإدارة نقل الكلام بلغات مختلفة بين المتحدثين.


 مهام أساسية يقوم بتنفيذها المترجم الفوري:

المهام التي يقوم بها المترجم تأتي وفقاً لنوع الترجمة الفورية التي يقوم بترجمتها، فالترجمة الفورية تشمل على العديد من الأنواع من حيث طرق ووسائل الأداء، وبناءً على هذا فإن المهمة الأساسية التي يقوم المترجم الفوري بتنفيذها هي نقل الكلام من لغة إلى لغة أخرى بشكل فوري، ولكن هناك العديد من المهام التي تندرج كلها تحت هذه المهمة الأساسية، وهذه المهام نوردها في سياق الطرح التالي:

  • أولاً: الترجمة المتزامنة: حيث يقوم فيها المترجمة بمهمة الترجمة الفورية في نفس الوقت الذي يتم فيه نطق الكلام من قبل المتحدثين، وهنا لابد أن يراعي المترجم ضروري التزامن بين الكلام المنطوق والترجمة المعروضة.
  • ثانياً: الترجمة المرافقة: كثيراً ما يتم تخصيص مترجم مرافق لشخصيات معينة مثل الرؤساء والنواب ورجال الأعمال وكذلك السياح أيضاً، وهذا المترجم تكون مهمته هي نقل الكلام لمن يرافقه وممن يرافقه إلى الي يخاطبون هذا المرافق.
  • ثالثاً: الترجمة الإعلامية: في وسائل الإعلام تكون مهمة هذا المترجم القيام بالترجمة الفورية للمضامين المعروضة على البث المباشر، وهذه الترجمة تكون إما فورية لحظة أو فورية غير لحظية، وسيجري توضيح الفرق بينهما في فقرة قادمة من هذا المقال.
  • رابعاً: الترجمة الرسمية القانونية: في داخل أروقة المحاكم قد يلزم في بعض القضايا وجود مترجم يقوم بنقل الحديث في خضم القضية.
  • خامساً: الترجمة النقلية للمذيع: في هذه المهمة يقو المترجم بسماع الكلام وترجمته ومن ثم كتابته على ورقة وتسليمه للذي سيذيعه، أو أن يقوم المترجم بهمس الترجمة في أذن المذيع ليقوم الأخير بإذاعتها، وتسمى أيضاً المهمة الهمسية.
  • سادساً: الترجمة المعاملاتية: وهنا يقوم أطراف المعاملات التجارية بتوظيف المترجم ليقوم بالنقل للحديث الذي يدور بينهم. وهنا يكون المترجم ملزم بالعديد من الاجراءات القانونية التي تحمل مسؤولية مصداقية النقل.
  • سابعاً: النقل للنقاشات الحوارية في المؤتمرات والندوات العلمية. وهذه المهمة من أكثر مهام المترجم الفوري دقة وانتشاراً وطلباً حول العالم.

 المهارات العلمية التي يمتلكها المترجم الفوري:

في البداية دعنا نتفق أن المهارات العلمية رغم ضروريتها ومميزاتها إلا أنها لا يمكن أن تعتبر أساس من أساسيات ممارسة مهنة الترجمة في مختلف أنواعها، فيمكن أن نجد مترجم فوري من تخصص الطب على سبيل المثال، وذلك لأن الأساس في عملية الترجمة الفورية هي المهارة والقدرة على الترجمة مع التركيز، وعلى العموم فإن هناك العديد من التخصصات الجامعية التي يمكن من خلالها أن يتعلم أسس وطرق وكيفية القيام بالترجمة الفورية، ومن أهمها:

  • التخصصات في اللغات: نجد في أقسام الجامعات تخصص اللغة العربية أو تخصص الإنجليزية أو تخصص الفرنسية وغير ذلك الكثير، وعلى سبيل المثال إذا كان المترجم خريج قسم اللغة الإنجليزية فإنه بذلك يكون قد حصل على المؤهل العلمي للقيام بالترجمة.
  • تخصص الألسن: هذا التخصص يتعلم فيه الطالب قواعد النطق وأسس الحروف في اللغات. وبالتالي يكون مؤهل لممارسة الترجمة.
  • التخصصات التي يغلب عليها طابع لغة معينة: على سبيل المثال نجد أن تخصص الطب يتم دراسته باللغة الإنجليزية وبالتالي يكتب الطالب كلمات كثيرة من خلال هذه الدراسة، ويمكن بناءاً عليها الدخول في غمار الترجمة.

الترجمة الاحترافية

 بعض المهارات التي يجب أن يمتلكها المترجم: 

تنفذ عملية الترجمة الفورية وفقاً لمحددات عديدة ليست بالسهلة إلا إذا توافرت العديد من المهارات لدى المترجم الفوري، وهذه المهارات معظمها يتعلق بمدى قدرة المترجم على توظيف الكلمات واستجلاب المرادفات بشكل سريع، كما أن هناك سمات شخصية تعتبر ضرورية جداً ليقوم المترجم الفوري بمهمته على أتمّ وجه من الاتقان، وفيما يلي نعرض أهم هذه المهارات:

  1. لابد أن يكون المترجم على علم بطبيعة المهمة التي سيقوم بتنفيذها، فلكل مهمة مهاراتها، على سبيل المثال في مهمة الترجمة القانونية لابد أن يكون المترجم ملماً بقدر جيد من المصطلحات القانونية، وكذلك في الترجمة الإعلامية لابد أن يكون عارفاً بطبيعة الأعمال الإعلامية التي سيقوم بترجمتها.
  2. التحدث بطلاقة في اللغة التي ينقل المترجم منها وكذلك باللغة التي ينقل المترجم إليها، فالمترجم الشفوي يقوم بالحديث بلغتين في آن واحد، لغة يسمع حديثها ولغة الترجمة التي يتحدث بها للمتلقين.
  3. لابد من رباطة الجأش والتركيز والقدرة على ضبط النفس وسرعة البديهة، وذلك لأن مهمة المترجم في الترجمة الفورية تعتمد على السرعة في الترجمة، وأيضاً إذا كانت الترجمة بشكل مباشر لأشخاص أو على وسائل الإعلام فإن من مهارات المترجم أن يتخلص من الرهبة.
  4. على المترجم أن يقوم بإتقان خاصية المزامنة وهي أن تكون الترجمة في نفس الوقت الذي يتم التحدث به من قبل المتحدث.
  5. لابد أن يكون المترجم على دراية بقدر كافي من التقنيات الداخلة في إطار عملية الترجمة الفورية، على سبيل المثال في ترجمة المؤتمرات لابد أن يعرف المترجم آلية نقل الترجمة التي تتم من خلال سماعات الرأس لكل فرد من الحضور.
  6. بما أن هذا المترجم يكون في بعض المهمات عبارة عن وسيط في الاتصال بين الأشخاص، فلابد أن يمتلك مهارات الاتصال والتواصل.

 بعض الصعوبات التي يواجهها المترجم الفوري:

تخيل معي أنك مطالب بالقيام بالترجمة الفورية لكل ما تسمعه من محتوى في لغة أخرى. ولربما كانت هذه الترجمة على الهواء مباشرة في وسائل الإعلام. فهل سيكون الأمر؟، بالطبع لا. إذ أن مهام المترجم الفوري تعتبر من أصعب المهام في الترجمة. فليس هناك الوقت للمراجعة ولا للاستدراك والتريث. بل الترجمة تكون سرية وفورية. ولهذا من الطبيعي وجود صعوبات يتعرض لها هذا المترجم. ومن بين هذه الصعوبات أن يكون يحدث قصور في وصول الكلام من المتحدث. مثل أن يكون صوت المتحدث منخفض أو يكون المتحدث يتحدث بطريقة سريعة. حيث أن كثير من المترجمين الفوريين يشتكون من سرعة نطق الكلام لدى بعض المحدثين. ومن الصعوبات أيضاً حدوث خلل تقني في معدات بث وإرسال الترجمة. مما يضطر المترجم لإعادة الترجمة. ومن الصعوبات أيضاً أن مهمة المترجم سفي كثير من الأحيان يُضاف عليها مهمات أخرى. على سبيل المثال إضافة مهمة التعليق الصوتي فوق الترجمة.

ومن الصعوبات أيضاً أن يكون المترجم في وضع مشتت للذهن أو يكون في بيئة غير مهيأة للتركيز. ومن أكثر الصعوبات التي تواجه المترجمين هي قيام بعض الشخصيات بإدخال كلمات عامية وسط الكلام. مما يجعل المترجم غير قادر في كثير من الأحيان على فهم المقصود بالشكل الصحيح. كما أن الترجمة الفورية من صعوباتها أنها تتطلب المزامنة وهذا يضع الباحث في خيار السرعة. وهناك صعوبات أخرى عديدة تتعلق بالصعوبات العامة للترجمة بشكل عام. مثل عدم وجود مصطلحات لبعض الدلالات في بعض اللغات وما إلى ذلك من أمور.


 ما هي الترجمة الفورية اللحظية؟ والترجمة الفورية الغير لحظية؟ 

من العمليات التي يقوم بها المترجم الفوري هي الترجمة الفورية اللحظية أو الترجمة الفورية الغير لحظية. ولكل من المصطلحين مفهومه الخاص. وهذا المفهوم يأتي وفقاً لطبيعة تنفيذ الترجمة من حيث المتحدث والمترجم ووقت الترجمة. وكذلك فإن الترجمة الفورية اللحظية والغير لحظية لهما أساسيات وقواعد. كما تأخذ الترجمة اللحظية اسم (الترجمة التزامنية). وكذلك تأخذ الترجمة الغير لحظية اسم (الترجمة التتابعية). وفيما يلي من نقاط نفصل هذين النوعين من أنواع الترجمة الفورية:

أولاً: الترجمة الفورية اللحظية(التزامنية): وفيها يقوم الباحث بالترجمة التزامنية بشكل مباشر. بمعنى فور أن يتم نطق الكلمة لابد أن يتم نطق الترجمة معها. وهذا النوع هو الأصعب من حيث طريقة الأداء ويعتبر من أنواع الترجمة التي تتطلب مهارات عالية.

ثانياً: الترجمة الفورية الغير لحظية (التتابعية): وهي التي تتابع فيها الترجمة من عبارة إلى عبارة أخرى، ففيها يقوم المتحدث بنطق العبارة ثم يصمت قليلاً لينطق المترجم بالترجمة ثم يعود المتحدث لينطق بالعبارة التي تليها ثم يسكت لينطق المترجم بالترجمة، وهكذا حتى ينتهي كامل المحتوى.


 أنواع الترجمة الفورية من حيث طريقة العرض: 

وفقاً للآلية التي يتم فيها عرض الترجمة يتم تقسيم الترجمة إلى أنواع. وهذه الأنواع كلها معتمدة ولكن منها ما يستخدم ويعتمد عليه بكثرة. وهذه الأنواع هي (الترجمة المكتوبة، الترجمة المنطوقة). وفيما يلي نقوم بعرض هذين النوعين من أنواع الترجمة الفورية وننظر في كيفية تطبيق المترجم الفوري لهما:

أولاً: الترجمة المكتوبة: وهي الأقل استخداماً، حيث يقوم فيها المترجم بكتابة الترجمة وعرضها مكتوبة تزامناً مع كلام المتحدث.

ثانياً: الترجمة المنطوقة: وهي الترجمة الأكثر انتشاراً ضمن أنواع الترجمة الفورية. حيث يقوم المترجم الفوري بالنطق التزامني أو التتابعي _كما أوضحنا في الفقرة السابقة_ للكلام الذي ينطقه المتحدث.


 نصائح وارشادات على المترجم الفوري اتباعها: 

على المترجم الفوري أن يتبع مجموعة من الارشادات والنصائح لكي يقوم بتنفيذ مهمة الترجمة الفورية كما ينبغي. فعلى المترجم الفوري أن يقوم بتهيئة نفسه جيداً قبل البدء بالترجمة. وذلك لأنه كما أسلفنا في فقرة المهارات بأن الترجمة الفورية تتطلب رباطة الجأش وسرعة البديهة. وكذلك لابد أن يدرس المترجم طبيعة المهمة التي سينفذها. ويرى أهم المصطلحات التي يمكن أن يتم استخدامها في هذه المهمة. على سبيل المثال في الترجمة الفورية لمؤتمر علمي عن فايروس كورونا المتحور دلتا. لابد أن يدرس المترجم أهم المصطلحات التي قد تستخدم في هذا الموضوع.


 فيديو: مقدمة في دراسات الترجمة جيريمي مندي 

 


لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة