الفرق بين الاقتباس والسرقة العلمية - المنارة للاستشارات

الفرق بين الاقتباس والسرقة العلمية

الفرق بين الاقتباس والسرقة العلمية
اطلب الخدمة

 

لا يخلو أي مضمون بحثي من عملية الاقتباس، وهنا نجد أن عملية الاقتباس مقرونة بالعديد من المحددات الأخرى منها توثيق المراجع و كذلك السرقة العلمية، فالاقتباس مشروع، بل هو ضرورة من ضروريات العمل المعرفي، ولكن يكون الاقتباس محظوراً في حالات تدرجه تحت طائلة السرقة العلمية التي تتنافي مع أخلاقيات البحث، ونبدأ مقالنا هذا بعبارة (ليس كل اقتباس سرقة علمية، والتوثيق الصحيح للمراجع هو المنفذ الحقيقي والفعال)

 تعرف على الاقتباس وعلى السرقة العلمية: 

قبل الدخول في تعريف عملية الاقتباس و كذلك تعريف السرقة العلمية، نريد أن نطرح عليك سؤالاً وهو (لماذا نضع هذه الفقرة؟ ولماذا نرى وجوب أن تقرأها؟).

نضع هذه الفقرة لنقف أولاً على التعريفات الصحيحة لمفهوم الاقتباس ومفهوم السرقة العلمية. فهذه الفقرة لها ما بعدها مما ينبني عليها من معلومات في الفقرات القادمة. وهذين التعريفان سيضعان عملية الاقتباس والسرقة العلمية في إطار المقارنة الذهنية التمهيدية. لنرى الفرق بينهما ونتوقف على أمور متعددة بماهيتهما.

أولاً: تعريف عملية الاقتباس: اقتبس الشيء تأتي بمعنى في اللغة العربية بمعنى أخذ، والتعريف الاصطلاحي لعملية الاقتباس هو: أخذ الباحث للمعلومات من مضامين بحثية ومعرفية أخرى وإلحاقها في مضمون البحث الذي يقوم بإعداده، مع توثيق المراجع التي تمت عملية أخذ المعلومات منها.

ثانياً: السرقة العلمية: وتسمى أيضاً بالانتحال، وتعتبر من الأمور الخطيرة التي يتم رفض المضمون الذي احتوى عليها. ويمكن تعريف السرقة العلمية بأنها: أخذ معلومات من مضامين معرفية وإلحاقها بمضامين أخرى دون توثيق المراجع. ونسبة المعلومات إلى المضمون الأصلي والكاتب الحقيقي.

وفي تعريف آخر للسرقة العلمية يمكن القول هي: أخذ مجهود كتاب آخرين ونسبته لغيرهم دون التوثيق الصحيح والكامل للمراجع التي تحفظ للكتاب الأصليين حقوقهم.

ومن خلال التعريفات السابقة لعملية الاقتباس والسرقة العلمية لابد أن نضع في أذهانها عدة أمور هي:

  • أخذ معلومات من مضامين أخرى لكتاب آخرين.
  • عملية توثيق المراجع بشكل صحيح.
  • أخلاقيات البحث.


 مقارنة بسيطة بين الاقتباس والسرقة العلمية: 

بعد أن قرأنا التعريفات الخاصة بعملية الاقتباس والسرقة العلمية في الفقرة السابقة، يمكننا الآن الدخول في مقارنة بين الاقتباس والسرقة العلمية، وهذه المقارنة ستكون حوارية تشملها النقاط التالية:

  1. عملية الاقتباس يتم فيها أخذ معلومات من مضامين أخرى، و كذلك السرقة العلمية يتم فيها أخذ معلومات من مضامين أخرى، ولكن هذا الأخذ للمعلومات، تفرق فيه عملية توثيق المراجع الصحيحة بين الاقتباس المشروع والسرقة العلمية المرفوضة.
  2. قلنا عملية توثيق المراجع الصحيحة، بمعنى أن الاقتباس المشروع يأخذ مشروعيته من توثيق المراجع بشكلها الصحيح الذي يضمن الحقوق الفكرية للكتاب الأصليين، بعكس السرقة العلمية والتي من الممكن أن يكون فيها عملية توثيق المراجع ولكن توثيق المراجع فيها لا يكون بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ضياع جهد الكتاب الأصليين.
  3. عملية الاقتباس يتم تصنيفها على أنها عملية أساسية من عمليات البحث العلمي. أما السرقة العلمية فيتم تصنيفها على أنها جريمة مخالفة للميثاق الأخلاقي للبحث العلمي والمعرفة.
  4. الاقتباسات الصحيحة تدخل عملية التحكيم من منطلق قوة للمضمون، أما السرقة العلمية فيتم رفضها وذهاب الدرجات إذا أثبت التحكيم أن المضمون يحتوي على السرقة العلمية.
  5. الاقتباسات تكون بتوافق ورضى من جمهور الباحثين والعلماء. بعكس السرقة العلمية التي يرفضها الميثاق الأخلاقي ويرفضها الباحثين والعلماء المنتمين لهذا الميثاق.


 متى يصبح الاقتباس سرقة علمية؟ 

الشاهد في العلاقة بين عملية الاقتباس والسرقة العلمية أن ثمة إمكانية بأن يصبح الاقتباس عبارة عن سرقة علمية، وهذه الإمكانية تظهر فيما يلي:

  1. المحدد الأولى الذي يجعل عملية الاقتباس تدخل إطار السرقة العلمية هو عملية توثيق المراجع. فالاقتباسات التي لا يتم توثيق مراجعها تعتبر سرقة علمية كاملة.
  2. ليس فقط توثيق المراجع للاقتباسات هو الذي يخرج الاقتباسات من بوتقة السرقة العلمية، بل توثيق المراجع بشكل خاطئ يجعل الاقتباس يدخل في السرقة العلمية، على سبيل المثال تمت عملية توثيق المراجع التي تم الاقتباس منها ولكن في توثيق المراجع تغافل الباحث عن كتابة الاسم الحقيقي للكاتب الأصلي، فهذا قطعاً يعتبر وجه من أوجه السرقة العلمية.
  3. السرقة العلمية والاقتباس يحتملان المعنى والنص، أي أنه من الممكن أن يتم اقتباس المعنى و كذلك اقتباس النص، وبالتالي عدم توثيق المراجع سواء للاقتباسات المتعلقة بالمعنى أو النصوص يعتبر سرقة علمية.
  4. بعض العلماء يرى أن نسبة الاقتباس من المضمون الواد لا ينبغي أن تزيد على قدر محدد البعض يراه 15% من مجمل مضمون البحث الحالي، وإذا زادت نسبة الاقتباس هذه تعتبر انتحالاً مخالفاً للقواعد البحثية، ولكن هذا الأمر لا تأخذ به الكثير من الجامعات والمراكز البحثية طالما أن الاقتباس تو فيه توثيق المراجع.


 كيف تحمي الاقتباس من السرقة العلمية: 

نظرنا كيف أن عملية توثيق المراجع يعتبر غيابها من أهم الأسباب التي تجعل الاقتباس يدخل في السرقة العلمية، إذاً فإن عملية توثيق المراجع لكافة الاقتباسات بشكل صحيح يعتبر من أهم محددات حفظ الاقتباسات من الوقوع في السرقة العلمية، و كذلك حماية الاقتباسات من الوقوع في الانتحال يأتي بالكتابة الكاملة لمعلومات توثيق المراجع دون استثناء أي شيء من هذه المعلومات، فلابد أن تتم عملية كتابة عنوان المادة الأصلية التي تمت عملية الاقتباس منها، و كذلك كتابة اسم الكاتب الحقيقي لهذه المادة مع دار النشر وسنة الصدور، فعملية توثيق المراجع لا سواها من يلعب دوراً أساسياً في حماية الاقتباس من الوقوع في السرقة العلمية، و كذلك هناك بعض الخطوات الإجرائية الأخرى الثانوية مثل أخذ الموافقة الخطية من الكاتب الأصلي.
فحص السرقة الأدبية


 طريقة توثيق مراجع الاقتباسات: 

تحدثنا أن عملية توثيق المراجع تعتبر أساس من أساسيات حماية الاقتباسات من الوقوع في السرقة العلمية. وتتم عملية توثيق مراجع الاقتباسات وفقاً لعدة خطوات وهي:

  1. لابد أولاً في توثيق مراجع الاقتباسات من جمع المعلومات التالية (اسم الكاتب الأصلي، عنوان المادة المقتبس منها، دار النشر).
  2. وفقاً لإحدى أنظمة توثيق المراجع المعتمدة، على سبيل المثال نظام Apa لتوثيق المراجع، تتم عملية توثيق مراجع كافة الاقتباسات في البحث.
  3. غالباً ما تعتمد أنظمة توثيق المراجع على كتابة عنوان المادة ومن ثم اسم الكاتب الأصلي ومن ثم دار النشر، أو قد يتم تقديم اسم الكاتب على عنوان المادة.
  4. عملية توثيق مراجع الاقتباسات تأتي ضمن مرحلتين أساسيتين، وهما مرحلة توثيق المراجع الداخلية، ومرحلة توثيق المراجع في القائمة، حيث يلزم الباحث القيام بتوثيق مراجع الاقتباسات في الحواشي السفلية للصفحات الداخلية في البحث و كذلك في قائمة المصادر والمراجع نهاية البحث.
  5. في عملية توثيق المراجع الداخلية، لابد من وضع الاشارة على نهاية الاقتباس.


 كيف يساهم الاقتباس في تعزيز الميثاق الأخلاقي للبحث؟ 

ميدان البحث له روحه الخاصة به، والتي يجد فيها الباحثين الشعور بالانتماء إليها في جو مليء بالمعرفة والمعلومات، وإلى جانب آخر فإن هذا الميدان هو في حد ذاته علاقات اجتماعية فكرية بين الكتاب، ولعل هذا الانتماء يحفه الميثاق الأخلاقي بين الكتاب والذي من أهم نصوصه احترام حقوق الملكية، والنقاط التالية موضحة لدور الاقتباس في تعزيز الميثاق الأخلاقي للبحث:

  • عملية الاقتباس تقوم على أساس التشاركية الفكرية، حيث أن الباحث عندما يقوم بعملية الاقتباس من مضمون آخر. فإنه بذلك يقوم بعملية التعرف على فكر غيره والإضافة عليه. ولهذا نجد أن عملية الاقتباس تعزز الحافزية لدى الباحثين بتقديم مضامين أكثر وبجودة أكبر.
  • معامل التأثير الموجود في المجلات العلمية المحكمة، والذي يقوم على أساس نسب الاقتباس من المضامين المنشورة على هذه المجلات. يؤكد دور عملية الاقتباس في تطور الأبحاث. و كذلك يأتي الاقتباس ضمن معايير الميثاق الأخلاقي. كونه يؤكد على صدق وموضوعية المعلومات المبنية على أسانيد تاريخية توصل إليها الباحثين الآخرين.
  • عملية توثيق المراجع التي يتم تنفيذها على الاقتباسات، تعتبر أساس من أساسيات الميثاق الأخلاقي. إذ أن عملية توثيق المراجع تحفظ للكتاب حقوقهم الفكرية وتحمي من السرقة العلمية. و كذلك الاقتباس يعزز مفهوم توثيق المراجع كونه يلتزم بهذه العملية.


 كيف يتم التعرف على الاقتباسات التي اشتملت على السرقة العلمية: 

أن تعرف ما إذا كانت الاقتباسات الموجودة في مضمون البحث واقعة في إطار الانتحال أما لا. فهذا يعني أنك ستقوم بتنفيذ عمليات فحص الانتحال، وعمليات فحص الانتحال لها صورتين.

الصورة الأولى لفحص الاقتباسات المنتحلة تكون من خلال شخص ذو خبرة واسعة بالمؤلفات. فبمجرد أن يقوم هذا الشخص بقراءة الاقتباسات يمكنه تميز أنها منتحلة أم لا. ولكن هذه الصورة قليلة الاستخدام في الكثير من المجالات وذلك لأنها تتطلب أشخاص ذوي خبرة عميقة. ولكن تشتهر في المضامين التي تشمل على اقتباسات أدبية من شعر وقصص وغيرها.

الصورة الثانية وهي الأكثر استخداماً تتم من خلال فحص الاقتباسات باستخدام برامج فحص الانتحال الإلكترونية. على سبيل المثال تطبيق plagiarism وتطبيق check for plagiarism. وتقوم هذه التطبيقات بمقارنة الاقتباسات الموجودة مع كم هائل من المضامين الموجودة على قواعد بياناتها.


 فيديو: الانتحال العلمي أو السرقة العلمية 


لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

 

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة