نسبة الاقتباس في مضمون الأبحاث تعتبر من الأساسيات التي يجب على الباحث أو الطالب الجامعي والدراسات العليا الإلتزام الكامل بها، وعندما نقول نسبة فإننا نشير إلى حد أقصى لا يمكن تجاوزه، و كذلك نشير في نسبة الاقتباس إلى حد أدنى يفضل عدم النزول عنه، إذاً نسبة الاقتباس في مضمون الأبحاث تأتي محصورة، فالاقتباسات الموجودة في مضمون الأبحاث لابد وأن يتم استخدامها بشكل عقلاني لا بشكل قليل ولا بشكل مفرط، وحول نسبة الاقتباس المسموح بها في مضمون الأبحاث نضح الطرح القادم لضمان عدم الإخلال بمضمون الأبحاث نتيجة نسبه الاقتباسات فيه.
قبل أن ندخل في عملية تعريف نسبة الاقتباسات الدنيا في مضمون الأبحاث، فلابد أن ندرك أن هذه النسبة تختلف من جامعة لأخرى ومن مركز ومؤسسة لأخرى.
يُطلق لفظ نسبة الاقتباسات الدنيا في مضمون الأبحاث على الحد الأقل الذي يفترض وجوده في مضمون الأبحاث من الاقتباسات.
بمعنى آخر نسبة الاقتباسات الدنيا في مضمون الأبحاث هي عبارة عن أقل نسبة اقتباسات تفرضها الجامعات لوجودها في الأبحاث.
وبطريقة أخرى نقول أن نسبة الاقتباسات الدنيا في مضمون الأبحاث تشير إلى نسبة الاقتباسات التي يجب على الباحث تجاوزها في عملية إعداد مضمون الأبحاث.
ونسبة الاقتباسات الدنيا في مضمون الأبحاث عادة ما تقررها الجامعات ب5% من مجمل مضمون البحث أو 3%.
كما أن هناك نسبة دنيا للاقتباسات في مضمون الأبحاث، فإن هناك نسبة قصوى أيضاً، وفي النسبة الدنيا للاقتباسات في مضمون الأبحاث قلنا أن على الباحث تجاوزها، ولكن في النسبة الأعلى للاقتباسات في مضمون الأبحاث فعلى الباحث ألا يتجاوزها.
ويمكن اعطاء النسبة القصوى للاقتباسات في مضمون الأبحاث التعريف التالي: هي عبارة عن نسبة الاقتباسات التي تضعها المؤسسات لأكبر عدد من الاقتباسات يمكن للباحث تضمينه من الاقتباسات.
وتتراوح نسبة الاقتباسات الأعلى من جامعة لأخرى فبعضها يسمح باقتباسات بحد أدنى 20% من كامل مضمون البحث، وبعضها يسمح باقتباسات 25% من كامل مضمون البحث، ولكن المتوسط المتعارف عليه في أغلب الجامعات هو نسبة الاقتباس 25%.
هذا السؤال يذهب بنا إلى سؤال آخر وهو (ما الأساسيات التي تتم من خلالها عملية فحص نسب الاقتباسات في مضمون الأبحاث؟). والإجابة على هذه التساؤلات تكون في النقاط التالية:
- يُنظر في مجمل مضمون الأبحاث وفقاً لعدد الكلمات وعدد الفصول الدراسية، على سبيل المثال كان البحث يحتوي على 20ألف كلمة مقسمة على خمسة فصول دراسية.
- تأتي عملية الفحص بمطابقة الكلمات المكتوبة في مضمون الأبحاث ومقارنتها بمضمون الأبحاث الأخرى. ويتم تحديد النسبة وفقاً لهذا الفحص.
- ليس فقط مضمون الأبحاث هو الداخل في عملية الفحص والمطابقة للاقتباسات. بل كافة المضامين الأخرى من رسائل ومقالات وغيرها.
- عملية فحص الاقتباسات تقوم على أساسي تحديد عدد كلمات العبارات التي تشملها الاقتباسات، ومن ثم جمع هذه الكلمات وإدخالها في معادلة الفحص التي تحدد نسبتها المئوية بالنسبة لعدد كلمات البحث بشكل كامل.
- عملية الفحص تخرج لنا نسبة الاقتباسات والتي ينبني عليها هل تم استخدام الاقتباسات بشكل منضبط مدروس أم لا.
ترفض الجامعات قبول البحث إذا كان متجاوزاً للحد الأدنى للاقتباسات، حيث تقوم الجامعات بالفحص ومن ثم تحديد القبول من الرفض، وأسباب الرفض تعود للمحددات التالية:
- الاقتباسات الكثيرة في مضمون البحث تعني عدم وضع الباحث رأيه، وبهذا لا يُقبل البحث.
- لابد أن يضيف الباحث شيء جديد على البحث. ووجود نسب فحص مرتفعة تعني أن الدراسة اعتمدت بشكل كامل على الدراسات السابقة ولم تضف جديداً.
- الانتحال من أخطر الأسباب التي تؤدي لرفض البحث، ولابد من الفحص للاقتباسات ومعرفة أماكنها. و كذلك التدقيق على إتمام عملية التوثيق الصحيحة للمراجع والمصادر.
- هناك ميثاق عالمي للمكتبات والمعارف من المتعارف فيه أن معدل الاقتباسات المرتفعة في البحث يعني ضعف الجودة.
عملية فحص الاقتباسات في مضمون الأبحاث لها طريقتين أساسيتين. هاتين الطريقتين تعتمدان على طريقة التنفيذ لعملية فحص الاقتباسات والأدوات المستخدمة. وطريقتا عملية فحص نسبة الاقتباسات في محتوى الأبحاث هما:
أولاً: عملية فحص الاقتباسات في محتوى الأبحاث بشكل وجاهي: في عملية الفحص للاقتباسات الوجاهية يمسك القائم بعملية الفحص المادة التي أمامها، ويعتمد على فكره وحصيلته المعلوماتية، ويقوم بعملية المطابقة للمعلومات الموجودة في مضمون الأبحاث مع مضامين الأبحاث الأخرى، وبعد ذلك يقوم بعملية تحديد الاقتباسات الموجودة، ومن ثم جمعها وفحصها عن طريقة قسمتها على عدد الكلمات العامة للبحث وضربها في100%، ولكن عملية فحص الاقتباسات الوجاهية تعتبر صعبة وتتطلب خبرة واتقان كبير، ولهذا نجد ضعف استخدامها، ولكن عملية فحص الاقتباسات الوجاهية تتميز بالدقة الكبيرة جداً في نتائج فحص الاقتباسات بخلاف الطريقة الأخرى.
ثانياً: عملية فحص الاقتباسات إلكترونياً: هناك العديد من البرامج والمواقع التي تقوم بتنفيذ عملية فحص نسبة الاقتباسات في مضمون الأبحاث، وتعتمد عملية الفحص هذه على نسخ ولصق المادة المراد إجراء الفحص لها على إحدى التطبيقات الإلكترونية، ومن ثم تقوم هذه التطبيقات بعملية الفحص من خلال المطابقة الكلامية والحرفية مع الداتا أو قاعدة البيانات الضخمة الموجودة عليها، ومن ثم تحدد الاقتباسات وتخرج النسبة النهائية للاقتباسات، ولكن عملي فحص الاقتباسات الإلكتروني تقارن فقط بالشكل المكتوب مما يعني أن نسبة فحص الاقتباسات فيها تكون غير كاملة الدقة، ومن أشهر البرامج المستخدمة في عملية فحص نسبة الاقتباسات إلكترونياً هي برنامج Turnitin وبرنامج دوبلي وبرنامج كوبيلكس وبرنامج ببيريتر.
القيام بعملية فحص نسبة الاقتباسات في مضمون الأبحاث أهمية كبيرة تعود على الباحثين و كذلك على المجال المعرفي بشكل عام، ومنها:
- ترتبط عملية فحص نسبة الاقتباس في مضمون الأبحاث بقضية الانتحال والسرقة الفكرية، ففي هذه العملية يتم تحديد الأماكن المتطابقة بين المضامين وبالتالي معرفة ما أخذه الباحث من المواد الأخرى ولم يقمّ بعملية توثيقه، ولكن هذه العملية تكون قاصرة وغير متكاملة الدقة نظراً لأن المجالات المعرفية لها العديد من المصطلحات والعبارات التي تتكرر بين الأبحاث المختلفة دون وجود اقتباس لها.
- عملية الفحص تعمل على زيادة قدرة الباحث على تحديد المعلومات المهمة التي يريد تضمينها في المضمون. مما يعني الخروج بمضامين أبحاث ذات جودة فنية معلوماتية عالية.
- ردع الانتحال يأتي بالدرجة الأولى لوجود عملية الفحص التي تعمل على اكتشاف الانتحال و كذلك محاربته.
- يندفع جمهور الباحثين إلى الاهتمام بعملية توثيق المراجع والمصادر لوجود الفحص الذي يكشف أخذهم المعلومات منها.
- عملية الفحص تبرز نوع من اعتماد الباحث على الدراسات السابقة والأبحاث الأخرى، مما يعني التفاعل بين البحث الحالي ومضامين الأبحاث الأخرى.
- الجهد المبذول من قبل الباحث والشيء الجديد الذي أضافه الباحث يتم تحديده من خلال عملية الفحص للاقتباسات.
هل الاقتباسات هي نفسها ما يتم أخذه من المراجع؟
قد يحدث لبس لدى العديد من الباحثين بالتفريق بين الاقتباسات والمراجع. ولكن الحقيقة أن كل اقتباس هو عبارة عن مرجع تتم عملية توثيق في المراجع.
وذلك لأن المعلومات المأخوذة من المراجع المختلفة سواء كانت هذه المراجع كتب أو رسائل أو مقالات أو تقارير أو غيرها تسمى كلها اقتباسات، ولكن في الميدان المعرفي يتم التعبير عن الاقتباسات في التوثيق بالمراجع، فلا يُقال توثيق الاقتباس ولكن يقال عملية توثيق المراجع.
إذاً يمكن القول بأن الاقتباسات هي نفسها المراجع. ولكن المراجع هي المعبر الأشمل والأعمّ الذي يتم استخدامه في المحددات العامة للبحث.
هناك العديد من المحددات التي تحمي مضمون البحث من الوقوع في التجاوز للنسبة المسموح بها من المعلومات المقتبسة. ومن هذه المحددات:
- الإضافة: لابد أن تضيف شيئاً على المعلومات المقتبسة، وهذه الاضافة تعني التحليل والمناقشة والشرح لها.
- المقارنة: أسلوب المقارنات بين المعلومات المقتبسة والمعلومات التي تحصلت عليها يجعلك تخرج من مشكلة المعلومات المقتبسة المتجاوزة للحد.
- اعرف الحد الأقصى: لابد أن تعرف الحد الأقصى لنسبة المعلومات المقتبسة المسموح بها في كامل مضمون البحث. وهذا يجعلك تأخذ بالحسبان المدى العام الذي سيكون موجوداً في كامل المضمون بخصوص المعلومات المقتبسة.
- الصياغة: افهم المعاني التي تريد إيصالها ومن ثم قمّ بعملية إعادة صياغة لها للخروج من وجود فحص مرتفع للمعلومات المقتبسة. فكما أشرنا أن الفحص يقوم بالمطابقة فقط للمعلومات المقتبسة.
- التوثيق: من أهم المعايير التي تحميك من انتحال المعلومات المقتبسة هو وجود التوثيق. ومع وجود التوثيق فهذا لا يعني الخروج من مشكلة وجود نسبة معلومات مقتبسة كثيرة. ولكنه يؤكد على الخروج من الانتحال.
فيديو: نسبة الاقتباس المسموحة في البحوث و الأوراق العلمية و كيفية فحص الأوراق العلمية