اطلب الخدمة
من بين مناهج البحث العلمي المختلفة، يأتي المنهج التاريخي كواحد من أهم هذه المناهج، والباحث الذي يستخدم المنهج التاريخي في كتابة مضمون بحثه يكون قد سلك طريق عبر الزمان، فيبدأ بعملية الوصف والكتابة للمعلومات في سياق تاريخي شيق وممتع، ومضمون البحث العلمي الذي يستخدم فيه الباحث المنهج التاريخي يعتبر من مضمون على قدر كبير من الكفاءة، لأن أساس المنهج التاريخي ينبني على كتابة الحقائق والبراهين في سياق التاريخ مع ذكر الشواهد والاثباتات، وحول المنهج التاريخي كمنهج هام من مناهج البحث العلمي المختلفة، سنقوم في سياق الفقرات القادمة بالوقوف على ماهيته ومن ثم خطوات المنهج التاريخي وأمور أخرى تساعدك على فهم المنهج التاريخي فهماً وافياً…. .
المنهج التاريخي له من اسمه النصيب الكافي، فكل باحث يقرأ كلمة المنهج التاريخي يتبادر إلى ذهنه أن المنهج التاريخي. من مناهج البحث العلمي التي تستخدم التسلسلات التاريخية في عملية كتابة المعلومات.
ويمكن أن نعطي المنهج التاريخي تعريفه الاصطلاحي بأنه: منهج من مناهج البحث العلمي يقوم على عرض وكتابة المعلومات من خلال المشاهد والتسلسلات التاريخية، ويربطها بالحاضر ليتنبأ بالمستقبل، وهو من مناهج البحث العلمي الأساسية.
والباحث الذي يستخدم المنهج التاريخي في كتابة مضمون البحث العلمي يقوم بعملية تنبؤية بنتائج البحث العلمي، وذلك وفقاً لما بين يدي الباحث من معلومات تم جلبها باستخدام المنهج التاريخي من الوقائع التي حدثت بالفعل في الماضي.
وطبيعة المنهج التاريخي في كتابة مضمون البحث العلمي تأتي من خلال حصر الشواهد والأحداث التاريخية، وادخالها في عملية تحليل ومناقشة للمعلومات، و كذلك عملية ربط المعلومات التاريخية بالمعطيات الحالية، وبهذا يمكن للباحث فهم طبيعة المستقبل.
كما أن المنهج التاريخي لا يقتصر على أنواع محددة من صنوف البحث العلمي، بل يشمل المنهج التاريخي كافة المجالات العلمية، فيمكن استخدام المنهج التاريخي في كتابة مضمون البحث التاريخي ومضمون البحوث التربوية ومضمون البحوث العلوم العام و كذلك الأدب، والمنهج التاريخي يعتبر من مناهج البحث العلمي الأساسية نظراً لأن كثيراً من الباحثين لا يمكنهم اتمام الحصول على النتائج الصحيحة إلا باستخدام المنهج التاريخي.
سيجد الباحث نفسه وهو يستخدم المنهج التاريخي في كتابة مضمون البحث العلمي، أنه يقوم بعملية جمع للمعلومات ومناقشة لها، ليس كباقي مناهج البحث العلمي التي تدخل المعلومات في اختبارات لتحصل على المعلومات التي يريدها الباحث، إذاً المنهج التاريخي يقوم بحصر المعلومات وكتابة هذه المعلومات في مضمون البحث العلمي، و كذلك يتم استخدام المنهج التاريخي وفقاً للخطوات التالية:
- أول ما يبدأ به الباحث ضمن اجراءات المنهج التاريخي هو عملية اختيار مشكلة البحث العلمي، حيث تفرض هذه المشكلة على الباحث ما إذا كان استخدام المنهج التاريخي هو المناسب أم لا، وتكون هذه المشكلة بحاجة لكتابة المعلومات والبيانات من الحوادث التاريخية، وينبني على تحديد المشكلة في المنهج التاريخي تحديد المصادر والمراجع التي سيتبعها الباحث في عملية جلب المعلومات.
- بعد أن يقوم الباحث بعملية تحديد المشكلة سيقوم الباحث بعملية جمع المعلومات من المصادر التاريخية، ولابد في المنهج التاريخي من التأكد من صحة مضمون كل مرجع من المراجع التي سيتم اقتباس المعلومات منها.
- يضع الباحث الفرضيات، وهذه الفرضيات تتم عملية اشتقاقها في المنهج التاريخي بالنظر إلى مشكلة البحث العلمي، ومن ثم ربطها بالمعطيات الحالية.
- وضع المعلومات في سياق مضمون البحث العلمي يكون غير كافياً في المنهج التاريخي. بل يجب أن يقوم الباحث بعملية المناقشة والتفسير لهذه المعلومات.
- لابد أن يقوم الباحث بعملية نقد للمعلومات التي قام بجمعها من خلال المنهج التاريخي، وهذا النقد يشمل رأي الباحث واثباتاته المنطقية.
- لابد من عملية توثيق كافة المراجع والاقتباسات التي تم اقتباس المعلومات منها، ووضع هذه المعلومات في مضمون البحث العلمي.
- آخر خطوات المنهج التاريخي يقوم فيها الباحث باستخلاص النتائج الخاصة بمضمون البحث العلمي، وهذه النتائج تكون عبارة عن تنبؤات.
كتابة المنهج التاريخي يأتي ضمن أسلوبين رئيسيين، وهذين الأسلوبين يقوم المنهج التاريخي بكتابة معلومات مضمون البحث العلمي وفقاً لهما. باعتبارها الأنسب في عملية استقطاب الباحث للمعلومات ضمن المنهج التاريخي، وهذين الأسلوبين هما:
أولاً: الأسلوب الاستقرائي في المنهج التاريخي:
في المنهج التاريخي يحتاج الباحث أحياناً لإتمام مضمون البحث العلمي، أن يقوم بعملية جمع المعلومات، ومن ثم ربط المعلومات بالمشكلة التي يأخذها في مضمون البحث العلمي، وكذلك كتابة الفروض، وبعد ذلك استقراء هذه المعلومات وادخالها في عملية المناقشة وصولاً إلى استخراج النتائج الخاصة بمضمون البحث العلمي كاملاً.
ثانياً: الأسلوب الاستنباطي في المنهج التاريخي:
في هذا الأسلوب يقوم الباحث بعملية عرض رأيه وفكره ودمجه مع المعلومات التي اقتبسها من المراجع. ليصل الباحث إلى قالب استنباطي يشمل رأيه والمعلومات التي حصل عليها من خلال المراجع. و كذلك يعتمد أسلوب الاستنباط في المنهج التاريخي على تحكيم العقل والاستدلال بالشواهد والثوابت والحقائق ليصل للنتائج الصحيحة.
وبهذين الأسلوبين في المنهج التاريخي يمكن للباحث تدعيم مضمون البحث العلمي. حيث أن المعلومات التي يجمعها المنهج التاريخي تكون بحاجة لعمليات أخرى لتصبح صالحة في الدخول إلى مضمون البحث العلمي.
يعكس المنهج التاريخي العديد من الخصائص التي تنعكس على إثر استخدامه في كتابة مضمون البحث العلمي. ومن أهم هذه الخصائص هي:
- يقوم المنهج التاريخي بعملية العودة التسلسلية إلى التاريخ. وبهذا يربط الماضي بالحاضر والمستقبل في مضمون متكامل يعكس هذا المضمون الجودة والمتعة في التنقل بين المعلومات.
- يقوم الباحث بوضع ملاحظاته ورأيه ودمجها مع مضمون المعلومات المقتبسة من المراجع، مما يعطي مضمون بحث علمي متعدد الآراء.
- صحيح أن المنهج التاريخي يقوم بعملية عرض المعلومات في مضمون البحث العلمي، ولكن أيضاً يقوم بالتحليل والمناقشة لهذا المعلومات.
- الزمن يعتبر من أكثر الخصائص التي يعكسها المنهج التاريخي، فنجد أن الباحث يقوم بدراسة العينة في فترة زمنية محددة، و كذلك يقارن هذه الدراسة مع دراسات سابقة في فترات ماضية.
- استخدام الباحث المنهج التاريخي في كتابة مضمون البحث العلمي يعمل على زيادة فهم المستقبل، بالتالي الحديث أكثر حول المشكلات المستقبلية.
نضع لك بعض الأمثلة على استخدام المنهج التاريخي. وفي هذه الأمثلة سنذكر مجال البحث العلمي وكيف يمكن استخدام هذا المنهج في هذا المجال كالتالي:
أولاً: مضمون البحث العلمي التربوي: يمكن للباحث أن يقوم باستخدام المنهج التاريخي في هذا المضمون. من خلال دراسة القيم التربوية في الفترات الزمنية والتي تتطلب العودة للماضي وربطها بالحاضر.
ثانياً: مضمون البحث العلمي عن الطبيعة: تتأثر الظواهر الطبيعية بعامل الزمن. و كذلك الباحث يمكنه الحصول على معلومات حول ظاهرة طبيعية واحدة في فترات زمنية مختلفة تبين عوامل التأثر والاختلاف.
ثالثاً: مضمون البحث العلمي الاجتماعي: الدراسات الاجتماعي غالباً ما تهتم بالعلاقات بين الناس، وباستخدام الباحث المنهج التاريخي يمكن معرفة طبيعة هذه العلاقات وفقاً لأثر الحوادث التاريخية، على سبيل المثال معرفة سبب الهجرة في بلد معين اندلعت فيه عدة حروب.
رابعاً: مضمون البحث العلمي الاقتصادي: أغلب المحددات الاقتصادية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتاريخ، على سبيل المثال معرفة كيف تمكنت دولة رواندا من الصعود من دولة منتهية ومعدومة المقومات الاقتصادية إلى دولة ذات استثمارات ضخمة في القارة الافريقية.
قد يظن البعض أن المنهج التاريخي فقط مرتبط بالمعلومات التي يتحدث مضمونها عن الأحداث التاريخية كالحروب والكوارث وغيرها، ولكن الحقيقة أن المنهج التاريخي ذو مفهوم أشمل وأعمّ، فيمكن استخدام المنهج التاريخي في مضمون البحث العلمي الذي يهدف لاكتشاف تغيرات سلوكية على سبيل المثال، فلا يشترط أن يتم يتطرق المنهج التاريخي ويرتبط بالأحداث التاريخية فقط، بل كل مضمون يحتاج فيه الباحث إلى تجارب زمنية يمكن للباحث أن يستخدم فيه المنهج التاريخي.
-
صفات لابد من توافرها في الباحث الذي يستخدم المنهج التاريخي:
الباحث الذي يختار المنهج التاريخي كمنهج لكتابة مضمون البحث العلمي. لابد وأن يكون هذا الباحث يمتلك عدة مهارات وصفات تؤهله لهذا، ومن أهم هذه الصفات والمهارات:
- من الأفضل أن يمتلك الباحث للغات العالمية الأساسية. لاسيما اللغة العربية واللغة الإنجليزية، لأن كثيراً من المصادر تعرض المعلومات بعدة لغات.
- الباحث الذي يعشق التاريخ يعتبر مميزاً في كتابة مضمون البحث العلمي. لأنه سيقوم بكتابة المعلومات بأسلوبه المنبثق من فكره وشغفه بالتاريخ.
- لابد أن يمتلك الباحث القدرة على مناقشة و كذلك تحليل المعلومات التي يدخلها ضمن المنهج التاريخي.
- مضمون البحث العلمي يكون متحور حول عدة خلفيات تاريخية، ولهذا الباحث المميز يكون عارفاً بهذه الخلفيات ليتسنى له فهمه.
- المنهج التاريخي يتطلب من الباحث المعرفة بمعلومات أخرى في مجالات أخرى، على سبيل المثال الجغرافيا والآثار، حيث يغلب على المنهج التاريخي ارتباطه بهذه العلوم.
لطلب المساعدة في إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي