اطلب الخدمة
تعتبر الدراسات السابقة من أهم دعائم البناء لمضمون البحث، حيث يقوم الباحث باستخدام الدراسات السابقة وإلحاقها بمضمون البحث على أساس الاعتماد على الدراسات السابقة في تدعيم مضمون البحث بالمعلومات، و كذلك تحديد الرؤية التي سيخلص إليها البحث، وبالتالي يجد الباحث ضرورة القيام بعدة عمليات محورية على الدراسات السابقة، منها عملية تحليل الدراسات السابقة وعملية المقارنة وعملية ترتيب الدراسات السابقة، وعمليات أخرى لابد منها للحصول على مضمون بحث متكامل يكون الباحث قد استغل فيه الدراسات السابقة استغلالاً أمثلاً، وفي هذا المقال سنتوقف مجموعة من العمليات المهمة المتعلقة بالدراسات السابقة…. .
نبدأ هذا المقال بعملية تحليل الدراسات السابقة نظراً لأن تحليل الباحث لمعلومات الدراسات السابقة يعمل على زيادة فهمها، و أمور أخرى ذات أهمية تنبثق عن تحليل الدراسات السابقة.
والمقصود بعملية تحليل الدراسات السابقة هو: عملية يتم فيها شرح وتفصيل مضمون الدراسات السابقة وإدراج هذا التحليل في متن البحث بأسلوب المناقشة والتفسير المستفيض.
على الباحث أن يضع في ذهنه العديد من المتطلبات اللازمة للقيام بعملية تحليل الدراسات السابقة، ومن أهذه المتطلبات:
- لابد أن يقوم الباحث بعملية القراءة لمضمون الدراسات السابقة، وذلك لأن هذه القراءة تكون لدى الباحث صورة كاملة عن الدراسات السابقة وكيفية تضمينها في مضمون البحث.
- يحدد الباحث أهم المعلومات التي يحتاجها من كامل مضمون الدراسات السابقة، لأن الباحث لن يقوم إلا بالاقتباس المحدود من الدراسات السابقة.
- لابد من امتلاك الباحث لرؤية نقدية يتمكن من خلالها نقد الدراسات السابقة.
- يلزم الباحث في تحليل الدراسات السابقة وجود عصف ذهني يتمكن من خلاله من فهم الدراسات السابقة، و كذلك يعمل العصف الذهني على معرفة الخبايا والمحددات.
- قدرة الباحث على الصياغة للأفكار ضروري للقيام بتحليل الدراسات السابقة.
- تحديد الباحث لمقاصد الدراسات السابقة، بمعنى آخر أن يقوم الباحث بالإجابة على (ما المعلومات التي تريد الدراسات السابقة ايصالها؟). فهذه الاجابة تجعل الباحث أكثر ادراكاً للمحتوى.
في الواقع ليس ثمة خطوات مؤصلة كمنهج علمي لعملية تحليل الدراسات السابقة، ولكن من خلال الممارسات وملاحظات الباحثين يمكن الوصول إلى خطوات تعطي النتائج المثلى لعملية تحليل الدراسات السابقة، وهذه الخطوات هي:
- تقسيم الدراسات السابقة كل دراسة على حدة تعطيك الفرصة كباحث من الإحاطة بكامل مضمون الدراسات السابقة قبل ادراجها في مضمون البحث.
- ستبدأ بعملية القراءة السريعة لمضمون الدراسات السابقة تمهيداً للدخول الفعلي في الشرح والتفسير.
- أثناء قراءة مضمون الدراسات السابقة قمّ بتحديد المعلومات التي تريد تحليلها.
- يبدأ الباحث بالتنفيذ الفعلي لعملية تحليل الدراسات السابقة بكتابة التحليل على ورقة خارجية (مسودة)، وتأتي عملية كتابة التحليل وفقاً لما فهمه الباحث و كذلك بعرض الباحث المعلومات بعضها على بعض.
- في عملية تحليل الدراسات السابقة، لابد أن يشمل على تفسير وشرح للمعنى والمقصد أولاً، ثم قيام الباحث بتحليل مدى ملائمة الفرضيات الموجودة في الدراسات السابقة للمشكلة و كذلك النتائج.
- لابد أن يقوم الباحث بتحليل المتغيرات ومعرفة سبب اختيار الباحث السابق لها.
- التعليق على النتائج يعتبر جزء من أجزاء عملية التحليل.
- أخيراً، يتم جمع كافة المعلومات المكتوبة على المسودة، ويتم ادراجها في مضمون البحث بصياغة سلسلة وصحيحة.
عندما تكتب تحليل الدراسات السابقة في مضمون البحث، فإنك ملزم باتباع العديد من المعايير والتي من أهمها:
- على الباحث أن يقوم بعملية التحليل وفقاً للموضوعية والمصداقية وعدم التحيز.
- الرأي الشخصي للباحث يعتبر مهم بالنسبة لتحليل الدراسات السابقة، وذلك لأن هذا التحليل في الأساس ينبني على المعطيات المعلوماتية و كذلك على فكر واستنتاجات الباحث.
- لابد أن يقوم الباحث بعملية تحليل الدراسات السابقة بشكل يتوافق مع الهدف العام لمضمون البحث الحالي.
- بعض الباحثين يقومون بعملية التحليل على صيغة الانتقاد، وهذا خطأ، فالنقد والتعليق عملية منفصلة عن التحليل.
- يلتزم الباحث في عملية تحليل الدراسات السابقة بالدمج بين المعلومات الموجودة في كل دراسة. وبين المعلومات الموجودة في مضمون البحث الحالي.
لتحليل الدراسات السابقة العديد من الفوائد التي تنعكس على الباحث وعلى مضمون البحث، ومن أهمها:
- الباحث الذي يقوم بتحليل الدراسة السابقة يكون لديه إلمام متكامل بمضمون هذه الدراسة. وبالتالي اكتساب فرصة أكبر في توظيف المعلومات المقتبسة من الدراسات السابقة داخل مضمون البحث الحالي.
- عملية تحليل الدراسات السابقة في مضمون البحث تبرز مهارة الباحث في كيفية استخلاصه للمعلومات. وتجعل هذا الباحث يضع رؤيته ويعكس شخصيته كباحث مستقل له فكره الخاص.
- القارئ يستفيد من قيام الباحث بعملية تحليل الدراسات السابقة، وذلك لأن هذه العملية سينتج عنها فهم أكبر لمضمون البحث الحالي من ناحية، و كذلك يتمكن القارئ من فهم الموضوع من وجهات نظر مختلفة لكتاب مختلفين.
- في العادة تكون هذه الدراسات ذات كمية زخم كبيرة من المعلومات. وعملية تحليلها تختصر هذا الكم من المعلومات وتقدمه بشكل مبسط.
- تحليل الدراسات السابقة يعمل على ايضاح طبيعة الموضوع في الزمان الذي تمت كتابة هذا الموضوع فيه في تلك الدراسات.
- كلما كان المضمون مفسراً ومحللاً كلما زاد الاندماج معه من ناحية التقبل والفهم. وهذا ما ينبغي الاعتماد عليه في تحليل الدراسات السابقة.
تتم عملية كتابة الدراسات السابقة في مضمون خطة البحث، ولكن هذه العملية تكون عبارة عن رؤوس أقلام فقط، فخطة البحث تكون عبارة عن الخريطة التي توضح المسار، ويمكنك القيام بعملية كتابة الدراسات السابقة في مضمون خطة البحث كما يلي:
- قبل أن تكتب أي شيء في مضمون خطة البحث، لابد أن تعرف كيفية ترتيب عناصر خطة البحث نفسها، وأين الموقع الصحيح الذي تتم عملية كتابة الدراسات السابقة فيه من بين عناصر خطة البحث، وهذا المكان هو بعد الأهداف مباشرة وقبل المناهج.
- لا يمكنك القيام بعملية كتابة الدراسات السابقة في مضمون خطة البحث إلا باتباعك لأسلوب ترتيب واضح، فيتم ترتيبها في مضمون خطة البحث من خلال عدة أساليب ترتيب معتمدة من أهمها: الترتيب التصاعدي وفقاً لزمن الاصدار أو الترتيب التنازلي، و كذلك الترتيب وفقاً للمناهج العلمية المستخدمة، و كذلك الترتيب وفقاً للأهمية التي يقررها الباحث، و كذلك الترتيب وفقاً لمكان الصدور.
- عملية كتابة الدراسات السابقة في مضمون خطة البحث تكون أولاً بكتابة عنوان هذه الدراسة. وبعد ذلك تبدأ الفقرة بكتابة تعريف مبسط لا يتجاوز الخمسة أسطر حول هذه الدراسة ومحتوياتها ونتائجها.
- يتم الانتقال من دراسة إلى دراسة أخرى وفقاً لآلية الترتيب التي تم اعتمادها. وكل دراسة تتم عملية كتابتها في مضمون خطة البحث بنفس الطريق السابقة.
- من الأمور التي نشير إليها في كتابة الدراسات السابقة في مضمون خطة البحث، هي ربطها مع بعضها البعض.
- لابد أن يتم توثيق كل دراسة بكتابة المرجع في الحواشي السفلية لخطة البحث.
تعتبر عملية كتابة الدراسات السابقة في مضمون خطة البحث من العناصر الأساسية في مضمون خطة البحث. ويأتي ذلك بناءاً على ما يلي:
- القارئ الذي يقرأ خطة البحث لابد أن يعرف ما الذي سيجده في العصف الذهني الموجود في مضمون البحث والإطار النظري. ولذلك لابد أن يعرف القارئ ما هي أهم المصادر التي اعتمد عليها الباحث في جلب المعلومات.
- لأن الدراسات السابقة تشكل في مضمونها نسبة كبيرة من كامل مضمون البحث، فلابد من التنويه إليها في خطة البحث.
- عملية كتابة الدراسات السابقة في مضمون خطة البحث يكون بذكر معلوماتها الأساسية التعريفية، على سبيل المثال كتابة المنهج الذي اتبعته هذه الدراسة والمشكلة التي تناولتها وغيرها من الأمور فضلاً على أنه يتم كتابة توثيقها بما يشمل اسم مؤلفها وتاريخ ومكان صدورها.
رأينا كيف وأين تكتب الدراسات السابقة في الخطة، ولكن يأتي هنا التساؤل أين تكتب الدراسات السابقة في داخل البحث. وفي هذا نضع النقاط التالية:
- البعض يرى أن كتابة الدراسات السابقة تأتي مدمجة مع الإطار النظري. وهذا الرأي يأتي بناءاً على افراد فصل دراسي للدراسات السابقة في الإطار النظري، أو دمجها ضمن سياق الإطار النظري.
- الرأي الثاني يرى أن عملية كتابة الدراسات السابقة تأتي في محدد خاص غير الإطار النظري. فبذلك تكون هذه الدراسات السابقة عبارة عن عنصر من العناصر الكاملة المكونة للبحث. وهي الخطة ومن ثم الدراسات السابقة ومن ثم الإطار النظري. وفي هذا الرأي يتم أخذها بشكل تفصيلي بما يقارب ال20 صفحة.
فيديو: مفهوم الدراسات السابقة وتحليلها باستخدام اداة برمجية - NAILS Project-
لطلب المساعدة في توفير المراجع وتلخيص الدراسات السابقة يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي