السرقة الأدبية وكيفية كشفها ونقدها

 السرقة الأدبية 

تعرف السرقة الأدبية بأنها العملية التي يأخذ فيها أحد الأشخاص عملاً أدبياً لغيره، وينسبه إلى نفسه في خطوة لإيهام القارئ والجمهور أن هذه المادة من بنات فكره لفظاً ومعناً.

 كشف السرقات الأدبية 

في ظل ازدياد السرقة الأدبية وتعدد أنواعها وكثرة أسبابها في وقتنا الحاضر، أصبح المختصون في حاجة ماسة إلى البحث عن طرق تهدف إلى كشف السرقة الأدبية، للحد من خطر السرقة الأدبية في ظل غياب قانوني وقيمي لدى الكثير من القائمين على السرقة الأدبية، ويمكن كشف السرقة الأدبية عن طريق إحدى الأدوات المعنية بذلك أو البرامج والتطبيقات التي تعمل على تحديد نسبة الاقتباس بمقارنة المواد المرفقة بما هو منشور عبر الشبكة العنكبوتية.

ومن أهم الأدوات المستخدمة في الكشف عن السرقة الأدبية الأدوات التالية:

1_موقع check for plagiarism: حيث يقوم check for plagiarism بمقارنة نسبة الاقتباسات الموجودة داخل النص المرفق والتأكد من عدم تعرضه للسرقة الأدبية، وأهم ما يميز هذه الأداة هي إعطاؤها النسب والعبارات بشكل واضح.

2_ موقع plagiarism: حيث يعتبر plagiarism من أهم المواقع التي تقوم بكشف السرقة الأدبية حيث يرتبط بشكل مباشر مع محركات البحث على مواقع الإنترنت ويقوم بمقارنة المادة بما هو منشور على المواقع والمنتديات وغيرها من تطبيقات ومواقع الويب.

3_ موقع plagiarism detect: يستخدم هذا الموقع للكشف عن السرقة الأدبية بشكل واسع في كافة أنحاء العالم، وذلك لاحتوائه على 190 لغة من ضمنها اللغة العربية، ولذلك نجد أن هذا الموقع مستخدم في عدة مراكز بحثية وجامعات دولية.

4_ موقع Plag tracher: يتميز بسرعة أدائه وإظهار نتائج السرقة الأدبية للنصوص الكبيرة في مدة قصيرة لا تتجاوز ال30 دقيقة.

5_ موقع dupli checker: وهو من المواقع الفعالة في مجال كشف السرقة الأدبية، حيث يتميز بدقة الأداء وإعطاء نتائج سليمة ودقيقة.

 البرامج والتطبيقات المستخدمة في كشف السرقة الأدبية 

أما بالنسبة للبرامج والتطبيقات المستخدمة في كشف السرقة الأدبية، فمن أهم البرامج المستخدمة في كشف السرقة الأدبية ما يلي:

1_ برنامج ithenticate: يتمتع هذا البرامج في اكتسابه المصداقية لدى الجمهور والباحثين، مما يجعله واحد من أهم البرامج المستخدمة في كشف السرقة الأدبية وتعتمده الكثير من الجامعات حول العالم في تحكيم البحوث والرسائل العلمية، وكشف السرقة الأدبية فيها.

2_ برنامج turnitin: ويتميز هذا البرنامج بدقة تحديد نسبة الاقتباسات المأخوذة وتحديد موقعها داخل المادة المرفقة وإبرازها باللون الأصفر.

3_ برنامج Write Check: من أبرز خصائص هذا البرنامج هو قيامه بتوفير إمكانية التعديل على البحث من قبل الطلاب بجانب كشفه نسبة الاقتباسات في المادة المرفقة والسرقة الأدبية، وهذه الخاصية جعلته مستخدماً بكثرة ومميزًا من قبل طلاب الدراسات العليا.

 نقد السرقة الأدبية 

عمل العديد من الكتاب والأدباء على نقد الأعمال التي انتهجت منهج السرقة الأدبية، كما انتقدوا الأشخاص القائمين على تلك السرقة الأدبية، حتى أن التاريخ سجل العديد من هذه القصص التي وردت في كتب تاريخ الأدب المختلفة ومنها (قصة انتحال جرير لبيتين من الشعر للمعلوط السعدي)، وكذلك فإن العديد من علماء العرب القدماء والمحدثين قد أوردوا السرقات الأدبية في أبحاثهم، وجعلوا للسرقات الأدبية مصطلحاتها الخاصة كما فعل الحاتمي في (حلية المحاصرة) وكتابته عن مصطلحات السرقة الأدبية مثل (الانتحال والإغارة)، وكذلك ما أورده الدكتور بدوي طبانة في كتابه (السرقة الأدبية: دراسة في الابتكار للأعمال الأدبية وتقليدها).

ولعل الشواهد الحاضرة تثبت مدى خطر السرقة الأدبية على القائم بها نفسه، حيث تظل عليه ك(وصمة عار) ويفقد مصداقيته لدى الجمهور، كما أن العديد من الجامعات تفرض عقوبات أكاديمية على الطلاب الذين يثبت ادانتهم بالقيام بالسرقة الأدبية، فمنهم من يخسر جهده كاملاً ويطلب منه الإعادة إزاء جرمه في السرقة الأدبية، ومن الأمور الهامة في موضوع نقد السرقة الأدبية ما يلي:

• عندما يتم نقد مضمون مقدم من شخص قام بالسرقة الأدبية، فلابد توضيح نسبة الاقتباس التي تمت في هذا المضمون.
• يجب العلم بالقواعد التي تؤكد أن من تم هو سرقة أدبية.
• ليس من الضروري أن يتم رفض العمل لمجرد الاقتباس فقط، فبعض الاقتباسات لا تعتبر سرقة أدبية.
• من الضروري قبل نشر أي عمل أن يقر الكاتب على مسؤوليته الكاملة والمباشرة تجاه العمل المقدم.
• حظر نشر وتداول المضامين التي قامت على السرقة الأدبية.                      

 كتاب النقد الأدبي للدكتور (بدوي طبانة) 

يعد كتاب (دراسة في ابتكار الأعمال الأدبية وتقليدها) من أهم الكتب والمراجع التي تتحدث عن السرقة الأدبية، ويأتي هذا في ظل قلة نشر الكتب والمراجع الرسمية حول السرقة الأدبية، حيث تقتصر أغلب الكتابات عن السرقة الأدبية على المقالات القصيرة، وكتاب الدكتور بدوي طبانة الذي يتحدث فيه عن السرقة الأدبية يأتي ضمن خمسة فصول موزعة على ما يقارب 200 صفحة يتحدث فيها المؤلف عن الابتكار الأدبي وحدود التقليد الأدبي، وتاريخ السرقة الأدبية وأنواع السرقة الأدبية وأهم أسباب السرقة الأدبية.

ولعل أكثر ما يميز هذا الكتاب هو استعراضه لمواقف تاريخية عن السرقة الأدبية حصلت مع أدباء وشعراء بارزين مثل (جرير، والأخطل الصغير، والحاتمي) ووضع المؤلف هذه القصص في اطار تاريخي سردي تحليلي وبين كيف تعاملت مع هذه السرقات الأدبية التي تعرضوا لها، كما ينتهج المؤلف أسلوباً جديداً في طرح موضوع السرقة الأدبية بأن يحذر من اتهام كل الأعمال التي تقوم بالاقتباس على أنها (سرقة أدبية) وذلك لأن وجهة نظره تقتضي بأن يكون الاقتباس مشروع ولكن محدد بمعايير ومبادئ عدة.

  فيديو: السرقة الأدبية 

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي