اطلب الخدمة
تطور مفهوم تكنولوجيا التعليم
لقد مرت الوسائل التعليمية بالعديد من التسميات المختلفة، إلى أن أصبح مفهوما له أهدافه ومدلولاته ألا وهو مفهوم تكنولوجيا التعليم، وذلك نظراً للتطور التكنولوجي الكبير في كافة المجالات المختلفة في العصر الحديث، وفي هذا السياق ما يهمنا هو توضيح مراحل التطور التاريخي المختلفة لمفهوم تكنولوجيا التعليم.
مراحل تطول مفهوم تكنولوجيا التعليم:
أ) المرحلة الأولى: وتشتمل هذه المرحلة على ثلاث أجزاء:
1-التعليم الـمرئي Visual Insurrection:
يمكننا القول أنّ أول من استخدم الوسائل التعليمية هم المصريين القدماء، وذلك لأنّهم أول من فطِن إلى ضرورة استخدام الوسائل التعليمية في تعليم الكتابة والحساب من خلال استخدام قطع من الحصى أو الحجارة، بالإضافة إلى ذلك فانهم كانوا ينقشون على المعابد، وكانت تساعدهم على إدراك الأشياء التي تعلموها.
وأطلق على هذه الوسائل التعليمية اسم الوسائل البصرية أو المرئية، وذلك نظراً لاعتقادهم بأنّ التعليم غالباً يعتمد على حاسة البصر، حيث أنّ ٨٠% -٩٠% من قدرات وخبرات الفرد في التعليم يتم الحصول عليها من خلال حاسة البصر.
2-التعليم المرئي والمسموع Audio Visual Instruction:
على الرغم من الظهور الواسع للوسائل البصرية، إلا أنّه لم يكن كافياً، حيث أنّه كان مقتصراً على حاسة البصر وحدها، وبذلك لم يكن يستطع المكفوفين أن يتعلموا عن طريق حاسة البصر فاضطروا للجوء إلى حاسة السمع، مما أدى إلى ظهور مصطلح الوسائل التعليمية السمع البصرية والتي تعتمد بشكل أساسي على حاستي السمع والبصر سوياً.
3-التعليم عن طريق جميع الحواس:
بعد معالجة القصور والنقص في بداية المرحلة الأولى والذي كان يعتمد بشكل أساسي على حاسة البصر، ثم استخدام حاستي السمع والبصر معاً وظهور مصطلح الوسائل التعليمية السمع بصرية، إلا أنهم اعتبروه قاصراً وناقصاً، لأنّ التعليم لا يمكن أن يعتمد على حاستين فقط، حيثُ أنّ المتعلم يستخدم كافة حواسه في التعليم. لذلك ظهر مصطلح الوسائل التعليمية وهو أكثر شمولاً ولا يعتمد على حاسة واحدة بل على جميع الحواس المختلفة للفرد.
ب) المرحلة الثانية:
اعتمدت هذه المرحلة على وسائل تعليمية تسمى Teaching Aids ومعناها وسائل تعليمية مساعدة، وذلك بسبب استعانة المعلمين بها في عملية التدريس، ويتم استخدامها حسب المفهوم والأهمية بدرجات متفاوتة، وكان بعض منهم ام يستعمل هذه المعينات، ولكن من المآخذ عليها أنها محدودة للغاية.
جـ) المرحلة الثالثة:
اعتمدت هذه المرحلة على اعتبار الوسائل التعليمية وسيط ما بين المعلم (المرسل) والمتعلم (المستقبل)، أو تعتبر القناة التي يتم عن طريقها نقل الرسالة (المادية التعليمية) من المرسل إلى المستقبل. يعتمد اختيار هذه الوسائل المختلفة على عدة عوامل ومنها الأهداف المحددة من المعلم، وبعد ذلك تم ظهور مصطلح جديد وهو الوسائط التعليمية المتعددة والذي يتضمن ويحتوي على وسائط رئيسية – متممة – إضافية – إثرائي.
د) المرحلة الرابعة:
بدأ النظر إلى الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم في هذه المرحلة من خلال أسلوب المنظومات (Systems Approach)، والذي يعد جزء أساسي وضروري من المنظومة المتكاملة في العملية التعليمية، لم يكن الاهتمام في هذه المرحلة فقط في المواد أو الأجهزة التعليمية وإنّما بالاستراتيجية المجهزة التي صممها المصمم (Designer).
وتبيّن هذه المنظومة كيف يمكن استخدام الوسائل التعليمية (تكنولوجيا التعليم) من أجل تحقيق عدة أهداف سلوكية محددة سابقاً، مع الأخذ بعين الاعتبار اختيار الوسائل واستخدامها ضمن المعايير، أي اتباع أسلوب الأنظمة حيث تمون تكنولوجيا التعليم والوسائل التعليمية عنصر هام من عناصر النظام الشامل الذي يحقق الأهداف ويحل المشكلات. وهكذا يتبين كيف تحقق مفهوم تكنولوجيا التعليم.
ومن هنا يمكننا القول أنّ مفهوم تكنولوجيا التعليم مرّ من خلال أربعة مراحل في عصور مختلفة حيث أنه في بادئ الأمر كان الاهتمام مقتصراً على مواد التعلم، ثم بأساليب التدريس المساعدة، ثم عملية الاتصال باعتبارها غاية وهدف، وبعد ذلك أصبحت الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم جزءًا أساسيًا في العملية التعليمية، إلى أن أصبح مفهوم تكنولوجيا التعليم هو الأسلوب وطريقة التفكير وحل المشكلات.