اطلب الخدمة
تزخر العملية المعرفية بالكثير من المحددات والوسائط التي يمكن من خلالها التبادل المعرفي ونشر محتوى البحوث، ومن أهم هذه الوسائط هي المجلات العلمية المحكمة، حيث أصبحت هذه المجلات العلمية المحكمة تشكل معياراً أساسياً لدى الكثير من الجامعات والمراكز البحثية في الحكم على محتوى البحوث والباحثين أيضاً، ولهذا نرى الاهتمام الواسع من قبل الباحثين في عملية نشر محتوى البحوث في المجلات، وتتباين جودة المجلات العلمية المحكمة ذاتها، ولهذا نرى ضرورة أن نتوقف على الطرق المُثلى في الحكم على المجلات نفسها وطريقة اختيارها…..
لعل أحدنا تساءل ذات يوم عن سبب قيام المجلات العلمية المحكمة بالتخصص في نشر البحوث. ولماذا لم يقتصر نشرها على محتوى المقالات والتقارير فقط أسوة بالمجلات المجتمعية والصحفية، النقاط التالية توضح هذه الأسباب:
- قالب البحوث يعتبر في حد ذاته وسيلة للتعارف على الجهود المعرفية التي بذلها الآخرون. ويكون بحاجة إلى كيان كامل للتعبير عن هذا المحتوى وعرضه، وهذا الكيان تتوافر خواصه في المجلات العلمية المحكمة.
- المجلات العلمية المحكمة تكون عبارة عن عملية ضبط للمخرجات المعرفية، فما يتم نشره على هذه المجلات يجري عليه عملية التحكيم، و كذلك يتم الحكم على البحوث وفقاً لمحددات الجماهير وسرعة النشر وعدد المشاهدات وغيرها.
- يعتبر قالب المجلات العلمية المحكمة من القوالب التي تجذب جمهور القراء لتصفحها ومعرفة ما فيها من محتوى.
- البحوث التي يتم نشرها على المجلات العلمية المحكمة تدخل في إطار التوثيق، وبهذا يمكن الرجوع لمحتوى هذه البحوث في المستقبل.
- المجلات العلمية المحكمة تقوم بعملية نشر محتوى البحوث نظراً لأن هذه البحوث تكون بحاجة إلى سرعة الوصول لها من قبل الطلاب والباحثين وغيرهم.
- التنظيم الإداري للمجلات العلمية المحكمة بدوائره الرئاسية والتحريرية والفنية. يناسب ضبط نشر محتوى البحوث في بيئة واحدة يسهل التعامل معها.
- المجلات العلمية المحكمة تعتبر من المسلمات المتوافق عليها من قبل هيئات البحث العلمي العليا للجامعات والمراكز البحثية.
المجلات العلمية المحكمة منها القوي ومنها الضعيف. وإن كانت هذه المجلات بشكل عام تعتبر ذات أهمية في عرض محتوى البحوث. ويكون الحكم على المجلات العلمية المحكمة من ناحية القوة والضعف من خلال ملاحظة عدة معايير منها:
- هل المجلات العلمية المحكمة منشورة على قاعدة بيانات سكوبس أم لا، حيث أن المجلات التي تنشر على قاعدة بيانات سكوبس تعتبر ذات تأثير ولها جودة أعلى من المجلات الغير منشورة على هذه القاعدة، ولهذا يُنصح باختيار المجلات لنشر محتوى البحوث من على قاعدة سكوبس.
- معامل التأثير، وهو الذي يُظهر مدى انتشار وطلب المجلة من قبل الجمهور من ناحية ومدى مناسبة ما يعرض على صفحاتها للجمهور من ناحية أخرى، ويتم ابراز معامل التأثير للمجلات من خلال ما تقدمه قواعد البيانات من معلومات تعريفية بالمجلات.
- النطاق المكاني الجغرافي التي تنتشر فيه المجلات، يلعب دوراً هاماً في الحكم على مدى قوتها. فالمجلة العلمية المحكمة التي تنشر محتوى البحوث على الصعيد العالمي تكون أقوى من المجلة المحلية.
- السياسة التحريرية التي تتبعها المجلات العلمية المحكمة في عملية نشر محتوى الأبحاث تختلف من مجلة لأخرى. ولهذا كلما كانت سياسة التحرير مرنة وتتقبل الاختلاف في الرأي كلما كانت ذات جودة أعلى.
- يلعب المحكمين دوراً مهماً في تصنيف المجلات على سلم القوة والضعف، على سبيل المثال إذا كانت المجلة العلمية المحكمة تحتوي على محكمين من ذوي الصيت العالمي فبلا شك ستكون ذات تأثير وجودة أعلى.
الأهم من نشر محتوى البحوث على المجلات العلمية المحكمة، هو دقة وكفاءة الاختيار لهذه المجلات، وفيما يلي نضع بعض الخطوات الأساسية في عملية اختيار المجلات قبل ارسال محتوى البحوث لنشرها:
- أنظر أولاً إلى مضمون البحوث التي تريد نشرها. وحدد التخصص والمعايير الكتابية التي تهتم بها المجلات. مثل عدد الصفحات وطريقة الصياغة والمعلومات التي يشملها محتوى البحوث.
- ننصحك بالدرجة الأولى بالتوجه إلى قاعدة بيانات سكوبس. ومن خلال هذه القاعدة ستقوم بعملية البحث عن المجلات وفقاً للتخصص الذي حددته لمحتوى البحث الذي ستنشره.
- ستظهر لك العديد من المجلات على قاعدة بيانات سكوبس التي تتوافق مع طبيعة التخصص لمحتوى البحث. وستبدأ هنا باختيار المجلات ذات معامل سرعة التأثير الأعلى. والذي ستجده موجوداً في التعريف الخاص بالمجلات على سكوبس.
- بعد ذلك، ستقوم بعملية المفاضلة المضمونية بين عدد محصور من المجلات لا يزيد عن عشرة مجلات، وذلك بدخولك إلى محتوى كل مجلة ورؤية طبيعة المحتوى الذي تنشره ومدى الاقبال والتفاعل، وكفاءة المحكمين.
- السياسة التحريرية تعتبر ضرورية قبل أن تقوم بإرسال محتوى البحث لنشره.
ستجدد الآلاف من المجلات العلمية المحكمة المتخصصة بنشر محتوى البحوث حول العالم، وفيما يلي نضع خمسة من أهم هذه المجلات:
أولاً: مجلة ساينس SCIENCE لنشر البحوث العلمية:
معنى عنوان هذه المجلة هو (العلوم) حيث تتخصص مجلة العلوم بنشر محتوى بحوث العلوم العامة و كذلك العلوم الاجتماعية، وتصدر هذه المجلة العلمية المحكمة مطلع أسبوع في الولايات المتحدة الأمريكية، وتعتبر عملية النشر عليها صعبة نوعاً ما نتيجة لكمية البحوث الكبيرة التي تتلقاها المجلة كل أسبوع، ويتم المفاضلة بين البحوث لنشر المحتوى ذو الجودة الأعلى، ولهذا يعتبر محتوى هذه المجلة قيماً.
ثانياً: مجلة ديسكفر DISCOVER:
تنتمي هذه المجلة العلمية المحكمة حالياً لشركة كالمباش لنشر المحتوى. حيث تعتبر هذه الشركة ذات ريادة وجودة في نشر المقالات والبحوث، وتصدر المجلة كل شهر.
ثالثاً: نيو ساينتست NEW SCIENTIST:
من أشهر المجلات العلمية المحكمة لنشر محتوى البحوث، وتعتبر من المجلات الأسبوعية، كما وتأسست هذه المجلة عام 1956م، وتتخصص بعملية نشر محتوى المقالات والبحوث في العلوم التطبيقية والاجتماعية، وتتخذ المجلة اللغة الإنجليزية كلغة رسمية لها، ومن أبرز ما يميز هذه المجلة هو سعة الجماهير المتابعة لها، حيث أكدت الإحصائيات أن عدد زوار الموقع الإلكتروني للمجلة يقارب ال4 ملايين فرد في العام الواحد.
رابعاً: مجلة سميث سونيان SMITHSONIAN:
تدعم مؤسسة سميث سونيان من أهم المؤسسات العالمية المهتمة بمجال نشر المحتوى العلمي، وتدعم الحكومة الأمريكية هذه المجلة بشكل مباشر، كما أن لها تاريخ عريق يبدأ من عام 1846م، وتصدر المجلة كل شهر، ولمجلة سميث سونيان العديد من المراكز التابعة لها، كما أن لها متاحف آثار في أمريكا تحت إشرافها.
خامساً: مجلة سكاي تلسكوب:
من بين المجلات العلمية المحكمة تأتي هذه المجلة كواحدة من المجلات القليلة المتخصصة في نشر بحوث الكون، المتعلقة بالنجوم والكواكب وعلم الفضاء، وتقدم هذه المجلة المعلومات الجديدة والاكتشافات الكونية، ويهتم بهذه المجلة جمهور واسع من علماء الفضاء والكيمياء والفيزياء والأحياء، وستجد أن هذه المجلة لها قيمة معلوماتية عالية لأنها تنشر المحتوى وفقاً للتجارب والدراسات المعمقة.
اللافت في مجال المجلات العلمية المحكمة هي الاستحقاقات التي تنبني عليها في كثير من الدرجات الأكاديمية، فنجد أن كثيراً من الجامعات العالمية تعتمد ما يقوم به الباحث في نشر محتوى البحوث على المجلات العلمية المحكمة كواحد من محددات استحقاق الدرجات الأكاديمية، على سبيل المثال درجة الأستاذ المشارك تنبني على قيام الباحث بنشر محتوى ما لا يقل عن خمسة بحوث في المجلات العلمية المحكمة التي تعترف بها الجامعة، إذاً، نحن أمام حقيقة ووظيفة إضافية تقوم بها المجلات العلمية المحكمة من خلال نشر محتوى البحوث وهي استحقاق الدرجات الأكاديمية.
محتوى البحوث لا يتم الموافقة على عرضها في صفحات المجلات العلمية المحكمة إلا باجتيازها للتحكيم الخاص بالمجلات، و كذلك تتتبع المجلات المحكمة أساسيات ومعايير في عملية التحكيم لمحتوى البحوث ومنها:
- محتوى البحوث المعرفي، حيث تنظر المجلات المحكمة في المعلومات التي يحتويها محتوى البحوث هل تتوافق مع رؤية المجلات أم لا.
- المجلات العلمية المحكمة تقوم بعملية تحكيم التنسيق الموجود في محتوى البحث، وهذا التحكيم ينبني على رؤية المجلة نفسها، حيث تختلف شروط التنسيق بين المجلات المحكمة.
- العينة البحثية الموجودة في محتوى البحث تأخذها المجلات المحكمة بعين الاعتبار و كذلك تقوم بوضع الملاحظات عليها.
- نتائج البحث أكثر ما يتم تحكيمه في المجلات المحكمة. حيث تستعرض هذه المجلات نتائج البحث على المنطق و كذلك المعلومات الموجودة لدى لجنة التحكيم.
- السياسة التحريرية العامة الخاصة بالمجلات المحكمة يتم تحكيمها. و كذلك تعتبر هذه السياسة من أكثر المحددات التي تؤدي لرفض عرض محتوى البحوث.
- القيمة المعلوماتية العالمية، حيث أن المجلات العلمية المحكمة العالمية تهتم بأن يكون البحث يتناول قضية عالمية أو قضية تهم مجموعة دول.
لطلب المساعدة في نشر الأبحاث العلمية يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي