اطلب الخدمة
في السنوات الأخيرة الماضية زادت الحاجة لعملية ترجمة الأبحاث العلمية من لغة إلى لغة أخرى ولعل السبب الرئيسي يكمن في زيادة المعارف وانتقال النشاط الانساني إلى أساليب جديدة منها الابتكارات التقنية المتقدمة وغيرها ولهذا نجد أن جمهور الباحثين أصبحوا لا يستغنون في أبحاثهم العلمية عن عملية الترجمة و كذلك جمهور القراء أصبحوا لا يكتفون بقراءة بحث أو اثنين بل أصبحت المعارف واسعة ويطلبون أبحاثاً علمية مترجمة وسنقوم بعملية توضيح الطرق الصحيحة لعملية ترجمة الأبحاث العلمية والمترجم القائم عليها في سياق مقالنا هذا:
البحث المترجم كثيراً ما نسمع عن هذا المصطلح لاسيما في قائمة المراجع في العديد من الأبحاث العلمية وهذا يعني أن هذا البحث تمت عليه عملية الترجمة، فما المقصود بالترجمة؟
عملية ترجمة الأبحاث العلمية هي: نقل محتوى الأبحاث العلمية من لغة إلى لغة أخرى مع المحافظة على كامل المعنى في كافة مضمون الأبحاث العلمية.
كما أن عملية ترجمة الأبحاث العلمية تأخذ مفهوماً بأنها: عملية نقل الأبحاث العلمية من لغة إلى لغة أخرى مع الحفاظ على المعنى والتوثيق الأساسي لعناوين الأبحاث العلمية وكتابها الأصليين.
ومن التعريفات السابقة نرى أن عملية ترجمة الأبحاث العلمية ترتبط بعدة محددات وهي:
-
ترتبط عملية الترجمة بمضمون الأبحاث العلمية من حيث اللغة الأصلية واللغة المنقول إليها.
-
عملية الترجمة ترتبط بالمعاني الموجودة في الأبحاث العلمية.
-
عملية الترجمة ترتبط بالتوثيق. إذ أن الأبحاث العلمية المترجمة تظل محافظة على معلومات التوثيق الأساسية الخاصة بها كما هي في اللغة الأصلية. ولكن يضاف إليها اسم المترجم فقط.
-
عملية الترجمة ترتبط بالقواعد اللغوية من الدرجة الأولى.
أن تأخذ بحثاً علمياً مترجماً يعتبر مادة جاهزة ناتجة عن عملية الترجمة من قبل مترجمين آخرين. وهذا الشيء لا صعوبة فيه. ولكن أن تقوم بعملية ترجمة الأبحاث العلمية بنفسك فهذا يتطلب إدراك أن هذه العملية ليست بالسهلة وتتطلب خطوات وقواعد وأسس. إذ يمكنك القيام بعملية ترجمة الأبحاث العلمية كما يلي:
-
قبل أن شيء. لابد أن تكون قادراً على ترجمة الأبحاث العلمية من اللغة الأصلية المكتوبة فيها إلى اللغة المنقول إليها وفقاً لضوابط اللغة النحوية والإملائية والصرفية.
-
ستقوم بعملية تقسيم محتوى الأبحاث العلمية إلى أجزاء. وتقوم بعملية ترجمة كل جزء من الأبحاث العلمية على حدة. فتبدأ بعملية ترجمة خطة البحث ومن ثم عملية ترجمة الإطار النظري وبعدها ترجمة الدراسات السابقة… وهكذا.
-
بعد الانتهاء من عملية ترجمة كافة أجزاء الأبحاث العلمية ستقوم بعملية التجميع لها كما هي في النسخة الأصلية.
-
لابد من عملية التوثيق في ترجمة الأبحاث العلمية. وذلك بكتابة اسم المؤلف الحقيقي واسم العنوان الأصلي وبعدها اسم المترجم وسنة الصدور.
من أصعب محددات عملية الترجمة هي أننا نتعامل مع محددين مختلفين وهما (اللغة الأصلية واللغة المنقول إليها). وعملية ترجمة الأبحاث العلمية مضبوطة في نقلها من لغة إلى لغة أخرى بالضوابط التالية:
-
لابد من اختيار المعاني المرادفة في اللغة المنقول إليها بما يتطابق تماماً مع المعاني الموجودة في اللغة الأصلية. وعملية الترجمة يمكن أن نسميها النقل المطابق بين لغتين.
-
إذا لم توجد المعاني المطابقة تماماً في اللغة المنقول إليها لمعاني اللغة الأصلية فهنا يتم المقاربة قدر المستطاع حتى ولو اضطر المترجم أن يستخدم مجموعة كلمات من اللغة المنقول إليها لتعطي معنى كلمة واحدة في اللغة الأصلية.
-
عملية الترجمة تتطلب من المترجم الالتزام بقواعد اللغة في اللغة المنقول إليها وذلك لأن القواعد النحوية لا يمكن مطابقتها بين اللغات.
-
عملية ترجمة الأبحاث العلمية تتعامل مع قوالب جاهزة وهي الأبحاث العلمية المكونة من الخطة والإطار النظري وباقي المحددات. ولهذا لابد من الحفاظ على ترتيب العناصر في مكونات الأبحاث العلمية المترجمة من اللغة الأصلية إلى اللغة المنقول إليها.
-
اللغة الأصلية يجب أن تكون سليمة لأن أي خطأ في اللغة الأصلية سيكون خطئاً في الترجمة إلى اللغة المنقول إليها لوجود التباس المعاني الذي يقع فيه المترجم.
-
هناك برامج تقنية تقوم بعملية ترجمة الأبحاث العلمية ولكن لا ننصح بالاعتماد عليها بشكل كامل نظراً لكثرة الأخطاء لاسيما في تحديد المعاني ونقلها إلى اللغة المنقول إليها.
عملية ترجمة الأبحاث العلمية تعتبر من المهام التي تتطلب مهارات متعددة وصعبة لإتقانها. كما أن عملية ترجمة الأبحاث العلمي هي عملية معرفية لا مجال لوجود الخطأ فيها. وفيما يلي بعض الأمور التي تجعلك تتقن عملية ترجمة الأبحاث العلمية بشكل احترافي:
-
المترجم المحترف يكون ملماً بقدر كبير من الكلمات في اللغة الأصلية واللغة المنقول إليها.
-
المترجم المحترف يتخصص في مجال واحد أو مجالات محدودة يتقن فيها المصطلحات التي تستخدم في سياقها المعرفي. فمثلاً أراد المترجم أن يقوم بعملية ترجمة أبحاث علمية في الكيمياء ووجد أمامه أسماء لمركبات وقوانين وعمليات مخبرية لا يعرف عنها أي شيء فسيقع في لبس وخطأ وتكون المخرجات مضامين مترجمة خاطئة.
-
اقرأ كثيراً. ترجم أكثر. اجعل الترجمة هواية. هذه المحددات تجعلك مترجماً احترافياً.
-
المترجم المحترف يسجل أخطاؤه أولاً بأول ليتفاداها في الترجمة لمضامين أخرى.
-
اللغة الأصلية التي يقوم المترجم بالترجمة منها لابد أن يتقن فيها مصطلحات الفصحى ومدلولات الكلمات الثنائية. بمعنى أن هناك كلمات لها معنيان وينبغي على المترجم أن يقوم بفهم المعنى الصحيح المطلوب.
-
المترجم المحترف لا يعتمد بشكل أساسي على برامج عملية الترجمة. بل يعتبر هذه البرنامج مكملة.
-
لابد للمترجم أن يتقن كافة أشكال المضامين المرتبطة بالأبحاث العلمية. فمثلاً ينبغي على المترجم معرفة طريقة كتابة وترجمة المقالات العلمية التي تأخذ منها بعض الأبحاث العلمية المعلومات.
-
الأبحاث العلمية نفسها وطريقة كتابتها مطلوب من المترجم المحترف اتقانها ليعرف نوعية المعلومات التي يتعامل معها.
يتحلى المترجم بالعديد من المهارات التي تمكنه من اتقان عملية الترجمة على الوجه المطلوب وهذه المهارات تشمل مهارات شخصية فطرية للمترجم وكذلك مهارات مكتسبة، نفصلها كما يلي:
أولاً: مهارات المترجم الشخصية: وهي عبارة عن المهارات التي تكون موجودة في شخصية المترجم وتؤهله للتعامل مع عملية الترجمة بكامل قدرة نفسية وعقلية. ومن أهم هذه المهارات:
-
على المترجم أن يتحمل ضغط عمل الترجمة لأن الترجمة هي زخم كبير من المعلومات والقواعد.
-
على المترجم أن يتقبل النقد لأن عملية الترجمة تحتمل بنسبة كبيرة الأخطاء وعلى المترجم أن يأخذ النقد في تنمية مهاراته لا أن يكابر.
-
المترجم يتصف بسرع البديهة وقوة الحفظ. فأساس الترجمة يعتمد على المخزون الاصطلاحي الذي يمتلكه المترجم..
ثانياً: مهارات المترجم المكتسبة: وهي مهارات يكتسبها المترجم من الممارسة والتجربة والتعلم وأهمها:
-
المعرفة الكاملة بقواعد وألفاظ ومصطلحات لغات الترجمة (اللغة الأصلية واللغة المنقول المترجم إليها).
-
معرفة الكتابة الصحيحة لمدلول الكلمات. وهذه المهارة بشكل أساسي في المضامين الأدبية. إذ تتطلب حس فني أدبي لتمييز مقصد الكاتب الأصلي في النص الأدبي.
-
الإلمام بقوالب الكتابة مثل التقارير والمقالات والأبحاث العلمية. ومعرفة كيفية التعامل معها في إطار عملية الترجمة.
-
القدرة على التوثيق الصحيح للمعلومات. لأن الترجمة تتطلب التوثيق في نهايتها.
-
قدرة المترجم على صياغة تقارير الترجمة وكتابة الملاحظات عنها.
الترجمة لاشك أنها معقدة وتحتاج إلى جهد كبير. وبهذا يحاول المترجمين تبسيطها قدر المستطاع. وفيما يلي بعض المقترحات التي تساعد في تبسيط الترجمة:
-
قراءة المضمون المراد ترجمته قراءة استقرائية سريعة لمعرفة المعاني قبل البدء بالترجمة.
-
لا بأس باستخدام برامج الترجمة ولكن بقدر يوضح الإطار العام للترجمة مع عدم الاعتماد الكامل على النتائج التي تخرجها هذه البرامج.
-
البداية بترجمة الفهرس أولاً يسهل الترجمة للإطار النظري لأنه يتكون لدى المترجم فكرة سريعة عن المضمون الكامل الذي ستقوم بترجمته.
-
الترجمة صعبة إذا تراكمت في مدة زمنية قصيرة. فالأفضل اضافة وقت مديد لها. فإذا كانت الترجمة تحتاج يومين قمّ بإعدادها في أربعة أيام.
-
ابحث عن المصطلحات والمرادفات في المجال الذي ينتمي إليه المضمون المراد ترجمته قبل أن تقوم بالترجمة.
-
انتقد نفسك أولاً بأول وكذلك قم بعملية انتقاد للمضامين المترجمة من مترجمين آخرين ولكن اجعل هذا النقد فقط لتستفيد من أخطاءك وأخطاء الآخرين.
-
قم باستخدام الورقة والقلم لا الترجمة على الكمبيوتر.
-
اكتب الكلمة بعد ترجمتها فوق الكلمة الأصلية تماماً. ثم قم بتجميع كل فقرة على حدة.
-
اسمع المضمون عبر إحدى البرامج الناطقة إذ أمكن ذلك. أو قم بقراءة المضمون بصوت جهري قراءة صحيح قبل أن تبدأ بترجمته.
لطلب المساعدة في الترجمة الأدبية والأكاديمية يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي