ماهي الآلية التي يتوجب على الباحث اتباعها لتلخيص الدراسات السابقة في البحث العلمي بطريقة سليمة وصحيحة؟!

من المتعارف عليه أنه يوجد في محتوى كل دراسة أو رسالة بحثية أو بحث علمي جزئية متخصصة بتلخيص الدراسات السابقة (الخلفية النظرية)، سواء أكان موقعها في داخل المقترح البحثي أو في داخل محتوى الفصل الثاني للدراسة والذي بدوره يتم تقسيمه إلى جزأين هما الإطار النظري وكذلك الدراسات السابقة، ويمكن اعتبار أن هذه الجزئية من ضمن حيثيات البحث الرئيسية والمهمة والتي تظهر وتبرز مستوى إلمام وفكر الباحث بماهية وطبيعة الموضوع المدروس.

ويختلف عدد وطبيعة الدراسات السابقة المطلوبة في إعداد الرسالة أو الدراسة البحثية إذ أنه في الغالب ما تتراوح كميتها وكذلك عددها ما بين ست إلى ما يقارب عشر دراسات، وفيما يلي سيتم استكشاف وتوضيح ماهية الآليات السليمة المتبعة في عملية تلخيص الدراسات السابقة وكذلك طرق وأساليب عرضها وكيفية التعقيب عليها، وغيرها من مختلف الجوانب المهمة والرئيسية والخاصة بطبيعة هذه الجزئية من بين الأعمال الأكاديمية. 

 طريقة تلخيص وكتابة الدراسات السابقة بطريقة صحيحة وسليمة 

تختلف طبيعة وماهية الثقافة البحثية في آلية عرض وكتابة محتوى الدراسات السابقة، ولكن عند الاطلاع وإمعان النظر في المحتوى لأغلب ما يتم نشره من مختلف الرسائل العلمية سواء أكانت عبارة عن رسائل ماجستير أو أطروحات دكتوراة ويخص بالذكر ما يتم نشره في المملكة العربية السعودية فغالباً ما تتبع منهجية وطريقة Annotated Bibliography في بيان واستعراض محتوى الدراسات السابقة ويتم ذلك من خلال توضيح وعرض لاسم الطالب أو الباحث الذي قام بإعداد الدراسة البحثية، وعرض عام وسنة إعداد الدراسة البحثية، بالإضافة إلى ذكر ملخص قصير لها بتوضيح ماهية أهداف الدراسة وكذلك ماهية المنهجية المستخدمة وبيان ماهية أبرز النتائج وكذلك أهم التوصيات التي قد خرجت بها الدراسة وفي نهاية كل جزيئة وفقرة تلخيص للدراسات السابقة يظهر تبعاً لها تعليق الباحث على محتوى وتكوين الدراسات السابقة، وأحياناً يكون التعقيب عليها أو ما يسمى بالتعليق هو تلخيص لماهية أبرز وأهم النتائج.

 طرق وآليات استعراض محتوى الدراسات السابقة وكيفية القيام بترتيبها في داخل المحتوى البحثي للدراسة البحثية 

تتعدد الطرق والآليات التي يتبعها الباحثون في عرض وبيان وتوضيح محتوى الدراسات السابقة لترتيبها في داخل المحتوى البحثي، ويتم الاعتماد على مجموعة من الآليات التي تكون من أفضل الطرق لتنظيم محتوى الدراسات السابقة في المحتوى البحثي للدراسة، ومن أهم وأفضل طرق عرض الدراسات السابقة ما يأتي:

1. الاستعراض التاريخي أو الزمني: ويتم في هذه الطريقة عرض الدراسات السابقة في محتوى الدراسة البحثية الحالية بحيث يتم العمل على جمع محتوى الدراسات السابقة ومن ثم مناقشتها ويتم ذلك بناء على ماهية تاريخ العرض والنشر، ومن ثم توضيح مدى وآلية التطور في داخل الموضوع والذي يرتبط بمدة وفترة زمنية محددة، بحيث أنه يتم العمل على ترتيب وتنظيم محتوى الدراسات السابقة بصورة تصاعدية تبدأ من الدراسة ذات التاريخ الأقدم إلى الدراسة ذات التاريخ الأحدث أو أن يتم عرض الدراسات السابقة بالنسبة للزمن بطريقة عكسية تنازلية.
2. طريقة وأسلوب الموضوعات: ويتم في هذه الآلية عرض محتوى الدراسات السابقة بناءً على ماهية وطبيعة مستوى تشابه وتقارب المواضيع في محتوى الدراسات المذكورة إذ أنه يكون العمل على جمع محتوى الدراسات السابقة ومن ثم مناقشتها لمجموعة من الموضوعات المحددة بآلية مسبقة، ومن ثم مناقشة محتوى الدراسات السابقة عن طريق عدد من المواضيع الجانبية والفرعية، فمثلاً أن يتم العمل على تصنيف (Literature review) وتكون الترجمة لمدلول هذا المصطلح هي (مناقشة وتحليل الأدبيات) إلى عدة من الأصناف والأقسام أو عدد من المواضيع لتكون بحلتها أشبه بماهية الإطار النظري وغالباً ما تتبع هذه الآلية والطريقة في عرض وتوضيح محتوى الدراسات وكذلك في عرض البحوث والدراسات الأجنبية.
3. المفاهيم التي تتعلق بعموم الموضوع: وذلك يتم باستخدام آلية الخرائط المفاهيمية التوضيحية، وهي تعبر عن تدرج وتسلسل شجري لمحتوى وتكوين الموضوع.
4. السبب وكذلك كلاً من المسبب وبيان الأثر: يتم استعمال هذه الآلية لعرض الدراسات السببية أو عند بيان لوجود مدلول أو موضوع (أي أنه مرتكز على طبيعة وماهية هذا الترابط).
5. المقارنة والمفارقة بين كل من الاختلافات وكذلك المتشابهات في محتوى دراسات المقارنة.
6. التصنيف والترتيب للدراسات السابقة بناءً على ماهية منهجية البحث (ويختص هذا التصنيف وهذه الآلية في عرض الدراسات السابقة الكمية وكذلك الدراسات السابقة الكيفية).

 مبادئ تحديد آلية عرض الدراسات السابقة 

1. أن تؤخذ الدراسات السابقة عن طريق مصادرها وكذلك مراجعها الأولية والرئيسية وعدم الارتكاز والأخذ من أي من المصادر الفرعية والثانوية.
2. عدم الأخذ من محتوى الدراسات السابقة غير المنشورة في أي من الدوريات أو أي من المجلات المحكمة.
3. اختيار وتحديد الدراسات السابقة الوثيقة والتي على صلة مباشرة وواضحة بماهية وبطبيعة موضوع الدراسة وكذلك عدم الأخذ من أي من الدراسات التي تكون غير مرتبطة ودون علاقة بماهية مشكلة وكذلك أسس وأهداف محتوى الدراسة البحثية أو البحث العلمي.
4. يتوجب على الباحث أن يبتعد عن أسلوب وآلية العرض للدراسات السابقة والتي تشعر القارئ بالممل وأن يبتعد عن آلية التفصيل في عرض الدراسات السابقة المختارة.
5. يتوجب على الباحث عند اختيار الدراسات السابقة أن يحاول قدر الإمكان البعد عن أخذ محتوى الدراسات القديمة.

الخاتمة، وأخيراً يمكن القول بأن آلية عرض الدراسات السابقة في محتوى العمل البحثي تتطلب من الباحث التركيز والتأني في اختيار المحتوى الملائم وكذلك الذي يتوافق ويتناسب مع ماهية وطبيعة الدراسة البحثية التي يقوم بكتابتها وإعدادها، كما أن اختيار الباحث للدراسات السابقة بدقة وتركيز يدل على مستوى إبداع الباحث وكذلك مدى سعيه للتألق في إعداد العمل البحثي الخاص به ومدى احترامه لجهود الباحثين السابقين التي بذلوها في إعداد الدراسات السابقة.

 فيديو: مفهوم الدراسات السابقة وتحليلها باستخدام اداة برمجية 

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي