مفهوم تدقيق الروايات 

هي مجموعة من الإجراءات التي يقوم بها المدقق لفحص النص الحواري الكبير الذي يتعدى حجمه عشرات الصفحات أو حتى المئات، من أي خلل أو خطأ إملائي أو نحوي أو لغوي أو بلاغي، ومن ثم تصحيح هذه الأخطاء إن وجدت ومراجعتها.

 المقصود بمدقق الروايات 

هو الشخص الذي توكل إليه مهمة تدقيق الروايات ويكون على اطلاع بأساليب التدقيق وأساليب كتابة وتدوين الروايات، وأن يتصف بخبرته المميزة في عمليات التدقيق.

 صفات ومميزات الشخص الذي يقوم بمهمة تدقيق الروايات 

يتحلى الشخص القائم على تدقيق الروايات والموكلة إليه هذه المهام بمجموعة من الصفات التي تميزه عن غيره من المدققين ليتمكن من تدقيق الروايات بأفضل صورة وشكل ممكن، وهذه الصفات تتباين من مدقق إلى آخر، ومن هذه الصفات ما يأتي:

1. أن يتصف القائم على تدقيق الروايات بالبلاغة والأسلوب اللغوي المحكم.
2. أن يكون القائم على تدقيق الروايات عالم وخبير بأسس التدقيق.
3. أن يكون القائم على تدقيق الروايات على دراية بأسس كتابة وتدوين الروايات ليستطيع تدقيق الروايات بأفضل شكل.
4. أن يكون القائم على تدقيق الروايات على علم بالأخطاء التي يتم الوقوع فيها عند تدقيق الروايات.
5. أن يتصف القائم على تدقيق الروايات بالأمانة العلمية والموضوعية دون أي انحياز عند تدقيق الروايات.
6. أن يتحلى القائم على تدقيق الروايات بأسلوب لبق ومهذب في كتابة تقرير تدقيق الروايات.
7. أن يتصف القائم على تدقيق الروايات بمعرفته وخبرته بالتصوير البلاغي والجمالي، ليستطيع التعامل معها بسهولة إن وجدت في نص تدقيق الروايات.
8. أن يكون القائم على تدقيق الروايات ذو سعة صدر وصبر لأن تدقيق الروايات وربط الأحداث مع بعضها تتطلب من المدقق العمل بصبر وهدوء وأن يتحلى بسعة صدر.

 الأمور الواجب مراعاتها عند تدقيق الروايات 

يتوجب على الشخص القائم بتدقيق الروايات القيام بمجموعة من الأمور ليتأكد من صحة تدقيق الروايات، ومن هذه الأمور ما يأتي:

• عدم التركيز على الأخطاء الإملائية والنحوية مبدئياً (أي في بداية عملية تدقيق الروايات ولكن يتم التركيز عليها حين يحين الوقت المناسب لذلك)

يتوجب على من يقوم بتدقيق الروايات عندما يبدأ بعملية التدقيق ألا يقوم بالاهتمام بالأخطاء والمشاكل الإملائية والأخطاء النحوية، فيتم في البداية تدقيق عام للرواية، وعلى المدقق أن يدون كل ما يخطر في ذهنه بشكل عفوي ولكن بعدم التركيز على الأخطاء النحوية والإملائية واللغوية.

• إجراء قراءة جهرية للمسودة التي تمت عليها عملية تدقيق الروايات

بعد انتهاء القائم بتدقيق الروايات من عمله في تدقيق الروايات المطلوبة منه، يتوجب عليه أن يقوم بمراجعة وفحص عمله، ومن المستحب أن يقوم بهذا العمل بعلو صوته جهراً، لأن هذه الطريقة هي الأفضل والأكثر دقة في معرفة مدى التدقيق ومستواه، وماهية الحكم على جودة تدقيق الروايات.

• التحقق من تنويع المفردات

من البديهي أن تحتوي جعبة المدقق على مجموعة متنوعة ومختلفة ومتميز من المفردات، فيتوجب عليه عند القيام بتدقيق الروايات أن يتأكد من تنوع المفردات داخل النص المراد تدقيقه، وإن لم يتوفر هذا الأمر وجب عليه أن يعمل على تنويع المفردات والكلمات المستعملة داخل النص المراد تدقيقه.

• تعديل المسودة لتدقيق الروايات بما يتوافق مع الهدف العام للرواية الأصلية

وبذلك يتوجب على القائم بتدقيق الروايات أن يقوم بتعديل المسودة التي قام بتجهيزيها من تدقيق الروايات بما يتناسب مع الحبكة التي دعا وهدف إليها الكاتب عند تأليف الرواية.

• عند تدقيق الروايات يتوجب الاحتفاظ بالأسماء التي وضعها الكاتب عند تأليف الرواية

يتوجب على القائم بتدقيق الروايات أن يحتفظ بالمسميات والأسماء للشخصيات والاماكن التي اختارها الكاتب دون أي تغيير ولأن مهمته فقط تدقيق الروايات فلا يصح له أن يعمل على تغيير أي مسمى وضعه الكاتب، فهذه الأمور تعتبر ثوابت لا يحق سوى للكاتب التعديل عليها.

• عند تدقيق الروايات يتوجب على المدقق أن يراجع عدد الشخصيات التي استخدمها الباحث

ومن هذا المبدأ يتوجب على المدقق أن يركز على عدد وكمية الشخصيات التي استخدمها الكاتب عند تأليف روايته، فإن وجد المدقق أن الكاتب قد أسرف في عدد الشخصيات المستخدمة وجب عليه تنبيه الكاتب للاقتصاد فيها.

• عند تدقيق الروايات يتوجب الاهتمام بنهاية الفصول بطريقة متميزة

في هذا الأمر من تدقيق الروايات يتوجب على المدقق أن يعمل على تدقيق النهاية التي اختتم فيها الكاتب كل فصل، وما هو الأسلوب المتبع، وهل قام الكاتب بإنهاء كل فصل بطريقة مميزة ومشوقة أم أنه تركها تنتهي بطريقة تقليدية وبسيطة، فإن حصل هذا الأمر وجب على المدقق توضيح الأمر للكاتب وأن يعمل على إرجاع الرواية للكاتب ليقوم بتعديل هذه الأمور، ليتم إخراج هذه الرواية بأفضل صورة وشكل.

• عند تدقيق الروايات يتوجب حذف الجمل غير المهمة

يتوجب على المدقق عند البدء بتدقيق الروايات أن يقوم بحذف وإلغاء الجمل التي لا فائدة منها، ووجب على المدقق أن يلفت نظر الكاتب لهذا الأمر والتعديل الذي طرأ على الرواية عند إنجاز تدقيق الروايات لها.

• عند تدقيق الروايات عدم المماطلة في العبارات والحوارات

يتوجب على المدقق حين تدقيق الروايات أن يعمل على التركيز على تقليل الحوارات اللاهادفة وأن يعمل على تدقيق حجم الحوارات والتأكد من أنها قصيرة وغير مملة فالثرثرة لا تفيد في تعظيم النص للرواية وإنما يقلل من قيمته.

• بعد الانتهاء من تدقيق الروايات من كافة الجوانب يتبقى أمر أخير وهو الاعتماد اللغوي للرواية

يتوجب على المدقق والقائم على تدقيق الروايات أن يعمل على التدقيق والتصحيح اللغوي وتصحيح كافة الأخطاء إن وجدت في الرواية ووجب تنبه الكاتب وجذب انتباهه نحوها.  

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي