اطلب الخدمة
من هو أكثر المترجمين خبرة؟
بدايةً دعونا نتفق على أن وصف "مترجم" لا ينطبق على أي شخصٍ درس تخصص اللغة الإنجليزية في الجامعة أو أتقن اللغة خلال إقامته في دولة أجنبية لبضع سنوات، في الحقيقة كي يكون الشخص صادقًا بحقّ عند وصفه لنفسه بأنه "مترجم" عليه أن يتقن المهارات التالية:
-
إتقان مهارات الكتابة والقراءة والخطابة باللغتين: اللغة المصدَر واللغة المستهدَفة.
-
تحويل المفاهيم في اللغة المصدَر إلى مفاهيم مماثلة لها وتعادلها في اللغة المستهدَفة، مع الأخذ بعين الاعتبار الاختلافات الثقافية بين اللغتين.
-
عرض الأفكار أو المعنى الذي يتمحور حوله النص المصدر بشكل واضح ودقيق ومماثِل في النص المستهدَف.
تتمثل مهنة المترجم بأن يحوِّل النصّ المصدَر إلى نصٍّ مستهدَف مماثل تمامًا له، بحيث يظن القارئ حين قراءته للنص المترجَم بأنه يقرأ النص المصدَر أو الأصلي، وبذلك فإن الترجمة ليست بالمهمة السهلة التي يستطيع أي شخصٍ القيام بها، فهي تتطلب منك أن تتصف بالحنكة والصبر والمعرفة الملِمَّة بثقافة ومفردات اللغتين.
من المهارات التي يغفل عنها الكثير هي مهارات البحث عبر الشبكة العنكبوتية، علينا أن ندرك أن المترجم لا يمتلك موسوعةً لُغويةً أو علميةً في دماغه، ويحتاج المترجم أحيانًا إلى أن يلجأ للعديد من المصادر، سواء من الكتب أو من مواقع الإنترنت، للحصول على معنى دقيق أو ترجمة دقيقة لمصطلح أو مفهوم معين في النص الذي يترجمه، يتطلب هذا الأمر مهارة وحنكة بحثية تمكِّن المترجم من معرفة كل ما يتعلق بهذا المصطلح الغامض، من ناحية معناه الدقيق وسياق استخدامه الصحيح، ومن ثم توظيفه أو ترجمته بشكلٍ صحيح في النص المستهدَف.
دعونا أيضًا لا نتجاهل ضرورة امتلاك المترجم قدرة لا بأس بها في التعامل مع برامج معالجة النصوص، مثل برنامج Microsoft Word و Power Point و Excel، ومع تطوُّر سوق الترجمة أصبح ما يميز المترجم عن غيره من المترجمين هو تعامله مع الــ CAT tools، وهي عبارة عن برامج إلكترونية متخصصة تتمتع بميزات تسهِّل من سير عمل الترجمة بدقة بتحققها من دقة الترجمة وتوفيرها لمعاجم للمترجم وغيرها من التسهيلات.
يتضح لنا مما تم ذكره أعلاه أن وظيفة المترجم ليست بالوظيفة السهلة أبدًا، ناهيك عن الليالي الطوال التي يقضيها المترجم في إنهاء ترجمة نصٍّ ضخم أو صعب المفردات، أو في تدقيق ترجمةٍ ركيكة وتعديل كل سطرٍ فيها حتى النهاية، ونتيجةً للضغط الذي يتحملونه فإن هاجس الترجمة قد يتلبَّسهم في كل حينٍ وناحيةٍ من نواحي حياتهم، قد تجده يشاهد فيلمًا أجنبيًا لكن جلّ تركيزه على ترجمة الفيلم، إما ليتعلم منها أو ليتصيد الأخطاء المرتَكَبة أو لأنه ببساطة اعتاد على الترجمة فأصبح من الصعب عليه مفارقتها، وأحيانٌ أخرى قد تجده منغمرًا في قراءة أي نصٍ أجنبي تقع عينه عليه، متفكرًا في طريقة ترجمته أو صياغته للغة الأخرى، وقد تتفاجأ لوقوف أحدهم في السوبرماركت ومعه أحد المنتجات، يقرأ مكونات هذا المنتَج باللغتين بدقة، قد يكون هذا مترجمًا مهتمًا بمعرفة ما يقابل مفهوم هذا المكوِّن أو العنصر في اللغة الأخرى.
خلاصة القول أن الإنسان لكي يصبح مترجمًا عليه أن يتحلى بقدرٍ من الذكاء والصبر الذي يساعده على نقل المعنى بالصورة الصحيحة والدقيقة، وكأنها نقل روح النَّص من لغةٍ إلى أخرى، وليكون عونًا له على تحمُّل مشاقّ الترجمة، سواء فيما يتعلق بالنصوص الطويلة التي تجبره على التضحية بساعات نومه وأوقات راحته، أو بإيجاد مرادفات المفردات الصعبة أو بتدقيق عملٍ ركيك الترجمة، وهذا أمران يتطلبان من المترجم سعة صدرٍ و"طولة بال" حتى لا يفقد عقله في النهاية.
لذلك أعزائي في كل مكان، قبل أن تطلقوا على أنفسكم صفة "مترجم" تأكدوا جيدًا من أنكم تمتكلون المهارات المذكورة أعلاه وتعانون أيضًا من الأعراض التي تطرقنا إليها.
مقدمة في دراسات الترجمة جيريمي مندي
لطلب المساعدة في إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي