اطلب الخدمة
مصادر جمع البيانات الإحصائية
مصادر جمع البيانات الإحصائية يعتبر من المصطلحات المؤدية لمصطلحات أخرى، فهنا ستجد أن مصادر جمع البيانات الإحصائية قد ارتبطت بأدوات الدراسة نفسها وبالعينة و كذلك بعملية التحليل الإحصائي، وتعتبر هذه المصادر متعددة ولها أنواعها وخصوصياتها ولها مميزاتها و كذلك ضوابطها وشروطها وفوائدها وغير ذلك الكثير، وهنا سنقف في البداية على تعرف العينة وتعريف أدوات الدراسة ومن ثم تعريف التحليل الإحصائي لنصل في الفقرة الأولى إلى تعريف مصادر جمع البيانات الإحصائي، ثم بعد ذلك ننتقل في باقي الفقرات لنتعرف على أنواع هذه المصادر ومحدداتها الأخرى.
سنعرف في هذه الفقرة كما أوردنا في المقدمة كل من العينة والأدوات والتحليل الاحصائي وأخيراً مصادر جمع البيانات الإحصائية، وقد يسأل سائل لماذا نبدأ تعريف تلك المصطلحات قبل تعريف المصادر نفسها، نجيب بأن الفهم الصحيح لتلك التعريفات يؤدي للفهم الدقيق لتعريف المصادر، ولهذا نبدأ بالتعريفات كل على حدة كما يلي:
أولاً: تعريف العينة: تعرف عينة الدراسة بأنها عبارة عن مجموعة من الأفراد الذين لهم خصائص مشتركة أو متفاوتة، يختارهم الباحث وفقاً لموضوع الدراسة كميدان لجمع البيانات.
ثانياً: تعريف أدوات الدراسة: تعرف أدوات الدراسة بأنها عبارة عن وسائل يوجهها الباحث لأفراد العينة بشكل مباشر أو غير مباشر ليجمع منهم المعلومات.
ثالثاً: تعريف التحليل الإحصائي: وهي عملية حسابية يتم فيها إدخال البيانات المجمعة في معادلات ودوال إحصائية محددة يتم الحصول في نهايتها على نسب وأرقام توضح أمور معينة وفقاً لطبيعة استخدام الدوال الإحصائية.
والآن وبعد التعريفات الثلاثة السابقة. يمكن تعريف مصطلح مصادر جمع البيانات الإحصائية. بأنها عبارة عن وسائل موافقة لأدوات الدراسة يتم من خلالها جمع البيانات من أفراد العينة. وذلك بهدف إدخال هذه البيانات في خوارزميات ومعادلات التحليل الإحصائي. وبأن المصادر هنا هي في المحدد الأساسي أفراد العينة والمتغيرات المنبثقة عنها.
وقبل اختتام هذه الفقرة لابد من الحديث عن بعض الأمور الموضحة لما جاء في التعريفات السابقة، فهنا نبدأ من حيث قولنا بأن مصادر جمع بيانات الإحصاء تأتي موافقة لأدوات الدراسة إذ أردنا بهذا أنها ذاتها أدوات الدراسة ولكن هنا أردنا إيصالها بفكرة الهدف الإحصائي من ورائها، بمعنى أن يتم توظيف أدوات الدراسة لجلب البيانات التي تهم التحليل الإحصائي بشكل خاص، و كذلك عندما قلنا أفراد العينة وبأن البيانات تجلب منهم، جاء هذا بمعنى أن أفراد العينة هم المصدر الأساسي لهذه البيانات.
يوجد العديد من المحددات التي يمكن اعتبارها مصادر لجمع البيانات الإحصائية، وهذه المحددات متفاوتة من ناحية الاعتماد عليها، فمنها ما هو رئيسي ومنها ما هو ثانوي، أم الرئيسي منها في الذي لا غنى عنه في أي دراسة بحثية، والثانوي يمكن الاستغناء عنه، كما أن هذه المصادر لها خصوصياتها التي تعبر عنها، ونفصل في البداية المصادر الرئيسية ثم ننتقل لتفصيل المصادر الثانوية:
أولاً: المصادر الرئيسية:
- العينة: وهي المحدد الأساسي الذي يمكن الاعتماد عليه في عملية جمع البيانات الإحصائية. بل إن العينة تعتبر الأساس الذي يقوم عليه ما لا يقل عن 50% من مجمل بيانات البحث بشكل عام و80% من مجمل البيانات الإحصائية. وتتم عملية جمع البيانات الإحصائية من العينة باستخدام أدوات الدراسة المختلفة من استبيان وملاحظة ومقابلة وغيرها. وذلك فإن البيانات المأخوذة من أفراد العينة تعتبر بيانات ذات دقة وجودة عالية لأنها من مصادرها الأساسية بشكل مباشر.
- المشاهدات: من خلال مشاهدة الباحث للظواهر بما فيها عينة الدراسة. يستطيع تدوين معلومات يمكن اتخاذها كبيانات إحصائية متكاملة، وهذه المشاهدات لابد وأن تكون مشاهدات مركزة وصادقة.
- الاختبارات والتجارب: تعتبر الاختبارات والتجارب من مصادر جلب البيانات الإحصائية، وذلك لأنها تقوم بعمليات الإدخال ومن ثم المعالجة والاستخراج للبيانات الإحصائية، على سبيل المثال تعريض فئة من المجتمع لظروف معينة ومن ثم تسجيل البيانات الناتجة من هذه العملية.
ثانياً: المصادر الثانوية:
- التخمين: وهذا يكون في حالة العجز عن استخدام المصادر الرئيسية أو الحاجة لاستكمال ما أخرجته المصادر الرئيسية، ولا يمكن تطبيق التخمين إلا بوجود قاعدة بيانات كبيرة يمكن الاعتماد عليها كمسلمات معرفية.
- الدراسات السابقة والمراجع: بعض الدراسات السابقة والمراجع يتوافر فيها بيانات يمكن أخذها الاستفادة منها في للدراسة الحالية، ولكن لا يمكن الاعتماد عليها بأنها مصدر للبيانات الإحصائية، بل يمكن أن تكون داعمة فقط، وهذا المقصد بالتفصيل سنتطرق إليه في فقرة قادمة من فقرات هذا المقال.
ترتبط أدوات الدراسة بمصادر جمع البيانات الإحصائية بشكل وثيق، وذلك كونها القادرة على جمع البيانات من تلك المصادر، فأدوات الدراسة هي التي توجه بشكل مباشر أو غير مباشر إلى العينة أو الظواهر المدروسة، بالتالي الحصول على البيانات الإحصائية يكون من خلال أدوات الدراسة، وهنا عندما نقول أدوات الدراسة فنقصد بها كافة أدوات الدراسة بغض النظر عن أنواعها فنشمل (الاستبيان والملاحظة والمقابلة والاستفتاء وغيرها)، ويتم استخدام أدوات الدراسة وفقاً لطبيعة استخدامها الأصلية بغض النظر ما إذا كانت البيانات المستخرجة إحصائية أو غير إحصائية، و كذلك ترتبط أدوات الدراسة بمصادر جمع البيانات الإحصائية من ناحية الادماج في عملية التحليل الإحصائي.
من خلال أدوات الدراسة يمكنك الحصول على البيانات بشكل مباشر من العينة، حيث أن العينة من خلال الاستبيان ستقوم بالإجابة على الأسئلة الموجهة إليها ومن ثم ستقوم بجمع هذه الاستبيانات وتفريغها وبالتالي تكون قد حصلت على البيانات الإحصائية المطلوبة، و كذلك بالنسبة للملاحظة فستقوم بمشاهدة أفراد العينة وتسجيل الملاحظات أولاً بأول ومن ثم تفريغ هذه الملاحظات، وبالنسبة للمقابلة فستنزل إلى أفراد العينة وتقوم بإجراء حوار وجاهي معهم تسجل من خلاله المعلومات والبيانات، ويلزم بعد عملية جمع البيانات من العينة القيام بتفريغ هذه البيانات، وعملية التفريغ تتم من خلال نقل البيانات إلى جداول التحليل الإحصائي.
لابد من الالتزام ببعض القواعد والمعايير التي تضبط آلية عمل جمع البيانات، وهذه الضوابط والمعايير تأتي بناءاً على طبيعة العملية التي تُنفذ وعلى طبيعة العينة و كذلك على نوع أدوات الدراسة المستخدمة في جمع البيانات، و كذلك فإن هذه القواعد والمعايير تعتبر اشارات للحكم على صحة جمع البيانات، وفيما يلي من نقاط نورد بعض هذه المعايير:
- أولاً: لابد من معرفة العينة البحثية عن قرب وتحديد الخصائص التي تتميز بها هذه العينة. و كذلك معرفة البيانات التي تريد الحصول عليها من هذه العينة.
- ثانياً: لابد أيضاً من معرفة أدوات الدراسة المناسبة لجمع البيانات من أفراد العينة، حيث أن أدوات الدراسة لها آلية تطبيق معينة لا تناسب جميعها دراسة العينة الواحدة، على سبيل المثال لا يمكن للاستبيان أن يقدم لأفراد عينة لا يستطيعون القراءة ولا الكتابة ولا التعاطي مع الاستبيان، و كذلك هناك تفضيلات بين أدوات الدراسة المختلفة، فلابد من اختيار الأفضل منها.
- ثالثاً: لابد من التأكد قابلية جمع البيانات، على سبيل المثال في حال كانت العينة تمثل خطراً على الباحث إذا علمت بأنه يجمع معلومات بحثية عنه، ولا مجال للملاحظة أو أي وسيلة أخرى، فهنا يكون جمع البيانات صعباً وبالتالي لابد من البحث عن بيانات جاهزة حول هذا الموضوع.
- رابعاً: في حالة تم الاعتماد على الدراسات السابقة والمراجع في جمع البيانات. فهنا لابد من التأكد من سلامة هذه المعلومات قبل البدء بجمعها. و كذلك لابد من عملية التوثيق لهذه المعلومات بشكل كامل.
- خامساً: التخمين لا يتم استخدامه بشكل موسع، ولكن في حال استخدامه فلابد من أن يقوم على مبادئ منطقية ومعطيات علمية.
- سادساً: لابد من وضع دوال التحليل الإحصائي نصب العين. والعمل على جمع البيانات التي تتطلبها عملية التحليل الإحصائي. وكلما كانت البيانات محصورة ومحددة كلما كانت ذات جودة أعلى.
تحدث بعض الأخطاء أثناء عملية جلب البيانات الإحصائية من المصادر. وهذه الأخطاء تكون ذات أبعاد متعددة منها ما يتعلق بالتخطيط ومنها ما يتعلق بالتنفيذ والنتائج. فمن هذه الأخطاء قيام الباحث باختيار أدوات الدراسة الخاطئة. وبالتالي لن يتمكن من جمع البيانات المطلوبة أو سيحصل على معلومات خاطئة. و كذلك عدم تحديد المطلوب والمفيد من البيانات، كما أن من الأخطاء ما يرتبط بتحديد العينة البحثية نفسها فالتحديد الخاطئ للعينة يعني خطأ في البيانات المجمعة. و كذلك من الأخطاء قيام الباحث بجمع البيانات في فترة زمنية غير مناسبة. على سبيل المثال لابد من تحديد الوقت المناسب لبدء جمع البيانات. مثل الدراسات التي تتطلب من الباحث معرفة النتائج في الصيف أو في الشتاء. و كذلك يخطئ بعض الباحثين في عدم تحديد ما يريدونه من نتائج التحليل الإحصائي. بالتالي يكون عندهم بيانات كبيرة لا تكون ذات فائدة.
من الخطأ القول بأن الدراسات السابقة تعتبر من مصادر جمع البيانات الإحصائية. لأن الدراسات السابقة صحيح أنها من مصادر جمع البيانات. ولكن ليست البيانات الإحصائية، بل الدراسات السابقة يقتصر عملها على جمع البيانات العادية التي تدعم مضمون البحث. لا البيانات الإحصائية، لأن البيانات الإحصائية مصدرها هو العينة وما يتم جلبه باستخدام أدوات الدراسة، وهنا لابد من لفت الانتباه إلى أن الدراسات السابقة يمكن أخذ البيانات الجاهزة منها، على سبيل المثال العديد من الدراسات السابقة تكون مهمة في أخذ بيانات التحليل الإحصائي التي قامت بها هذه الدراسات ومقارنتها مع نتائج التحليل الإحصائي للدراسة الحالية.
ولابد أيضاً من القول بأن الدراسات السابقة تلعب دوراً هاماً في تفسير وتحليل البيانات الإحصائية المجمعة من العينة، فالمضمون الذي يتم جمعه من خلال الدراسات السابقة هو مضمون هام بالنسبة للبحث ككل، ولكن بالنسبة لعملية التحليل الإحصائي فالدراسات السابقة يمكن اعتبارها مساندة معرفية فقط لا مزودة للبيانات الإحصائية.
الخاتمة:
بدأنا في هذا المقال بعرض العديد من التعريفات الممهدة للدخول للتعرف على مصادر جمع البيانات الإحصائية. فقمنا بتعريف العينة وأدوات الدراسة وعملية التحليل الإحصائي نظراً لأنها محددات ترتبط بشكل أساسي بمفهوم المصادر. ثم انتقلنا لنتعرف على المصادر عن قرب. وعرضنا المصادر الرئيسية والمصادر الأخرى الثانوية مع تعريف كل مصدر منها. وبعد ذلك فصلنا علاقة هذه المصادر بكل من العينة وأدوات الدراسة. ثم وضعنا عدد من المعايير والضوابط الهامة التي على الباحث الالتزام بها بالنسبة لهذه المصادر. واستوقفنا على مجموعة من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الباحثون في تحديد أو استخدام هذه المصادر. ثم تطرقنا أخيراً إلى مسألة هامة وهي هل تعتبر الدراسات السابقة من ضمن هذه المصادر أم لا. ووجدنا أن الدراسات السابقة لا يمكن الاعتماد عليه في جمع البيانات الإحصائية.
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي