يسعى الكثير من الباحثين للتعرف على ماهية الخطوات التي تلزمهم لإعداد البحوث أو لإعداد خطة البحث بأفضل صورة ممكنة، ومن ضمن الخطط البحثية خطة بحث إجرائي، فيتوجب على الباحث قبل أن يقدم على إعداد خطة بحث إجرائي أن يبحث عن الآلية التي يقوم من خلالها بإعداد خطة بحث إجرائي بأفضل آلية وصورة ممكنة، كما أن وجود مثال على نموذج بين يدي الباحث والاطلاع عليه يساعد في رفع مستوى إدراك الباحث لكيفية إعداد نموذج خطة بحث إجرائي، فيما يلي نموذج لإجراء خطة بحث إجرائي بموضوع وعنوان الخوف من الحروب.

 مراحل إعداد خطة البحث الإجرائي 

المرحلة الأولى: صياغة المشكلة لنموذج خطة بحث إجرائي بعنوان: (الخوف من الحروب)

تعتبر مشكلة وقضية الخوف من الحروب من أكبر وأكثر المشكلات التى يواجهها أفراد المجتمعات المعرضة للاحتلال وللسيطرة من قبل الدول الكبيرة والمسلحة، والرهبة والجزع والخوف من الحروب تمثل شبحاً أمام أفراد المجتمع وعائلاتهم، فإن معالجة الخوف والجزع من الحروب يعتبر من أهم الأساسيات والركائز التى تعمل على مساندة ومساعدة أفراد المجتمع في تخطى مدة وفترة الامتحان وتمكن أفراد المجتمع من تطوير وتقوية شخصيتهم وكذلك تساعدهم التخلص تلقائياً في التخلص من هذه المشكلة بآلية وبصورة نهائية .

إن الخوف من الحروب يؤدي إلى تدني وخفض مستوى شجاعة أفراد المجتمع كافةً وعدم تركيزهم واهتمامهم في حياتهم اليومية. ويأتي مستوى أهمية هذه المشكلة في العمل على الإسهام برفع مستوى توعية أرباب الأسر والأطفال والنساء وكافة الفئات المجتمعية بكيفية العمل على مواجهة الخوف أو تحدي القلق والرعب من الحروب بصورة عامة، فيمكن للباحث اعتبارها وصياغتها على هيئة نموذج لخطة بحث إجرائي.

المرحلة الثانية: إعداد وتحضير خطة العمل :

يمكن تعريف هذه المشكلة بأنها عبارة عن حالة نفسية بصورة انفعالية (أي أنها عبارة عن حالة طبيعية ولا يمكن اعتبارها بأنها حالة مرضية) وهذه الحالة تحدث قبل وأثناء اندلاع النزاعات والحروب مصحوبة بمجموعة من الأعراض الجسمية والأعراض النفسية والتي تشمل على كل من حالات التوتر والتحفز وكذلك سرعة الانفعال وكما أنها تعمل على الانشغال العقلي بمجموعة من الأفكار السلبية لتوقع أفراد المجتمع بمشكلة وبفشل في تخطي الحروب أو تعمل على رفع مستوى سوء الأداء فيها أو تشعر المواطنين بالخوف من الإصابة أو الموت فيها ومن رد فعل السياسيين وذوي العلاقة بالأمر أو أنها تعمل على ضعف وخفض مستوى الثقة بالنفس أو الرغبة في إثبات الذات لباقي الشعوب الأخرى، مما يقلل من مستوى التركيز أحياناً في مختلف مجالات الحياة اليومية وقد يعمل على إعطاء مجموعة من النتائج السلبية، وهي عبارة عن حالة مؤقتة سببها إدراك مجموعة من المواقف والسلوكيات التقويمية التي تعمل على أنها مواقف تهديدية للشخصية، فإن الخوف بمستواه وتركيزه الطبيعي يرفع من مستوى التركيز وكذلك من مستوى الأداء ولكن إذا زاد وارتفع مستوى الخوف أكثر فإنه يعطي مجموعة من النتائج العكسية والسلبية .

لذلك من الممكن أن يتم جمع البيانات لإعداد نموذج لخطة بحث إجرائي باستخدام مجموعة الأدوات التالية التي يمكن أن ستساعد في علاج وحل المشكلة وهذه الأدوات هي :

1. الاختبار التقييمي المسمى بالأول أو القبلي: ويعمل هذا الاختبار على التعرف على مستوى القلق لدى أفراد المجتمع بكافة الفئات والأطياف المختلفة.
2. تحضير ثلاث نماذج للاستبانات، بحيث تكون الأولى خاصة بالأطفال، والثانية خاصة بأرباب الأسر، والثالثة خاصة بالنساء، (بحيث يتم العمل على تصميم مثل هذه الاستبانات بحيث يتم من خلالها تحقيق الهدف الأساسي والرئيسي الذي وضعت وصممت من أجل الوصول إليه وتحقيقه).
3. تحضير اختبار تقييمي بعدي (ثاني)، ويتم تطبيق محتوى هذا الاختبار بعد الانتهاء من تطبيق وتنفيذ الخطة العلاجية .
4. الملاحظة: وتعمل هذه الأوراق على مراقبة أداء الفئات المجتمعية وأفراد المجتمع البحثي كافة خلال وأثناء فترة الحروب .
5. المقابلة: وهذه الأداة أو الوسيلة بمثابة الالتقاء مع مجموعة من أفراد المجتمع البحثي ومن ثم سؤالهن عن مدى ومستوى الخوف والرعب من الحروب وما هي السبل للقضاء عليها .

المرحلة الثالثة: جمع/ حصد البيانات :

يتم جمع البيانات وحصدها والتي ستكون عبارة عن مجموعة من نتائج خطة البحث الإجرائي الخاصة بأفراد المجتمع البحثي والفئات المجتمعية البحثية المختلفة في الاختبارات القبلية والبعدية لخطة البحث الإجرائي ومن ثم العمل على مقارنتها .

المرحلة الرابعة: تقييم المحتوى :

تتم هذه المرحلة في إعداد خطة البحث بعد أن يتم توزيع استبانات خطة البحث الإجرائي على الفئات المجتمعية المختلفة التابعة لخطة البحث فنقوم بتفريغ محتوى نتائج الاستبانات الخاصة بخطة البحث الإجرائي ومن ثم محاولة رصد مجموعة النقاط الأساسية المتعلقة بخطة البحث والتي أدت إلى الخوف من الحروب ومن ثم توثيق تلك الأمور في محتوى خطة البحث الإجرائي ومن ثم وضع خطة وهيكلية علاجية تتلاءم وتتوافق مع النتائج التي تم الحصول عليها والوصول إليها من خلال إعداد كافة مراحل خطة البحث الإجرائي.

المرحلة الخامسة: التأمل

في هذه المرحلة من إعداد نموذج خطة البحث الإجرائي يتم التنويه إلى ما يتوجب على أرباب الأسر أن يحرصوا بشكل دائم على إيجاد دافع واهتمام لدى أفراد الأسرة وأن نساعدهم على متابعة الأمر لا الارتكاز على الغير، كما أنه من واجبنا العمل على تهيئة المكان المناسب والملائم للعيش فيه وكذلك الابتعاد عن أي مؤثر من مؤثرات الحروب المتعلقة بخطة البحث الإجرائي، بالإضافة إلى التركيز والاهتمام بمستوى الصحة وكذلك مستوى التغذية المتعلقة بموضوع خطة البحث الإجرائي.

وأخيراً يمكن القول بأن إعداد خطة البحث الإجرائي تحتاج من الباحث إلى جهد متميز وكبير في التمكن من إعداد المحتوى البحثي بأفضل آلية وصورة ممكنة، كما أنها تساعد على تطوير محتوى العمل البحثي، ويعتبر الوصول إلى خطة بحث إجرائي هي بمثابة هيكلية تساعد على تطوير العمل بأفضل آلية وصورة ممكنة، وتعتبر عملية التمعن والتركيز في إعداد خطة البحث الإجرائي من أهم الطرق والآليات التي تساعد الباحث على تطوير محتوى العمل البحثي بأفضل آلية وصورة ممكنة.

لذلك يتوجب على الباحث أن يسعى للحصول على مجموعة من نماذج خطة البحث الإجرائي والتي تساعده على تطوير مستواه وكذلك ترفع من القيمة البحثية لعمله البحثي في إعداد نموذج لخطة البحث الإجرائي، كما أنها تساعد على وصول خطة البحث الإجرائي الخاصة به إلى التميز.

 فيديو: نموذج بحث إجرائى (بحث فعل) 

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي