اطلب الخدمة
معايير البحث العلمي
منظومة البحث العلمي بديهياً يُعرف بأنها محكومة بمجموعة من معايير البحث العلمي ، فبمجرد أن يمسك الشخص بالبحث يجد أنه عبارة عن سلسلة اجراءات مضبوطة تحتوي على مجموعة من العناصر، و كذلك يرى الناظر إلى منظومة البحث العلمي بأن هناك معايير البحث العلمي الخاصة والعامة، بمعنى أن هناك معايير خاصة بكتابة كل عنصر من عناصر البحث، و كذلك هناك معايير عامة شاملة لكافة العناصر، وفي هذا المقال سنحاول اجتهاداً أن نجم أهم معايير البحث العلمي حيث أن هذه المعايير كثيرة ولا يتسع لها مقال واحد لإجمالها، ولهذا سنفرد فقرات متسلسلة للمعايير وفق تقسيمة ستجدها سهلة الفهم والاستيعاب… .
لم نعنون هذه الفقرة بأن تعرف على العناصر قبل الإعداد، بل عنوناها بتعرف على العناصر قبل أن تنوي الإعداد، وضع خطين تحت كلمة (تنوي)، إذ أن الباحث لابد أن يكون على معرفة كاملة بكافة عناصر البحث وبطريقة كتابة هذه العناصر قبل أن يخطو أي خطوة فكرية أو تطبيقية، وذلك لأن كافة محتوى الدراسة ستجده مرتبط بطبيعة هذه العناصر، وبالتالي قيامك بالتعرف عليها يجعلك قادر على فهم طبيعة المهمة التي ستقوم بتنفيذها، ولعل مقصدنا لا يزال غامضاً، ولكن النقاط التالية ستزيل هذا الغموض حيث سندعمها بالأمثلة:
- عملية تحديد مشكلة الدراسة تتطلب من الباحث المعرفة بدورها وعلاقتها بكافة محددات البحث، بالتالي لابد من عرفة آلية تناول المشكلة في الدراسة قبل تحديدها.
- العنصرين الأساسيين في الدراسة هما الخطة والإطار النظري، وبالتالي يجب معرفة كيفية كتابة كل عنصر منهما، ليدرك الباحث قبل تنفيذه أي شيء في الدراسة، ما هي طبيعة الكتابة داخل الدراسة.
- الدراسة تتطلب من الباحث تجهيز مجموعة من الامكانيات المادية وكذلك الامكانيات الفكرية، وهذه الامكانيات لا يمكن تحديدها ما لم تكن المعرفة بعناصر الدراسة معرفة جيدة.
- كافة الاجراءات التي سيقوم الباحث بتنفيذها في الدراسة، تأتي وفقاً لطبيعة عناصر الدراسة، بالتالي لابد من معرفة العناصر مع طريقة كل عنصر منها، على سبيل المثال إذا أراد الباحث تناول مشكلة التهرب المدرسي ولم يدرك أن هناك فرضيات لابد من تحديدها للسعي لإثباتها أو نفيها في الدراسة، فهل سيكون الباث قادر على اخراج محتوى الدراسة بشكل كامل وهو لا يعرف طريقة تحديد الفرضيات؟، بالطبع لا.
- قسّ على المثال السابق أمثلة أخرى، مثل المناهج والمصطلحات وعينة الدراسة وأدوات الدراسة، وغيرها الكثير.
- من اللافت في معايير البحث العلمي التي نتناولها في هذه الفقرة. أن المعرفة بطبيعة عناصر الدراسة. يعني المعرفة أيضا بكيفية ترتيبها داخل الدراسة، وما العناصر التي تنبني على العناصر العناصر…. وهكذا.
أول العناصر الأساسية من عناصر البحث هي الخطة، وبالتالي من أهم معايير البحث العلمي، هي تلم المعايير الخاصة بالخطة، ونجد أن الخطة تشمل على مجموعة من العناصر، ويكون كل عنصر من هذه العناصر له طريقة كتابة ومحتويات خاصة به، بالتالي تعتبر معايير البحث العلمي الخاصة بالخطة متعددة وفقاً لكل عنصر من عناصر الخطة، والنقاط التالية مفصلة لهذه المعايير:
أولاً: نبدأ بالعنوان، حيث أنه من معايير البحث العلمي أن تتم عملية كتابة العنوان بطريقة مباشرة وسهلة الفهم، ولابد أيضا أن يكون عدد كلمات العنوان تتراوح من ثلاثة إلى خمسة عشر كلمة، وكذلك لابد أن يرتبط العنوان بكامل مضمون البحث.
ثانياً: يعتبر الموضوع أو المشكلة من أهم العناصر، ولابد أن يتم تحديده بشكل دقيق، وكذلك لابد أن يراعى فيه أن يكون موضوع جاد ومهم وترتبط به كافة مكونات الدراسة، ويمكن دراسته دراسة وافية، ويوجد له مراجع يمكن الاعتماد عليها.
ثالثاً: في الفرضيات أهم المعايير أن تكون مشتقة بشكل مباشر من المشكلة، وكذلك لابد أن تكون قابلة للدراسة والاثبات والنفي.
رابعاً: الأهداف لابد أن تكون قابلة للتحقيق وليست من وقع الخيال، وكذلك الأمر فمن معايير كتابتها أن تكون مكتوبة بشكل النقاط المتعددة، بحيث تشمل كل نقطة على هدف واحد.
خامساً: الأهمية من معاييرها أن تكون واقعية، وكذلك لابد أن يتم تحديدها بربطها بالقارئ وجمهور الباحثين وكذلك ربطها بالفائدة التي ستنعكس على المشكلة التي يتناولها الباحث في الدراسة.
سادساً: الدراسات السابقة يشترط فيها الصدق في النقل منها، وكذلك توثيقها بشكل كامل صحيح، ولابد أن تتناول جانب واحد على الأقل من الجوانب الخاصة بالمشكلة الحالية.
سابعاً: مصطلحات الدراسة من معاييرها أن يتم تحديدها بشكل دقيق وفقاً لدى اعتمادية المضمون عليها، وكذلك لابد عند كتابتها أن تكتب بالمصطلح والتعريف مع توثيق مرجع اقتباس التعريف.
ثامناً: المناهج لابد من كتابتها مع تبين سبب اختيار كل منهج وكيف سيتم استخدامه في الدراسة الحالية.
يعتبر الإطار النظري هو أكبر العناصر التي يكون منها البحث من حيث المساحة. إذ أننا يمكن أن نعبر عنه بأنه المحتوى المعلوماتي المفصل الذي يشمل على كافة العمليات البحثية من نقاش وتحليل وسرد وغيرها. وأمام هذا المحتوى المتنوع والمتباين. لابد أن يكون للإطار النظري مجموعة المعايير الخاصة بكتابته وتنفيذه، وهذه المعايير هي:
- لابد من منطقية السرد في الإطار النظري. بمعنى لا يُعقل أن تكون الفقرة الواحدة شاملة على نقاش وتحليل ومقارنة. بل من المعايير الدقيقة أن يكون كل جزء في الإطار النظري متحور حول عملية واحدة فقط.
- معيار الدوران حول الفرضيات في الإطار النظري يعتبر من المعايير الهامة. حيث لابد من ادخال كامل الفرضيات في مضمون الإطار النظري للوصول إلى اثباتها أو نفيها.
- بما يخص عملية التحليل الإحصائي التي يشملها الإطار النظري. فلابد أن يتم تناول هذه العملية وفقاً للبيانات التي تم جمعها من العينة، وكذلك لابد من القيام بعملية التحليل الإحصائي وفقاً لمخرجات محددة. حيث يشمل هذا التحليل مجموعة كبيرة من المخرجات لابد من تحديد ما يلزم الدراسة فقط.
- لابد أن يتم التنويع في الأساليب من حيث الطبيعة والصياغة. فتارة تحليل وتارة نقاش وتارة مقارنة، ولكن هذا في كامل مضمون الإطار النظري لا في جزء منه، وكذلك بالنسبة لأسلوب الصياغة فمن الأفضل التنويع ما بين السرد والرأي والمخاطبة.
- من أهم المعايير التي لابد من الالتزام بها، هي مطابقة كافة المعلومات الموجودة في الإطار النظري مع المعلومات الموجودة في الخطة. بحيث تكون الخطة هي الخريطة التي لابد أن يسير عليها الإطار النظري.
- المتغيرات من الضروري الكشف عنها وبيان العلاقة فيما بينها خلال السرد في الإطار النظري.
إلى جانب الاقتباس لابد أن نورد المراجع والتوثيق أيضا، إذ أن كل هذه المحددات مرتبط بعضها ببعض. وكذلك يعتبر الاقتباس من العمليات التي لا يخلو منها أي بحث. وكذلك الأمر فإنه لا يمكن أو يوجد اقتباس بلا مراجع وكذلك وجود المراجع والاقتباس يعني وجود التوثيق. وفيما يلي من نقاط نوجز أهم معايير البحث العلمي الخاصة بهذه المحددات:
- لابد أولاً من تحديد المراجع بشكل صحيح، حيث يكون المضمون الذي تقدمه تلك المراجع صحيحاً، وكذلك يجب أن تكون المراجع خالية من الانتحال.
- يجب الالتزام الكامل بنسبة الاقتباس في كامل مضمون الدراسة. بحيث لا يتم تجاوز هذه النسبة، وتختلف هذه النسبة من جامعة لأخرى ولكن المتعارف عليه هو 15% من مجموع كامل كلمات الدراسة.
- لابد أن يتحقق الباحث من سلامة المعلومات التوثيقية. وكذلك لابد أن يقوم بتوثيق كافة المراجع التي قام بالاقتباس منها حتى وإن كان الاقتباس مجرد كلمة واحدة. وكذلك لابد أن يجمع الباحث كامل معلومات التوثيق وهي اسم المؤلف وعنوان المرجع ودار النشر ومكان وسنة الصدور.
يوما بعد يوم تزداد البحوث العلمية كثرة، وذلك نظرا لتطور وسائل العلم، وازدياد عدد الباحثين. لكن جودة البحوث العلمية تختلف من بحث لآخر، فليس كل بحث علمي هو بحث جيد. لذلك يجب على الباحث قبل البداية في بحثه معرفة معايير تقيي البحث العلمي. لكي يلتزم بها ويقدم للمجتمع بحثا علميا مفيدا ورائعا، وفي رحاب مقالنا هذا سوف نتحدث بالتفصيل عن معايير تقييم البحث العلمي.
وتحدد المعايير الفنية جودة البحث العلمي، ومن خلالها نستطيع الحكم على البحث إن كان جيدا أم غير جيد. وهذه المعايير هي: عنوان البحث العلمي: يجب أن يستخدم الباحث لبحثه عنوانا جذابا ملفتا للنظر. قصيرا وسهل الحفظ، ويدفع القارئ إلى الاطلاع على البحث. وكذلك مشكلة البحث: يجب أن يستخدم الباحث اللغة السهلة والبسيطة والواضحة أثناء حديثه عن مشكلة بحثه. كما عليه مراعاة قابلية المشكلة للبحث والتحقيق.
عرض الدراسات السابقة بصورة دقيقة وشاملة: على الباحث الاطلاع على الدراسات السابقة المتعلقة ببحثه بشكل مباشر. وإظهار أماكن التقاء وجهات النظر بين بحثه والدراسات السابقة، وتبيان أماكن الاختلاف. وكذلك صياغة فرضيات البحث: يجب أن يكون الباحث على صياغة فرضياته بحثه بحيث يجعلها قليلة. ويتأكد من صحتها من خلال اختبارها، كما عليه التأكد من اتفاقها مع الحقائق التي يعتمد عليها في بحثه. وقد يؤدي إهمال الباحث لصياغة الفرضيات إلى عدم قبول البحث. وكذلك اختيار منهج البحث المناسب وأدواته: يجب أن يمتلك الباحث القدرة على اختيار المنهج والأدوات التي تناسب البحث الذي يجريه. ويكتسب الباحث هذه الخبرة ومن خلال اطلاعه على مناهج البحث العلمي وأدواته بشكل معمق. لذلك فقد يؤدي اختيار منهج البحث الخاطئ إلى عدم وضوح مشكلة البحث.
النتائج والتحليل يجب على الباحث أن يستخدم في بحثه أسلوب التحليل الإحصائي، ومن خلال هذا الأسلوب يجيب على الأسئلة والفرضيات المتعلقة بالبحث. ويقوم بتوضيح الإجابات باستخدام الجداول والأشكال. وكذلك ملخص البحث: يعد ملخص البحث من أهم أجزاء البحث العلمي، فمن خلاله يطلع القارئ على البحث ويعرف ما يتضمنه دون الحاجة إلى قراءته كاملا، لذلك يجب أن يكون ملخص البحث واضحا، يتحدث من خلاله عن أهداف البحث، ومنهجه، والأدوات المستخدمة في البحث، ونتائج البحث.
الكتابة الجيدة: يجب أن يقوم الباحث بصياغة بحثه بطريقة جميلة مستخدما الأسلوب العلمي. ومرتبا أقسام البحث بشكل متسلسل، وعليه الحرص على تجنب الأخطاء اللغوية والإملائية.
مراجع البحث: يجب على الباحث ذكر كافة المصادر والمراجع التي استعان بها في بحثه، وعليه ترتيبها وتوثيقها بشكل أكاديمي.
المعايير الفنية لا تكفي في الحكم على جودة البحث العلمي. بل يجب أن يصحبها معايير أخلاقية ومن هذه المعايير: أنه يجب أن يستخدم الباحث المصادر والمراجع بشكل أمين. فيقوم بتوثيق ما يأخذه منها وينسبه لصاحبه. وكذلك عليه الحصول على كافة الموافقات الخاصة ببحثه من الجهات المختصة، وعليه كتمان الأمور السرية. أيضا الوقوف على الحياد. وعدم التعصب لأي جهة في البحث لتكون نتائج بحثه موضوعية.
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي