اطلب الخدمة
نموذج تلخيص للدراسات السابقة في البحث العلمي
من الأعمدة التي تنبني عليها الأبحاث هي الدراسات السابقة في البحث، حيث تمثل نموذج للدراسات السابقة في البحث العلمي عنصراً أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه، وتأتي عملية تحديدها ومن ثم كتابتها في خطة البحث وبعد ذلك توظيفها في الإطار النظري وفقاً للعديد من المعايير والمحددات التي تحكم آلية تنفيذها، ولعل الدراسات السابقة أيضا لها تعريفها الخاص بها الذي يميزها عن المراجع والمصادر العادية، وهذه الحيثيات مجتمعة سنتطرق إليها في سياق الفقرات التالية.
مفهوم الدراسات السابقة في البحث يأتي بأنه مجموعة من الدراسات. التي يختارها الباحث بالشكل الأساسي الذي سيعتمد عليه في بحثه الحالي. وهذه الدراسات تكون مرتبطة مع مشكلة الدراسة الحالية ارتباطاً قوياً.
وتختلف هذه الدراسات عن المراجع والمصادر العادية بأن الاعتماد عليها والاقتباس منها يكون كبير، بل غالباً ما يتطرق الباحث لذكرها في سياق النقاشات في بحثه، على سبيل المثال كتابة (وهذا ما جاء في الدراسة كذا)، كذلك يتم إيضاح هذه الدراسات بالتعريف بها في خطة البحث، ولا يتم ذلك بالنسبة للمراجع والمصادر الأخرى.
تأتي عملية اختيار هذه الدراسات وفقاً لمجموعة من الأسس والخطوات، ولابد من الانحكام لهذه الأسس والخطوات، وذلك لأن نسبة كبيرة من محتوى الدراسة الالية يكون معتمداً على الدراسات السابقة، وفي النقاط التالية نجمل أهم هذه الأسس والخطوات التي يتم من خلالها اختيار هذه الدراسات:
- أنظر أولاً إلى موضوع الدراسة الحالية. كذلك أنظر في الجوانب التي ترتبط بهذا الموضوع، ثم أنظر في الدراسات السابقة التي ترتبط مع موضوع الدراسة الحالية سواء بشكل كلي أو جزئي.
- يتم البحث في الدراسات السابقة على أكثر الدراسات فائدة في تقديم المحتوى الداعم للدراسة الحالية. وذلك بالنظر في الأطر النظرية لتلك الدراسات والنظر في كيفية الاستفادة منها.
- أيضا من الضروري النظر في المناهج العلمية التي اتبعتها تلك الدراسات، والنظر في مدى موافقه تلك المناهج للدراسة الحالية.
- الفترة الزمنية التي تمت فيها الدراسة السابقة، لابد من أخذها بعين الاعتبار، والنظر في هل هذه الدراسة التي أعدت بتلك الفترة الزمنية مناسبة للدراسة الحالية أم لا.
- المعلومات والمتطلبات التي تحتاجها الدراسة الحالية، من حيث المتغيرات المختلفة والنقاشات تحكم اختيار الدراسات السابقة.
المكان الأول الذي تُكتب فيه الدراسات السابقة هو خطة البحث، بحيث يتم كتابتها في الخطة بهدف التعريف بها وحصرها، وذلك بكتابة نبذات عنها، كذلك يتم كتابة الارتباط الذي يربط تلك الدراسات بالدراسة الحالية، وفيما يلي من نقاط نوجز طريقة كتابتها بالتفصيل في الخطة:
أولاً: لابد أن تكون هذه الدراسات قد تم تحديدها بشكل مسبق ومعرفة كل دراسة عن ماذا تتحدث، كذلك معرفة المعلومات التوثيقية لكل دراسة.
ثانياً: يتم كتابة كل دراسة، حيث يُكتب عنوان الدراسة أولاُ، على سبيل المثال كتابة: (دراسة بعنوان: فايروس كورونا وأثره على الوضع الاقتصادي)، وبعج ذلك ينزل الباحث مقدار مسافة واحدة إلى أسفل ويكتب نبذة عن الدراسة السابقة.
ثالثاً: في النبذة التي يكتبها الباحث عن كل دراسة، يبدأ فيها بالتعريف بالدراسة ومحتوياتها، وبعد ذلك كيف ترتبط الدراسة السابقة بالدراسة الحالية، كذلك كتابة نبذة عن آلية تنفيذ تلك السابقة والمناهج العلمية التي استخدمت فيها.
رابعاً: يتم توثيق كل دراسة توثيقاً داخلياً في الحواشي السفلية من الصفحة، وذلك بوضع اشارة المرجع عند نهاية عنوان الدراسة السابقة، ومن ثم كتابة التوثيق بذكر المؤلف والعنوان ومكان وسنة الصدور.
خامساً: يكون مجموع عدد كلما الدراسات السابقة كاملة من 300 إلى 700 كلمة. ويتم ترتيبها وفقاً لآليات علمية محددة سنذكرها مفصلة في الفقرة القادمة.
توصل العلماء إلى مجموعة من الآليات التي يمكن من خلالها ترتيب الدراسات السابقة في الخطة. وهذه الآليات لا يمكن جمعها في مادة واحدة، بمعنى أن الباحث عليه اختيار آلية واحدة فقط في كل بحث يقوم بإعداده. وفيما يلي نعرض هذه الآليات:
- الترتيب وفق التاريخ من الأقدم إلى الأحدث: ويسمى بالترتيب التاريخي التصاعدي. حيث يتم فيه وضع الدراسات الأقدم في الصدور ومن ثم الأحدث.
- الترتيب وفق التاريخ من الأحدث إلى الأقدم: ويسمى بالترتيب التاريخي التنازلي. حيث يتم وضع الدراسة الأحدث ثم الأقدم، هذه الآلية تأتي مخالفة للآلية السابقة.
- وفقاً للمناهج العلمية: قليل ما يستخدم الباحثين هذه الآلية، حيث يتم فيها النظر في المناهج العلمية التي استخدمتها الدراسات السابقة وترتيبها وفقاً لها، على سبيل المثال وضع الدراسات التي استخدمت المنهاج التاريخي أولاً ثم المنهاج التحليلي ثم الوصفي… وهكذا، ويأتي سبب عدم اعتماد هذه الآلية لدى غالبية الباحثين لوجود مناهج متشابهة بين الدراسات.
- الترتيب حسب الأهمية ومدى اعتماد الباحث: وفي هذه الآلية يقوم الباحث بترتيب الدراسات. من وجهة نظره حسب اعتقاده بأهمية كل دراسة منها، ومدى اعتماد الدراسة الحالية على كل دراسة سابقة.
إذا كانت خطة البحث تقوم بالتعريف بالدراسات السابقة فإن الإطار النظري يقوم بتفصيلها وتوظيفها، حيث يتضح في الإطار النظري كيفية استخدام تلك الدراسات، حيث يتم الاقتباس والمناقشة وغيرها من العملية الأخرى التي سنفصلها في النقاط التالية:
أولاً: الاقتباس:
حيث يقوم فيه الباث باقتباس بعض المعلومات من تلك الدراسات ووضعها في الدراسة الحالية. وهذا الاقتباس يتميز عن الاقتباس العادة من المراجع والمصادر بأنه يكون بشكل أكثر، كذلك يدخله الباحث في عمليات أخرى من التحليل.
ثانياً: المقارنات:
وهي من أكثر العمليات التي تتم على الدراسات السابقة في الإطار النظري، فيقوم الباحث بمقرنة محتوى تلك الدراسات مع محتوى الدراسة الحالية، كذلك يقارن بين محتويات الدراسات السابقة نفسها، ويركز الباحث هنا على المتغيرات والتأثيرات.
ثالثاً: السرد التاريخي:
وكل دراسة سابقة لابد أن يعرف الباحث تاريخ إعدادها والظروف الخاصة التي تم إعداد الدراسة فيها، فيقوم الباحث بكتابة المعلومات ولفت الانتباه التغيرات التي طرأت عل موضوع الدراسة الحالية مقارنة بما جاء في الدراسات السابقة.
رابعاً: النقاشات والتحليلات:
وهي عمليات بديهية يقوم فيها الباحث بالتعليق على الدراسات السابقة. بالنقاشات والتحليلات ومعارضة المعلومات بعضها ببعض.
هناك رأي معمول به في الكثير من الجامعات حول العالم. وهو أن يتم وضع الدراسات السابقة في فصل دراسي كامل وفصلها عن باقي الفصول الدراسية. فيكون ذلك الفصل شاملاً على هذه الدراسات والعمليات التي تجري عليها. ولكن في الواقع نرى أن هذا الرأي ليس دقيقاً، والأفضل منها أن يتم إدخال الدراسات السابقة في مضمون الإطار النظري. وذلك لأن الإطار النظري كفيل بشكل أكبر على استخلاص زبدة القول من هذه الدراسات وايضاح مدى ارتباطها مع مضمون الدراسة الحالية.
للاطلاع على الدراسات السابقة الملَخًصة اضغط هنا
الدراسة الأولى
1. دراسة (Song, 2015) بعنوان جودة الأداء المدرسي: دراسة حالة في الصين.
هدفت الدراسة الحالية الى التعرف على مدى مساهمة دولة الصين في تشجيع طلاب الموهوبين للانضمام الى المدارس ذات الأداء المنخفض، وذلك لتشجيعها الى لرفع مستواها والاستمرار في مجال التعليم. وطبقت الدراسة المنهج الوصفي، حيث قامت بدراسة وتحليل توجهات الطلاب الموهوبين نحو المدارس ذات الأداء المنخفض في ضوء السياسة التي فرضتها وزارة التربية والتعليم في الصين والتي تقر على التحاق أفضل عشر طلاب في المدارس ذات الأداء المنخفض الى المدارس الثانوية النخبة في الصين كسياسة جديدة في التعليم لتحفيز الطلاب للالتحاق بالمدارس الأداء المنخفض. أظهرت نتائج الدراسة أن الطلاب التي يحظون بمكانة اجتماعية عالية ودرجات مرتفعة في الرياضيات توجهوا لاختيار المدارس ذات الأداء المنخفضة بعد السياسة المقترحة، كما وأشارت نتائج الدراسة أن وجود محفزات مادية ومعنوية للطلاب الموهوبين للالتحاق بالمدارس ذات الأداء المنخفض يؤدي الى تشجيع المدرسة الى رفع جودة ومستوى الأداء التدريسي في المدرسة.
الدراسة الثانية
2. دراسة (Allen and Burgess, 2014) بعنوان علاقة الأداء المدرسي باختيار الأباء المدرسة لأبنائهم.
تركز الدراسة الحالية على دراسة اختيار المدارس في انجلترا وعلاقتها بالأداء المدرسي. وطبقت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، حيث استخدمت قاعدة البيانات الخاصة بالطلاب (UPD)، حيث ركزت الدراسة على الطلاب الذي أرسلهم أبائهم الى المدارس ذات الأداء المرتفع، بهدف التعرف على خصائص هؤلاء الأباء، كما وأجرت الدراسة تحليل باستخدام الأساليب الاحصائية عن خصائص الأباء اذا ما اختاروا مدارس غير التي اختاروها لأبنائهم. خلصت نتائج الدراسة أن الأباء يقدرون جوانب أخرى في المدرسة غير المستوى الأكاديمي والأداء المدرسي للمدرسة، حيث أشارت النتائج أن الأباء في بعض الأحيان لا يختارون المدارس ذات الأداء المرتفع، والذي لا يدفع المدارس ذات الأداء المنخفض الى رفع مستوى أدائها المدرسي، كما وأشارت النتائج الى أن بعض الطلاب اختاروا المدارس ذات الأداء المنخفض وبعضهم لم يستطع الالتحاق بالمدارس ذات الأداء المرتفع. وأوصت الدراسة بأهمية دراسة العوامل التي تدفع الأباء لاختيار المدرسة الملائمة لأبنائهم.
تلعب الدراسات السابقة دوراً مهماً ينعكس أثره على كامل مضمون البحث. ولا يمكن الاستغناء عن هذه الدراسات في أي مضمون بحثي. وذلك لأنها من العناصر الأساسية في الأبحاث، وفيما يلي نعرض أهم أوجه الفائدة لها:
- توفر كمية كبيرة من المعلومات التي يمكن للباحث أن يعتمد عليها في تدعيم الدراسة الحالية.
- تكشف عن جوانب عديدة من جوانب موضوع الدراسة التي يتناولها الباحث، وذلك لأنها مرتبطة به بشكل كلي أو جزئي.
- تشرح موضوع الدراسة الحالية خلال الفترات الزمنية المختلفة. حيث تكون قد تم اعدادها في فترات ماضية وبظروف معينة مؤثرة في تلك الفترة الزمنية على الموضوع الذي يتناوله الباحث بشكل حالي.
- يتم الاستشهاد بها لإثبات صحة النتائج التي توصل إليها الباحث في دراسته الحالية، حيث تكون بمثابة معيار للصدق.
- تبرز مدى التلاقي الفكري بين الباحثين، تبرز الجديد الذي أضافه الباحث على جهود الباحثين الآخرين.
- لابد من الانتباه إلى دقة المعلومات في تلك الدراسات قبل اعتمادها، وذلك بفحصها وقراتها كاملة. وهذا الأمر يشمل أيضا التأكد من دقة المعلومات التوثيقية، وأن الدراسة خالية من الانتحال.
- يقع الكثير من الباحثين في خطأ عدم المفاضلة الجيدة بين الدراسات. فنجد نه اختار دراسة معينة في حين أن هناك دراسات خرى هي أقوى صلة وقوة في تدعيم دراسته الحالية.
- في التعريف بالدراسات في الخطة، يخطئ البعض باستخدام أسلوب الاختصار. فيقوم بالكتابة على شكل جمل قصيرة، تمثل رؤوس أقلام فقط.
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي