اطلب الخدمة
شروط المقدمة الجيدة
عندما يبدأ القارئ بالاستفتاح بقراءة المقدمة فإن ذلك يجعل لزوم إيجاد شروط المقدمة الجيدة ، وذلك لأن أول ما سيقرأه القارئ لابد وأن يكون جاذب للقارئ لاستكمال قراءة باقي المضمون، ولهذا فإن شروط المقدمة الجيدة جاءت وفقاً للأهمية التي تكمن في وظيفة المقدمة، كذلك هذه شروط المقدمة الجيدة كفيلة بأن تجعل القارئ يواصل القراءة إذا تم تطبيقها إلى جانب أسلوب الصياغة للمقدمة، ولمعرفة شروط المقدمة الجيدة لابد من معرفة العديد من المحددات الأخرى والتي من أهمها طريقة كتابة المقدمة وأهميتها ووظيفتها، ولهذا نضع طرحاً منوعاً حول مقدمة البحث العلمي، يشمل هذا الطرح الوصول لاستنتاج العديد من شروط المقدمة الجيدة… .
الاجابة الكاملة على هذا السؤال تتطلب منا عرضاً موضوعياً يشمل الاجابة على العديد من التساؤلات الأخرى. إذ لا يمكننا أن نقول وبشكل مباشر أن هذه المقدمة تكتب في المكان كذا من البحث. بل نرى أن نقوم بالطرح لهذه الفقرة وفقاً لإجابة على العديد من الأسئلة المتحورة حول عنوان هذه الفقرة. ومن ثم الوصول إلى استخلاص مكان الكتابة لها، وإليك طرحنا:
أولاً: هل المقدمة من عناصر خطة البحث؟، من الأسئلة الدقيقة، حيث أنه من المعروف أن البحث له عنصرين أساسيين وهما الخطة والإطار النظري. وبالنظر في المقدمة فإن كثير من المتخصصين _ونحن نميل إلى هذا الرأي_ يعتبرها جزء من الإطار النظري لا من خطة البحث. وبالتالي فإن كتابتها تكون بعد كتابة عناصر خطة البحث ما لم يتم افراد خطة البحث في فصل دراسي.
ثانياً: هل هناك عناصر تسبق المقدمة؟، رغم أن اسمها يدل على أنها أول ما يتم كتابته في مضمون البحث العلمي. لا أن الحقيقة أنه يوجد العديد من العناصر التي تسبقها، ومن أهمها عناصر خطة البحث كاملة كما أوضحنا في النقطة السابقة. كذلك صفحة الغلاف تسبق المقدمة، وفي البحوث الأكاديمية فإن الاهداء والشكر أيضا يسبقها.
ثالثاً: هل تُكتب المقدمة بعد خطة البحث مباشرة؟، إذا كانت الخطة غير منفصلة في فصل دراسي، فإن المقدمة تأتي كتابتها بعد آخر عنصر الخطة، وبالتالي تسبق بشكل مباشر الفصل الدراسي الأول من الإطار النظري في البحث.
استخلاص: وفقاً لما أوردناه في النقاط الثالثة السابقة فإن كتابة المقدمة يأتي بعد آخر عنصر من خطة البحث، إذا كانت الخطة لم يتم ادراجها في فصل دراسي كامل، وبالتالي تكون المقدمة هي العنصر المباشر الذي يسبق الإطار النظري في البحث.
المتمعن في طبيعة ما تحتويه المقدمة من معلومات يدرك أنها تجمع مجموعة من الأساليب التي يتم من خلالها تقديم الطرح المعلوماتي الخاص بها. وهذه المعلومات مجملها يكون عبارة عن رؤوس أقلام وشد انتباه، ومن أهم مكونات المقدمة ما يلي:
- التعريف بسبب اختيار المشكلة، حيث أن الباحث يمهد للقارئ القراءة بتعريفه بسبب اختياره للمشكلة، وذلك لأن المشكلة تعتبر هي المحور الأساسي الذي ترتكز عليه كامل عناصر البحث الأخرى.
- من المكونات أيضا هي الفوائد، حيث يتطرق الباحث لكتابة أهم الفوائد التي ستعود على القارئ من خلال هذا البحث. وتتوافق هذه النقطة مع عنصر الأهمية الذي يتم كتابته في الخطة.
- تحتوي المقدمة أيضا على التعريف برأي الباحث تجاه الموضوع الذي يتناوله في بحثه. ولهذا يشعر القارئ بأن الباحث مندمج في المشكلة ومتعرض لها.
- وتشمل أيضا الحديث عن المتغيرات الداخلة في مضمون الدراسة. إذ أن هذه المتغيرات تعتبر من الأمور التي ينبني عليها طرح معلوماتي كبير في الإطار النظري.
- تشمل المقدمة أيضاً على استخدام أسلوب المخاطبة من الباحث للقارئ. وبالتالي تكون أشبه برسالة الجذب ولفت الانتباه لمواصلة قراءة البحث.
من خلال معرفة طريقة كتابة المقدمة يمكن استنباط العديد من نقاط شروط المقدمة الجيدة، حيث أن طريقة الكتابة تعلل وتفسر العديد من هذه الشروط، وتتم عملية كتابة هذا العنصر وفقاً لأسلوب الفقرات المتتابعة، وهنا نؤكد على الفقرات حيث تكون كل الفقرات مترابطة في ايصال المعاني، كذلك لابد من معرفة الحدّ الأدنى والحدّ الأقصى لهذا العنصر، حيث يتراوح عدد الكلمات للمقدمة وفقاً لأغلب الجامعات العالمية من 500 _ 1000، وفي النقاط التالية نعرض طريقة الكتابة بشكل متتابع:
- قبل أن تدخل في طريقة الكتابة، لابد أن تكرر قراءة الفقرة السابقة والتي تحدثنا فيها عن مكونات المقدمة، حيث أن هذه المكونات هي من تحدد طريقة الكتابة.
- الفقرة الأولى من هذا العنصر تبدأ بالحديث عن البحث بشكل عام لاسيما الموضوع، وهنا يتم للتركيز على سبب اختيار الموضوع مع الشعور الذي انتاب الباحث للحديث عنه.
- ثاني الفقرات تكون مخصصة لإقناع القارئ بمدى أهمية هذا البحث وفائدته، وذلك من خلال عرض حيثيات الآثار وبيان حجم المشكلة.
- ثالث الفقرات يكون مخصص للحديث عن آلية القيام بدراسة المشكلة، ولكن في هذه الفقرة لا يتم التوسع بل يتم الاختصار الشديد لما جاء في الخطة، لاسيما المناهج والعينة والأدوات.
- يتحدث الباحث عن أهم المتداخلات في البحث من متغيرات وفرضيات، ويبين أن بينهم علاقة سيتم الكشف عنها في سياق البحث.
- ببعد ذلك ينتقل الباحث للحديث عن الجو العام الذي تمت خلاله الدراسة. وفي هذه الفقرة يتطرق الباحث لكل ما واجهه من صعوبات وتحديات في الوصول إلى النتائج.
- الفقرة الختامية في المقدمة تجري كتابتها بما يجعل لدى القارئ بعض التساؤلات التي يريد أن يحصل على اجابات لها من خلال الطرح المعلوماتي في الإطار النظري.
يمكن القول بأن هناك مجموعة من الأساليب التي لابد من استخدامها في المقدمة الجيدة. حيث أنه من الخطأ القول باستخدام أسلوب واحد فقط، بل نرى أن الجودة في المقدمة تكون باستخدام عدة أساليب متجانسة في الوظيفة التي تؤديها، وهذه الأساليب هي:
- الأسلوب السردي: وهو الأسلوب الذي يتم فيه وضع المعلومات بشكل مباشر دون الحاجة إلى التحوير أو التجميل. وهذا الأسلوب أشبه بقارئ يقرأ من كتابة أو صحيفة.
- والأسلوب الخطابي: حيث أن المقدمة في وظيفتها تكون عبارة عن رسالة خطابية من الباحث إلى القارئ، كذلك الناظر إلى مكونات المقدمة يجد أنها تشمل على العديد من العناصر التي تتطلب مخاطبة القارئ، على سبيل المثال في اقناع القارئ بفائدة البحث لابد من استخدام أسلوب المخاطبة.
- الأسلوب القصصي: من أكثر الأساليب الفنية الرائعة ولتي يُنصح باستخدامها في المقدمات. بحيث يقوم الباحث بجذب القارئ من خلال عرض قصة في القدمة، على سبيل المثال استخدام الأسلوب القصصي في توضيح الباحث لكيفي شعوره بالمشكلة.
- أسلوب السؤال: من الأساليب التي تجعل القارئ يشارك ذهنياً ويتوقع ما سيجده في البحث. كذلك يثير الفضولية وحب الاطلاع لدى القارئ، هو استخدام أسلوب السؤال. بحيث يقوم الباحث بطرح سؤال على القارئ ليثير تفكير القارئ ويجعله يكمل القراءة للحصول على الاجابة.
بعد الطرح السابق الذي تعرفنا فيه على جوانب عديدة خاصة بمقدمة البحث العلمي. نأتي لاستخلاص أهم شروط المقدمة الجيدة. ونتمنى أن تكون قد لاحظ العديد من الجوانب التي اشتملتها الفقرات السابقة. ففي عرضنا للمكونات ولطريقة الكتابة تطرقنا لذكر العديد من هذه الشروط بين السطور. وفي هذه الفقرة نجمل هذه الشروط من البداية إلى النهاية:
أولاً: لابد أن تشمل المقدمات على كافة المكونات الأساسية لها، وهذه المكونات تطرقنا لها في فقرة سابقة من هذا المقال. إذ أن غياب أي مكون منها يعتبر نقصاً في المفهوم العام للمقدمة.
ثانياً: لابد من التسلسل المنطقي لآلية عرض المعلومات في المقدمات. على سبيل المثال لا يمكن الاخبار بفائدة الموضوع الذي يتناوله الباحث في بحثه، دون أن يسبقه تعريف بالموضوع نفسه.
ثالثاً: لابد من اعتماد أسلوب الفقرات المترابطة في كتابة المقدمات، والابتعاد عن النقاط المرقمة والجمل القصيرة. كذلك لابد من الالتزام بالحد الأدنى والحد الأقصى لعدد كلمات المقدمة والذي وضحناه بأنه معتمد في أغلب الجامعات من 500 إلى 1000 كلمة.
رابعاً: ينبغي أن تؤدي المقدمة وظيفتها الأساسية وهي التمهيد للقارئ لاستكمال القراءة وجذبه وزيادة رغبته في معرفة المزيد.
خامساً: يجب أن توضع المقدمة في مكانها الصحيح، حيث أن مكانها الصحيح هو بعد الخطة مباشرة.
سادساً: التنويع في الأساليب المستخدمة لصياغة المقدمات، يعتبر من شروط الجودة التي لابد من مراعاتها.
لا شك أن مقدمة البحث العلمي الجيدة من شأنها أن تضفي شيئًا من التميز على البحث العلمي ككل كونها من أهم عناصر كتابة البحث العلمي. حيث تتمثل مميزات كتابة مقدمة البحث العلمي في عدة أمور تتمثل في النقاط التالية:
أن يقوم الباحث العلمي بكتابة مقدمة البحث العلمي الجيدة باستخدام المفردات والعبارات العلمية سهلة الفهم. حيث يساهم ذلك في خلق انطباع جيد حول سلاسة الباحث العلمي في الكتابة والذي من شأنه أن يساعد القارئ على فهم محتوى البحث العلمي فهمًا صحيحًا. كذلك أن يقوم الباحث العلمي بكتابة مقدمة البحث العلمي الجيدة بانتقاء المفردات والتعابير التي من شأنها أن تعطي معنى واضحًا ولا سيما المعنى المقصود منها. حيث يقوم الباحث العلمي باستخدام المفردات البعيدة عن ادخال القارئ في دوامة من الغموض. كذلك أن يقوم الباحث العلمي بتوضيح المجال العلمي خاصته. وأهمية المجال العلمي ينتمي إليه والدوافع التي من شأنها شجعته على اختيار هذا المجال دون غيره من المجالات العلمية الأخرى ولا سيما المتوافرة.
أن يقوم الباحث العلمي بكتابة مقدمة بحث علمي تحتوي على أهم الأسباب التي دفعته لاختيار موضوع البحث العلمي المتناول وليس أي من المواضيع العلمية الأخرى التي تتعلق بمجاله أو التخصص العلمي الخاص به. كذلك أن يقوم الباحث العلمي بكتابة مقدمة بحث علمي إذ تحتوي هذه المقدمة على أهم ما يتعلق بمشكلة البحث العلمي أو الظاهرة التي يقوم عليها الباحث العلمي في البحث العلمي خاصته. كما يجب أن يقوم الباحث العلمي بالتطرق إلى خطوة من خطوات كتابة البحث العلمي بالترتيب وذكر أهم المعلومات التي يتناولها الباحث العلمي حولها في محتوى البحث العلمي.
وكذلك أن يقوم الباحث العلمي بتوزيع الفقرات التي تتضمنها مقدمة البحث العلمي. فمثلًا الفقرة الأولى عن عنوان البحث العملي وأهميته ومعناه ومعنى متغيراته، كذلك عن مجال الباحث العلمي. كذلك الفقرة الثانية عن الدوافع التي شجعت الباحث العلمي لاختيار مشكلة البحث العلمي وهكذا.
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي