يعتبر المنهج الوصفي من أكثر المناهج التي تحظى بقيمة مكانية عالية بين المناهج العلمية الأخرى؛ وذلك لأن هنالك العديد من الدراسات والأبحاث التربوية التي يقوم أصحابها بنشرها تعتمد كليًا على أسلوب الوصف في طبيعة محتواها.حيث يعد المنهج الوصفي ملائمًا للكثير من المشكلات التربوية بصورة أكبر من غيره من المناهج. إن الدارسات والأبحاث التي تعتمد على المنهج الوصفي تتعلق بالتقييم الفعلي للاتجاهات التي تتعلق بأداء أفراد العينة أو إنتاجهم وذلك حسب معايير موضوعة سابقًا، أو التي تهدف إلى عرض وجهات نظر المختصين أو إلى جمع البيانات والمعلومات الديموغرافية حول الأفراد.

بالإضافة إلى أن المنهج الوصفي يبين بيئة العمل والظروف والوسائل التي تخص الظاهرة المتناوَلة في الدراسة؛ وذلك لأن المنهج الوصفي باعتماده لأسلوب الوصف في دراسة وتحليل الأحداث والبيانات والمعلومات يقوم بمعالجة المشاكل على الوجه المطلوب، ولا يختلف المنهج الوصفي عن المناهج الأخرى، فهو أيضًا يتطلب عملية الاختيار الدقيق لأداة البحث التي سيتم استخدامها في جمع المعلومات اللازمة لإنتاج بيانات صحيحة النتائج، كما ويتطلب التأكد من صلاحية هذه الأداة لعنوان البحث المتناوَل مما يساعد الباحث على الخروج من العملية البحثية باستنتاجات صحيحة وقابلة للمنافسة على صعيد الدقة والصحة على حدٍ سواء.

يتمثل المنهج الوصفي في أنه المنهج الذي يهتم بالدراسات التي تتعلق بعملية جمع المعلومات وتلخيصها وتصنيفها وتقسيمها. بالإضافة إلى أن المنهج الوصفي يهتم بالدراسات التي تهتم بحقائق مدروسة ومرتبطة بسلوك الأفراد (عينة) أو بحالتهم الحالية أو الماضية أو الحالة المتوقعة مستقبلًا لهم. لذا يمكن القول بأن المنهج الوصفي هو عبارة عن منهج قائم على دراسة عدد أو سلسلة من الأشياء والأحداث أو الظواهر أو المشاكل أو القضايا التي يريد الباحث بتحليلها عن طريق الوصف والتفسير والتصنيف والتبويب باستخدام الأساليب أو الأدوات التي تلائم غرضه التي يجري عليه عملية التحري والبحث؛ ولا سيما المنهج الوصفي من شأنه أن يسهل عملية التحري فيما يخص مشكلة الدراسة لدى الباحث الذي يقوم بعملية تقييم وضبط وتحكم وإيجاد الحلول المناسبة لمشكلة الدراسة ومن ثم التنبؤ بأحداث مستقبلية لها علاقة سواء كانت كلية أم جزئية بمشكلة الدراسة القائمة.

إن المنهج الوصفي من أكثر المناهج انتشارًا في مجال البحوث الإنسانية، أي أن الباحث يقوم بوصف دقيق للظاهرة أو الحالة التي يدرسها بوسائل ومناهج معينة. يتطلب المنهج الوصفي عمليتي استقصاء واستقراء تنصب كل منهما على الظاهرة التي يدرسها الباحث وذلك عن طريق كشف العلاقة بينها وبين كل من العناصر المرتبطة بها. يقترن المنهج الوصفي بكل من المقارنة والتقويم واستخدام الأساليب القياسية منها والإحصائية، حيث يقوم الباحث بتنظيم المعلومات وتحليلها وتفسيرها وذلك من أجل استنتاجات بالمغزى والمعنى الصحيح لحل مشكلة الدراسة والتحكم بها.