يتناول هذا المقال ثلاثة صور انفوجرافيك تتناول مواضيع تختص بمناقشة الرسالة العلمية وهي: ماهية مناقشة الرسالة العلمية، ومراحل مناقشة الرسالة العلمية، والأمور الواجب اتباعها عند مناقشة الرسالة العلمية، والمحاور الأساسية في مناقشة الرسالة العلمية.
لا ريب أن مناقشة الرسالة العلمية هي اختبار للتأكد من مدى معرفة وفهم الطالب في مجال الدراسة وفي الموضوع التي تتناوله الدراسة في إثراء المعرفة في المجال ذاته، وتعتبر مناقشة الرسالة العلمية هي الاختبار الذي تقدم فيه خلاصة عملك وجهدك من خلال عرض تقديمي تتم مناقشته لاحقًا من قبل لجنة مؤلفة من عدد من الأساتذة المختصين بموضوع البحث، وبناءً على هذه المناقشة يتم منح درجة الماجستير أو الدكتوراة للمتقدم بعد أن يكون قد استكمل متطلبات التخرج حسب القوانين المعمول بها في الجامعة.
هناك مراحل أربعة أساسية لا بد من المرور بها عندما تتم مناقشة الرسالة العلمية تتمثل أولها في تقديم لجنة الاختبار لنفسها ثم تقديم الباحث الممتحَن، وثانيها في عملية إجراء العرض التقديمي الذي يقدمه الباحث بإيجاز عن محتوى الرسالة، أما ثالثها فهي أطول المراحل الأربعة - قد تستغرق ساعتين - وهي مناقشة لجنة المناقشة للباحث في بحثه والعرض الذي قدمه، والمرحلة الرابعة في اجتماع لجنة المناقشة بأنفسهم لاتخاذ القرار بشأن الرسالة بمنح الباحث الدرجة العلمية سواء درجة ماجستير أو دكتوراة.
تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الأمور التي يجب على الباحث المتقدم لرسالة الماجستير أو الدكتوراه أن يراعيها عند مناقسته لرسالته العلمية مثل: التوكل على الله في شتَّى الأمور مع العلم بأن الله وحده ولي التوفيق أي اعقلها وتوكل، والتحضير جيدًا للمناقشة والحرص التام على فهم ومعرفة كل كلمة في الرسالة حتى وإن قلت أهميتها فهذا يعكس مدى إدراك الباحث لكل جزء في رسالته، ومراعاة الهدوء والسيطرة على الأعصاب خلال المناقشة، وعدم إشعار لجنة المناقشة باستفزازك لأي سؤال أو نقاش، والتنبؤ ببعض الأسئلة التي قد يُسأل بها الطالب عند المناقشة، وهذا يعطي جاهزية ودافعية للطالب للإجابة بكل ثقة، وتجهيز المتقدم بالكامل بالأدوات المساعدة على الشرح والتوضيح عند المناقشة، ثم بدء العرض التقديمي بصوت واضح ومسموع وبنبرات واثقة تعطي شعور بالاطمئنان أثناء تقديم الرسالة.
يتم فقط عرض النتائج وعدم مناقشتها في العرض التقديمي، والقيام بتأجيل أي نقاش يريده الطالب إلى حين سؤال اللجنة، واليقين بأن لجنة المناقشة موجودة لسماع رأي الطالب وعدم خداعه وإيقاعه في الخطأ، وأن هذه اللجنة تهدف إلى وصول رسالتك لهيئتها العلمية بشكل واضحٍ وسليم.
ومن أجل الحصول على مناقشة علمية جيدة فلا بد أن تشتمل على ثلاثة محاور أساسية المتمثلة في الناحية التنظيمية (الشكلية) التي يتم الإشارة إليها إذا وجد بعض النواقص التنظيمية أو اللغوية أو الأخطاء المطبعية، والناحية المنهجية حيث لها جانب كبير في تقييم الرسالة فهو يتم التركيز عليها في جميع النواحي ولا يتم التهاون في أي خطأ يقع في هذا الجانب ويجب أن تخضع الرسالة العلمية لقوانين المناهج البحثية السليمة وضوابطها، والناحية العلمية (الموضوعية) والتي تعتبر حجر الأساس في نجاح الرسالة العلمية، وإذا برع الطالب في هذا الجانب فإنه سوف يساعده في التقليل من الهجوم الواقع عليه فيها، بحيث لا يفتي الباحث في أي جزء وإن صغر حجمه في الرسالة العلمية، كما أن كل عنصر يقدمه الباحث يكون مبني على حقائق علمية من مصادرها الموثوقة.
٣٣ نصيحة تفيدك في مناقشة رسالة الماجستير/الدكتوراة
اختيار المناقشين من جامعة لجامعة و حتى من كلية لكلية. و بالنسبة لمناقشة رسالة مرحلة الماجستير، بعض الكليات قد تسمح لنفس المشرف بأن يكون من ضمن المناقشين بينما في كليات أو جامعات أخرى لا يسمح للمشرف بأن يكون متواجدا أثناء المناقشة.
الهدف العام من وراء هذه المناقشة العلمية هو إختبار مدى فهم و معرفة الطالب في مجال الدراسة أو الرسالة و عمق هذه المعرفة. بالإضافة إلى إختبار مدى إلمام الطالب بأهمية الموضوع. و كيف أن الدراسة ستساهم في إثراء المعرفة في نفس المجال (Established knowledge in the field).
أحاول من خلال هذا الموضوع توفير بعض المعلومات لطلاب و طالبات الدراسات العليا و المقبلين على المناقشة. حتى يكون لدى هؤلاء الطلاب و الطالبات تصوّر عمّا قد يحدث أثناء المناقشة. و ما قد يطرح عليهم من أسئلة.
هذا الموضوع لا يعتبر دليل متكامل بأي شكل من الأشكال للمناقشة. إنما الهدف منه تسليط الضوء على بعض الجوانب المختلفة و بعض أنواع الأسئلة و التي قد تطرح.
قبل المناقشة
- المشرف الخاص بك غالبا ما يكون قام بمناقشة العديد من الطلاب من قبلك. لذلك، حاول الحصول منه على بعض الإقتراحات أو التوجيهات و التي قد تكون مفيدة في المناقشة.
- راجع موقع الكلية أو الجهة التي ستقدم رسالتك إليها و المشرف الخاص بك، للتأكد من أنّ أي متطلبات لابد من تجهيزها للمناقشة قد تم تحقيقها. فعلى سبيل المثال، قد يطلب منك تجهيز عرض مختصر و سريع جدا عن الرسالة في ما لا يزيد عن 5 دقائق. و يسمح لك سريعا بتقديم العرض قبل بدء المناقشة. العرض غالبا لا يكون عليه درجات و الهدف منه تذكير المناقشين بموضوع الدراسة و بعض الجوانب المختلفة. مثل: الأسلوب المتّبع، طريقة جمع البيانات و النتائج المهمة.
- هدئ أعصابك و كن واثقا من نفسك و توكل الله.
- راجع مختلف أجزاء الرسالة، لا تحفظ، فالعملية ليست إختبار تحريري، لكن الهدف من المراجعة إستذكار الأجزاء المختلفة في الرسالة و الطرق المختلفة التي اتبعتها لتحقيق أهداف الرسالة.
- أحرص على طباعة و إحضار نسخة من الرسالة معك، ففي الغالب يمكنك أثناء المناقشة العودة لبعض الجزئيات لتبرير وجهات نظرك المختلفة، خصوصا إذا ما طلب منك المناقش فتح صفحة معينة لتوجيه سؤال في جزئية معينة.
التحضير للمناقشة
لا يمكن التنبؤ بالأسئلة التي سيتم توجيهها من قبل المناقشين، فطبيعة الحال كل موضوع/تخصص يختلف عن غيره، كما تختلف وجهات نظر نفس المناقشين فيما قد يروه صحيح و لا يحتاج لتوضيح و ما قد يروه غير واضح. لذلك، فأي عليك كطالب دراسات عليا أن تعتبر كل جزئيات و أقسام الرسالة أماكن للأسئلة. مع ذلك، هنالك أنواع من الأسئلة توقّع أن يتم توجيهها إليك و حضّر نفسك لها.
- إستراتيجية البحث التي اتبعتها لتحقيق أهداف الدراسة و سبب اختيارك لها.
- طرق/طريقة جمع البيانات التي استخدمت في الدراسة، و سبب اختيارها.
- عينة البحث و طريقة اختيار عينة البحث .
- إن كانت هنالك مقابلة شخصية أو استبيانات تم إستخدامها، ماهي الطريقة التي اتبعتها لصياغة الأسئلة التي تم طرحها على عينة البحث.
- هل هنالك أي قيود أو مشاكل في الدراسة لديك علم بها، و ما سببها و كيف يمكن تجنّبها.
لابد أن يكون الباحث ملم بجوانب الضعف و كيف يمكن تجنبّها مستقبلا!
- إذا كنت قد تطرّقت في الدراسة لعناصر معينة في نفس موضوعك دون غيرها، ماسبب هذا الإختيار؟ و لماذا لم تتطرّق للمواضيع الأخرى؟ هل هو مجرد إختيار شخصي غير مبرر أم أن هنالك عملية موضحة للإختيار قمت بإتباعها.
- غالبا ما يكون هنالك أسئلة حول تحليل البيانات التي تم جمعها بطرق جمع البيانات المختلفة، و كيف تم التوصّل إلى بعض الإستنتاجات بناء على ما تم جمعه من بيانات أو ما تم الإطلاع عليه في الأوراق العلمية و الكتب الأخرى.
- إذا كان هنالك تحيز (Bias) ، مثلا، تحيّز (Bias) في طرق/طريقة جمع البيانات (Bias in Data Collection Methods) أو تحيز في اختيار عينة البحث، ماذا فعلت كباحث للتقليل من أثر التحيز؟
- لاحظت أنك قمت بالدراسة بعمل (أ)، للحصول على هذه النتيجة. هل هنالك أي أساليب أخرى كان يمكنك إتباعها؟
- ماذا قد يحدث في حال قمت في هذه الجزئية بعمل……..؟
- ما هو أثر النتائج التي حصلت عليها من الدراسة. هل هنالك أي إكتشافات جديدة أو إستنتاجات مخالفة لما كان متعارف عليه في نفس المجال.
- ما أفضل شئ تعلمته من خلال هذا المشروع من أول يوم بدأت فيه إلى إتمام الرسالة؟
- هل هناك أي جوانب إضافية كان تهمك أو كنت تودّ البحث فيها في حال توفر الوقت/الموارد؟
- في حال أعطيت لك فرصة لتكرار الدراسة، هل هنالك أي تحسينات أو خطوات ستتبعها للحصول على نتائج أفضل؟
في يوم مناقشة الماجستير
- تجهّز مبكرا و أفطر (في حال كانت المناقشة صباحية) و لا تكثر من الأكل لكي لا تحس بالنعاس.
- حاول الوصول قبل المناقشة بفترة، لكي تتمكن من دخول الحمام إن تطلب الأمر و غسل الوجه و التجهّز على مهل.
- لا تنسى أخذ نسختك من الرسالة و ورقة و قلم للإحتياط.
قبل دخولك مناقشة الماجستير
أذكر الله و ردد بعض الأذكار المعروفة مثل:
- اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا و أنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا.
- اللهم أفتح علي فتوح العارفين بحكمتك و أنشر علي رحمتك و ذكرني ما نسيت يا ذا الجلال و الإكرام.
- سمي بالله و توكل على الله قبل الدخول.
أثناء مناقشة الماجستير
- كن بشوشا!
- ركّز جيدا عند طرح السؤال من قبل المناقشين.
- في حالة عدم فهمك لسؤال ما، قم بطلب إعادة السؤال أو توضيحه أو إعادة صياغته. الإجابة على السؤال بطريقة دقيقة و صحيحة أفضل من إعطاء إجابة ليس لها علاقة بالسؤال المطروح.
- دافع عن وجهات نظرك لكن في نفس الوقت تقبّل وجهات نظر الآخرين. لا تميل إلى قبول كل شئ و لا إلى رفض كل شئ، فهي مناقشة علمية و قد تكون لديك بعض الإتجاهات لم تكن معروفة للمناقشين و بالتالي عند توضيحك لها قد يفهم المناقشون المقصود.
- بعد طرح السؤال خذ بعض الوقت للتفكير سريعا (5 ثواني مثلا)، ثم خذ نفسا و أبدأ الإجابة.
- جاوب ببطئ و ليس بشكل سريع لتتمكن من ترتيب أفكارك و إيصالها بوضوح.
- إجعل إجاباتك مرتبة و قوية. في حال وجود رأي معاكس من قبل المناقشين حاول توضيح وجهة نظرك بشكل أفضل، لكن إذا اكتشفت أن هنالك جوانب ضعف فعلا، إقبل بما يقوله المناقشون و أبلغهم بصحة كلامهم (I Agree/Understand, Thank you)، فالإعتراف شئ جيّد خصوصا في البحث العلمي.
- في حال رأيت أن أحد المناقشين مخالف جدا لأحد النقاط في الرسالة حتى بعد مجاولتك للتوضيح، تقبّل وجهة نظره و لا تجعل المناقشة تصبح تحدي، حتى و إن كنت تعتقد بصحة كلامك.
ختامًا، على الباحث أن يعطي المناقشة حقها فلا يستهين بها ولا يقلل من أهميتها فهي التي تقوي رسالته وتزيد من أهميتها العلمية أو العكس، وأن يردد الأذكار المعروفة قبل دخوله للجنة المناقشة، وعلى الباحث أن يكون بشوشاً في المناقشة، والتركيز الجيد من أهم الأمور التي على الباحث اتقانها وخصوصاً عند طرح الأسئلة من قبل لجنة المناقشة.
فيديو: نصائح ليوم مناقشة رسالة الماجستير والدكتوراه
لطلب المساعدة في إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي