اطلب الخدمة
طريقة كتابة المراجع في البحث العلمي
كتابة المراجع في البحث العلمي هي عملية إلزامية وليست اختيارية، إذ أن كل بحث من البحوث لابد وأن تُكتب في المراجع كاملة وفق المنهجية الصحيحة. حيث أن طريقة كتابة المراجع في البحث العلمي هي عبارة عن درع واقي ضد تهمة الانتحال. ولعل كتابة المراجع في البحث العلمي تعتبر من أكثر المواضيع المتشعبة من حيث الكيفية. وهذه الكيفية نأتي عليها بالتفصيل إلى جانب أمور أخرى عديدة في سياق هذا المقال.
معرفة طريقة كتابة المراجع في البحث العلمي يتطلب منا التعرف على العديد من المصطلحات الهامة ومنها عملية التوثيق. حيث أن المراجع التوثيق هي الجانب التنفيذي لطريقة كتابة المراجع في البحث العلمي. فلو قلنا التوثيق وصمتنا لدل ذلك على مصطلح كتابة المراجع في البحث العلمي بشكل كامل. ولعل الكثير من المؤلفين والمختصين يختصرون المصطلح الكامل بتوثيق المراجع. وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدّل على مدى أهمية التوثيق ولزومه للمراجع، إذاً ماذا نعني بالتوثيق؟.
مفهوم التوثيق هو التدوين والحفظ المعلوماتي، إذاً نحن أمام مصطلح يدل على عملية حفظ معلومات. وإذا أردنا وضع تعريف اصطلاحي للتوثيق. فيمكننا القول بأنه عبارة عن عملية كتابة مجموعة من المعلومات الخاصة بالتعريف بأمور حقوقية تتبع للملكية الفكرية للكاتب الأصلي.
وعملية التوثيق لا تٌفهم إلا بفهم العديد من المصطلحات الأخرى وهي الملكية الفكرية والاقتباس. وهذا ما سنتناوله في الفقرة القادمة والتي تليها.
اقتبس الشيء أي أخذ الشيء، وقولنا اقتبس من شيء يعني أخذ جزء من ذلك الشيء. وعندما نربط كلمة الاقتباس بالمراجع يصبح لدينا عملية مفهومها أخذ شيء من المراجع. حيث أن أي معلومة يتم أخذها من المراجع حتى ولو كانت بمقدار كلمة واحدة تسمى اقتباساً. وضعها قاعدة لديك أن كل اقتباس في البحث يتطلب من الباحث إجراء عملية توثيق له بكتابة كامل المعلومات التعريفية والصحيحة.
الملكية كمصطلح هي عبارة عن تملك شيء ما وإدخاله في الأمور الشخصية لشخص ما، والفكرية كمصطلح أيضاً تفيد بأن الشيء ناتج عن التفكير وعن العقل وليس بشيء مادي، والملكية الفكرية هي عبارة عن حقوق خاصة بالمؤلفين حيث تنسب بموجبها الكتابات إلى كتابها الأصليين.
وبعد أن تعرفنا على مفهوم التوثيق ومن ثم الاقتباس ومن ثم الملكية الفكرية، نرى أن نربطها جميعاً بكتابة المراجع في البحث العلمي ضمن النقاط التالية:
- عملية التوثيق تتم من خلال أخذ المراجع ومعلوماتها التعريفية الخاصة والتي سنتطرق إليها لاحقاً، وكتابة هذه المعلومات الدالة على المرجع.
- الاقتباس هو الشيء الملزم لتوثيق المراجع، بمعنى أن وجود الاقتباس هو ما يدفعنا لإجراء التوثيق، ولو لم تكن الاقتباسات موجودة لما كان هناك توثيق للمراجع.
- الملكية الفكرية هي الهدف الأساسي التي تقوم عملية توثيق المراجع بحفظه. وذلك من خلال نسب توثيق المراجع الاقتباسات إلى كُتابها الأصليين بموجب حقوق الملكية الفكرية.
- الثلاثة مصطلحات هي عبارة عن كتلة واحدة مترابطة لا غنى لأي منهما عن الآخر. فالاقتباس يولد الملكية الفكرية والملكية الفكرية تولد التوثيق.
- كافة المصطلحات الثلاثة ترتبط بشكل قوي بالمراجع، فالاقتباس هو المعلومات المأخوذة من المراجع. والتوثيق هو كتابة بيانات التعريف بالمراجع، والملكية الفكرية هي الملزمة لتوثيق المراجع.
عملية توثيق المراجع تأتي بناءاً على وجود معلومات تعريفية خاصة بكل مرجع تم الاقتباس منه، وهذه المعلومات لابد من كتابتها مجتمعة، إذ أن غياب أي منها يعني خلل في التوثيق، وهذه المراجع هي:
- اسم المؤلف: وقد يكون مؤلف واحد أو أكثر، ويتم كتابته بذكر اسمين على الأقل وثلاثة الأكثر وهما الاسم الأول واسم العائلة أو الاسم الأول واسم الأب واسم العائلة.
- عنوان المرجع الذي تمت منه عملية الاقتباس: حيث يكتب العنوان كما هو على صفحة الغلاف الخاصة بالمرجع الأصلي، حتى وإن مكتوباً بلغة أجنبية.
- دار النشر: وهي المؤسسة التي قامت بعملية نشر المرجع الذي تم الاقتباس منه، وقد تكون دار نشر خاصة أو حكومية أو غير ذلك.
- مكان الصدور: وهي الدولة أو المدينة التي صدر فيها المرجع وتم توزيعه، ويكون مكان الصدور هو ذاته المكان المتواجد فيه دار النشر.
- تاريخ الصدور: وهو التاريخ الذي تم فيه فعلياً صدور المرجع واتاحته لجمهور القراء.
ليست هذه المعلومات فقط هي الداخلة في توثيق المراجع. بل هذه هي المعلومات الأساسية التي لا غنى عنها بأي حال من الأحوال. وهناك العديد من المعلومات الأخرى التكميلية التي تأتي وفقاً لطبيعة القالب المقتبس منه، وهذا ما سيتضح في الفقرة القادمة.
في الفقرة السابقة تطرقنا لذكر العناصر الأساسية المكونة لتوثيق المراجع، ونعيدها للتأكيد وهي (اسم المؤلف، عنوان المرجع، دار النشر، مكان الصدور، سنة الصدور)، ولكن يوجد العديد من المعلومات الأخرى الثانوية التي تأتي كتابتها وفقاً لمناسبات، وأغلب هذه المناسبات تكون مرتبطة بطبيعة قالب المرجع الذي تم الاقتباس منه، وفي النقاط التالية نشرح هذه المعلومات:
- عندما يكون المرجع مترجماً، فإن التوثيق يُضاف عليه معلومة جديدة، وهي كتابة اسم الذي قام بعملية الترجمة، وذلك وبعد كتابة اسم المؤلف مباشرة، ويتم كتابة ترجمة كذا، و كذلك يتم كتابة عنوان المرجع كما هو قبل الترجمة ومن ثم فتح قوسين وكتابة الترجمة بين القوسين.
- إذ كان المرجع المقتبس منه عبارة عن رسالة ماجستير أو دكتوراه، فإن توثيق المراجع يضاف إليه عبارة (رسالة كذا مقدمة لجامعة كذا)، وذلك بعد كتابة العنوان مباشرة.
- في حال كان المرجع مأخوذ من مرجلة علمية محكمة، فهنا يتم حذف دار النشر واستبدالها بكتابة اسم المجلة العلمية المحكمة.
- هناك عنصر ثانوي آخر وهو رقم الصفحة التي تم الاقتباس منها، ولكن لا نشجع على ذلك لاسيما في الأبحاث التي تزيد عدد أوراقها عن 200 ورقة لأن ذلك سيجعل توثيق المراجع أكثر تعقيداً.
- عندما يكون المرجع مأخوذ من مادة إعلامية مثل لقاء تلفزيوني، فيتم الإشارة إلى ذلك في التوثيق.
- بالنسبة للتوثيق لمرجع على شبكة الانترنت، فإن العنصر المضاف هنا هو الاشارة إلى الموقع الذي تم الأخذ منه، و كذلك وضع الرابط الإلكتروني للمادة التي تم الاقتباس منها.
المعارف متنوعة ولها قوالبها المختصة، فهناك الكتب ورسائل الماجستير وغيرها، ولكل قالب خصوصية في التوثيق، ولكن قبل أن نبدأ بسرد هذه الخصوصية لكل قالب فلنعتمد أولاً تنظيم التوثيق للمراجع كالتالي (اسم المؤلف، عنوان المرجع، دار النشر، مكان الصدور، تاريخ الصدور)، والآن نأتي لنفصل توثيق المراجع حسب القوالب.
- الكتب: يتم توثيقها بشكل مباشر كما جاء فيما اعتمدناه في مقدمة هذه الفقرة.
- رسائل الماجستير والدكتوراه: ويُضاف عليها الرسائل الأكاديمية بشكل عام مثل البكالوريوس وغيره، ويتم توثيقها بإضافة جملة رسالة أو دراسة ماجستير أو دكتوراه أو كتابة سبب كتابة تلك الدراسة بالإضافة إلى اسم الجامعة التي تم تسليم تلك الدراسة لها.
- مواقع الانترنت: يضاف عليها اسم الموقع و كذلك الرابط الإلكتروني للمادة التي تم الاقتباس منها.
- المضامين المترجمة: يضاف عليها اسم المترجم و كذلك يتم الاشارة إلى أنها مضامين مترجمة مع كتابة عنوانها الأصلي قبل الترجمة.
- المقالات والأبحاث المأخوذة من المجلات العلمية المحكمة: يتم كتابة اسم المجلة العلمية المحكمة بدلاً من دار النشر.
كانت النقاط السابقة بمثابة اللافتات إذ أن القوالب توثق كما اعتمدنا في بداية الفقرة مع مراعاة ما أوردناه في هذه النقاط.
هناك العديد من الوقفات التي لابد أن نتوقف عندها بخصوص توثيق اسم المؤلف في المراجع. حيث أن اسم المؤلف أول المعلومات التي تتم عملية كتابتها في توثيق المراجع، وفي النقاط التالية نوضح هذه الوقفات:
- إذا كان اسم المؤلف واحد فقط. فيتم كتابته دون أي تبديل و كذلك إذا كان هناك اثنين من المؤلفين وأيضاً ثلاثة. ولكن إذا كان هناك أكثر من ثلاثة مؤلفين فهنا نكتب اسم مؤلف واحد فقط ومن ثم نكتب كلمة وآخرون.
- يُثار الجدل حول الاسم هل يكتب منه الاسم الأول أو اسم العائلة أو كلاهما، ومن يتقدم عن الآخر. والاجابة الصحيح أنه الاثنين يكتبان معاً الاسم الأول واسم العائلة. ولكن بالنسبة لمن يتقدم علة الآخر فهذا الأمر يرجع لسياسة الجامعات التي تعتمدها في التوثيق، ونحن نرى أن الأفضل أن يكتب بالترتيب الاسم الأول ثم اسم العائلة.
- من الضروري اثبات الصفات الخاصة بأسماء المؤلفين الحاصلين على درجات أكاديمية عليا، على سبيل المثال دكتور أو أستاذ أو أستاذ مشارك.... وهكذا.
- اذا كان اسم المؤلف أجنبياً. فإن يثبت بالكتابة الأجنبية كما هو أو بترجمته بشكل كامل دون تغيير أي حرف من حروف الاسم.
قد يجد بعض الباحثين أمامهم مصطلح التوثيق الداخلي أو التوثيق في المراجع، وهذا يدل على أن هناك نوعين للتوثيق وهما التوثيق الداخلي والتوثيق في المراجع، يتم الجمع بينهما في الدراسة الواردة، وباختصار شديد فإن التوثيق الداخلي هو عبارة عملية كتابة التوثيق للمراجع في الصفحة التي يوجد بها الاقتباس، وذلك إما في الحواشي السفلية أو في قائمة المراجع، أما عملية التوثيق في القائمة ففي نهاية البحث يوجد قائمة خاصة بكافة المراجع يتم فيها توثيق كافة المراجع التي تم الاقتباس منها ويتم ترتيب هذه القائمة وفقاً لاختيار منهجية واحدة من بين العديد من المنهجيات منها (الترتيب وفق المجال أو المنهاج أو الأبجدية).
هل نكتب كلمة انر قبل كتابة توثيق كل مرجع أم لا ؟
في التوثيق الداخلي للمراجع يذهب البعض لكتابة كلمة أنظر ثم وضع : ثم كتابة توثيق المرجع، ويذهب البعض لكتابة المرجع مباشرة دون كتابة أنظر، وهنا نقول أن كلمة أنظر هي اضافة ثانوية وليست رئيسية، ولكن هذا لا يعني أنها لا فائدة منها، بل إنها تعكس نوع من التنظيم ولفت الانتباه ونحن ننصح بكتابتها، مع إثبات أنها ليست ضمن العناصر الأساسية المكونة للتوثيق، يعني أن الأمر يكون متروكاً لاختيار الباحث إما أن يثبت كلمة انظر ويكتبها أو أن يتخلى عنها، وكتابتها أفضل من التخلي عنها، وهنا نلفت الانتباه إلى أن كلمة أنظر خاصة بالتوثيق الداخلي لا بالتوثيق في قائمة المراجع.
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي