أمثلة على مشكلة البحث العلمي - المنارة للاستشارات

أمثلة على مشكلة البحث العلمي

أمثلة على مشكلة البحث العلمي
اطلب الخدمة

أمثلة على مشكلة البحث العلمي 

لا مبالغة في قول أن مشكلة البحث العلمي تمثل ما لا يقل عن 30% من مجهود الباحث وهذا ما يتضح في الأمثلة على مشكلة البحث العلمي. فباعتبار أن الباحث قام بتحديد مشكلة البحث العلمي بالشكل الصحيح الذي يتوافق مع المعطيات العلمية والقدرات الخاصة بالباحث يكون بهذا قد تجاوز أكثر من 30% من مشوار الوصول إلى نهاية البحث. إذ أن أصعب شيء في البحث هو عملية تحيد مشكلة البحث العلمي. فكل المجهودات التي سيبذلها الباحث في البحث تنبني على تحديد هذه المشكلة. وتعتبر هذه المشكلة بداية الانطلاق للسير في إعداد باقي مضمون البحث. ولهذا لابد أن تكون المشكلة واضحة للباحث بتعرفها وبكيفية كتابتها وبروابطها بباقي عناصر البحث. وهذا ما سنركز عليه في سياق الفقرات الخاصة بهذا المقال.


 ماذا تعني المشكلة البحثية؟ 

عبارة (هناك مشكلة) توحي بوجود اضطراب وخطر، وهذا المعنى صحيح بالنسبة لمشكلة البحث العلمي، إذ أن هذا الاضطراب هو الذي سيتناوله الباحث في دراسته، ولا يختلف هنا معنى الاضطراب، فاضطراب مشكلة البحث العلمي يعني وجود دافع منطقي لدراسة هذه المشكلة، وبالتعريف الاصطلاحي يمكن القول بأن المشكلة هي عبارة عن الظاهرة أو الموضوع الذي يتناوله الباحث في بحثه، والذي يسخر له الباحث كافة امكانياته الفكرية والعملية في سياق جمع المعلومات عنه من ثم صياغتها وتضمينها في إطار هيكلية البحث العلمي التي تبدأ بصفحة الغلاف وتنتهي بالملاحق، ومن خلال هذا التعريف نتوقف على بعض الأمور:

  1. المشكلة قد يُشار إليها بالظاهرة المدروسة أو الموضوع، فلا فرق إن قلنا مشكلة أو الظاهرة المدروسة أو حتى قلنا موضوع البحث، ولكن المصطلح الأعمّ والأقرب للتعارف بين الباحثين هو المشكلة.
  2. الاضطراب الذي يشعر به الباحث يكون الدافع الحقيقي وراء اختيار الباحث للمشكلة التي سيتناولها في بحثه.
  3. ترتبط المشكلة بكافة عناصر هيكلية البحث من صفحة الغلاف إلى الصفحة الأخيرة. وكذلك كافة العناصر الضمنية للبحث مثل الخطة والإطار النظري ترتبط في مضمونها ومعناها بالمشكلة المدروسة.
  4. العمليات البحثية التي يبذل الباحث فيها جهده تكون بهدف جمع المعلومات عن المشكلة، ومن ثم تضمين هذه المعلومات في محتوى البحث.

 في الأمثلة على مشكلة البحث العلمي...أين وكيف تُكتب المشكلة؟ 

بعد القيام بعملية تحديد هذه المشكلة، يأتي الدور على كيفية استخدامها وكتابتها، وهنا نركز على ثلاثة محاور أساسية من عناصر البحث وهي مقترح البحث وخطة البحث والإطار النظري للبحث، فهذه الثلاثة عناصر هي التي تبرز فيها كتابة مشكلة البحث العلمي، وكذلك فإن المشكلة على الباحث أن يعرف أن الإجابة على سؤال أين تُكتب المشكلة هي في كافة مضمون البحث، ولكن يظل هناك خصوصية لطريقة الكتابة في الثلاثة عناصر التي ذكرناها، وهذا المقصد سنشرحه مفصلاً في السياق التالي:

  • أولاً: تكتب مشكلة البحث العلمي في مقترح البحث، حيث يتم فيها كتابة المشكلة باسمها الكامل وبالجوانب التي سيتناولها الباحث، على سبيل المثال كتابة (التعليم عن بعد وقدرة طلبة الصف الثالث الابتدائي على التفاعل معه في المملكة العربية السعودية)، وبعد ذلك يتم كتابة شرح مفصل حول هذه المشكلة يذكر فيه الباحث طبيعة المشكلة وتعريفها وأهميتها وانعكاسات آثارها على المجتمع.
  • ثانياً: خطة البحث تعتبر من العناصر التي يبرز فيها كتابة المشكلة، ولا تختلف طريقة كتابة هذه المشكلة في خطة البحث عن كتابتها في المقترح، إلا أن المقترح يكون عدد كلماته في شرح المشكلة أكبر من عدد الكلمات في الخطة، وكذلك في الخطة يتطرق الباحث لكتابة الكيفية التي سيتناول فيها هذه المشكلة.
  • ثالثاً: الإطار النظري يوظف التحليل والشرح والتعريف والتفسير وكذلك التحليل الإحصائي وغير ذك من عمليات بحثية. في سبيل شرح وتفصيل المشكلة مع جوانبها. ويظهر هذا واضحاً في الفصول الدراسية المكونة لمضمون الإطار النظري.

خدمات البحث العلمي

 علاقة المشكلة البحثية بعناصر خطة البحث... من الأمثلة على مشكلة البحث العلمي التطبيقية: 

بينا أن المشكلة يتم كتابتها في الخطة كعنصر أساسي من عناصر الخطة، ومن المعروف أن عناصر الخطة كلها ترتبط بعضها ببعض، وكذلك من البديهي أن ترتبط المشكلة بكافة عناصر البحث سواء في الخطة أو غيرها، وترتبط المشكلة بعناصر الخطة من ناحية التحديد والتنفيذ، فتحديد معلومات كل عنصر تأتي بناءاً على المشكلة وكذلك كيفية استخدامها تأتي بناءاً على متطلبات المشكلة، وفيما يلي نوضح بشكل مفصل كيف يرتبط المشكلة بعناصر خطة البحث:

  • أولاً: العنوان: يمكن القول بأن العنوان هو نفسه مشكلة البحث العلمي، إذ أن العنوان يعبر بشكل كامل عن هذه المشكلة. ويمكن أن يترادف العنوان بشكل كامل مع المشكلة.
  • ثانياً: الفرضيات: تُشتق الفرضيات من المشكلة، وكذلك تعتبر الفرضيات هي أجزاء المشكلة وما يرتبط به من تخمينات. فيتم كتابة الفرضيات بناءاً على أمور يريد الباحث معرفتها حول الموضوع.
  • ثالثاً: الأهداف والأهمية: تعتبر أهداف البحث وأهميته هي نفسها أهداف تناول المشكلة وأهميتها، إذ أنها تُكتب وفقاً لما يريد الباحث إيصاله إلى الجمهور من تناوله لهذه المشكلة، وكذلك الفوائد التي يعكسها تناول هذه المشكلة على الجمهور والوسط المعرفي.
  • رابعاً: العينة وأدوات الدراسة: قد تكون العينة إما جزء من الأمور الداخلة في المشكلة مثل (المعلمين أو الطلاب)، أو قد تكون العينة من الأشخاص المتأثرين بالمشكلة، على سبيل المثال تكون العينة ضمن المشكلة مثل (عدوانية الطلاب في الصف التاسع الاعدادي نتيجة طول فترة الدراسة)، أو قد تكون العينة متأثرة مثل (التحصيل العلمي لطلاب الصف الأول الثاني في ظل تقنيات التعليم عن بعد)، فيتم تحديد العينة بربطها مباشرة بالمشكلة، وكذلك أدوات الدراسة يتم تحديدها وفقاً لمحددات دراسة العينة وخصائصها.
  • خامساً: المنهج الدراسي: تؤثر مشكلة البحث العلمي بشكل مباشر على اختيار المنهج الدراسي. إذ يعتبر المنهج الدراسي الطريق الذي سيتم خلاله تناول هذه المشكلة.
  • سادساً: المصطلحات والدراسات السابقة: مصطلحات الدراسة باختصار هي تعريف للمشكلة وجوانبها. والدراسات السابقة يتم تحديدها وفقاً لارتباطها بالمشكلة.

 هل العناوين الرئيسية في البحث هي جوانب المشكلة؟ 

الباحث المتقن لآلية تنفيذ البحث. يقوم بكتابة العناوين الرئيسية في البحث وفقاً للجوانب المتعلقة بمشكلة البحث العلمي. بمعنى أن يتناول كل عنوان رئيسي جانب من جوانب المشكلة. وهذا يعمل على ترسيخ فكرة المشكلة وترتيب البحث واندماج القارئ وعدم تشتته. أما في حالة كانت العناوين الرئيسية تأخذ الجانب الواحد أكثر من مرة أو تكون غير مرتبطة بشكل مباشر مع المشكلة. فهذا يؤدي إلى ضعف في جودة البحث. والطريقة المُثلى للحصول على عناوين رئيسية في البحث تكون ممثلة لجوانب مشكلة البحث العلمي. هي أن يكون كل عنوان رئيسي يتناول فرضية من الفرضيات التي تم اشتقاقها من المشكلة.

وبالنسبة للعناوين الفرعية فتكون عبارة عن تفصيل محكم للعنوان الرئيسي المرتبط بالمشكلة. على سبيل المثال كان العنوان الرئيسي لإحدى الفصول الدراسة هو (آثار الإشعاع الحراري على التشوهات الجنينية في منطقة خط الاستواء). فيؤخذ هذا العنوان الرئيسي والذي تم تحديده من مشكلة البحث وهي (الاشعاع الحراري والتشوهات الجنينية). وتشتق منه العناوين الفرعية مثل (الدراسات، التسلسل التاريخي، التجارب، الخ).


 ضوابط مشكلة البحث العلمي: 

عند تحديد وكتابة مشكلة البحث العلمي لابد من الالتزام بمجموعة من الضوابط والمعايير. حيث أن هذه المشكلة لها معايير جودة تنعكس على باقي مضمون البحث. بمعنى أن جودة تحديد واختيار المشكلة إذا كانت عالية فإنها تؤثر على باقي العناصر. وتزيد فرصة أن يكون باقي المضمون ذو جودة عالية. والعكس صحيح، ولهذا وضع المختصون مجموعة من المعايير كأسس جودة ومنها:

  1. لابد من اختيار مشكلة البحث العلمي من الواقع، بمعنى أن تكون هذه المشكلة حقيقية ولها تأثير على الحياة، وكذلك لابد أن تكون المشكلة منطقية الدراسة، أي أنها قابلة للدراسة لا يستحيل دراستها، على سبيل المثال لا يمكن التعرض لمشكلة اصطدام النيازك في المدار القمري في ظل عدم وجود أدنى معلومات عنها.
  2. ومن معايير جودة اختيار المشكلة أن يكون لها جمهور مهتم بمعرفة المزيد عنها. وهذا يمكن للباحث أن يستشفه من خلال المشاهدات.
  3. عند كتابة المشكلة في الخطة فلابد أن تتم الكتابة بأسلوب مختصر يوصل المعلومات الهامة فقط، وكذلك لابد أن تعبر كافة المعلومات عن المشكلة كما هي في الحقيقية.
  4. كافة عناصر البحث لابد من تطويعها للحديث عن المشكلة وجوانبها وعدم التشتت عن ذلك، وهذا يكون بفهم الباحث لما يريد أن يوصله لجمهور القراء.
  5. لابد للصياغة أن تكون مترابطة الأفكار، وتعبر بشكل مباشر عن الفرضيات والمتغيرات المنبثقة من المشكلة.
  6. كلما كانت المشكلة مشتملة على حلول منطقية ويمكن تنفيذها، كلما كان اختيارها موفقاً، لأن الهدف الأساسي هو ايجاد حل للمشكلة.
  7. النظر في جوانب القصور في الكتابة في بعض المشكلات واختيار هذه المشكلة والكتابة عنها. يزيد من فرصة نشر البحث واستقطاب الباحثين للاقتباس منه. ولهذا من معايير جودة اختيار المشكلة أن يتم اختيار المشكلات النادرة والجديدة.
  8. صياغة المشكلة في الإطار النظري لابد أن تستخدم لغة سهلة ومفهومة، وأن يتم التنويع بين أساليب الطرح العلمي، فتارة تؤخذ المشكلة كتفسير وتارة كنقاش وتحليل وأيضاً كمقارنات وما إلى ذلك من محددات.

 أمثلة على مشكلة البحث العلمي من واقع العام 2021م في التخصصات العلمية: 

كل تخصص علمي يزخر بالآلاف من المشكلات التي يمكن الحديث عنها. ولكن يظل هناك في بعض التخصصات مشكلات كثيرة التناول وضرورية التناول أيضاً. وهذا ما يميز خاصية (التخصص وتخصص التخصص). فكلما كانت المشكلة متخصصة كلما كانت أقرب للفهم وأنجح في الطرح المعلوماتي. وفيما نعرض بعض التخصصات مع الحديث عن أهم المشكلات التي تتناولها في عام 2021م:

  • أولاً: تخصص الطب: فايروس كورونا واللقاحات وفايروس ايبولا والجائحات بشكل عام، تعتبر من المواضيع الأكثر تناولاً لاسيما بعد أزمة فايروس كورونا التي اجتاحت العالم في عام 2020م.
  • ثانياً: تخصص الهندسة: مجالات الطاقة المتجددة مثل الخلايا الشمسية، تعتبر من المواضيع التي تتناول بكثرة في الأبحاث الخاصة بالعام 2021م، وذلك لأن اتجاه العالم يتجه نحو الحفاظ على البيئة من التلوث، وكذلك التقنيات الهندسية الجديدة مثل مشكلة صعوبة الحصول على حديد البناء واستبداله فالفايبر.
  • ثالثاً: تخصص الإعلام: شهد العالم تطوراً ملحوظاً في وسائل الاعلام المختلفة وصولاً إلى الإعلام الجديد وكذلك السوشيال ميديا. ومشكلة البحث العلمي ترى في وسائل الإعلام الجديد لزومية طرحها والوقوف على ميزاتها وعيوبها.
  • رابعاً: الاجتماعيات: كثيرة هي المواضيع الاجتماعية التي يمكن أخذها في البحوث العلمية، ومنها الحجر الصحي والتزام المواطنين به وكذلك المشكلات المتعلقة بالازدحام.
  • خامساً: تخصص التعليم: في ظل الاعتماد على وسائل التعليم عن بعد وتقنياتها وكذلك ظهور أنماط تعليمية جديدة مثل التعليم عن بعد، فإن الباحثين يعتمدون في تحديد مشكلة البحث العلمي على مثل هذه المواضيع كونها مستجدة.

 فيديو: أسس اختيار المشكلة ودراستها 

 


لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة