اطلب الخدمة
نموذج مشكلة البحث
نموذج مشكلة البحث هي المادة الرئيسية التي تستخرج منها كافة مواد البحث الأخرى، فهي أشبه بالخزانة التي بداخلها مجموعة من الأغراض متعددة الاستخدامات، فبدءاً بمقترح البحث مروراً بخطة البحث والإطار النظري والدراسات السابقة وصولاً إلى قائمة النتائج والفهارس، كل هذا مرتبط بمشكلة البحث، ولعل هذه المشكلة هي البذرة التي ينمو منها كامل مضمون البحث، وستجد أن المشكلة يتم تفصيلها بجانبها المختلفة في الإطار النظري، ولكن يتم التطرق لها كتعريف بها في خطة البحث، وسيكون هذا المقال بمثابة نموذج متكامل ننظر فيه إلى كيفية كتابة وتناول المشكلة في عناصر البحث المختلفة.
تعتبر مشكلة البحث أولى العناصر الضمنية التي تشملها خطة البحث، حيث أنه أول ما سيقرأه القارئ في البحث كله بعد العنوان هو المشكلة، وفي خطة البحث تكتب المشكلة بناءً على محددين وهما (اسم المشكلة والتعريف بها)، وكذلك لابد أن تتم كتابة نموذج مشكلة البحث وفقاً لآلية محددة ترتبط بطريقة الصياغة وبعدد الكلمات، وفيما يلي من نقاط متسلسلة نعرض الكيفية الصحيحة لكتابة هذه المشكلة في خطة البحث بشكل كامل:
- قبل البدء بعملية كتابة المشكلة في الخطة لابد أن تكون المشكلة قد تم تحديد بشكل مسبق، ولابد من التأكد من دقة هذا التحديد، وكذلك لابد أن يتطرق الباحث في تحديده إلى الجوانب العامة التي ترتبط بهذا الموضوع.
- يتم كتابة المشكلة وفقاً لمحدداتها المفاهيمية في عبارة لا تتجاوز العشرة كلمات، على سبيل المثال كتابة (دور النمو السكاني في زيادة نسبة الأمراض الصدرية لدى سكان منطقة جنوب القاهرة.
- أسفل الجملة المفاهيمية للمشكلة، يأتي الدور على التعريف مشكلة البحث. وذلك بكتابة فقرة واحدة متصلة لا تتجاوز ال150 كلمة كحد أقصى.
- في فقرة التعريف بالمشكلة يبدأ الباحث بكتابة نبذة عن الوجه العام للمشكلة، ومن ثم ينتقل إلى سبب اختياره للمشكلة، وكذلك مدى تأثير المشكلة على المجتمع.
- إلى هنا يكون الباحث قد أتم كتابة المشكلة في خطة البحث، ولكن تظل المشكلة مرتبطة بعناصر أخرى من ناحية الاشتقاق مثل الفرضيات المتغيرات والعينة وأدوات الدراسة.
تتم عملية كتابة مشكلة البحث في الخطة وفقاً للعديد من الضوابط التي يجب الالتزام بها، وهذه الضوابط تتركز على طبيعة الصياغة وكذلك على طبيعة الترتيب والجانب التحريري العام، وعند قراءة هذه الضوابط لابد أن تكون مدركاً للهيكلية العامة التي يتم فيها كتابة هذا العنصر في خطة البحث والتي أوردناها في الفقرة السابقة، والآن ننتقل إلى أهم هذه الضوابط:
- الضابط الأول هو أن يكون الطرح الموجود في الخطة معبراً بشكل كامل عن مشكلة البحث، بمعنى أن القارئ عندما يقرأ هذا العنصر في خطة البحث يكون قد تكون لديه فكرة عامة حقيقية وصادقة عن المشكلة التي ستناولها الباحث في باقي مضمون البحث.
- الالتزام بعدد الكلمات 150 كلمة كحد أقصى، يعتبر ضابط تعتمده أغلب الجامعات، ولكن هناك جامعات ترفع من هذا الحد الأقصى ليصل إلى 200 كلمة وأحياناً 300 كلمة لاسيما في الأبحاث ذات المشكلات الاجتماعية.
- نظام الفقرة الواحدة هو النظام المعتمد في كتابة المشكلة في الخطة. ومن الخطأ أن يتم تقسيم هذا المضمون إلى أكثر من فقرة واحدة. ويجب مراعاة علامات الترقيم في هذه الفقرة.
- الشرح الذي يقدمه الباحث عند كتابة المشكلة في الخطة لابد أن يخبر عن مجموعة من المعلومات الرئيسية وهي (طبيعة المشكلة، نبذات عن سبب الاختيار والآثار المترتبة عليها).
الإطار النظري... ميدان الطرح المعلوماتي للمشكلة البحثية:
الناظر إلى طبيعة الإطار النظري يجد أنه يتناول المشكلة بشكل غاية في التفصيل والتحليل، ففي الإطار النظري يتم إدخال المشكلة في عمليات متعددة وربطها بالعديد من المحاور الأخرى، وينتج عن ذلك الحصول على فصول دراسية تبدأ بشرح مشكلة البحث وتصل إلى وضع استخلاصات ونتائج لها، وكذلك يعتبر الإطار النظري ميدان مهم لتفعيل دور الدراسات السابقة والمراجع التي ترتبط بها المشكلة، والطرح التالي يوضح كيف يقوم الإطار النظري في البحث بتناول للمشكلة بالتفصيل:
- أولاً: العناوين الرئيسية والفرعية التي يتكون منها الإطار النظري يكون كل عنوان منها يعبر عن جزئية من جزئيات مشكلة البحث. وغالباً ما يقوم الإطار النظري بتناول المشكلة وفقاً للآلية التالية: (التعريف، الأسباب، الآثار، الآراء، الحلول).
- ثانياً: في داخل الإطار النظري يقوم الباحث بالعديد من العمليات التي تشرح وتفسر المشكلة. فتجد هناك النقاشات والتحليلات والمقارنات وغيرها الكثير من العمليات التي تضع المشكلة في عملية عصف ذهني ومعلوماتي شارح ومفصل لها.
- ثالثاً: من أهم ما يبرز في الإطار النظري بالنسبة لتناوله مشكلة البحث، هو توظيف عينة البحث وأدوات الدراسة وكتابة البيانات المستخلصة من ذلك، وكذلك تظهر عملية التحليل الإحصائي لهذه البيانات كمعيار مهم من معايير الحكم على المشكلة والوصول إلى حلول لها.
- رابعاً: الفرضيات والمتغيرات التي يتم اشتقاقها من المشكلة، يتم في الإطار النظري الكشف عن الروابط فيما بينها، وكذلك يتم اثبات أو نفي الفرضيات، وعندما نقول الفرضيات فتلقائياً لابد وأن نتفطن إلى أن كل فرضية من الفرضيات تتناول جانب معين من جوانب البحث.
- خامساً: كافة الاقتباسات التي يتم أخذها من المراجع والدراسات السابقة. يتم دمجها في الطرح المعلوماتي في مضمون الإطار النظري، وهذا يجعل هناك فائدة حقيقة من وراء هذه الاقتباسات.
- سادساً: يكون الإطار النظري عبارة عن تطبيق عملية لما جاء في الخطة، ويبدأ بشكل تسلسلي بتناول المشكلة وصولاً إلى وضع الحلول والنتائج لها.
لا يمكن لأي آلة أن تبدأ العمل دون وجود خريطة لعملها (كاتالوج). وهذه الخريطة تكون مؤسسة على وجود وظيفة أو هدف تنفذه هذه الآلة. وبالنظر إلى مشكلة البحث تجد أنها تمثل (كاتالوج) البحث من بدايته إلى نهايته. بمعنى أن المحرك الرئيسي لتنفيذ البحث هو المشكلة. فإذا لم توجد المشكلة ولم يتم تحديدها لن يكون هناك بحث من الأساس. وهذا طرف الخيط الذي يوصل للعديد من الفوائد الأخرى لمشكلة البحث والتي نضع أهمها فيما يلي:
- عندما يجد الباحث أن أمامه موضوع معين يريد أن يسخر كافة مجهوده للإحاطة به، فإنه بذلك يصر تفكيره في هذا الموضوع ويحمي نفسه من التشتت، وهذا من الفوائد العامة لتحديد وكتابة المشكلة.
- كافة عناصر البحث من خطة وإطار نظري ودراسات سابقة وغيرها، وكذلك العناصر الفرعية التي تندرج تحت العناصر الرئيسية مثل الفرضيات والمناهج والعينة في خطة البحث، كل هذه الأمور بلا استثناء أي معلومة احدة في مضمون البحث ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمشكلة.
- تحديد هذه المشكلة بشكل دقيق يعني تقديم ما يهم الجمهور. وبالتالي الحصول على قراء للبحث. وهنا يجب التأكد على ضرورة أن يكون التحديد وفقاً لمشكلة تهم الجماهير ولها تأثير على أرض الواقع.
- بناءاً على تحديد هذه المشكلة يتم تصنيف البحث بشكل كامل من ناحية الانتماء للتخصص. على سبيل المثال اذا كانت المشكلة حول مرض معين وكيفية علاجه فيتم تصنيف المشكلة على رف المكتبة ضمن الأبحاث الطبية... وهكذا.
من البديهي أن ترتبط مشكلة البحث بكامل عناصر البحث. ولكن من بين هذه العناصر ما يعبر عن هذه المشكلة، وهي الفرضيات والمتغيرات. حيث تتم عملية اقتباس الفرضيات من المشكلة. فالفرضيات هي عبارة عن جوانب المشكلة التي سيتناولها الباحث. وكذلك فإن الفرضيات هي رؤوس الأقلام التي توصل للطرح المعلوماتي الكامل الذي يشمل على التفصيل والتحليل والتفسير لهذه المشكلة. وكذلك فإن المتغيرات ترتبط بشكل مباشر بالمشكلة حيث أن المتغيرات بأنواعها يتم اشتقاقها من الفرضيات. وقد قلنا أن الفرضيات يتم اقتباسها من المشكلة. بالتالي فإن الفرضيات والمتغيرات بأنواعها هي عبارة عن اشتقاقات مباشرة من المشكلة التي يتناولها الباحث.
العنصر التنفيذي الأخير من عناصر البحث هي قائمة النتائج. ولا شك أن قائمة النتائج هي عبارة عن خلاصة تناول الباحث لهذه المشكلة. ولكن الناظر إلى طبيعة محتوى قائمة النتائج يجد أنها تدور حول المشكلة بوضع نقاط ختامية للمعلومات التي تم مناقشتها خلال البحث. ولكن من الخطأ الظن أن كل نقطة من نقاط قائمة النتائج هي عبارة عن حل من حلول المشكلة. فقد تشمل قائمة النتائج على حلول للمشكلة ولكن إلى جانب ذلك فهي تشمل على استخلاصات لما تم طرحه حول المشكلة. فالحلول هنا تعني إيجاد خطوات اجرائية للتخلص من المشكلة أو الحد منها. وهذا قد نجده في قائمة النتائج وقد لا نجده. وحتى وإن وجدناه فإننا سنجد بجانبه استخلاصات النقاشات وأهم ما توصلت إليه الدراسة بشكل عام سواء حلول أو معلومات جديدة أو شروحات توضيحية وما إلى ذلك من محددات.
يمكن استخدام صيغة من صيغتين في كتابة نموذج مشكلة البحث في خطة البحث. وهاتين الصيغتين هما الصيغة السردية الخبرية والصيغة الثانية هي صيغة السؤال. فالصيغة الخبرية هي التي يتم فيها كتابة المشكلة باستخدام جملة عادية. ولكن الصيغة الاستفهامية هي التي يتم كتابة المشكلة فيها على شكل سؤال. على سبيل المثال تُكتب المشكلة في الصيغة الخبرية كما يلي (الضوضاء وأثرها على التحصيل الدراسي لطلاب الثانوية العامة). ولكن تكتب المشكلة في الصيغة الاستفهامية كما يلي (هل تؤثر الضوضاء على التحصيل الدراسي لطلاب الثانوية العامة؟). والأكثر استخداماً هي الصيغة الخبرية لا الصيغة الاستفهامية، حيث أن الصيغة الخبرية للمشكلة تعتبر صيغة معبرة بشكل أكبر عن المشكلة وجوانبها. وكذلك فإن الصيغة الخبرية فيها مساحة أوسع لربط المشكلة بجوانبها واستخدام صياغة مباشرة.
بالنظر إلى عنوان البحث وربطه بمشكلة البحث، نجد أن هذا العنوان هو المعبر الأساسي عن المشكلة. ويمكن القول بأن العنوان هو المشكلة. ولكن العنوان يمثل الوجه التعريفي ولكن كتابة المشكلة في الخطة تمثل الوجه التفصيلي. ونجد أن العنوان من شروطه أن يكون معبراً بشكل أساسي عن المشكلة التي يتناولها الباحث وعلى جوانب المشكلة أيضاً. وكذلك فإن العنوان يجمع في طياته المشكلة وبعض المتغيرات عنها. وفي العنوان يتم كتابة اسم المشكلة فقط ودلالتها. وهذه الدلالة تكون بمثابة ربط العنوان بكافة العمليات البحثية التي تدور حول المشكلة. وكذلك يمكن أخذ العنوان نفسه وكتابته في خطة البحث والقيام بشرح هذا العنوان ضمن فقرة المشكلة في خطة البحث. ومن الممكن أيضاً أن القيام بكتابة صياغتين للمشكلة واحدة في العنوان وأخرى في الخطة.
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي