اطلب الخدمة
في سبيل الحصول على بعض الترقيات أو الدرجات العلمية أو غير ذلك من محددات أخرى، قد تفرض الجامعات والمراكز والمؤسسات الأخرى شرط بأن يكون هناك عدد محدد من الأبحاث المنشورة للشخص المتقدم، وهنا يبدأ التساؤل عما هو البحث المنشور؟، ومتى يمكن القول بأن البحث منشور؟. وهل أي عملية عرض للبحث على أي منصة تؤهل البحث بأن يكون منشوراً وتقبله الجامعات والمراكز؟. وما هو الإطار العام للبحث المنشور؟. هذه التساؤلات وأمور أخرى نجيب عليها في الفقرات القادمة.
البحث المنشور أو المعروض، هو البحث الذي قام مؤلفه بعملية نشره على وسيط معتمد لعملية نشر البحوث العلمية.
ولاحظ أننا قلنا (وسيط معتمد) بمعنى أن هناك العديد من الوسائط منها المعتمد ومنها الغير معتمد. وبداية لابد من إدراك أن الوسيط المعتمد لعملية نشر البحث هو المجلات العلمية المحكمة، والتي ستتمحور حولها العديد من الفقرات القادمة.
ونجد أيضاً أن البحث المنشور يأخذ تعريفاً اصطلاحياً متكاملاً وهو: البحث المنشور هو البحث الذي تمت عملية نشره على المجلات العلمية المحكمة المعترف بها، وذلك بعد سلسلة من الاجراءات التحكيمية والتنظيمية الذي تم بموجبها الموافقة على نشر البحث في المجلات العلمية المحكمة، مما يترتب عليه امكانية استفادة الباحث من المؤهلات المبنية على شروط نشر البحث.
ميدان عملية نشر البحث في المجلات العلمية المحكمة يعتبر من أبرز أوجه المجال المعرفي العالمي، وتم الاتفاق على عملية نشر البحث في المجلات العلمية المحكمة بأنها عملية معرفية عالمية محورية وفقاً لما يلي:
- الجامعات بحاجة إلى إطار عام تستطيع من خلاله الحكم على الباحث المتقدم لنيل الدرجات العلمية المتقدمة. وهذا الإطار هو المجلات العلمية المحكمة.
- تكلفة طباعة الأبحاث أو الكتب تعتبر تكلفة باهظة الثمن على الباحث، ولهذا اتجه العلماء لتأطير عملية نشر البحث في وسيلة يتم دعمها أو تقليل تكاليف عملية النشر فيها، وهذه الوسيلة هي المجلات العلمية المحكمة.
- المجال المعرفي بحاجة لربطه ببعضه البعض، ولهذا تم ابتكار قالب المجلات العلمية المحكمة. التي يتمكن من خلالها تنفيذ عملية نشر البحث وتوزيع هذه المجلات العلمية المحكمة بشكل عالمي.
- المجلات العلمية المحكمة هي في حد ذاتها تقوم بنشر البحث في سبيل التفاعل الحضاري، وكذلك عملية التوثيق التاريخي.
- تتم عملية نشر البحث في المجلات العلمية المحكمة نظراً لما سبق ذكره في هذه الفقرة، إضافة إلى ذلك بعض الفوائد الذاتية للباحث وكذلك جمهور القراء، فالباحث يستفيد من نشر بحثه في المجلات العلمية المحكمة بجعل البحث متاحاً للقراء وكذلك ينتشر اسمه بانتشار بحثه، وكذلك القراء يسهل عليهم الحصول على المضامين المعرفية من خلال المجلات العلمية المحكمة.
- المجلة ذاتها تكون عبارة عن قالب مرغوب به من قبل القراء والباحثين على حد سواء.
لابد على الباحث أن يتفطن لوجود العديد من الشروط التي لا يمكن تجاوزها في إطار عملية نشر البحث على المجلات العلمية المحكمة، ومن أهم هذه الشروط:
- لابد لمضمون البحث المراد تنفيذ عملية النشر له، أن يكون مجهزاً وفقاً لسياسات النشر على المجلات المحكمة. وسياسات عملية النشر تختلف من مجلة لأخرى.
- الجمهور الذي سيستقبل البحث المنشور، لابد وأن يتم مراعاة توجيه البحث إليه، على سبيل المثال كان الجمهور المستهدف متواجد في الدولة الفلانية والتي لا تصدر فيها إلا 10 مجلات محكمة فقط، فهنا على الباحث أن يقوم بعملية نشر بحثه في مجلة مناسبة من بين المجلات العشرة الموجودة.
- بعض المجلات المحكمة تشترط دفع تكلفة مقابل عملية نشر البحث.
- اجتياز عملية التحكيم للبحث والتي تفرضها المجلات المحكمة تعتبر من أهم شروط عملية نشر البحث.
- لابد على الباحث أن يعدّ بحثه بشكل خالي من أي أخطاء لغوية وكذلك أي أخطاء أخرى.
- يتميز البحث المنشور بأخذه في العديد من الأبحاث اللاحقة ضمن الدراسات السابقة.
- أخلاقيات البحث العلمي لابد من الالتزام بها، ولاسيما قضية السرقة العلمية وكذلك عملية التوثيق الصحيحة للمراجع.
لا يقبل نظام الجامعات الأكاديمي الاعتراف بالأبحاث المنشورة إلا فقط على الإطار العام وهو المجلات العلمية المحكمة، وكذلك ليست كل المجلات العلمية المحكمة تكون معترف بها من قبل الجامعة، على سبيل المثال قد تعترف إحدى الجامعات بعملية التحكيم لمجلة معينة تقع داخل حدود الدولة نظراً لوجود عدد من المحكمين الأكاديميين التابعين للمجلة، ونفس هذه المجلة لا يتم الاعتراف بها في جامعة أخرى.
وبالنسبة للمواقع الإلكترونية والمدونات، فلا يتم الاعتراف الأكاديمي بالمضامين البحثية المنشورة عليها، إلا في حالة كانت هذه المواقع الإلكترونية هي في الأساس عبارة عن مجلات علمية محكمة.
ومن هنا يتضح أن الامتيازات الأكاديمية لا يمكن أن يتم إعطاءها للباحث إلى بعملية نشره على المجلات العلمية المحكمة المعترف بها من قبل الجامعة فقط.
يلزمك للقيام بعملية نشر البحث على مجلة من المجلات العلمية المحكمة القيام بعدة خطوات متسلسلة، هذه الخطوات نوضحها لك في النقاط التالية:
لابد القيام من عملية إعداد وتجهيز البحث بشكل كامل من الناحية المعرفية والتحريرية.
من بين المجلات العلمية المحكمة لابد أن تختار مجلة تتناسب مع هيكلية البحث الذي قمت بإعداده، وكذلك تكون هذا المجلة معترف بها من قبل الجامعة، ويمكنك الوصول إلى المجلات العلمية المحكمة من خلال قواعد بيانات النشر ومن أهمها سكوبس، فستدخل على موقع سكوبس ومن ثم تذهب لأيقونة البحث عن المجلات العلمية المحكمة وتكتب المجال المعرفي للبحث مثلاً (الهندسة، الطب، العلوم)، ومن ثم تختار النطاق الجغرافي، وأخيراً عملية اختيار المجلة.
-
ثالثاً: عملية مراسلة المجلة:
من خلال البريد الإلكتروني فقط، يمكن القيام بعملية مراسلة المجلة، وإرسال البحث الذي تريد تنشره، حيث ستستقبل المجلة البحث ومن ثم تقوم بعملية تحكيمه، وعند اجتياز التحكيم يتم القبول أو طلب التعديل أو الرفض.
عند قبول المجلة لعملية نشر البحث يتوجب القيام بتوقيع عقد اتفاق يضمن لك حقوق الملكية الفكرية. وكذلك يخلي المجلة العلمية المحكمة من أي التزامات قانونية.
بعد قيام المجلة بعملية نشر البحث لابد وأن تحصل على نسخة من العدد المنشور فيه بحثك، وكذلك إفادة من المجلة بنشر البحث وتقوم بتسليمها للجهة المختصة في الجامعة للحصول على الدرجة الأكاديمية.
البحث الذي تتم عملية نشره على المجلات العلمية المحكمة القوية، يكون متمتعاً بعدة مزايا وخصائص ومنها:
- المضمون المعرفي يكون ذو فائدة حقيقية. لأن المجلات العلمية المحكمة تهتم بالفائدة العائدة على القراء والمجتمع بشكل أساسي في قبول النشر من عدمه.
- البحث المنشور يكون له خاصية التنافسية مع الأبحاث الأخرى، وبالتالي يكون مضمونه قوي.
- عملية التحكيم التي تجري على الأبحاث قبل نشرها في المجلات العلمية المحكمة، تجعل هذه الأبحاث منقحة وخالية من الأخطاء.
- عملية توثيق المراجع الكاملة تعتبر من أهم ما يتم تحكيمه في الأبحاث المنشورة على المجلات العلمية المحكمة. مما يعكس خاصية الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي.
- يتميز البحث المنشور على المجلات العلمية المحكمة بالتخصص. فغالباً ما تأخذ المجلات العلمية المحكمة الأبحاث المتخصصة وتعرضها في الزوايا الخاصة بها.
- التجارب والحلول الفعلية للمشكلات القائمة من أكثر ما يميز الأبحاث المنشورة على المجلات العلمية المحكمة، نظراً لأن هذه المجلات تسعى لتكوين قاعدة جماهيرية لها من قِبل القراء الذين يهمهم الحديث عن المشكلات المجتمعية القائمة.
للبحث الذي تتم عملية نشره على مجلة محكمة العديد من الفوائد، ومن أهم هذه الفوائد ما يلي:
- أول ما يعكس فائدة البحث المنشور هو الدرجات العلمية التي تترتب عليه. على سبيل المثال درجة الاستاذ المشارك تُعطى في حالة تم نشر أكثر من 4 أبحاث... وهكذا.
- البحث المنشور في عملية نشره يحمل اسم الباحث الذي قام بعملية إعداده، بالتالي البحث المنشور يعتبر شيء معنوي للباحث.
- عملية نشر البحث هي بمثابة وضع البحث أمام جمهور القراء ليستفيدوا منه، فما فائدة البحث طالما لم يصل للقراء؟.
- هناك مسابقات دولية تقام على أساس عملية نشر البحوث، وبالتالي البحث المنشور يمكن صاحبه من الاستفادة من مثل هذه المسابقات.
- المؤتمرات غالباً ما يتم استقطاب الباحثين فيها من خلال الأبحاث المنشورة، فالبحث المنشور المؤثر يتم مناقشته واستضافته كاتبه في المؤتمرات.
- عملية نشر البحث تضفي نوع من الحيوية المعرفية والتفكير بما قام به جمهور الباحثين، وتعزز التنافس الايجابي بين الباحثين.
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي