المنهج التجريبي في محتوى البحث العلمي يقوم بعملية تنفيذية تجري على المتغيرات، فيكون استخدام الباحث المنهج التجريبي في مضمون البحث العلمي، أشبه بزجاجة مختبر يتم فيها دمج العديد من المكونات الكيميائية، وهذه المكونات الكيميائية هي ذاته المتغيرات في المنهج التجريبي، فمحتوى البحث العلمي الذي يستخدم فيه الباحث المنهج التجريبي يعتبر وسيلة لاختبار وفحص المتغيرات المتفاعلة في كامل محتوى البحث العلمي، وفيما يلي سنقوم بتعريف المتغيرات الخاصة بالمنهج التجريبي، ومن ثم سنقوم بعملية الوقوف على هذه المتغيرات واحد تلو الآخر، وبعد ذلك نتطرق لأمور متعلقة بالمنهج التجريبي في محتوى البحث العلمي.

 تعريف المتغيرات في المنهج التجريبي: 

معرفة الباحث بالتعريف العام للمتغيرات في المنهج التجريبي في محتوى البحث العلمي، يتطلب فهم كل مصطلح داخل في المصطلح العام (المتغيرات في المنهج التجريبي لمحتوى البحث العلمي)، ولذلك نرى أن نُعرف كل مصطلح على حدة ثم نجمع بينها في تعريف كامل كالتالي:

أولاً: المتغيرات: وهي عبارة عن سمات وصفات لها قيمة محددة، ولهذه الصفات محددات كمية وأخرى وصفية.

على سبيل المثال نسبة الشفاء من مرض معين في دولة معينة.

ثانياً: المنهج التجريبي: وهو عبارة عن منهج من المناهج العلمية يتم خلاله دراسة الفرضيات. واستخلاص المحددات الثابتة والتأثيرات وما إلى ذلك من محددات محتوى البحث العلمي باستخدام التجربة والقياس.

ثالثاً: محتوى البحث العلمي: وهو الكيان الذي يعرض فيه الباحث المعلومات وفق نظام ونسق محدد يبدأ بالخطة ومن ثم الإطار النظري، ويحتوي على المتغيرات والفرضيات والعمليات وفق منهج علمي محدد.

الآن، وبعد أن قمنا بعملية تعريف كل مصطلح على حدة يمكن أن نعطي التعريف الكامل للمصطلح (المتغيرات في المنهج التجريبي في محتوى البحث العلمي). وهو: الصفات الثابتة والمتغيرة التي تتم عملية دراستها باستخدام آلية المنهج التجريبي في الاختبار والتجربة والقياس. وصولاً إلى جمع الباحث للمعلومات التي يحتاجها محتوى البحث العلمي للإحاطة بجوانب المشكلة.

إذاً: المتغيرات في المنهج التجريبي ترتبط بما يلي:

1. المشكلة التي يتناولها محتوى البحث العلمي.
2. الصفات المنبثقة عن المشكلة والفرضيات.
3. آلية المنهج التجريبي وهي الاختبار والتجربة.

 أنواع المتغيرات في المنهج التجريبي: 

المتغيرات المندرجة في المنهج التجريبي الذي يستخدمه الباحثين في محتوى البحث العلمي، لها أنواع متعددة. ولكل نوع من أنواع المتغيرات الخاصة بالمنهج التجريبي تعريف ومحددات، نوضحها فيما يلي:

أولاً: المتغيرات المستقلة في المنهج التجريبي:

وهي عبارة عن المتغيرات التي يمكن أن يقوم الباحث بالتعديل عليها. و كذلك إخضاعها للتجارب في ظروف متنوعة ضمن آلية عمل المنهج التجريبي في محتوى البحث العلمي. ولهذه المتغيرات أثر مباشر على المتغيرات الأخرى كافة.

ثانياً: المتغيرات التابعة في المنهج التجريبي:

هذه المتغيرات تعتمد على المتغيرات المستقلة في جمع المعلومات في المنهج التجريبي. فالمتغيرات التابعة من اسمها يُفهم أنها تتبع لمتغيرات أخرى وهي المتغيرات المستقلة.

ثالثاً: المنهج التجريبي والمتغيرات التشغيلية:

وهي بمثابة الخطة أو الخارطة التي يحددها الباحث لقياس المتغيرات الأخرى.

 أنواع المتغيرات في المنهج التجريبي حسب الطبيعة: 

تصنف أنواع المتغيرات المندرجة تحت إطار المنهج التجريبي في محتوى البحث العلمي، إلى عدة تصنيفات أهمها التصنيف باعتبار المتغير نفسه ووظيفته وهي (المستقلة، التابعة، التشغيلية)، و كذلك فإن المتغير في المنهج التجريبي يأخذ تصنيف آخر حسب الطبيعة له كما يلي:

أولاً: الكيفية: ولها اسم آخر وهو المتغيرات النوعية، وفي المنهج التجريبي يتم التعبير عن هذه المتغيرات بكلمات تصف الحالات، على سبيل المثال يقوم الباحث بكتابة (متفوق، مقبول، راسب، بارد، حار) وهكذا.

ثانياً: الكمية: وهي المتغيرات التي تهتم بالأرقام والنسب، ففي المنهج التجريبي تُستخدم هذه المتغيرات بكتابة رقم أو نسبة لما تتوصل إليه التجارب والاختبارات، على سبيل المثال يقوم الباحث في محتوى البحث العلمي بكتابة الوزن 50 العمر 20 الطور 160…. وهكذا.

وللمتغيرات الكمية نوعين أساسيين هما:

1. الكمية المتصلة: وهي المتغيرات التي يمكن أن توضع ضمن نطاق محدد بشكل دقيق، على سبيل المثال العمر والوزن والطول.
2. الكمية الغير متصلة: هذه المتغيرات تعتمد على التقريب أكثر من الدقة، مثل نسبة الذكاء أو الخوف، ولكن لا يتم استخدام مثل هذه المتغيرات في محتوى البحث العلمي الذي يستخدم المنهج التجريبي.

 خطوات أساسية في عمل المنهج التجريبي: 

استخدام الباحث المنهج التجريبي في إعداد محتوى البحث العلمي يأتي وفق خطوات، رغم أن هذه الخطوات ليست قاعدة تامة لآلية تنفيذ المنهج التجريبي، ولكن هذه الخطوات تسهل استخدام الباحث المنهج التجريبي في جمع وتضمين المعلومات في محتوى البحث العلمي، وهذه الخطوات هي:

1. يبدأ الباحث ضمن عمل المنهج التجريبي بمشاهدة وملاحظة مشكلة البحث العلمي، ومن ثم يعاين هذه المشكلة يقوم الباحث بجمع المعلومات عنها.
2. في المنهج التجريبي المعاينة وجمع المعلومات حول مشكلة البحث العلمي، تأتي تمهيداً للاختبار الأولي لمحتوى البحث العلمي، ومعرفة الباحث مدى ملائمة المنهج التجريبي في دراسة هذه المشكلة، وهل هذه المشكلة تقبل التجربة أم لا؟.
3. 3.     من محددات المنهج التجريبي لابد أن يكتب الباحث الفروض إذا ما تأكد من مناسبة المنهج التجريبي لمشكلة البحث العلمي، ومحتوى الفرضيات يأتي ليضبط المعلومات التي يحتاجها الباحث لمحتوى البحث العلمي.
4. الآن، يبدأ التنفيذ الفعلي لعمل المنهج التجريبي، وذلك باختبار الفروض التي وضعها الباحث. ويقوم الباحث بتسجيل الملاحظات حول هذه الاختبارات، وتكوين المحتوى المعلومات العام.
5. بهذا، يكون الباحث قد وصل إلى الاستنتاجات والنتائج التي يحتاجها محتوى البحث العلمي.

 أساسيات استخدام المنهج التجريبي في محتوى البحث العلمي: 

يعتمد المنهج التجريبي على أساسيات في آلية عمله. لابد للباحث أن يدرك هذه الأساسيات ويقوم باستخدام المنهج التجريبي في كامل مضمون البحث العلمي بناءاً عليها. ومن أهم هذه الأساسيات:

1. لابد من مراعاة الفرضيات كاملة في المنهج التجريبي. وإخضاع كل فرضية للتجربة والاختبار الذي يتناسب مع المحتوى المراد الوصول إليه من خلالها.
2. الأسلوب الرئيسي الذي يتبعه المنهج التجريبي في جمع الباحث لمعلومات محتوى البحث العلمي. هو أسلوب ملاحظة التجربة. نقصد بملاحظة التجربة هو أن تكوين محتوى يفسر ويشرح التجربة.
3. يعتمد المنهج التجريبي على مدى فهم الباحث لموضوع البحث العلمي، و كذلك على مدى إدراك الباحث لما يريد الوصول إليه من خلال استخدامه المنهج التجريبي.
4. صياغة النفي والاثبات بنعم أو لا تعتبر من الأساسيات التي على الباحث استخدامها في محتوى البحث العلمي المعتمد على المنهج التجريبي.
5. لا يمكن الوصول إلى نتائج دقيقة وصحيحة في المنهج التجريبي إلا بالتأكد من قابلية التجربة على موضوع البحث أولاً.
6. صحة التجربة والاختبارات نفسها تعتبر شيء أساسي ومهم في المنهج التجريبي.

 هل تستطيع دمج المنهج التجريبي مع أي منهج آخر؟ 

يمكنك القيام بعملية دمج المنهج التجريبي مع مناهج أخرى، ولكن عملية الدمج هذه لها شروطها ومعاييرها التي على الباحث ابتاعها، وهي:

1. لابد أن تكون المناهج المراد دمجها مع المنهج التجريبي ذات محتوى قابل للتجربة أو مفسر لهذه التجربة.
2. المناهج التي تعتمد على أسلوب الاختصار تكون منافية لأساسيات الشرح في المنهج التجريبي.
3. لابد أن ينظر الباحث في محتوى البحث العلمي ويعرضه أولاً على المنهج التجريبي قبل أن يختار الباحث المناهج الأخرى، وذلك لأن المنهج التجريبي هو من يحدد ما يناسبه من المناهج الأخرى لا العكس.
4. من أكثر المناهج التي تصلح لدمجها في محتوى البحث العلمي الذي يستخدم فيه الباحث المنهج التجريبي هو المنهجي التحليلي، وذلك لأن هذا المنهج يقوم بعملية تحليل وتفسير لنتائج التجارب والاختبارات.
5. هناك مناهج لا يمكن أن يقوم الباحث بدمجها في محتوى البحث العلمي مع المنهج التجريبي ومنها المنهج التاريخي. حيث أن التجربة تعني الوصول إلى شيء جديد في ظل مستجدات ومتغيرات حديثة.

 متى يستخدم الباحث المنهج التجريبي؟ 

موضوع البحث العلمي هو الذي يحدد متى يستخدم الباحث المنهج التجريبي بالدرجة الأولى، ولكن يظل هناك حالات يُنصح بها استخدام الباحث المنهج التجريبي في محتوى البحث العلمي، ومن هذه الحالات:

1. المحتوى البحثي الذي يتطلب من الباحث ربط الحاضر بالماضي في ظل مستجدات دخلت على نفس الموضوع. فهنا يقوم الباحث باستخدام المنهج التجريبي وتطبيقه على المستجدات. للوصول إلى محتوى معلوماتي مقارن مع نتائج البحوث القديمة.
2. يعتبر مجال علم النفس والتربية التي تتعلق بسلوك الأشخاص لاسيما الأطفال وطلاب المدارس. من أكثر المجالات التي يحتاج فيها الباحث استخدام المنهج التجريبي للحصول على محتوى معلومات متكامل. نظراً لأن هذه المجالات تتطلب تأثيرات وظروف خاصة.
3. التقنية والحاسوب والاختراعات ووسائل الطاقة وما يتعلق بها. يُفَضَل فيها استخدام الباحث المنهج التجريبي، وذلك لأن محتوى هذه الأبحاث قائم في الأساس على التجربة والاختبار.
4. عندما تكون الفرضيات تحتاج إلى تفسير واسع وبعيدة عن بعضها البعض وتتطلب التقاء لفهم طبيعتها. لابد للباحث هنا من استخدام المنهج التجريبي.
5. كلما كان محتوى البحث العلمي بحاجة إلى أرقام وإثباتات كلما كان المنهج التجريبي مناسب لهذا المحتوى. 

 فيديو: ماهي خطوات المنهج التجريبي في البحث العلمي 

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي