تتناول هذه المقالة شروط عنوان البحث العلمي وعملية وآلية صياغة عنوان مناسب وملائم لمحتوى وملخص مناسب لمحتوى الدراسة الأصلي. كما أن كل من “العنوان” و “الملخص” يشكلان الانطباعات الأولية للبحث العلمي، وبالتالي يجب أن تتم صياغتهما بشكل صحيح ودقيق وحذر. غالباً ما يتم إجراء عمليات التعديل على كلاهما وذلك بعد أن يصبح محتوى البحث العلمي كامل جاهز. كما أن معظم القراء يقرأون فقط مضمون العنوان وملخص البحث العلمي والقليل منهم يواصلون قراءة محتوى البحث العلمي كامل. لذلك يعتبر كل من العنوان والملخص أهم أجزاء وعناصر البحث العلمي ويجب أن تكون ممتعة للقراءة.
يشير إلى اسم البحث الذي يعكس الموضوع، ويوضح مجاله وبعض معالمه.كما يؤدي العنوان وظيفة إعلامية منذ الاطلاع عليه، حيث يوضح النطاق الأضيق الذي سيتولى الباحث عملية التنقيب عنه.
لذلك يجب على الباحث إعطاء العنوان أهمية وقدر كبيرين، لأنه أول ما ينظر إليه القارئ لقراءة البحث العلمي، ويجب أن يكتب بطريقة مختصرة عن محتوى البحث الذي يتحدث عنه.
يجب أن يكون “العنوان” وصفياً ومباشراً ودقيقاً ومناسباً ومثيراً للاهتمام وموجزاً ودقيقاً وفريداً وبالإضافة إلى أنه يجب ألا يكون مضللاً. كما أنه لابد أن يكون “الملخص” بسيطاً، محدداً، واضحاً، غير متحيز، صادق، موجز، دقيق، قائم بذاته، كامل، علمي، (يفضل) منظم، ولا ينبغي أن تكون مضللة. يجب أن يتم التركيز على كون الملخص متسقاً مع محتوى النص الرئيسي للبحث العلمي، خاصةً بعد أن يتم إجراء مراجعة للبحث العلمي ويجب أن يتضمن الرسالة الرئيسية بصورة بارزة. كذلك من المهم جداً تضمين أهم المصطلحات والكلمات (“الكلمات الرئيسية”) في العنوان والملخص لغرض عملية الفهرسة المناسبة ومن ثم استرجاعها عبر محركات البحث وقواعد البيانات العلمية. ويجب أن يتم سرد هذه الكلمات الرئيسية بعد الملخص. كما أنه يجب على الباحث أن يلتزم بالتعليمات التي وضعتها المجلة المستهدفة فيما يتعلق بأسلوب وعدد الكلمات المسموح بها للعنوان والملخص في حال الرغبة بنشر محتوى البحث العلمي.
- ألا تزيد عدد كلمات عنوان الدراسة العلمي عن 15 كلمة إلا عند الضرورة، أي ما يقارب من 8 إلى 11 كلمة. بحيث أنه لا يكون طويل فيصيب القارئ بالملل ولا يكون قصير فيخل بمحتوى البحث.
- يجب أن يخلو العنوان من كافة الكلمات غير الضرورية.
- ألا يحتوي العنوان على أي من العبارات التفسيرية.
- أن يخلو عنوان الدراسة العلمي من التكرار للألفاظ أو الكلمات أو معناها.
- أن يعكس مضمون مشكلة البحث العلمي.
- ينتمي إلى مجال البحث وموضوع البحث بشكل واضح.
- أن يحتوي على كافة المتغيرات الأساسية للدراسة.
- ألا توضع في نهايته نقطة.
- أن يخلو من الأخطاء الإملائية واللغوية والنحوية.
عندما يتصفح القارئ جدول محتويات إصدار وعدد ما في مجلة سواء أكانت نسخة ورقية أو على موقع الويب. يكون العنوان هو الواجهة و“التفاصيل الأولى” أو عبارة عن “الوجه” للورقة المقروءة. ومن ثم، يجب أن يكون العنوان مباشر وبسيط، دقيق، مناسب، محدد، وظيفي، مثير للاهتمام، جذاب، موجز ومختصر، مركز، لا لبس فيه، لا ينسى، آسر، مفيد (بما يكفي لتشجيع القارئ على قراءة البحث العلمي علاوة على ذلك)، فريد، جذاب، ولا ينبغي أن يكون مضللاً.
يجب أن يحتوي عنوان البحث العلمي على مجموعة من التفاصيل التي تعتبر بأنها كافية لإثارة فضول واهتمام القارئ وذلك لتشجيعه حتى يمضي القارئ في دراسة محتوى الملخص ثم (في حال إذا كان لا يزال مهتماً بمواصلة المحتوى بالكامل) سيكمل البحث العلمي. كما أن المجلة تستخدم مواقع الويب وقواعد البيانات الإلكترونية ومحركات البحث الكلمات الموجودة في العنوان والملخص (“الكلمات الرئيسية”) لاسترداد بحث علمي معين أثناء البحث. ومن هنا تم التأكيد على أهمية هذه الكلمات في الوصول إلى البحث العلمي من قبل القراء.
يجب ترتيب هذه الكلمات (أو الكلمات الرئيسية) المهمة بترتيب مناسب من حيث الأهمية وفقاً لسياق البحث العلمي ويجب وضعها في بداية العنوان بدلاً من الجزء الأخير من العنوان، كما قد تفعل بعض محركات البحث مثل جوجل فقط اعرض الكلمات الست إلى السبع الأولى فقط من العنوان. العناوين الغريبة أو الممتعة أو الذكية، رغم أنها جذابة في البداية، قد يفوتها القارئ المنشغل أو يسيء قراءتها. وقد تفقد العناوين القصيرة جداً الأساسيات من وجود الكلمات العلمية (“الكلمات الرئيسية”) التي تستخدمها وكالات الفهرسة للقبض على محتوى البحث العلمي وتصنيفها. أيضاً، قد يتعامل القراء بجدية أقل مع العناوين المسلية أو المضحكة وقد يتم الاستشهاد بها في كثير من الأحيان. كما أن العنوان الطويل أو المعقد بشكل مفرط قد يثبط القراء. بالإضافة إلى أنه قد يكون هناك فكرة جيدة لصياغة العنوان المناسب لمحتوى النص الأساسي للنص وصياغة الملخص.
يمكن أن تكون عناوين البحث العلمي وصفية أو معبرة أو استفهام. كما يمكن أيضاً تصنيفها كعناوين اسمية أو مركبة أو جملة كاملة.
عنوان وصفي أو محايد:
- يحتوي هذا على العناصر الأساسية لموضوع البحث العلمي. أي أنه يتضمن الموضوعات والتصاميم والتدخلات والمقارنات والتحكم وكذلك النتائج، لكنه لا يمكن أن يكشف عن محتوى النتيجة الرئيسية أو الاستنتاج. مثلاً يمكن أن يسمح العنوان للقارئ بتفسير محتوى ومضمون نتائج البحث العلمي بطريقة محايدة وكذلك بذهن متفتح. كما توفر هذه العناوين أيضاً محتوى من المعلومات الكاملة حول مضمون البحث العلمي. وتحتوي على العديد وسلسلة من الكلمات الرئيسية (وبالتالي يساهم الأمر في زيادة وضوح البحث العلمي في داخل محركات البحث). ويساعد في زيادة فرص قراءتها وبعد ذلك يتم الاستشهاد بها أيضاً، ومن ثم تُفضل عموماً العناوين الوصفية التي تعطي لمحة شاملة عن محتوى البحث العلمي.
العنوان التصريحي:
- يوضح هذا العنوان النتيجة الرئيسية للدراسة في العنوان نفسه؛ فهو يقلل من فضول القارئ. وقد يشير إلى تحيز من جانب الباحث، وبالتالي من الأفضل تجنبه.
عنوان الاستفهام:
- هذا هو السؤال الذي يحتوي على استعلام أو سؤال البحث في العنوان. على الرغم من أن الاستعلام في العنوان لديه القدرة على إثارة الموضوع. ولديه المزيد من التنزيلات (ولكن أقل من الاستشهادات). يمكن أنه يمكن أن يكون عبارة عن تشتيت انتباه للقارئ ومرة أخرى يشير الكثير من الخبراء والمختصين إلى أنه من الأفضل تجنبه وعدم استخدامه إلا للضرورة في البحث العلمي (ولكن يمكن في بعض الأحيان أن يتم استخدامها لبحث علمي مراجع).
من وجهة نظر بناء الجملة، قد تكون العناوين اسمية (تلتقط فقط الموضوع الرئيسي للدراسة). مركبة (مع ترجمات لتوفير معلومات إضافية ذات صلة مثل السياق والتصميم والموقع أو البلد والجانب الزمني وحجم العينة والأهمية، واستفزازي أو أدبي. على سبيل المثال/ انظر عنوان هذه المراجعة)، أو عناوين الجملة الكاملة التي تكون أطول وتشير إلى درجة إضافية من اليقين في النتائج. أي من يمكن استخدام هذه التركيبات اعتماداً على نوع البحث العلمي والرسالة الرئيسية وتفضيل الباحث أو حكمه.
يحتاج الكثير من الباحثين وخصوصاً المبتدئين منهم إلى المزيد من النصائح والإرشادات التي توجههم لصياغة محتوى عنوان جيد للدراسة وخصوصاً المبتدئين منهم، وذلك لما لعنوان البحث العلمي من أهمية كبيرة في إعداد البحث العلمي بصورة كاملة ومتكاملة، لذلك يمكن الإشارة إلى أهم النصائح الواجب على كل باحث الاعتناء بها لصياغة عنوان الدراسة بصورة متميزة والتي تتمثل في:
- يجب أن يكون العنوان بسيطاً ومباشراً
- لابد أن تكون ممتعة وغنية بالمعلومات
- من المفضل أن تكون محددة ودقيقة وفعالة (مع “كلمات رئيسية” علمية أساسية للفهرسة)
- يجب أن تكون موجزة ودقيقة ويجب أن تتضمن الموضوع الرئيسي للورقة
- لا ينبغي أن تكون مضللة أو مضللة
- يجب ألا تكون طويلة جداً أو قصيرة جداً (أو غامضة)
- ينبغي تجنب الكلمات الغريبة أو المسلية
- يجب تجنب الاختصارات غير القياسية والاختصارات غير الضرورية (أو المصطلحات الفنية)
- يجب أن يكون العنوان محدداً، أي أنه يجب أن يتضمن الإعداد، والسكان، والتدخل، والشرط، ونقطة النهاية، والتصميم
- من المحبب ذكر مكان الدراسة وحجم العينة فقط إذا كان ذلك يضيف إلى القيمة العلمية للعنوان
- يجب وضع مصطلحات / كلمات رئيسية مهمة في بداية العنوان
- تُفضل العناوين الوصفية على العناوين التقريرية أو الاستفهام
- يجب على المؤلفين الالتزام بعدد الكلمات والتعليمات الأخرى على النحو المحدد في المجلة المستهدفة
- واقع القيادة الاستراتيجية في الشركات الصناعية السعودية.
- القيادة التحويلية وعلاقتها بولاء العاملين في وزارة الصحة السعودية.
- علاقة جودة الحياة الوظيفية بتحسين الأداء المؤسسي: دراسة ميدانية على شركات الصناعات الغذائية.
- أثر رأس المال الفكري في بناء السمعة التنظيمية بشركة توزيع كهرباء محافظات السعودية.
- الذكاء الاستراتيجي وأثره في تحقيق التفوق بالمستشفيات السعودية الخاصة.
- الإدارة الالكترونية ودورها في إدارة الأزمات بالمؤسسات الحكومية السعودية: دراسة حالة وزارة العمل.
- دور التسويق الالكتروني في تحقيق الميزة التنافسية: دراسة ميدانية على مجموعة الاتصالات السعودية.
الخاتمة
يشير الكثير من الباحثين والمختصين إلى أن العناية بأسلوب صياغة وكتابة العنوان للبحث العلمي تشكل آلية متميزة للباحث لصياغة محتواه البحثي وتساعده على كتابة المحتوى البحثي متكامل بصورة جيدة، وبالتالي يسهل الأمر على الباحث إعداد وكتابة باقي أجزاء العمل البحثي بصورة سهلة وسريعة وبسيطة ومتميزة، كما أنه يتوجب على كل باحث أن يقوم بعرض محتواه البحثي على مجموعة من الخبراء والمختصين لمساعدته في صياغة عنوان البحث العلمي بأفضل آلية وصورة ممكنة، الأمر الذي يسهل عليه تخطي المراحل الأولى الصعبة من إعداد العمل البحثي.
بالإضافة إلى أن عنوان الدراسة عبارة عن جملة مختصرة تعكس المجهود الذي قام أو سيقوم به الباحث للخروج بالمحتوى البحثي بصورته المتكاملة، كما أنه يشكل أولى خطوات السير في إعداد البحث العلمي، لذلك يتوجب على الباحث العلمي أن يعمل على توظيف كافة النصائح والشروط المطلوبة لصياغة محتوى العمل البحثي بأفضل آلية وصورة ممكنة ترفع من قدر العمل البحثي وتشكل نبرة تميز فيه تعظم الجهود التي يمكن أن يبذلها الباحث العلمي للخروج بالصورة المتكاملة للبحث العلمي إلى جمهور القراء.