مصادر جمع البيانات - مصادر البيانات الإحصائية

 ما المقصود بمصادر جمع البيانات ؟ 

من أين تأتي المعلومات في البحث ؟ من هنا يبدأ فهم ما المقصود بمصادر جمع البيانات في البحث، حيث أنها تمثل الأماكن التي تزود البحث بالمعلومات اللازمة، وتأتي مصادر جمع البيانات شاملة على العديد من الوسائل والطرق، ولكن أهمها تلك الوسيلة المتعلقة بجمع البيانات مباشرة من مصدرها الأساسي وهي العينة.

وفي هذا المقال سنتطرق لهذه المصادر بالحديث عن أنواعها وخصائصها. ونحصر أهمها ضمن تسلسل موضوعي منطقي.

 العينة كأهم مصدر للبيانات :

تمثل العينة المصدر الأهم من بين كامل المصادر الأخرى في عملية جمع البيانات، وهذا يرجع إلى كونها محور أساسي فهي تمثل المدروسين في البحث، أي يمكن اعتبارها الاجابات التي توضع على أسئلة الاختبار، وفيما يتعلق بالعينة كمصدر أساسي من مصادر جمع البيانات نضع الطرح التالي:

1. وفقاً لمتطلبات البحث يتم اختيار العينة من حيث نوعها وخصائصها وحجمها. ومن هنا يبدأ التنفيذ الفعلي لجمع البيانات الصحيحة من العينة.
2. لا يمكن الحصول على أي معلومات من أفراد العينة إلا باستخدام أدوات الدراسة والتي تتمثل في العديد من الوسائل من أهمها الاستبيان الذي يكون عبارة عن أسئلة يجيب عليها أفراد العينة، و كذلك الملاحظة التي يسجل فيها الباحث المشاهدات التي يراها، وأيضاً المقابلة الشخصية التي يتحدث فيعا الباحث مع أفراد العينة ويحاورهم.
3. ترتكز العديد من العمليات الأساسية في البحث على المعلومات التي تم جمعها من أفراد العينة، على سبيل المثال عملية التحليل الإحصائي تنبني على تفريغ تلك المعلومات المجمعة من العينة في جداول خاصة ومن ثم إلحاقها بالدوال الإحصائية المعتمدة للتحليل الإحصائي.
4. إذا تم اختيار وفحص وتطبيق العينة بشكل متقن فهذا يعني أن المعلومات التي سيتم جمعها من هذه العينة ستكون على قدر كبير من المصداقية والحصرية والجودة.

 المراجع كنوع من مصادر جمع البيانات: 

من أساسيات مصادر جمع البيانات هي المراجع العلمية. بل تسمى أيضاً بالمصادر والمراجع، وهذه المراجع تكون مشتملة على عدة قوالب فنية. من أهمها ما يلي:

أولاً: الكتب: وهي معروفة بشكلها النهائي وهي أقوى نوع من أنواع المراجع وتتميز بوفرة المعلومات فيها و كذلك تعدد جوانبها.

ثانياً: الرسائل العلمية: وهي رسائل الماجستير و كذلك الدكتوراه التي تكون مقدمة بشكل رسمي للجامعات ويتم الاشراف عليها وتحكيمها داخل الجامعة، ومن أبرز ما يميزها أنها متخصصة جداً فتجد الرسالة تعكس عنوان مشتمل على تخصص التخصص.

ثالثاً: القوالب الأخرى: وهي التي تكون دون الكتب والرسائل مثل المطويات والمنشورات العلمية المختلفة، ولكن قليل ما يتم الاعتماد عليها كونها قوالب شحيحة المعلومات.

وملاحظة أخيرة نضعها في هذه الفقرة أنه يلزم توثيق كافة المراجع في التوثيق الداخلي. والتوثيق في القائمة بكتابة المعلومات التعريفية الأساسية وهي ( عنوان المرجع، اسم المؤلف، سنة النشر، دار النشر).

 طرق أخرى لجمع البيانات: 

إلى جانب المصادر الرئيسية التي ذكرناها سابقاً هناك العديد من المصادر الأخرى. التي يمكن الاعتماد عليها في جلب المعلومات للبحث، وأهمها ما يلي:

أولاً: المنشورات الرسمية مثل وزارة المالية، والإدارات الإحصائية للحكومة، والمكاتب الفيدرالية، ومجالس الإحصاء الزراعي، وما إلى ذلك: تشمل المصادر شبه الرسمية بنك الدولة، ومجالس التحقيق الاقتصادي، وتعتبر من مصادر جمع البيانات الرسمية التي تتميز معلوماتها بالقوة ، ولكن من الصعب ايجادها بسهولة بل يلزمها مسؤولية كبيرة وتنسيق واسع للوصول للمعلومة.

ثانياً: المعلومات المنشورة من قبل الغرف التجارية والجمعيات والمجالس التجارية: حيث تعتبر هذه المحددات من مصادر جمع البيانات القوية بالنسبة للجانب التجاري والاقتصادي.

ثالثاً: مقالات في الصحف من المجلات الاخبارية: حيث تنشر هذه الوسائل العديد من قوالب المعرفة المتمثلة بالمقالات العلمية واللقاءات المعرفية، على سبيل المثال كتابة مقال حول طبقة الأوزون كنوع من أنواع التوعية المجتمعية، ولكن يحتوي هذا المقال على العديد من المعلومات الهامة.

رابعاً: المجلات العلمية المحكمة: وهي من أكثر مصادر جمع البيانات التي يتم الاعتماد عليها في العصر الحديث، حيث أنها عبارة عن مجالات متخصصة تقوم بنشر الأبحاث بعد تحكيمها بشكل متقن وكامل، كما أنها تعتبر من مصادر جمع البيانات الموثوقة نظراً لأن التحكيم فيها يعطي تقريراً بكفاءة المعلومات وخلوها من الانتحال.

خامساً: المواقع الالكتروني: مع ظهور خاصية النشر الالكتروني للمضامين العلمية و كذلك ازدهار شبكة الانترنت وتمكن العديد من الأشخاص من النشر عليها، فهذا كله جعل من الممكن القيام باقتباس المعلومات من المواقع الالكترونية حيث أنها مصدر وفير للمعلومات وسهل جداً الوصول للمعلومات من خلاله.

 ما هو تحليل البيانات الإحصائية؟ 

هو عملية فحص البيانات بشكل منهجي بغرض تسليط الضوء على المعلومات المفيدة فالتحليل هو أساس البحث العلمي، فيسمح إجراء تحليل كامل بتحديد تأثير العمل و كذلك تقييم جودة البرمجة، وإبلاغ النتائج إلى أصحاب المصلحة.

وعملية التحليل الاحصائي هي عبارة عن عملية يتم فيها وضع البيانات التي تم جمعها من العينة المبحوثة في دوال حسابية خاصة ويتم حل تلك الدوال للوصول إلى النتيجة النهائية لكل دالة منها.

توضح الأنواع الثلاثة لتصميمات البحث التي تتراوح من التجريبية الحقيقية إلى غير التجريبية، فيجب أن يتماشى تصميم البحث مع الغرض من البحث أو التقييم ونوع البيانات التي سيتم جمعها.

وهناك العديد من الأمور التي يتم تحديدها في التحليل الإحصائي. أهمها ايجاد الوسط والوسيط الحسابي والمنوال والانحراف المعياري. وتنقسم إلى مجموعتين أساسيتين وهما مقاييس النزعة المركزية ومقاييس التشتت. وتهتم هذه العملية بإيجاد ضبط لكم المعلومات الكثيرة وجعلها ذات معاني وفوائد توضيحية للبحث.

 نوعي البيانات التي يتم جمعها: 

يعتمد نوع البيانات التي يتم جمعها على السؤال المراد الإجابة عليه والموارد المتاحة. فهناك نوعان منها: النوعية والكمية. كلا النوعين لهما نقاط قوة وقيود وقد يكونان مناسبين لإعدادات مختلفة وتصميمات التقييم وأسئلة التقييم.

تتكون البيانات النوعية من كلمات وروايات، يمكن أن يأتي تحليل البيانات النوعية بأشكال عديدة بما في ذلك إبراز الكلمات الرئيسية واستخراج الموضوعات والتوسع في المفاهيم، وتتكون البيانات الكمية من معلومات عددية، يتضمن تحليلها تقنيات إحصائية، نوع البيانات التي تم جمعها يوجه عملية التحليل الإحصائية.

قد يكون أحد الأمثلة على البيانات النوعية هو مجموعة التركيز مع أولياء الأمور المشاركين. في برنامج تعليمي يتم إجراؤه لفهم تصورات المشاركين. في هذه الحالة من المحتمل أن تكون البيانات التي تم جمعها سردية في الشكل. لذا ستكون التقنيات النوعية ضرورية لتحليل النصوص للمحتوى وتحليل الموضوعات ذات الصلة بالبرنامج.

قد يكون أحد الأمثلة على البيانات الكمية هو استبيان الرضا الذي يطلب من المشاركين تقييم تجربتهم على مقياس من 1 إلى 5 في هذه الحالة ستكون البيانات رقمية في الشكل و كذلك ستكون التقنيات الإحصائية ضرورية لاستخلاص استنتاجات حول رضا المشاركين.

 مزايا وعيوب البيانات النوعية: 

أولاً مزايا البيانات النوعية:

• يمكن أن تعطي النوعية فهماً دقيقاً لوجهات نظر واحتياجات المشاركين في البحث العلمي.
• يمكن أن تساعد النوعية في دعم أو شرح النتائج المشار إليها في التحليل الإحصائية الكمي.
• مصدر للمعلومات التفصيلية أو "الغنية" التي يمكن استخدامها لتحديد أنماط السلوك.

ثانياً عيوب البيانات النوعية:

• قد يصلح للعمل مع مجموعات سكانية أقل، قد لا تكون ممثلة لمجموعات سكانية أكبر.
• يمكن أن يكون تحليل البيانات النوعية الإحصائيةً مضيعة للوقت.
• يمكن أن يكون التحليل النوعي غير موضوعي، هناك احتمال لتحيز المقيم في التحليل والتجميع.

 مزايا وعيوب البيانات الكمية:

أولاً مزايا البيانات الكمية:

1. واضحة ومحددة.
2. دقيقة وموثوقة إذا تم تحليلها إحصائيةً بشكل صحيح.
3. يمكن توصيلها بسهولة على شكل رسوم بيانية ومخططات سواء قبل التحليل الإحصائي أو بعد التحليل الإحصائي.
4. توجد بالفعل العديد من مجموعات البيانات الكبيرة التي يمكن تحليلها إحصائية.

ثانياً عيوب البيانات الكمية:

1. توفر طرق جمع البيانات للمستجيبين عدداً محدوداً من خيارات الاستجابة.
2. يمكن أن تتطلب إجراءات أخذ عينات معقدة.
3. قد لا يصف بدقة الموقف المعقد.
4. مطلوب بعض الخبرة في التحليل الإحصائية.

 مصادر البيانات الإحصائية:

هناك نوعان من مصادر البيانات في الإحصاء تشير المصادر الإحصائية إلى البيانات التي تم جمعها لبعض الأغراض الرسمية وتشمل التعدادات والمسوح التي أجريت رسمياً، تشير المصادر غير الإحصائية إلى البيانات التي يتم جمعها لأغراض إدارية أخرى أو للقطاع الخاص.

المسح الإحصائية: عادة ما يتم إجراء المسح الإحصائية باستخدام عينة و كذلك يسمى أيضاً مسح العينة هي طريقة جمع بيانات العينة وتحليلها بالطرق الإحصائية يتم القيام بذلك لعمل تقديرات حول خصائص السكان، الميزة هي أنه يمنحك التحكم الكامل فيها.

يمكنك طرح الأسئلة المناسبة للدراسة التي تجريها، لكن العيب هو أن هناك فرصة لتسلل خطأ العينة، هذا لأنه يتم اختيار نوع عينة ولا يتم دراسة السكان بالكامل، يؤدي ترك بعض الوحدات السكانية أثناء اختيار العينة إلى ظهور هذا الخطأ.

التعداد: على عكس المسح بالعينة، يعتمد التعداد على جميع عناصر السكان ثم يتم تحليل البيانات، يحدث جمع البيانات لفترة مرجعية محددة، على سبيل المثال يتم إجراء تعداد الهند كل 10 سنوات، تُجرى التعدادات الأخرى كل 5-10 سنوات تقريباً، يتم جمع البيانات باستخدام الاستبيانات التي يمكن إرسالها بالبريد إلى المستجيبين.

يمكن أيضاً جمع الردود عبر طرق الاتصال الأخرى مثل الهاتف. الميزة هي أنه حتى أكثر الوحدات السكانية بعداً يتم تضمينها في طريقة التعداد. يكمن العيب الرئيسي في التكلفة العالية لجمع البيانات وهي عملية تستغرق وقتاً طويلاً.

تسجيل: السجلات هي في الأساس مخازن للمعلومات الإحصائية يمكن من خلالها جمع البيانات وإجراء التحليل، تميل السجلات إلى أن تكون مفصلة وشاملة، من المفيد استخدام البيانات من هنا لأنها موثوقة، يمكن ربط سجلين أو أكثر معاً بناءً على معلومات مشتركة لجمع بيانات أكثر صلة.

من الزراعة إلى الأعمال التجارية، تحتفظ جميع الصناعات بسجلات لحفظ السجلات. تخدم بعض السجلات الإدارية أيضاً الغرض من العمل كمستودع للبيانات للهيئات الإحصائية الأخرى في البلد.

 البيانات الأساسية والثانوية: 

أولاً البيانات الأساسية/ كما يوحي الاسم هي معلومات مباشرة يجمعها المساح، البيانات التي تم جمعها نقية وأصلية وتم جمعها لغرض محدد، لم يخضعوا أبداً لأي معالجة إحصائية من قبل، قد يتم نشر البيانات التي تم جمعها أيضاً، التعداد هو مثال على البيانات الأولية.

طرق جمع البيانات الأولية:

التحقيق الشخصي: يقوم المساح بجمع البيانات بنفسه، والتي تم جمعها موثوقة ولكنها مناسبة للمشاريع الصغيرة.

الجمع عن طريق المحققين: يتم توظيف محققين مدربين للاتصال بالمستجيبين لجمع البيانات.

الاستبيانات: يمكن استخدام الاستبيانات لطرح أسئلة محددة تناسب الدراسة. والحصول على إجابات من المستجيبين، يمكن إرسال هذه الاستبيانات بالبريد أيضاً.

التحقيق الهاتفي: يتم جمع البيانات من خلال طرح الأسئلة عبر الهاتف لإعطاء معلومات سريعة ودقيقة.

ثانياً البيانات الثانوية/ هي عكس البيانات الأولية. يتم جمعها ونشرها بالفعل (من قبل بعض المنظمات على سبيل المثال) يمكن استخدامها كمصدر للبيانات واستخدامها من قبل المساحين لجمعها وإجراء التحليل. البيانات الثانوية غير نقية بمعنى أنها خضعت لمعاملة إحصائية مرة واحدة على الأقل.

 فيديو: جمع البيانات 

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي