اطلب الخدمة
تعتبر الكتابة أهم وأقدم أشكال التواصل البشري، ويتم توظيف الأحرف والرموز المختلفة للغة ما في التعبير عن أفكار وآراء الكاتب وتدوينها على الورق لحفظها ونشرها، وبالتالي فإن اللغة تعبر عن الأفكار والمعتقدات التي يحملها كاتب ما ويقوم الكاتب بتدوينها لحفظها ونشرها، ولطالما اعتبرت اللغة أمراً في غاية الأهمية في كل الشعوب والحضارات وذلك ليتعرف الأجيال اللاحقة على المستوى الذي وصل إليه أجدادهم من الحضارة والعلم والرقي، وقد ظهرت الكتابة منذ الأزل فقد اهتم القدماء كالفراعنة بكتابة الأحداث التاريخية المهمة والمناسبات العامة باستخدام لغتهم على جدران معابدهم وذلك لتخليد ذكراهم وتاريخهم.
يمكن تعريف اللغة على أنها مجموعة من الرموز والحروف التي يتعارف عليها مجتمع ما ويستخدمها الكاتب للتعبير عن المشاعر التي تعتريه ويفسر الكاتب ويشرح الأشياء والبيئة من حوله، ويتم استخدم هذه الحروف التي تشكل مع بعضها اللغة من قبل الكاتب في الكتابة، ويمكن القول إن للكتابة مكانة عالية في أي لغة، فالكتابة تعتبر الوسيلة التي يتم من خلالها حفظ الكاتب اللغة السليمة وحماية اللغة من التحريف والتغيير، فمع مرور الزمن واختلاط الشعوب ببعضها البعض وتغير الحضارات تتعرض اللغات إلى التغيير والتبديل وتبقى الكتابات هي المحافظ الأول على سلامة اللغة عبر العصور فمهما اختلفت اللغة ودخلت إليها اللهجات المختلفة تبقى الكتابات حافظة للقواعد السليمة والشكل الصحيح الذي تُبنى عليه اللغة.
لما للكتابات من أهمية كبيرة في المحافظة على سلامة اللغة وجب أن يستخدم الكاتب أسلوب علمي معتمد وصحيح لحماية الكتابات من الأخطاء اللغوية التي قد يقع الكاتب فيها، ويعرف هذا الأسلوب بالتدقيق اللغوي للكتابات، وقد انتشر التدقيق اللغوي للكتابات لحمايتها والحفاظ عليها من الأخطاء اللغوية التي قد يقع فيها الكاتب، فتهتم عملية التدقيق اللغوي لأي كتاب بفحص هذا الكتاب والتأكد من سلامة لغة الكاتب وكذلك التأكد من عدم وقوع الكاتب في أخطاء لغوية في الكتابة وكذلك معالجة الأخطاء اللغوية للكاتب وتصحيحها.
لكي يكون التدقيق اللغوي للكتابات صحيحاً يجب على من يقوم على التدقيق اللغوي أن يكون على درجة عالية من الاحترافية ويمتلك مجموعة من المهارات التي لا غنى عنها في عملية التدقيق اللغوي، ومن المهارات الأساسية للتدقيق اللغوي:
- يجب أن تتم عملية التدقيق اللغوي لنصوص الكتابات وفقاً لقواعد اللغة الصحيحة التي لا اختلاف عليها، فالمدقق اللغوي يجب عليه أن يكون على معرفة ودراية كاملة بالقواعد اللغوية الصحيحة في اللغة ليتمكن من التعرف على الأخطاء اللغوية ويقوم بتصحيح هذه الأخطاء بشكل صحيح.
- يجب أن يمتلك المدقق اللغوي الثقافة اللغوية الواسعة في اللغة التي يقوم بالتدقيق فيها والتي تمكنه من القيام بالتدقيق اللغوي بشكل مميز وصحيح.
- يجب على المدقق اللغوي أن يحافظ على تركيزه وانتباهه وكذلك أن يضمن أن معرفته باللغة لا يخالطها ما يسهل له الوقوع في الأخطاء من اللهجات العامية.
- يتطلب التدقيق اللغوي مجهوداً وتركيزاً كبيرين من قبل المدقق ولذلك يجب على المدقق أن يحافظ على تركيزه وأن يقوم ببذل المجهود المناسب لمعالجة وتصحيح كل الأخطاء الواردة في النص الذي يقوم بتدقيقه.
- في عملية التدقيق يجب الاعتماد على مراجع اللغة الصحيحة وكذلك يجب القيام بالتدقيق وفقاً لها، وفي حالة وجود أي أخطاء شائعة يجب العمل على تدقيقها.
للكتابة أنواع عديدة وقد ظهرت أنواع الكتابة المختلفة منذ العصور القديمة، فلقد تمت كتابة المؤلفات الأدبية التي قام بكتابتها الشعراء والأدباء وكذلك كتابة الأعمال الفلسفية مثل كتابة مؤلفات أرسطو وأفلاطون، وأيضاً تم كتابة النصوص الدينية مثل القرآن الكريم، ويمكن تصنيف الكتابات إلى نوعين أساسيين هما:
- الكتابة الإبداعية: وهي الكتابة التي يقوم فيها الكاتب بالتعبير عن مشاعره وآرائه وأفكاره وتتسم هذه الكتابة بالصورة الجمالية التي تجعل القارئ يتفاعل معها، وهذه النوع من الكتابة يعبر فيه الكاتب عن مكنونات النفس البشرية وما تمر به، ويظهر فيه الكاتب خبراته وتجاربه ومعرفته بأمور الحياة والمشاعر المختلفة التي يشعر بها الإنسان في الظروف الحياتية، وتمتاز هذه الكتابات بالجمال الفني الذي يجذب الناس لقراءتها والتعلق بها، ومن أشكال هذه النوع من الكتابة الروايات والقصص والقصائد الشعرية وقد ظهر هذا النوع من الكتابة قديماً واستمر للعصر الحالي مع ظهور التعديلات والتطوير عليه.
- الكتابة الوظيفية: وهي الكتابة التي تتصف بنسق عام موحد يتم اتباعه لتفسير وشرح الظواهر الطبيعية البحثية والعملية، ويتم استخدام اللغة الرسمية والحقائق العلمية في هذا النوع من الكتابة، كما أنه يجب أن تخلو من الأخطاء اللغوية أو الأخطاء المعلوماتية لإنها تخضع لإشراف والتحكيم على درجة عالية المستوى.
- الإسهاب: وهو من الأخطاء الشائعة ويظهر من خلال الزيادة في التوضيح من خلال ذكر التفاصيل الكثيرة التي لا فائدة منها، حيث أن على الكاتب أن يقوم بذكر الأحداث والتفاصيل بدون التطرق إلى معلومات لا فائدة منها.
- اللغة العامية: من أكثر الأخطاء التي قد يقع فيها الكاتب هي أن يقوم باستخدام اللغة العامية وذلك ظناً منه أنه يقوم بتبسيط كتابته ولكنها من الأخطاء الخطيرة التي يقع فيها.
- كثرة الأخطاء اللغوية، فدائماً ما تقلل الأخطاء الإملائية من القيمة الحقيقية للنص، فالأخطاء الإملائية تعبر عن قصور الكاتب وضعفه، وتسبب ركاكة النص وصعوبة فهمه.
- عدم الانسجام بين الجمل والفقرات: يجب على الكاتب أن يكون أكثر حرصاً لعدم الوقوع في هذ الخطأ لأنه يمثل انفصال عن النص بالنسبة للقارئ ولا يتمكن الكاتب من إيصال أفكاره ومراده بوضوح وبشكل صحيح.
هذه بعض الأخطاء التي يجب عليك أن تتجنبها وتتحرى الابتعاد عنها عند كتابتك لأي نص وعليك تدقيقها في حال اكتشفتها، والتي بابتعادك عنها وتدقيقك لها سوف تتمكن من الحصول على نص صحيح خالي من العيوب اللغوية والإبداعية.
يمكن تعريف الكتابة الأكاديمية على أنها الأسلوب العلمي الذي يتبعه الباحثون والأكاديميون في كتابة البحث العلمي أو الأوراق العلمية أو الكتابات الأكاديمية، وتتصف الكتابة الأكاديمية بالطابع الرسمي حيث يتم تجنب استخدام الضمير المتكلم في صياغة الكتابة الأكاديمية ويتم استخدام ضمير الغائب، وتستخدم الكتابة الأكاديمية لمناقشة المشاكل والموضوعات العلمية من قبل الباحثين في البحث العلمي بمختلف مجالاته، ويتم اختيار صياغة المصطلحات والكلمات بدقة عالية في الكتابة الأكاديمية لأنها تشكل مصدراً مهماً من مصادر المعلومات بالنسبة للطلاب والباحثين العاملين في مجال البحث العلمي.
يقوم الباحثون في الكتابة الأكاديمية بشرح وتوضيح موضوع ما من خلال دراسته بشكل تفصيلي وبيان كل جوانبه ومميزاته وتأثيره على المجتمع، ليتم من خلال الكتابة الأكاديمية توضيح الرأي العلمي المتعلق بقضية البحث العلمي أو الورقة العلمية، ويقوم بالكتابة الأكاديمية العلماء والباحثون والخبراء في المجالات المختلفة بهدف توضيح الجوانب المختلفة للقضايا العلمية.
تقدم طريقة الكتابة الأكاديمية التي يستخدمها الباحثون في كتابة وصياغة البحث العلمي الكثير من المميزات للبحث العلمي، ويحرص كل باحث على استخدام الكتابة الأكاديمية بشكل صحيح ومن المميزات التي تقدمها الكتابة الأكاديمية للبحث العلمي:
- ترابط أجزاء الكتابة الأكاديمية: فالباحث من خلال كتابته للبحث العلمي يستخدم الكتابة الأكاديمية وذلك لتحقيق الترابط بين كل أجزاء الكتابة، فالكتابة الأكاديمية تتمثل في الأسلوب الرسمي في الكتابة الذي من شأنه أن يقدم عرضاً كاملاً وموحداً للأفكار والمعلومات.
- تعتبر الكتابة الأكاديمية الأسلوب الأمثل لكتابة البحث العلمي: فعندما يستخدم الباحث الكتابة الأكاديمية في البحث العلمي فهذا يساعده على الاستفادة من كل الآراء المختلفة للباحثين ونقدها بصورة تثري بحثه العلمي.
- الوضوح: تتميز الكتابة الأكاديمية في البحث العلمي بالوضوح والبساطة، فمن خلال الكتابة الأكاديمية يتمكن الباحثون من الوصول إلى تنظيم مميز للبحث العلمي، بحيث تحقق لقارئ البحث الاستفادة بأكبر قدر ممكن.
- الدقة: حيث تتميز الكتابة الأكاديمية بإتاحة أكبر قدر ممكن للباحث لوصف الأفكار العلمية بكل بوضوح.
تعتبر عملية التدقيق الأكاديمي عملية دقيقة ومهمة جداً ولذلك فإن على الباحثين أن يقوموا بالاهتمام بشكل كبير بالتدقيق الأكاديمي، ويهدف الباحث من خلال التدقيق الأكاديمي إلى الحصول على كتابة صحيحة خالية من الأخطاء العلمية واللغوية، وتشمل عملية التدقيق كافة أجزاء الكتابة الأكاديمية حيث تبدأ عملية التدقيق من المقدمة لما تشكله المقدمة من أهمية كبيرة في اقناع القارئ بأهمية البحث ومن الجوانب المهمة في عملية تدقيق المقدمة أن حجم مقدمة البحث يجب أن يكون مناسباً لحجم البحث، بالإضافة إلى أن المقدمة يجب أن تحتوي على توضيح كامل لما يحتوي عليه البحث من موضوعات وتحتوي أيضاً على الهدف الرئيسي لكتابة الباحث للبحث، ثم ينتقل الباحث إلى موضوع البحث حيث يجب أن يتأكد من أنه تم تقسيم البحث بطريقة صحيحة وسليمة لأبواب وفصول حسب الحاجة مع التأكد من اختيار العنوان المناسب الذي يعبر عن كل باب أو فصل، فالبحث الذي لا يتم تصميمه وتقسيمه بشكل جيد يعتبر بحثاً سيئً ومن هنا فإن على الباحث أن يهتم بتدقيق التقسيم الجيد للبحث، والخطوة التالية في عملية تدقيق البحث هي أن يقوم الباحث بتدقيق المعلومات العلمية الواردة في البحث العلمي ويتأكد من صحتها وصحة الإثباتات التي جاء بها الباحث ومن ثم التأكد من أن الباحث قد استخدم الأدوات المناسبة في جمع وتحليل المعلومات التي استخدمها في البحث، بالإضافة إلى أن عملية التدقيق يجب أن تشمل التدقيق اللغوي، إذ يشترط أن يخلو البحث من أي أخطاء لغوية سواء كانت هذه الأخطاء إملائية أو نحوية، لما للأخطاء اللغوية من آثار سيئة على الكتابة الأكاديمية، حيث يجب ان يهتم الباحث بالكتابة وفقاً للقواعد الصحيحة للغة التي تم استخدامها من قبل الباحث، وفي النهاية يقوم الباحث بتدقيق خاتمة البحث والتأكد من أن الباحث قد قام بتلخيص البحث وكتابة التوصيات والملاحظات بشكل واضح وصحيح، بالإضافة إلى التأكد من التنسيق والعرض الجيد لنتائج البحث.
الأخطاء وادرة في كل أنواع الكتابة وذلك يرجع لأسباب عديدة منها أن يكون الكاتب قد استعان بمصادر خاطئة لأخط المعلومات منها أو أن يكون الكاتب غير متمرس ولا يمتلك المهارات اللغوية الكافية لتجنب الأخطاء اللغوية، ويجب على الكاتب أن يتحرى الدقة دائماً لتجنب الوقوع في الأخطاء بكل أنواعها، ومن أنواع الأخطاء الشائعة:
- الأخطاء المعلوماتية: وتحدث عندما يستخدم الكاتب مصادر كاذبة أو غير موثوقة لأخذ المعلومات اللازمة منها، ويتن التغلب على هذا النوع من الأخطاء بالاعتماد على المصادر العلمية الموثوقة للمعلومات، أو بالاستعانة بخبراء في مجال البحث.
- الأخطاء اللغوية: وهي أخطاء شائعة يتسبب فيها جهل الكاتب في القواعد اللغوية الصحيحة، ويجب على الكاتب غير المختص أن يستعين بمدقق لغوي لتصحيح الأخطاء اللغوية المختلفة في الكتابة.
لطلب المساعدة في إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي