شروط إعداد الإطار النظري وكتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي

 ما المقصود بمصطلح الإطار النظري؟ 

يمكن تعريف الإطار النظري على أنه: الصورة الأخيرة والختامية للمادة البحثية والعلمية والتي يتم من خلالها جمع محتوى المادة العلمية ومن ثم إعادة صياغتها صياغة نظرية متميزة وقوية تنعكس من خلالها آلية وماهية منهجية البحث التي تم اتباعها في إعداد الدراسة بما يضمن للقارئ الوصول إلى مستوى جيد من المعرفة الكاملة بمحتوى وبطبيعة الرسالة العلمية وكذلك بماهية موضوعها والتي تشكل بمجملها تكوين مترابط يسمى بالإطار النظري وفي دليل إعداد البحث العلمي لبعض الجامعات فإنه قد يشمل على الدراسات السابقة.

كما أنه لا يوجد عدد محدد ومعين من الصفحات اللازمة لكتابة وإعداد محتوى الإطار النظري والدراسات السابقة في داخل إطار وحيز البحث العلمي، فقد قامت بعض الجامعات بتحديد عدد معين ومحدد للإطار النظري من الصفحات يجب أن يلتزم بها الباحث العلمي والتي يقوم فيها بجمع محتوى المادة العلمية الخاصة بطبيعة الرسالة، كما أنه لا يوجد أي خلاف في الإطار النظري على كم وعدد الصفحات وخصوصاً إن جاءت زيادة وأكثر من الحجم المطلوب وكانت تشمل على جملة من المحاور الأساسية والرئيسية المتعلقة والمرتبطة بالإطار النظري وبالدراسات السابقة التي تخص موضوع البحث العلمي.

مثال على ذلك الأمر، إن كانت تسعى الدراسة من خلال الإطار النظري لمناقشة ماهية مشكلة التأخر التحصيلي والدراسي لطلبة المرحلة الدراسية الإعدادية، فيجب أن يأتي محتوى الإطار النظري الخاص والمرتبط بتلك الدراسة مشتمل على كافة المحاور والمتطلبات المرتبطة بطبيعة مشكلة البحث، على أن يتم في داخل الإطار النظري توضيح كل وجميع الزوايا المرتبطة والمتعلقة بمشكلة التأخر التحصيلي والدراسي لطلبة المرحلة الدراسية الإعدادية.

ويوجد عدد متنوع من النظريات المتميزة والمرتبطة بطبيعة وماهية المشكلة الخاصة بموضوع الدراسة، وإن لم يحتوي الإطار النظري على أي من تلك النظريات فمعنى هذا الأمر أن الباحث قد قام بارتكاب خطأ عند إعداده لمحتوى الإطار النظري وأنه قصر في صياغة وإعداد محتوى الإطار النظري لطبيعة بحثه العلمي.

 ما مدى الأهمية التي يحتلها كل من الإطار النظري والدراسات السابقة في داخل أجزاء وتكوين البحث؟ 

يعتبر كلاً من الإطار النظري وكذلك الدراسات السابقة من أهم أجزاء تكوين البحث العلمي المتمثل في إعداد رسائل الماجستير ورسائل الدكتوراة، كما يمكن أن يقف الباحث العلمي طويلًا أثناء العمل على كتابة وإعداد الإطار النظري الخاص بالرسالة وأنه يحتاج إلى اتباع منهجية وأسلوب علمي قوي متميز بالإضافة إلى الإلمام الكامل بمختلف وكافة جوانب موضوع الدراسة وحل طبيعة وماهية مشكلتها البحثية.

كما أنه من المهم بالنسبة للباحث العلمي وخصوصاً عند المباشرة بإعداد الإطار النظري للبحث العلمي ومباشرته بجمع الدراسات السابقة أن يقوم بالمتابعة مع المشرف أو كافة المشرفين على إعداد البحث الخاص به للحصول على مجموعة من التوجيهات الطازجة والتي يمكن أن تساعده في إعداد محتوى الإطار النظري وتجهيزه كجزء وعنصر رئيس من مختلف أجزاء ومكونات البحث العلمي.

 ما هي المكانة التي يتخذها الإطار النظري داخل محتوى البحث العلمي؟ 

يمكن أن يعتبر الإطار النظري على أنه عبارة عن الفصل الثاني من الفصول المتسلسلة والمكونة لمحتوى الرسالة العلمية، وهو عبارة عن عملية توثيق لمحتوى المادة البحثية العلمية المجموعة حول ماهية مشكلة البحث وكذلك حول طبيعة وماهية موضوع الدراسة العلمية، كما أنه يعتبر من أكثر الأماكن وكذلك المناهل التي يستخدمها العديد من الباحثين لمعرفة ماهية "شروط إعداد الإطار النظري" هو ما قد أنتجه الباحثون السابقون من مجموعة من الدراسات العلمية والممنهجة، بمعنى آخر أن الدراسات وكذلك العديد من الأعمال البحثية السابقة تشكل الشاهد والدليل المساعد والمرشد للباحث العلمي وذلك ليحصل على بنية –ولو كانت جزئية- خاصة ومرتبطة بمحتوى الإطار النظري.

كما يجب أن يضم الإطار النظري كافة وجميع المتغيرات المرتبطة وذات العلاقة بطبيعة وبمشكلة البحث، بحيث يكون جميع المتغيرات موجودة وكذلك متعارف عليها عند قراءة البنية التكوينية والنظرية لمحتوى الرسالة العلمية، وكذلك السعي للتقيد بالمنهجية العلمية المتبعة في إعداد محتوى البحث تعتبر هي الضابط الأول للباحث في عملية صياغة محتوى الإطار النظري المرتبط بالبحث الخاص به.

كما أنه يعتب هناك وجود واضح لعلاقة تبين الارتباط الوثيق بين الدراسات السابقة مع الدراسات البحثية المعدة حديثاً، كما أن وجه العلاقة بينهما هو أن الدراسات السابقة وخصوصاً المتخصصة منها– خاصة القديمة منها والتي مضى عليها الزمن- أن تتسم بالتكامل والشمولية، كما أنه وجب التذكير بوجود مجموعة من الدراسات السابقة التي تتفق مع طبيعة وماهية البحث الجديد المرتبطان في ذات ونفس المشكلة؛ لذلك يطلب المشرف من الكاتب أو الباحث العلمي أن يتناول مجموعة من الدراسات السابقة وذلك بالعمل على إجراء تلخيص لها وكذلك دراسة ومعرفة كافة نقاط الالتقاء والسعي لإجراء المفارقة فيما بينها وبين إعداد محتوى البحث الجديد.

 ما هي الشروط والمهارات التي تتطلبها عملية إعداد محتوى الإطار النظري؟ 

للإطار النظري مجموعة متنوعة من الشروط العامة الي تقوم بتوضيح صورته والتي تساعد الباحث العلمي على الانتهاء وختام مهمة كتابة محتوى الإطار النظري على النحو والآلية والهيئة المطلوبة ومن أهم هذه الشروط لإعداد الإطار النظري ما يلي:

• الالتزام الكامل بمحتوى وطبيعة المنهج العلمي المستخدم في إعداد الإطار النظري الخاص بالبحث أو الدراسة، كما أن الالتزام والتقيد الكامل بمختلف المناهج العلمية المتنوعة والمتعددة لإعداد البحث العلمي في هيئة الإطار النظري هي ما تجعل الباحث العلمي يتمكن من الوصول إلى مختلف الحقائق والإجابات حول مشكلة البحث العلمي وماهية قضيته.
• المحافظة على روح العلمية عند إعداد الإطار النظري وكذلك التركيز على الشكل العام المرتبط والمتعلق بالكتابة الأكاديمية.
• الشمولية والاحتواء الكامل في داخل الإطار النظري لجميع المعلومات النظرية والتي تدور حول ماهية مشكلة البحث العلمي وطبيعته وموضوعه.
• التعريف بكافة وماهية متغيرات البحث ومن ثم جمعها في الإطار النظري والعمل على عرضها بطريقة علمية متزنة ومضبوطة.

 فيديو: كيفية كتابة الدراسات السابقة في البحوث والرسائل العلمية 

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي