طريقة إعداد خطة بحث جيدة

بعد أن يتم الانتهاء من تحديد ماهية المشكلة البحثية وإجراء القراءة الاستطلاعية ووضع وبيان وتحديد ماهية الفروض البحثية التي تأتي تبعاً لمرحلة بناء وعمل خطة بحث وهي عبارة عن عملية رسم لمجموعة الخطوط التي سيسير عليها الموضوع البحثي، وكذلك الصورة والهيئة التي سيكون عليها محتوى خطة البحث، وكما أنه يمكن اعتبار الخطة هي عبارة عن مجموعة المحاور البحثية، وكذلك مجموعة التشعبات والفروع الرئيسة وكذلك الفروع التفصيلية التي ستكون عليها محتوى الدراسة البحثية لاحقاً)، وقد تكون هذه المحاور البحثية والفروع موجزة أو قد تكون مفصلة وموضحة، والثانية (الفروع البحثية المفصلة) تعتبر بأنها أهم وأعم وكذلك هي أدل وأشمل، وذلك لأنها تقتضي إلماماً واحتواءً واسعاً بماهية طبيعة الموضوع البحثي وماهية مصادره وكذلك بطبيعة مشكلاته وبمحتوى قضاياه الأساسية والرئيسية، وهي تعتبر بأنها أقرب إلى محتوى البحث نفسه على حد قول الدكتور والمختص (علي جواد الطاهر).

 وصف موجز لعمل خطة بحث 

كما أنه يمكن اعتبار عمل خطة بحث عبارة عن إعداد مشروع (Project) وذلك لأنها تقوم بمعالجة مختلف المحتويات البحثية وكذلك المفاصل البحثية الأساسية والرئيسية والفرعية لمختلف ومحتوى ومكونات البحث وتشمل هذه الخطة على التبويب، أي أنها تعمل على تقسيم الموضوع البحثي وكذلك تجزئته لكي يتمكن الباحث من توزيع محتوى المادة البحثية المجهزة والمعدة وكذلك العمل على توزيع كافة الأفكار المنبعثة والمنبثقة عنها، بحيث يمكن أن يستوعب وأن يستوفي الموضوع، وإن يرتبط هذا الأمر بما قبله وبما يليه وبما بعده ارتباطاً وثيقاً ومتماسكاً.

ويجب أن يتم بيان ورسم الخطة على أساس مجموعة من الأبواب البحثية المكونة لها وهي عبارة عن: الباب الأول، والباب الثاني، ثم يتبعه الباب الثالث، ثم يتم تقسيم كل باب إلى مجموعة من الفصول الخاصة به، كأن يتم تقسيمه إلى فصل 1، ثم فصل 2، ومن المتعارف عليه أن الأبواب تكون في الغالب لإعداد وعمل خطة بحث لأطروحات الدكتوراه، وكذلك لإعداد وعمل خطة بحث للدراسات الشاملة والدراسات الخاصة، كما أن هناك محتوى من البحوث ما يقتصر على إعداد مختلف الفصول، والتي بدورها تقسم إلى مجموعة من المباحث، كأن يتم ذكر المبحث الأول، ثم المبحث الثاني، ثم المبحث الثالث ... إلخ، وذلك الأمر بحسب طبيعة ومحتوى وماهية البحث.

ومن ضمن البحوث ما يقتصر على مجموعة الأقسام أو عدد من الفقرات وخاصة هذا الأمر في مختلف البحوث القصيرة جداً، فإذا كان محتوى المبحث أو محتوى القسم أو محتوى الفصل أو تكوين الباب يحتوي على مجموعة من الأفكار وكذلك يحتوي على عدد من المعلومات المحددة، فذلك الأمر يعني أن الوحدة المادية أي التي تتمثل في عدد وكمية يجب أن تكون معادلة ومقاربة لمحتوى الفصل أو محتوى الباب أو أن تكون تابعة للمبحث التالي أن تشكيل والحفاظ على مبدأ الاتساق.

وهكذا يتم إعداد وعمل خطة بحث، أي أنه يوجد هناك تماثلاً وكذلك تقارباً وتجاوراُ في مختلف وعدد الصفحات ما بين مجموعة من الوحدات المقسمة في إعداد محتوى البحث، ويتوجب على الباحث أن يتجنب ويبتعد عن اللجوء إلى الخطط التقليدية الجاهزة، وذلك لأن كل موضوع ومحتوى يمكن أن يشكّل محتوى خطته بناءً على أهدافه، ووفقاً لمشكلاته، وتبعاً لأهميته، وبالأخذ بعين الاعتبار ما هي مادته النظرية ومادته الميدانية ومحتواها.

 ما هي الإجراءات التي يمكن أن تتم على عملية إعداد خطة البحث؟ 

من الممكن أن يتم إجراء تعديلات في محتوى خطة وهيكل وتكوين البحث، وذلك الأمر تبعاً لمجموعة من المستجدات وكذلك المعلومات المتوفرة، أو تبعاً لماهية الطرق ومختلف الأدوات، التي تك استحداثها ضمن مجموعة أدوات وتكوينات البحث وكذلك بين أهدافه سواء كان الأمر حذفاً أو زيادةً، فالباحث يمكنه حينما يتعامل مع ماهية مشكلته بعد حين، تتغير لديه الكثير من مختلف التصورات التي قد وضعها الباحث قبل شروعه في إجراء وإتمام العمل النظري والعمل الميداني، وفي مختلف وجميع الأحوال، كما تعمل الخطة أو الهيكلية البحثية على وضع نظر وفكر الباحث في ضمن مجموعة من المسارات المحددة والمعروفة، والتي تتيح له التعامل العلمي بالشكل الذي يتوافق ويتلاءم مع طبيعة المحتوى البحثي، ولا يمكن أن يجعل جهوده تتشتت وتتلاشى، وإن يحتوي الأمر على عناصر ظاهرته، وذلك اختزالاً بطبيعة وماهية الجهد وكذلك الزمن والوقت.

 ما الأمور التي يتوجب على الباحث أن يتخذها بعين الاعتبار وأن يحسب لها مقدار قبل إعداده لخطة البحث؟ 

قبل أن يسعى الباحث لأن يسير في إعداد وتقويم مشروعه البحثي والعلمي عليه أن يسعى ليضع في الحسبان وفي فكره محتوى الأسئلة الآتية:

• ماذا سيتناول وإلى ماذا سيتطرق في إعداد محتوى الإطار النظري من مختلف المباحث؟ وتحت أي بنود أو عناوين بحثية؟
• كيف يمكن أن يجيب الباحث على ماهية أسئلة الدراسة أو كذلك فرضياتها بصورة وهيئة ميدانية؟ وبأي أداة وأسلوب ومنهج؟
• ما هي طبيعة التسلسل المتتابع والمنطقي لبناء محتوى الخطة (ومن ثم وضع الفصول والمباحث بصورة متزنة)؟
• ماذا يمكن أن يعالج الباحث من مجموعة العناصر الرئيسية والأساسية لكل مبحث ؟.

هذه التساؤلات في مجملها تغدو لأن تكون المحتوى الموضوعي لعمل خطة بحث (أي أنها ستشكل الأنموذج) أو تحتوي طبيعة الخريطة الأولية المفترضة لما يمكن أن يكون عليه محتوى البحث.ومن الضروري وكذلك الجدير بالذكر إلى أنه يجب أن تتم الإشارة إلى أن كل بحث يحمل بين محتوياته وطياته خطة وطريقة محتوى خاصة به، وتلعب طبيعة وماهية تصورات. الباحث وكذلك خبرته الميدانية دوراً مهماً وأساسياً في بناء محتوى وهيكلية منتظمة تعبر عن طبيعة وماهية حدود المشكلة، وكذلك فهي تسّهل مهمته، كما أن هذا البناء أو الهيكل الذي يتم تصميمه من قبل الباحث، سيسير عليه الباحث مستقبلاً كما أنه يسير قدر الإمكان بما يتوافق مع تلبية متطلباته واحتياجاته، وذلك اعتباراً من بداية المقدمة وحتى الانتهاء بالملاحق، وهذا الأمر يعتبر بأنه قابل للتغيير في حالة إذا اقتضت الضرورة البحثية وكذلك الضرورة  العلمية لذلك الأمر.

 هل هناك تعريف مهم وواضح لعناصر خطة البحث أم أن وجود البعض منها يكفي في داخل محتوى إعداد خطة البحث؟ 

تتعدد العناصر التي تتكون منها خطة البحث، وبسب اتفاق الخبراء والمختصين في مجال إعداد البحوث وفي اختصاص الكتابة الأكاديمية تعتبر عناصر خطة البحث أركان أساسية فيها لا يمكن الاستغناء عنها لذلك يتوجب على الباحث أن يحقق توافر كافة عناصر خطة البحث في خطته البحثية ليحقق إعداد محتواها بسلاسة وبإتقان، لذا يعتبر إعداد الباحث لمحتوى خطة البحث يجب أن يكون شامل على كافة العناصر الرئيسية التي تم الاتفاق عليها من قبل الخبراء على أنها أركان أساسية لمحتوى خطة البحث.

 كيفية كتابة الدراسات السابقة في خطة البحث؟ 

تعتبر الدراسات السابقة من  العناصر الأساسية والأركان المكونة لخطة البحث والتي تساعد على تطوير ورفع قيمة المحتوى البحثي لخطة البحث، لذا فإن احتواء خطة البحث على نماذج من الدراسات السابقة تساعد الباحث في بناء المحتوى البحثي لخطة البحث وتساعده على التعرف على التطورات التي توصل إليها الباحثون الآخرون في ذات مجال واهتمام الباحث الذي يكتب عنه في داخل محتوى خطة البحث الخاصة به.

 فيديو: عمل فهرس المحتويات للبحوث ودراسات الماجستير والدكتوراه 

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي