اطلب الخدمة
أهمية الإطار النظري
لا شك أن للإطار النظري أهمية جمة تعود على الباحث ذاته والقارئ وبالتالي على المجتمع كافة، حيث يمكن أن يقوم الباحث من خلال الإطار النظري أن يولد حس المثابرة لدى القارئ. حيث يشعر القارئ بمدى الجهد المبذول على الإطار النظري خلال قراءته لعمل شامل المكونات وكامل التنسيق وواسع المعرفة. لا بد أن الباحث يقوم بنشر العديد من المبادئ حول أهمية العمل والتحري والكتابة حول ظاهرة ما. من هنا، يقوم الباحث من خلال الإطار النظري الذي كان قد نظمه بتحفيز وتشجيع القارئ حول القراءة والبحث أكثر حول ظاهرة الدراسة والعمل من أجل تطبيق حلولها وتنفيذ توصيات الباحث الذي تخللها في الإطار النظري. بالتالي، فإن القارئ يقوم بالبحث من أجل كتابة إطار نظري آخر حول نفس الظاهرة أو ظاهرة أخرى.
علاوة على ذلك، عندما يقوم الباحث بكتابة إطار نظري حول مشكلة أو ظاهرة معينة، فإن عملية القراءة لعدد من الإطارات النظرية السابقة تمنحه الثقة اللازمة في كتابة إطار نظري جديد خاليًا من الأخطاء التي كان قد وقع بها الباحثون السابقون. لعل أهم أهمية لدى الباحث القادم على كتابة إطار نظري ولا سيما لأول مرة، فإن كثرة الإطلاع على الإطارات النظرية السابقة تكشف له العديد من الظواهر وعواملها وأسبابها، مما يجعل الباحث أن يخوض عملية بحث جديدة حول ذات الظاهرة لكن بعوامل وأسباب تختلف عن إطارات الدراسات السابقة؛ مما يجعله بعيدًا عن الوقوع في مشكلة الانتحال وعن تكرار الأبحاث التي قام بها العديد من الباحثين.
يحتوي الإطار النظري على جزء الدراسات السابقة التي يقوم الباحث من خلالها بعقد وتوضيح المقارنات بين البحث العلمي الخاص به والأبحاث الأخرى، وبالتالي يقوم الباحث بتحديد أوجه الشبه وأوجه الاختلاف بين بحثه الخاص والأبحاث الأخرى. بالإضافة، لأن الدراسات السابقة جزء من الإطار النظري، فإن التوصيات والاقتراحات التي توجد في الدراسات السابقة لها دور كبير في مساعدة الباحث على الأخذ بنقطة لم يتم البحث عنها مسبقًا، وبالتالي يبدأ دراسته بها.
ختامًا، إن الإطار النظري يشكل مصدر قوة للباحث، حيث يعتمد الباحث على اللغة والمعلومات التي كان قد اتخذها كوسيلة من أجل كتابة الإطار النظري حول ظاهرة معينة، حيث يستعرض الباحث مدى اهتمامه واستنتاجاته العلمية وخلاصات الدراسات السابقة وتوصياته بلغته التي سينسبها إليه فيما بعد، حيث تعتبر اللغة المستخدمة لغة علمية ناتجة عن تحري وبحث طويل ومؤشرًا كافيًا حول مدى اهتمام وانتماء الباحث لظاهرة البحث، إذ ينتج عن ذلك لفت انتباه القارئ وسهولة توصيل المعلومات لديه بلغة الإطار النظري العلمية مما يؤدي إلى زيادة قيمة ومكانة البحث العلمي ككل والباحث الذي قام بكتابة الإطار النظري. لذا، يمكن القول بأن الإطار النظري يمثل الواجهة العلمية الحقيقية للبحث العلمي.