اطلب الخدمة
أساسيات البحث العلمي
اساسيات البحث العلمي تأتي كقواعد لبناء كامل منظومة البحث العلمي. ولربما سأل أحدنا نفسه سؤالاً (لماذا وضع المختصون أساسيات البحث العلمي). والإجابة تكمن في أن الحاجة إلى الدراسات والبحوث والتعلم أصبحت من الضروريات في هذا الوقت. ويعود السبب في ذلك إلى التفجر المعرفي الذي أدّى بدوره إلى سباق للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المستمدة من العلوم التي تكفل الرفاهية للإنسان. والتفوق على غيره. إنّ عظمة الأمم تكمن في قدرات أبنائها العلمية والفكرية و كذلك السلوكية ويعتبر البحث العلمي ميدان خصب ودعامة أساسية لكل تقدم ورفاهية. حيث يعتمد تطور المجتمعات على مدى إعداد الباحثين فيها للأبحاث العلمية التي تتناول حلولًا لمشكلات معاصرة تتعرض إليها المجتمعات.
ولقد تم وضع مناهج وأساليب وأسس للبحث العلمي وقد أصبحت من الأمور المسلم بها، كما أقيمت له أكاديميات ومراكز تنتشر عبر كل المجتمعات والدول، بالإضافة إلى انتشار استخدامه في معالجة المشكلات التي تواجه المجتمع بصفة عامة، حيث لم يعد البحث العلمي قاصرا على ميدان العلوم الطبيعية وحدها، بل تعدى إلى العلوم الاجتماعية والإنسانية بوجه عام.
حيث يتناول هذا المقال تحديد ماهية الأسس الواجب على الباحث العلمي اتباعها من أجل كتابة بحث علمي بالطريقة العلمية المعتمدة. إلا أنه يتوجب على الباحث العلمي أن يدرك ماهية المعنى الصحيح لمفهوم البحث العلمي.
قبل أن نبدأ بسرد أساسيات البحث العلمي نرى أنه من المنطقي القيام بوضع تعريف اصطلاحي للبحث بشكل عام، إذ يمكن القول بأن البحث العلمي هو وسيلة للاستعلام والاستقصاء المنظم والدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة بالإضافة إلى تطوير أو تصحيح المعلومات الموجودة فعلاً، على أن يتبع في هذا الفحص والاستعلام الدقيق، خطوات المنهج العلمي، واختيار الطريقة والأدوات اللازمة للبحث وجمع البيانات والمعلومات الواردة في العرض بحجج وأدلة وبراهين ومصادر كافية.
وفي تعريف آخر للبحث يمكن القول بأنه أحد الطرق التي يقوم الباحث العلمي بواسطتها توصيل المعلومات الصحيحة التي كان قد حصل عليها بعد القيام بالإجراءات العلمية الصحيحة في جمعها إلى القارئ على نحو مرتب، ولا يتم ذلك الترتيب إلا بإتباع الباحث العلمي لأسس كتابة البحث العلمي التي هي ذاتها مكونات البحث العلمي.
وأيضا في تعريف ثالث للبحث يمكن تعريفه بأنه عبارة عن وثيقة العلمية يقوم بها الباحث العلمي، وقد يكون الباحث العلمي إما طالبًا أو أستاذًا في الكلية أو الجامعة، ولا يقوم الباحث العلمي بكتابتها إلا بعد اتباع منهج علمي صحيح من شأنه أن يدل الباحث العلمي على الكيفية التي لا بد على الباحث العلمي اتباعها من أجل جمع البيانات والمعلومات الضروري تضمينها في البحث العلمي.
أسياسيات البحث هي عبارة عن الأمور التي ينبني عليها مضمون البحث. وهي أيضا مجمل المكونات الرئيسية للدراسة. و كذلك يمكن القول بأن أساسيات البحث العلمي هي عبارة عن المحددات التي يُشتق منها كامل المعلومات التي يتضمنها البحث، واساسيات البحث العلمي هي:
- مشكلة البحث:وتمثل الظاهرة أو القضية الذي يتناولها الباحث العلمي في البحث العلمي خاصته، حيث يسعى الباحث العلمي إلى إيجاد الحلول المناسبة لها.
- فرضية البحث:وهي النقاط التي يسعى الباحث العلمي إلى اثباتها أو دحضها عند الوصول إلى نهاية كتابة البحث العلمي خاصته.
- المتغيرات: وهي المصطلحات التي يقوم الباحث العلمي بالتعريف بها من أجل منع حدوث اللبس في عملية فهمها لدى القارئ.
- هدف الدراسة: الجهات المستفيدة من الدراسة": وهي الغرض الذي كان قد شجع الباحث العلمي من أجل إعداد البحث العلمي خاصته. ولا سيما اختيار موضوع البحث العلمي الخاص به دون غيره من المواضيع.
- حدود الدراسة:وهما الزمان والمكان اللذان يشغلان عملية الكتابة البحثية. وهذه الحدود يتم كتابتها بذكر الحدود الزمانية أولاً ثم الحدود المكانية.
- التجربة والإجراءات:المنهجية التي يتبعها الباحث العلمي من أجل جمع المعلومات و كذلك البيانات اللازمة للبحث العلمي خاصته.
- أدوات الدراسة: الأدوات التي يستعين بها الباحث العلمي من أجل جمع البيانات و كذلك المعلومات من عينة البحث العلمي. وتكون مثل: الاستبيان، والمقابلة، وغيرها.
- تحليل البيانات: وهي تحليل الباحث العلمي لكل من البيانات التي حصل عليها من عينة البحث العلمي. و كذلك حيث يكون هذا التحليل معتمدًا على مدى إطلاع الباحث العلمي على الدراسات العلمية السابقة لمعرفة ماهية الخطوات الواجب على الباحث العلمي اتباعها لعملية تحليلية سليمة للبيانات.
- النتائج: وتمثل النقاط التي توصل إليها الباحث العلمي بعد تحليل البيانات، حيث تعمل النتائج على إثبات أو دحض الفرضيات المطروحة في بداية البحث العلمي.
- مراجع الدراسة: وتمثل المصادر التي كان قد استعان الباحث العلمي بها من أجل كتابة البحث العلمي على نحو موثوق.
مجال أساسيات البحث العلمي واسع، وفيه الكثير من الخبايا، ومن هذه الخبايا نقتبس لفته مهمة وهي أن أسس البحث العلمي تمثل تعبيرًا آخرًا لمكونات البحث العلمي، حيث أنها تمثل مشكلة الدراسة وفرضيتها ومتغيراتها و كذلك أهدافها وحدودها والتجارب التي يقوم الباحث العلمي بإجرائها وبالتالي أدوات الدراسة التي يعتمدها الباحث العلمي من أجل جمع المعلومات والبيانات بدقة، ومن ثم تحليل البيانات التي تمثل أحد أهم أسس البحث العلمي التي من شأنها أن تقود الباحث العلمي إلى النتائج الدقيقة، وبالتالي إرفاق الباحث العلمي لماهية التطبيقات التي كان قد استعان بها خلال مرحلة الكتابة وجمع المعلومات، وبالتالي مراجع البحث العلمي التي تمثل الأساس التي من شأنه أن يمد القارئ بالثقة حول كل ما يحتويه البحث العلمي.
و كذلك إن كتابة البحث العلمي الجيد مرتبطًا ارتباطًا كبيرًا في مراعاة الباحث العلمي للأسس أعلاه في إعداد البحث العلمي الخاص به. ومن هنا، يتوجب القول بأنه لا بد على الباحث العلمي تطبيق كل مكون من مكونات كتابة البحث العلمي؛ وذلك من أجل الكتابة الصحيحة للبحث العلمي.
يمكن كتابة عنوان هذه الفقرة بطريقة أخرى وهي (كيف يمكن أن يستفيد الباحث من أساسيات البحث العلمي؟). حيث أن الباحث لا غنى له عن أساسيات البحث العلمي. و كذلك لابد أن يقوم بعملية توظيفها كاملة في أي دراسة يريد تنفيذها. ومن أسباب التجاء الباحث لأساسيات البحث العلمي ما يلي:
- يقوم الباحث العلمي بتطبيق كل أساس من أسس كتابة البحث العلمي؛ علاوة على ذلك ضمان الحصول على درجة عالية في البحث العلمي خاصته.
- يقوم الباحث العلمي بتطبيق كل أساس من أسس كتابة البحث العلمي؛ بالإضافة إلى ذلك يساعد الباحث العلمي في عرض المعلومات في البحث العلمي على نحو متسلسل ومرتب يساعد القارئ في فهم موضوع البحث العلمي.
- ويقوم الباحث العلمي بإتباع كل أساس من أسس البحث العلمي؛ كذلك ترك الانطباع الحسن لدى المشرف الأكاديمي للخاص به.
لذا يمكن القول بأن هذا المقال يتمتع بتزويد القارئ بكل من ماهية البحث العلمي وأسس البحث العلمي و كذلك دوافع اتباع الباحث العلمي لاتباع أسس البحث العلمي في عملية الكتابة البحثية؛ وذلك من أجل مساعدة الباحث العلمي في كتابة البحث العلمي الخاص به ولا سيما بحثًا علميًا له الدور الكبير في نشر العلوم والمعرفة حول موضوع البحث العلمي خاصة ومجال الباحث العلمي عامةً. لذا، يجدر الذكر بأنه لا بد على الباحث العلمي أن يعي كيفية تطبيق أسس البحث العلمي على نحو سليم. و كذلك لضمان الباحث العلمي في كتابة البحث العلمي بصورة متميزة.
ليس المهم أن يتم استخدام أساسيات البحث العلمي. بل الأهم من ذلك هو كيفية استخدام وفقاً لمعايير وضوابط صحيحة تحكم عملها. إذ أن أساسيات البحث العلمي بدون الإلتزام بشروط كتابتها و كذلك توظيفها لا تؤتي أُكلها. ومجمل الشروط المتعلقة بأساسيات البحث العلمي تأتي مرتبطة بطبيعة كل أساس من هذه الأساسات. وفيما يلي من نقاط نعرض هذه الشروط مع إلزام كل نقطة بشرط واحد يتعلق بواحدة من اساسيات البحث العلمي:
- أولاً: لابد من تحديد المشكلة التي سينبني عليها مضمون البحث بشكل دقيق، بالإضافة إلى ذلك لابد من الالتزام باختيار المشكلة التي يمكن دراستها والتي تهم المجتمع وتكون هذه المشكلة متناولة لجوانب جديدة.
- ثانياً: عند كتابة الفرضيات فلابد أن تكون الفرضيات مشتقة بشكل أساسي من الجوانب التي تتعلق بالمشكلة. و كذلك لابد أن يتناول الباحث الفرضيات في مضمون بحثه بشكل أساسي. بحيث لا يقصل مضمون البحث الكلي عن 30% من الجوانب التي تتناول إثبات أو نفي الفرضيات.
- ثالثاً: المتغيرات لابد من تقسيمها إلى نوعيها الرئيسيين وهما المتغيرات التابعة والمتغيرات المستقلة، علاوة على ذلك هذا التحديد هو من سيضبط جانب مهم من عملية التحليل الإحصائي.
- رابعاً: الدراسات السابقة لابد أن تتناول المشكلة أو أحد جوانب بشكل مباشر. بحيث يكون الاقتباس منها والاكمال عليها وفق سياق منهجي وعلمي ومنطقي مترابط.
- خامساً: من الشروط التي يجب اتباعها في العينة وأدوات الدراسة، هي الاختيار المنطقي أولاً. ثم المفاضلة بين المحددات، على سبيل المثال يتم المفاضلة بين الاستبيان والملاحظة لاختيار الأكثر مناسبة منهما... وهكذا.
- سادساً: التحليل الإحصائي لابد أن يكون محدد المخرجات، أيضا أن التحليل الإحصائي له العديد من المخرجات. وليست كل المخرجات يكون مضمون الدراسة بحاجة لها. إذاً لابد من تحديد المخرجات المراد الحصول عليها قبل تطبيق عملية التحليل الإحصائي.
- سابعاً: لابد من الالتزام الكامل بالتسلسل المعلوماتي في كامل مضمون الدراسة، و كذلك تمثل أساسيات البحث العلمي خريطة تسلسلية للمعلومات. بمعنى آخر لابد من اتباع وكتابة اساسيات البحث العلمي مرتبة وفقاً لمكانها في الدراسة.
كلمة أساسيات الدراسة توحي بأن الاجابة على السؤال المطروح في عنوان هذه الفقرة هو (لا)، ولكن الحقيقة أن الاجابة هي (نعم)، حيث أنه ليس شرطاً أن تكون أساسيات الدراسة موجودة في كافة الدراسات، على سبيل المثال هناك الكثير من الدراسات التي تكون غير مشتملة على عملية تحليل البيانات، و كذلك العديد من الدراسات السردية التي لا يكون فيها أدوات دراسة ولا عينة مدروسة، ولكن هنا لابد من التنويه إلى نقطة مهمة وهي أن أساسيات البحوث تكون شاملة في كافة الدراسات وفقاً لحاجة كل دراسة، على سبيل المثال نمسك بالدراسة وننظر إذا كانت بحاجة إلى عملية التحليل الإحصائي أم لا.... وهكذا، وأغلب أساسيات البحوث تكون مشتركة في كافة الدراسات، ومن أهمها المتغيرات والمشكلة والفرضيات والأهداف والنتائج، و كذلك فإن مدى الالتزام بأساسيات البحوث يدخل في عملية التحكيم.
لطلب المساعدة في إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي