اطلب الخدمة
ماهي مشكلة البحث العلمي وشروطها
البحث العلمي وتحديد مشكلة البحث العلمي وشروطها أمر لعب دوراً هاماً في حياة الانسانية فهو الذي ساعدها في الانتقال من ظلمات الحياة واستبداد الطبيعة إلى النور والحياة العصرية المريحة التي تحقق انسانية الانسان، فالبحث العلمي هو عبارة عن محاولة لضبط الشروط الصحيحة والمناسبة للقيام بعمل بحث علمي دقيق. كذلك تحديد المقومات الاساسية لمشكلة ما لتقديم حلول مفيدة لتلك المشكلة في شكل سؤال يقوم بصياغته الباحث للوصول إلى الهدف من البحث العلمي.
هي جملة في صيغة سؤال تستفسر عن العلاقة القائمة بين متحولين أو أكثر وجواب هذا السؤال هو الغرض من عملية البحث العلمي، أي أن الخطوة الأولى في الدراسة العلمية هي تحديد مشكلة البحث العلمي التي ينشد الباحث دراستها والتعرف على أبعادها بصورة دقيقة وإظهار الصورة الكاملة التي تتجلى فيها المشكلة، ولابد أن تكون هناك مبررات علمية يسوقها الباحث لدراسة مشكلة بعينها حتى تكون دراستها إضافة علمية جديدة.
فإذاً مشكلة البحث هي كل ما من شأنه أن يثير تساؤلا وصياغة مشكلة البحث بتعريف المشكلة وتحديدها بضبط معالمها. كذلك وضعها في مجراها الفكري، بالتالي فإن المفاهيم والمصطلحات المستعلمة يجب أن تحدد بشكل كبير تحقيقا علميا على الحد الذي يستطيع فيه الباحث ترجمتها على أرض الواقع.
ضمن مفهوم مشكلة البحث العلمي وشروطها هناك مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوفر في مشكلة البحث الجيد، وهي كالتالي:
أن يكون الموضوع جديدا لم يتطرق إليه من قبل. كذلك وتكون المشكلة لها حلول. أيضا ويجب ان يكون الموضوع مرتبطا بحياة المجتمع أي أن يحدد نطاق مشكلة البحث. أيضا أن تكون اضافة لموضوع معين او اضافة جديدة لجانب معين. كذلك ان تكون بيانات الدراسة متاحة يستطيع الباحث الوصول إليها واختبارها. كذلك يجب ان يكون هناك ارتباط وثيق بين الموضوع المختار وميول الباحث العلمية. أيضا يجب ان تكون الإشكالية مصاغة بشكل يؤدي إلى القيام بالبحث التجريبي من خلال ضبط المتغيرات الأساسية والمتغيرات الداخلية. وأن تراعى جميع الاعتبارات العلمية عند صياغتها بحيث لا تكون مشكلة البحث عامة يصعب التحكم لها ولا ضيقة بحيث تفقد قيمتها. ويجب أن توضح مشكلة البحث العلاقة الوظيفية بين إشكالية البحث والتراث العلمي السابق. أيضا أن تكون قابلة للقياس والبحث، بالنظر إلى امكانية المنهجة والوسائل والأدوات.
إن مشكلة البحث هي التي تحدد ما يستوجبه البحث وتتجسد في السؤال الأولي ويعبر عنها أحيانا بالسؤال الرئيسي الذي يبلور الفكرة المحورية التي يدور حولها موضوع البحث ويجب أن تكون المشكلة محددة تحديدا واضحا وتحديد الغاية من طرح هذه المشكلة وفي غياب الهدف فإن ذلك يعني عدم وجود مشكلة بالبتة.
يعد اختيار مشكلة البحث العلمي وشروطها الخطوة الأولى في البحث، ومصطلح المشكلة يعني سؤال أو موضوع يراد فحصه. إن اختيار المشكلة في البحث العلمي ليس أمراً سهلاً. فاختيار المشكلة هي مشكلة بحد ذاتها، فهي تحتاج إلى رؤية وتخيل واستبصار، وهذه جميعها تلعب دوراً مهماً في كتابة البحث العلمي.
يناقش طلبة الدكتوراه مشاكلاً أكثر تعقيداً من تلك التي يناقشها طلاب البكالوريوس أو الماجستير إذ يفضل أن تكون متواضعة، واختيار المشكلة يتم إما باختيار المشرف لها أو يقوم الطالب باختيارها، يفضل بعض الطلبة أن يختار المشرف مشكلة البحث العلمي ولكن قد يفرض هذا الأسلوب على الطالب مشكلة لا يريد بحثها، وقد يكون الطالب غير متحمس للكتابة عنها من جهة ومن جهة أخرى يفضل أن يتعلم الطالب كيف يختار مشكلة البحث وكيف يناقشها.
ولهذا يفضل أن يختار الطالب المشكلة بنفسه وهذا لا يمنع أن يقدم له المشرف المساعدة، وهنا يأتي دور المشرف الجيد في التعرف على اهتمامات الطالب وتوجيهه إلى المسار الصحيح.
- الخبرات الأكاديمية: وذلك من خلال المحاضرات والمناقشات وطرح المشكلات الواجب دراستها.
- الخبرات اليومية: فنحن نكتسب خبرات جديدة يومياً فالحياة ديناميكية. لذا فهناك أسئلة كثيرة يمكن أن نكونها من خلال خبراتنا وتستحق الاستقصاء. فسقوط التفاحة على الأرض هو الذي جعل نيوتن يكتشف الجاذبية.
- المواقف الميدانية: كالزيارات الميدانية والتدريب فهذا يجعل الفرد يواجه مشكلات تستدعي حلولاً معينة.
- الاستشارات: وذلك من خلال البحث مع الأخصائيين والباحثين والإداريين ورجال الأعمال في بعض المشاكل التي تستحق أن تبحث ويوضع لها حلولاً.
- العصف الذهني: وذلك من خلال الأسئلة العميقة التي تثار من قبل مجموعة لديها نفس الاهتمام لتطوير أفكار جديدة حول مشاكل معينة.
- البحث: إذ إن البحث في مشكلة معينة يمكن أن يقترح البحث في مشكلات أخرى.
يعبر مصطلح تساؤلات الدراسة على الأسئلة التي يقوم الباحث بكتابتها وصياغتها بهدف الحصول على النتائج الدقيقة والتلميح والتمهيد للنتائج المحتملة، كما يتم صياغة تساؤلات الدراسة بشكل متجزأ يشمل ارتباط كل سؤال بفقرة أو فصل دراسي من محتويات البحث، ويتم كتابة تساؤلات البحث باستخدام عبارات استفهامية تعبر عن نتائج ومضمون كل محور من محاور البحث المختلفة، ومثال ذلك: لو كان البحث يتناول موضوع أهمية وسائل الاعلام، فيتم صياغة التساؤلات وفق ما تقسيمه من فصول دراسية مثل: ما هو دور وسائل الاعلام في تمكين المجتمع؟ ما هي أوجه القصور لوسائل الاعلام في وقتنا الحالي؟ كيف يمكن تنمية وتفعيل وسائل الاعلام؟ ولابد للتنويه أن التساؤلات يتم تضمينها في الأبحاث التي يستخدم في كتابتها الأسلوب الوصفي، حيث يتم من خلالها ابراز المشكلات التي يتناولها البحث ومحاولة إيجاد حلول لها.
من أكثر الارتباطات الموجودة في الدراسة هي الارتباط الموجود بين موضوع أو مشكلة الدراسة وعملية التحليل الإحصائي. وذلك لأن عملية التحليل الإحصائي تقوم على أساس إدخال معلومات ضمن خوارزميات حسابية محددة للوصول إلى مخرجات عدة، وهذه المخرجات تساعد في تفسير جوانب مهمة من جوانب موضوع الدراسة. كذلك تتم عملية تحديد المخرجات وفقاً لمتطلبات الوصول لنتائج موضوع الدراسة، وفيما يلي من نقاط نوجز تفصيل للعلاقة بين موضوع الدراسة والتحليل الإحصائي:
- المدخلات التي يتم إدخالها في التحليل الإحصائي تكون عبارة عن معلومات مجمعة من العينة البحثية. وهذه المعلومات تكون كلها حول جوانب الموضوع الذي يتناوله الباحث.
- عملية التحليل الإحصائي فيها العديد من القواعد الحسابية التي تمثل المخرجات لها. وكل دراسة يتم تحديد أنواع هذه القواعد المراد الحصول عليها وفقاً للموضوع الذي تتناوله.
- طريقة صياغة وتوظيف المخرجات. التي تم الحصول عليها من خلال عملية التحليل الإحصائي. تتم من خلال انتقاء الأماكن المناسبة لها في مضمون الإطار النظري وفقاً لآلية تناول موضوع الدراسة.
نقطة البداية كثيراً ما نبحث عنها لكي ننطلق. وعندما يريد الباحث إعداد أي دراسة فإن نقطة البداية بالنسبة له هي تحديد المشكلة التي سيتناولها في دراسته. إذ أن تلك المشكلة تمثل المحور الأساسي الذي سترتكز عليه كافة المحاور الأخرى من خطة وإطار نظري ومراجع. وما إلى ذلك من عناصر أخرى، ولهذا لابد من اقتناص مشكلة بحثية فريدة ومميزة. لينعكس ذلك على كامل مضمون البحث. وفيما يلي نضع بعض المحددات التي تساعد في تحقيق هذه الاحترافية في الوصول إلة المشكلة البحثية المميزة:
- أولاً: تلفت حولك وأنظر وخالط المجتمع، واستشعر ثم استشعر ثم استشعر، فالشعور بالمشكلات هو الطريقة الأكثر قوة وفاعلية في تحقيق الريادية والاحترافية في الوصول إلى موضوع الدراسة.
- ثانياً: القراءة الموسعة حول المجال الذي تريد الكتابة فيه تعتبر من المحددات التي تجعل لدى الباحث ادراكات جديدة لم تكن موجودة عنه مسبقاً. على سبيل المثال إذا أراد باحث الكتابة في مجال الطب فلابد أن يقرأ أكثر عن المجال الطبي والأمراض والعلاج وغيره ليصل للموضوع الأكثر تميزاً وموافقة مع قدراته.
- ثالثاً: التخصص مطلوب وبشدة للوصول إلى الموضوع المناسب. على سبيل المثال في المجال الطبي لابد أن يحدد الباحث التخصص الذي يريد الكتابة عنه مثل مجال الباطنة أو الجراحة أو العيون وما إلى ذلك من محددات.
المشكلة البحثية تكتب في كافة عناصر البحث بلا استثناء، وذلك لأن هذه المشكلة هي المحور الأساسي الذي تدور حولها كافة المعلومات، وهناك خصائص وهيكليات لطريقة كتابة المشكلة في كل عنصر من عناصر البحث، وهذا ما سنوضحه في السياق التالي:
أولاً: بروبوزال الدراسة: ويسمى مقترح الدراسة، وتتم كتابته قبل البدء بتنفيذ الدراسة. ويتم تقديمه للمشرف لأخذ الموافقة على بداية تنفيذ الدراسة، ويتم فيه كتابة المشكلة بالتعريف بها بشكل تفصيلي من حيث ماهيتها وكيف سيتم تناولها وما مدى أهميتها.
ثانياً: خطة الدراسة: لا تختلف طريقة كتابة المشكلة في خطة الدراسة كثيراً عن طريقة كتابتها في البروبوزال. إلا أن كتابتها في الخطة يكون بشكل أكثر اختصاراً، وذلك لأن باقي عناصر الخطة ستوضح آلية تناول المشكلة وأهميتها وأهدافها وما إلى ذلك من محددات.
ثالثاً: الإطار النظري: وهو الميدان الذي يتم فيه تناول المشكلة بشكل معمق. ويتم اجراء التحليل والنقاش والطرح المعلوماتي المفصل للوصول إلى نتائج المشكلة ضمن تسلسل معلوماتي مرتب ومنطقي.
كل شيء يأتي بعد تحديد ماهي مشكلة البحث. فالواجب على الباحث أن يقوم أولاً بمعرفة عن ماذا سيكتب ومن ثم يبدأ بالكتابة. وتحديد مصادر جمع المعلومات حول الموضوع الذي سيكتب عنه، ومن تتضح ما علاقة المراجع بالمشكلة البحثية. إذ لابد أن يحدد الباحث المشكلة أولاً. ثم ينظر في ما إذا كانت هناك مراجع متوافرة لاقتباسات المعلومات حول الموضوع الذي سيتناوله في دراسته. وفيما يلي من نقاط نوضح هذه العلاقة أكثر:
- النظر إلى الموضوع أولاً ثم معرفة المراجع وتحديدها، هذا هو التسلسل المنطقي الموافق للعقل والذي لابد من اتباعه. إذ لا يعقل أن يتم تحديد المراجع بشكل لا يتناسب مع الموضوع المحوري الذي تتناوله الدراسة.
- معرفة الموضوع وأبعاده يحدد طبيعة المراجع التي سيتم منها الاقتباس. على سبيل المثال إذا كان الموضوع مرتبط بمجالات متعددة كالتعليم والتربية معاً فلابد من النظر في مراجع من التعليم ومراجع أخرى من التربية... وهكذا.
- لابد من معرفة ما إذا كان من الممكن الوصول بسهولة إلى المراجع الخاصة بالموضوع الذي تتناوله الدراسة أم لا.
خاتمة المقال:
وجدنا في هذا المقال الذي تحدث عن ما هي مشكلة البحث العلمي وشروطها أن مشكلة البحث هي عبارة عن الفكرة أو الموضوع الأساسي الذي يتناوله الباحث في بحثه. كذلك ركزنا على أن الموضوع يرتبط بكل عناصر الدراسة من البداية إلى النهاية. ومنها عناصر قبل البدء التنفيذي للدراسة مثل البروبوزال. كذلك وجدنا أن الموضوع يتم ايضاحه من ناحية كيفية تناوله وذلك في خطة الدراسة. كما يتم تفصيل الموضوع وترسيخ العمليات البحثية المختلفة حوله وتفعيل الطرح المعلوماتي عن هذا الموضوع في مضمون الإطار النظري. كذلك توقفنا على محددات ومعايير لاختيار المشكلة بشكل احترافي، وتوقفنا على أهم الشروط التي يجب توافرها في موضوع الدراسة.
لطلب المساعدة في إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي