اطلب الخدمة
مشكلات البحث العلمي
مقدمة حول مشكلات البحث العلمي
لايزال البحث العلمي في العالم العربي دون المستوى الذي تتمناه الشعوب العربية، فلم تتمكن هذه الشعوب، لا بمجموعها ولا بأي جزء من أجزائها، من الانتقال من حال العالم الثالث الى واقع العالم الصناعي بالرغم من الامكانيات الهائلة التي حباها الله بها. وتأتي هذه الدراسة لعرض صورة لحقيقة مشكلات البحث العلمي في العالم العربي، ومقارنته بواقع البحث العلمي في بعض الدول المتقدمة علمياً وتكنولوجياً، من خلال الدراسات السابقة في هذا المجال، وقام الباحثان بتشخيص هذه المشكلات وفق رؤية إسلامية، وأظهرت الدراسة أن تبني مفهوم "علمانية العلوم" من قبل العلماء والباحثين ساعد على تفاقم مشكلات البحث العلمي في العالم العربي، ثم يرسم الباحثان رؤية مستقبلية للنهوض بمستوى البحث العلمي في العالم العربي، علها تساعد المؤسسات البحثية والباحثين في وضع استراتيجيات سليمة لمستقبل البحث العلمي.
مشكلة البحث العلمي: مشكلة البحث العلمي هي العامل الرئيسي الذي يحفز الباحث على الدراسة العلمية، والمشكلة هي التي تستفز الملكة والمقدرات التي توجد لدى الباحث؛ ومن ثم النهوض والاستعداد لحل المعضلات التي يواجهها الباحث، ودون وجود المشكلة لم يكن ليوجد البحث العلمي برمته.
لقيام الباحث بإعداد خطة بحث متكاملة ومتميز لابد من توفر الشروط التالية فيها وهم ما يلي:
- معرفة الباحث بطبيعة خطة البحث ومفهومها وأهميتها.
- ومعرفة الباحث بعناصر خطة البحث وشروط كل عنصر.
- معرفة الباحث بالترتيب الصحيح لعناصر خطة البحث.
- القيام بخطة البحث وفق الإجراءات السليمة والمعايير الرسمية لإعدادها.
- البحث واطلاع الباحث على نماذج من خطة البحث.
وتتمثل خطوات عمل خطة البحث العلمي فيما يلي:
- كتابة الباحث لعنوان بحث مميز ومختصر في خطة البحث، ويرتبط بشكل مباشر مع موضوع البحث.
- وكتابة الباحث لمقدمة في خطة البحث تمثل تلخيصاً للبحث بشكل عام.
- كتابة الباحث الدراسات السابقة ومدى أهميتها في إجراء البحث.
- تحديد الباحث لمشكلة البحث تحديداً دقيقاً وصياغة المشكلة البحثية كسؤال أو كجملة خبرية.
- كتابة الباحث لفرضيات في خطة البحث تمثل جوانب متعلقة بمشكلة البحث.
- ذكر الباحث لأهمية البحث وأسباب كتابته.
- ذكر الباحث العناوين الرئيسية للفصول الدراسية التي يحتويها البحث.
- اختيار منهج الدراسة من قبل الباحث الذي يتلاءم مع طبيعة الموضوع.
- توضيح الباحث الحدود الزمانية والمكانية التي جرى خلالها البحث.
- كتابة النتائج التي استطاع الباحث الحصول عليها من خلال البحث. وكتابة توصيات حول تطوير البحث والعمل على المشاركين في إيجاد حلول لمشكلة البحث.
- ذكر كافة المصادر والمراجع التي قام الباحث بالأخذ منها وكتابتها في البحث.
- عدم سير الإطار النظري وفق المعلومات والخطوط العريضة التي تم وضعها في خطة البحث العلمي.
- من مشكلات البحث العلمي الشائعة في الإطار النظري هو عدم تناسق وتوافق العناوين الرئيسية والفرعية، وترتيبها بالشكل الصحيح.
- توثيق المراجع بشكل خاطئ أو عدم توثيقها من الأساسي، يعتبر من مشكلات البحث العلمي التي تؤدي إلى إلغاء قبول كامل البحث.
- من مشكلات البحث العلمي المتعلقة بالإطار النظري هو الطرح المعلوماتي في الإطار النظري. فنجد الباحث يضع معلومات ركيكة لا تؤدي إلى نتائج قوية وصحيحة.
تحديد مشكلة البحث العلمي وفرضياته من المراحل الأساسية التي يجب أن يهتم بها المقبلون على إعداد خطة البحث العلمي، واختيار المشكلة المتعلقة بالبحث ليس بالأمر السهل، بل يلزمه تدقيق وتمحيص، ودراسة لجميع الأبعاد؛ ومن ثم وضع الفرضيات التي يصوغها الباحث، والتي تعبر عن الحلول المبدئية للمشكلة، وبعد ذلك يتم الخوض في باقي أجزاء البحث من خلال الاستعانة بالدراسات السابقة وجمع الأدلة والقرائن، والتي تدور حول إثبات إيجابية الفرضيات أو سلبيتها، في نظام دقيق وفقًا لمنهج البحث العلمي.
- يجب أن تكون مشكلة البحث العلمي قابلة لإمكانية جمع المعلومات عنها، فلا ينبغي التطرق إلى مشكلة غامضة، أو سبيل الوصول للمعلومات التي تلزم لدراستها صعب المنال.
- من المهم أن يختار الباحث المشكلة التي يتوافر المشرفون والخبراء المتخصصون فيها. من أجل مساعدة الباحث في مراحل أعداد خطة البحث العلمي.
- يجب أن ينطوي على تلك المشكلة أهمية بحثية أو مجتمعية؛ فمن غير المناسب أن يجتهد الباحث العلمي من أجل إعدد منهج البحث العلمي لمشكلة لا أهمية لها.
- يجب أن يكون الباحث على دراية بالمشكلة، أو درس أحد الجوانب المتعلقة بها على الأقل في مجال تخصصه، كي تكون مناسبة للقدرات والتوجهات العلمية التي يمتلكها الباحث.
- يعد العامل المادي أو عنصر التكلفة أحد العناصر التي يجب أن يضعها الباحث في الاعتبار عند اختيار مشكلة البحث، فلا يتطرق لموضوع دراسة يحتاج إلى ميزانية مالية كبيرة.
- يجب أن تنطوي مشكلة البحث العلمي على عامل الإثارة العلمية للباحثين الذي ينتمون إلى نفس المجال.
يوجد عديد من الوسائل التي يمكن من خلالها اختيار مشكلة البحث العلمي، ويتمثل ذلك فيما يلي:
من واقع الحياة: تجاربنا اليومية كثيرة ومتعددة ويتخللها كثير من المشكلات والصعوبات، ومن الممكن من خلال ذلك أن يسوق الباحث العلمي المشكلة البحثية، بشرط أن تكون ذات صلة بطبيعة تخصص الباحث، فعلى سبيل المثال في حالة كون الباحث متخصصًا في مجال الخدمة الاجتماعية، فمن الممكن أن تكون المشكلة التي تتراءى له بشكل يومي من سجلات الحياة، مشكلة أطفال الشوارع وهو معني بتلك المشكلة، ومن الممكن أن تشكل إطارًا لبحث علمي جيد.
الخبرات النظرية والعملية: وهي التي تتعلق بمجال دراسة الباحث، ومن المؤكد وقوع كثير من المشكلات في مجال تخصص الباحث، سواء أثناء الدراسة أو وقت إجراء التجارب العلمية.
الأبحاث السابقة: وهي مصدر واسع وبحر لا حدود له، ويمكن للباحث من خلاله أن يجد مشكلة البحث العلمي التي يبحث عنها. مع الأخذ في الاعتبار العنصر الابتكاري الذي يضيفه الباحث لمادة البحث. فلا يكتفي بسرد ما دوَّنه الآخرون. بل يكون ذلك مجرد قاعدة محورية نحو إطلاق العنان من أجل الوصول إلى الجديد الذي يخدم العلم والمجتمع المحيط. ويمكن الاستفادة من النتائج التي توصل إليها الآخرون بالنسبة لموضوع المشكلة. وتحديد الأبعاد والمجالات الخاصة بموضوع الدراسة.
القدرات الإبداعية: وهي طريقة من طرق اشتقاق مشكلة البحث العلمي، وتعتمد على قدرة الباحث على الربط ما بين ما هو واقعي وخيالي في نفس الوقت، ويتطلب ذلك التجربة والملاحظة على ظاهرة الدراسة.
في حالة قيام الباحث العلمي بتقديم رسالة البحث إلى إحدى الجهات المنوط بها المناقشة، يتم تقييم مشكلة البحث العلمي وفقًا للعديد من المعايير كما يلي:
- هل المشكلة جديدة أم سبق التطرق إليها في أبحاث سابقة؟
- ما الإضافة التي تقدمها المشكلة بالنسبة للأبحاث العلمية؟
- وهل كانت مشكلة البحث محددة بشكل مباشر
- وهل النتائج التي توصل إليها الباحث يمكن أن تعمم على مجتمع الدراسة؟
- وما الفائدة التي تتضمنها المشكلة البحثية؟
فرضيات البحث العلمي
فرضيات البحث العلمي تتمثل في التوقعات التي يسوقها الباحث العلمي بالنسبة لمشكلة الدراسة، وهي بمثابة إجابة بشكل مؤقت عن أسئلة الدراسة، ومن ثم يقوم الباحث بإثباتها بالأدلة والقرائن التي يفندها خلال خطوات البحث، ويظهر ذلك جليًا وبصورة معبرة في النتائج، وموقع الفروض بالنسبة لخطة البحث العلمي بعد تحديد المشكلة، وليس من الضروري أن تكون الفروض صحيحة، بل إنها تكون محل اختبار، والنتائج الختامية للبحث هي التي توضح مدى إيجابيتها من عدمه.
تتم صياغة فرضيات البحث العلمي في صورة علاقة ما بين المتغير المستقل والتابع، فعلى سبيل المثال:
"التوجه إلى المدرسة يتأثر بالدروس الخصوصية"، فهنا المتغير المستقل "الدروس الخصوصية"، والمتغير التابع هو "التوجه إلى المدرسة"، ومن هنا يبدأ الباحث في دراسة الفروض، وفي سبيل ذلك يقوم بجمع المعلومات من الطلاب بطريقة الاستبيان أو الاختبارات وفقًا لعينة محددة، وذلك من أجل تحديد نسبة الطلاب الذين يتوجهون إلى الدروس الخصوصية، ومدى تأثير ذلك على الانتظام بالمدرسة، وبعد أن يقوم بجمع البيانات يتم تعميمها على البيئة المدرسية بشكل عام، ولكن يشترط أن تكون العينة متضمنة لأكثر من صف دراسي وأكثر من مدرسة؛ لضمان عدم وجود قصور في نتائج البحث.
- في حالة وضع أكثر من فرضية علمية لمشكلة الدراسة يجب أن تكون مترابطة يبعضها البعض ولا يوجد تناقض.
- في حالة وجود مصطلحات علمية بالفرضيات يجب أن يوضح الباحث التعريف الإجرائي بتلك المصطلحات.
- الابتعاد بشكل تام عما يمس الحقائق أو العقائد الدينية في الفرضيات العلمية؛ فهي غير قابلة للاختبارات.
- أن تتم صياغتها في صورة موجزة ومعبرة عن منهج البحث العلمي بشكل دقيق ولا يقبل تأويل آخر.
الفرضيات الإحصائية: وهي تنقسم إلى نمطين أساسين:
- الفرضيات الصفرية: وهي التي يستخدمها الباحثون العلميون لإثبات عدم وجود العلاقة بين المتغيرات، ويتم تبيان ذلك عن طريق المقاييس الإحصائية، وتستخدم في البحوث العلمية التجريبية.
- الفرضيات البديلة: وهي توضح وجهة نظر الباحثين في وجود علاقة بين المتغيرات، وتستخدم في حالة التحقق من نفي العلاقة بالنسبة للفرض الصفري، ومن ثم استخدام الفرض البديل.
- الفرضيات البحثية: وهي تنقسم إلى نمطين أساسيين، وهما:
- الفرضيات الموجهة: وتمثل تلك النوعية من فرضيات البحث العلمي العلاقة بشكل مباشر بين المتغيرات الدراسية، وهنا يكون هناك متغير تابع، ويتغير بما يحدث في المتغير المستقل، بصورة تصاعدية أو تناقصية، فعلى سبيل المثال: "كلما حصل الفرد على الأموال، زادات متطلباته".
- الفرضيات غير الموجهة: وتستخدم في حالة وجود بعض الغموض في العلاقة بين المتغير المستقل والتابع، ولا يعرف الباحث مدى العلاقة على وجه التحديد، وعلى سبيل المثال: "العلاقة بين وجود الزواحف في الصحراء، وهطول الأمطار"، وقد يكون الهدف من تلك العلاقة هو النفي.
يجب أن ترتبط فرضيات البحث العلمي بمشكلة الدراسة، وأن تكون بسيطة ومعبرة. وأن تكون قابلة للقياس والتحليل، و كذلك من المهم عند صياغة الفروض أن يتم تحديد المتغيرات التي تشير إلى النتائج المتوقعة. و كذلك يشير خبراء الأبحاث إلى أنه من المفضل أن تتم صياغة أكثر من فرض للمشكلة.
فيديو: من أين يحصل الباحث على مشكلة في خطة بحثه
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي