اطلب الخدمة
تشير مصادر الدراسات السابقة إلى تلك الأماكن التي يمكن من خلالها جلب هذه الدراسات، بالتالي يمكن أن نحور هذا المصطلح إلى سؤال بسيط وهو (من أين يمكن أن نأتي بالدراسات السابقة؟)، ويتضح لنا من هذا أن هذه الدراسات تأتي من خلال البحث عنها في قوالب متخصصة، وقبل أن ننتقل لهذه الأماكن التي تُجمع منها المصادر، نريدك أن تتخيل نفسك في مكتبة معاصرة مليئة بأصناف القوالب المعرفية وتريد أن تبحث على كتاب يتحدث عن موضوع معين، فمن هنا تأتي معرفتك بكافة تلك الأماكن.
في المقدمة السابقة طلبنا منك أن تتخيل نفسك في مكتبة حديثة، وهنا نركز على أننا قلنا (حديثة) حيث أن هذه المضامين لها مجموعة من الصور التي تمثلها منها الصور التقليدية المطبوعة على الكتب، ومنها أيضاً الصور الإلكترونية الحديثة المتمثلة بشبكة الانترنت، ولكن يظل التساؤل هنا عن طبيعة هذه المصادر بشكل عام، وهنا يمكن أن نتجول ضمن لمحة سريعة عن ماهية هذه الأنواع ومن ثم نأتي في سياق الفقرات التاليات لنفصل ونشرح:
أولاً: الأماكن التقليدية: وهي المتعارف عليها منذ فترات زمنية بعيدة، وتتمثل بالرقع والأوراق المطبوعة، وهنا عندما نقول أوراق مطبوعة فيشمل هذا كل القوالب من كتب ورسائل وأوراق عليمة وأبحاث وغير ذلك الكثير.
ثانياً: الأماكن الحديثة: عندما تسمع كلمة الأماكن الحديثة لمصادر الدراسات السابقة فهنا فوراً اربط المصطلح بالإنترنت، حيث أن شبكة الانترنت تمثل الميدان الكبير الذي يشمل كافة هذه الأماكن.
وفيما يلي من فقرات سنقف بالتفصيل على الأماكن التقليدية والأماكن الحديثة التي يمكن من خلالها الوصول إلى الدراسات السابقة، وكما أننا سنتطرق لمسألة جدلية وهي ماذا عن المصادر المطبوعة المنشورة على شبكة الانترنت؟ هل تعتبر من المصادر التقليدية أو الحديثة؟
وضعنا العنوان مشيراً إلى توقع معرفتك بمعظم هذه الأماكن وذلك لأنه من البديهي أن يكون أن شخص قد تجاوز المرحلة الاعدادية على دراية بماهية هذه الأماكن، وكذلك فإن هذه الأماكن معظمها متداول بين الباحثين ومتعارف عليه من قبل كافة الطلاب، وهنا نحصر هذه الأماكن في القوالب التي يتم طباعتها على الورق ووضعها في المكتبات، وكذلك ستجد قوالب أخرى نلفت النظر إليها، وإليك الطرح التالي:
أولاً: الكتب: من منا لم يقلب في جنبات أحد الكتب لاستخراج معلومة ما؟، لابد وأن معظمنا خاض تجربة البحث عن الكتب للحصول على المعلومات منها، وهنا تعتبر الكتب من أهم مصادر الدراسات السابقة الرئيسية، إذ لا تكاد تجد بحث إلا وقد اختار كتاباً أو أكثر وأدرجه ضمن الدراسات السابقة.
ثانياً: الرسائل الجامعية: ويُقصد بها كافة الأبحاث الأكاديمية المقدمة للحصول على درجات علمية معينة. ولاسيما رسائل الماجستير ورسائل الدكتوراه إذ تعتبر هذه الرسائل من المضامين التي لا تقل أهمية عن الكتب. ومن اللافت فيها أن معلوماتها دقيقة نتيجة لوجود عملية التحكيم الأكاديمي لها.
ثالثاً: الأوراق العلمية: وهي عبارة عن مضامين علمية بسيطة لها هيكليتها، وهي إن صح التعبير تكون عبارة عن بحث صغير يشرح معلومات أو ينقد دراسات أخرى.
رابعاً: المطبوعات الدورية: الصحف والمجلات العلمية والمطويات وما إلى ذلك من أمور عديدة. يتم نشرها باستمرار وتحتوي على معلومات علمية. وبالمناسبة فإن المجلات العلمية المحكمة سنتناولها في فقرة منفصل من هذا المقال نظراً لأهميتها.
الشبكة العنكبوتية ما تحتويه من كم لا يمكن تصوره من المعلومات والمنشورات. تمثل ميداناً مفعماً للتعرف على الدراسات السابقة واستقطابها لدمجها في البحث. فمصادر الدراسات السابقة لها طرق عديدة للوصول إليها. ومن أسهلها هي الوسائل الحديثة. حيث يكلف الأمر فقط الجلوس أمام الشاشة وكتابة الموضوع الذي تبحث عنه على محرك قوقل. وستظهر الكثير من نتائج البحث التي يمكن أن تكون كدراسات سابقة. وفيما يلي من نقاط نعرض مجموعة من القوالب التي تكون موجودة على الانترنت ويمكن أخذها كدراسات سابقة:
- الكتب والرسائل العلمية المنشورة على الانترنت: من التطور الواسع الحاصل أن أصبحت الكتب والرسائل العلمية يتم رفعها بنسخة مطابقة للنسخة الورقية على الانترنت، وبالتالي يمكن الوصول إليها بكل سهولة، ولكن هناك العديد من الأمور التي لابد أن نتفطن لها بهذا الخصوص، ولكن ليس الآن بل ستجد ذلك في فقرة قادمة من هذا المقال.
- الأبحاث المنشورة على المدونات والمواقع: من المصادر المهمة للدراسات السابقة هي الأبحاث التي يتم نشرها على المدونات والمواقع الإلكترونية، إذ يمكن الوصول إلى هذه الأبحاث وتصفحها بكل سهولة من خلال الانترنت، ولا يوجد فرق من ناحية الجودة المعرفية بين الأبحاث الورقية والأبحاث المنشورة على الانترنت إلا بطبيعة البحث نفسه، على سبيل المثال في العادة تكون الأبحاث المحكمة ذات جودة أكثر من الأبحاث الغير محكمة.
- المقالات العلمية: نادر جداً أن تجد المقالات العلمية ضمن الدراسات السابقة، لأن الدراسات السابقة مقتصرة على الكتب والأبحاث والرسائل كوجه عام، ولكن في حالات نادرة يتم الاعتماد بشكل أساسي على المقالات، وهنا نجد أن هناك الكثير من المواقع والمدونات الإلكترونية المتخصصة فقط بنشر المقالات العلمية.
فيما سبق عرضنا بعضاً من مصادر الدراسات السابقة الرئيسية والتي تمثلت في الكتب والرسائل الجامعية والأبحاث والأوراق العلمية والمقالات، سواء كانت تلك المضامين منشورة على الورق أو موجودة على شبكة الانترنت، ولكن هناك العديد من المصادر الأخرى التي تعتبر مناسبة لاستقطاب الدراسات السابقة، ولكن تأتي ضمن الدرجة الثانية (الثانوية)، ولا يتم الاعتماد عليها بشكل كبير كالمصادر الرئيسية، وفيما يلي نعرض هذه المصادر الثانوية:
أولاً: وسائل الاعلام: من النادر جداً أن نجد ضمن الدراسات السابقة دراسة مكتوب عليها (مقابلة تلفزيونية على قناة كذا الفضائية بتاريخ كذا)، ولكن هنا حاصل ومثبت بأنه من الممكن الاعتماد على مادة إعلامية سواء كانت تقرير أو تحقيق أو مقال منشور على الصحف والمجلات، أو مقابلات ضمن برامج تلفزيونية أو إذاعية، وتعتبر هذه الوسيلة من الأمور التي تبرز نوع من المرونة والخروج عن الرتابة في المواد العلمية، لهذا يُنصح بالاعتماد عليها إذا كانت مادتها قوية.
ثانياً: المؤتمرات العلمية: وهي عبارة عن لقاءات تجمع أعداد من المتخصصين ومن المتدربين وغيرهم. ويتم خلالها تبادل المعلومات والمناقشات الإثرائية. وتعتبر من المصادر المميزة للدراسات السابقة. إذ أن هذه المناقشات والتحليلات والمعلومات التي يتم طرحها في المؤتمرات. تعتبر معلومات حصرية وقوية نتيجة التقاء المتخصصين وتبادلهم أطراف الحديث والمناقشة.
ثالثاً: الملخصات: لا يُنصح بالاعتماد على الملخصات كمصدر من مصادر الدراسات السابقة، ولكن لابد من إثبات أن الملخصات تعتبر من المصادر الثانوية.
الاجابة علة السؤال المطرح في عنوان هذه الفقرة يأتي على اعتبار أن ما تم نشره على شبكة الانترنت موجود ضمن نسخة ورقية، وليس على المضامين الإلكترونية التي لا وجود لنسخة ورقية لها، على سبيل المثال كتابة موجود ضمن نسخة ورقية وفي نفس الوقت تم رفعه على شبكة الانترنت، وكذلك فإن هذه المضامين تعتبر من المضامين الملزمة بالمطابقة في كافة معلوماتها الداخلية وكذلك معلومات التوثيق الخاصة، وفي النقاط نوجز مجموعة من الأمور الهامة بالنسبة لهذا الأمر:
- في توثيق المواد المأخوذة من على الانترنت يجب كتابة اسم الموقع الذي تم الاقتباس منه. وكذلك وضع الرابط، ولكن في حالة كان للمادة نسخة ورقية فإن التوثيق يتم باعتبار النسخة الورقية هي الأصلية. وذلك لأن الأصل في المواد العلمية الطباعة الورقية.
- يتضح من النقطة السابقة أن ما يتم نشره على الانترنت وله نسخة ورقية. يتم إرجاعه إلى النسخة الورقية حتى وإن تم أخذه من على الانترنت. وبالتالي يمكن القول بأن هذه المواد تعود للمصادر التقليدية باعتبار القالب كالكتاب والبحث وكذلك المقال.
- تكون شبكة الانترنت في هذه الحالة هي شبكة الوصل التي تقدم النسخ الورقية للباحث. وكذلك الباحث هنا ملزم بالتأكد من أن للكتابة المنشور على الانترنت نسخة ورقية مطابقة له.
التسلسل التاريخي لاعتماد المجلات العلمية المحكمة كمصدر من مصادر الدراسات السابقة يوضح مدى تنامي هذا الاعتماد، فقديماً قديماً لم تكن المجلات العلمية المحكمة عليها اقبال من قبل الباحثين ثم سرعان ما بدأ الاهتمام وبدأ الاقتباس من هذه المجلات، ومن ثم تزايد الاهتمام وتزايد كثيراً على مر السنين، حتى أصبحت المجلات العلمية المحكمة من أبرز وأهم مصادر الدراسات السابقة، بل إن هناك عملية كاملة أصبحت مخصصة فقط لمعرفة الاقتباسات من المجلات العلمية المحكمة وهي عملية حساب معامل التأثير.
ومن هنا يتضح أن المجلات العلمية المحكمة أصبحت مصدر أساسي للدراسات السابقة، وكذلك الناظر إلى تزايد المجلات العلمية المحكمة في العدد وفي الكم الصادر أيضاً، على سبيل المثال كافة المجلات العربية قبل عام 2000م بلغت ما يقاب 40 مجلة علمية محكمة فقط، والآن في عام 2021م يُقدر عدد هذه المجلات بأكثر من 200 مجلة في أنحاء الوطن العربي، وكذلك عدد صفحات المجلات ودوريات الصدور كثرت فنجد أن مقدار المجلة الواحدة من عدد الأوراق يُقدر ب500 ورقة في العدد الواحد، وأغلب المجلات هي شهرية الصدور، وكذلك نرى التنافس بين الجامعات في إصدار المجلات العامة والمجلات المتخصصة، وهذا نتج عنه أن كثير من جامعات الوطن العربي أصبح له مجلات علمية محكمة باسمها.
عند اختيارك الدراسات السابقة من مصادرها لابد أن تتبع مجموعة من الضوابط لضمان الاختيار الصحيح، فكل مصدر له شروط الاختيار منه، فليس المصدر يكون صالحاً لأخذ الدراسات منه ما لم يكن هذا المصدر وفقاً لمجموعة من الشروط التي توضح سلامته من عدم سلامته، وبالتالي قبل ذهابك لهذه المصادر لابد أن تعرف معايير وضوابط كل مصدر منها وتنظر تطابقه مع هذا الضوابط لتختار الدراسات بشكل صحيح، وفيما يلي نعرض هذه الضوابط:
- أولاً: ضوابط كافة المصادر لابد أن تلتزم بالتوثيق الصحيح للمعلومات لكل مادة، على سبيل المثال الكتاب لابد أن يكون فيه اسم الكاتب الحقيقي والعنوان الصحيح ومكان الصدور وسنة الصدور، وكذلك لابد من التأكد من خلو المصادر من الانتحالات.
- ثانياً: في الرسائل الجامعية لابد أن تكون هذه الرسائل صادرة عن جامعة معترف منها. حيث تكون الجامعة هي المسؤولة عن تحكيم الرسالة وما جاء فيها من معلومات.
- ثالثاً: في المواقع الالكترونية والمدونات يجب التأكد من أن المضامين المنشورة تمت نسبتها لكاتبها الأصلي. وكذلك لابد من نسخ الرابط لتدوينه عند الاقتباس.
- رابعاً: المجلات العلمية المحكمة يجب أن تكون قد نشرت المضامين وفقاً لعملية تحكيم مضبوطة مع ذكر اسم الكاتب الحقيقي. وهنا في التوثيق يتم التوثيق بذكر اسم المجلة التي تم الاقتباس منها.
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي