اطلب الخدمة
جدول الدراسات السابقة
ما أن يسمع كثير من الباحثين بمصطلح جدول الدراسات السابقة حتى تبدأ التساؤلات لديهم عن ما هو هذا الجدول، ولكن عندما يتم تعريف جدول الدراسات السابقة بأنه أشبه بعملية التلخيص للدراسات السابقة، يصبح هذا المصطلح مألوف نوعاً ما لدى الباحثين، فالواقع أن مصطلح جدول الدراسات السابقة غير متداول بكثرة في أوساط الباحثين، ومن المعروف أيضاً أن الدراسات السابقة تشمل عدد من الدراسات غالباً ما يكون من ثلاثة إلى سبعة دراسات، وهي تلك الدراسات التي اختارها الباحث ليعتمد عليها بشكل أساسي في تناول المعلومات منها بما يخص موضوع بحثه الحالي، وفي هذا المقال نقف بشكل مفصل على طبيعة هذا الجدول ومكوناته وكيفية إعداده.
لاحظ أننا في المقدمة ذكرنا أن هذا الجدول يرتبط بتلخيص الدراسات السابقة. إذاً يمكن أن نستنتج أن جدول الدراسات السابقة هو عبارة عن قالب جدول يتم خلاله تلخيص الدراسات كل دراسة على حدة وبشكل متتابع. وفقاً لعناوين رئيسية يتم التطرق لمضامينها عند تلخيص كل دراسة. وفيما يلي نقاط هامة حول هذا التعريف:
- لا يزال التعريف قاصراً جداً، إذ لا يمكنك فهم هذا الجدول دون التعرف على آلية عمله والمكونات الخاصة به، ولهذا لابد من إكمال قراءة باقي فقرات هذا المقال، ولكن مبدئياً هذا التعريف هو بداية الحث الذهني لفهم جدول الدراسات السابقة.
- عندما نقول جدول فهذا يعني أننا أمام قالب فيه محورين وهما الصفوف والأعمدة، و كذلك من المتعارف عليه أن الصف الأول و كذلك العمود الأول في كل جدول يكونان الأهم، إذ أنهما يشملان على المتفاعلات والمتغيرات، وهذا سيتضح أكثر عند تفصيل كيفية كتابة هذا الجدول.
- الجدول يأخذ كل دراسة على حدة، فكل تلاقي للصف مع العمود يكون خاص بدراسة واحدة فقط من بين الدراسات السابقة.
- يشمل الجدول على تلخيص كامل لجوانب كل دراسة، وتعتبر هذه الجوانب هي المكونات الرئيسية للتلخيص الخاص بكل دراسة.
مكونات جدول الدراسات السابقة هي عبارة عن الجوانب التي تحدد طبيعة المعلومات التي سيتم كتابتها في كل خانة من خانات الجدول. وفي بداية هذه الفقرة لابد أن نذكر أن المكونات تنقسم إلى قسمين. وهذين القسمين يشكلان المتغيرات الأساسية المتفاعلة والضابطة للمعلومات في كل خانة. وأول هذه الأقسام هي (الدراسات السابقة نفسها). إذ يتم كتابة عنوان كل دراسة من الدراسات في العمود الأول من الجدول. أما القسم الثاني فهو (المكونات الشارحة) وهي عبارة عن المعلومات التي تتطلب الاجابة عليها وفق ما تتضمنه كل دراسة. وهذه المكونات الشارحة نوجزها في سياق النقاط التالية:
- أولاً: اسم المؤلف: حيث أن اسم المؤلف يكتب مرتين مرة في السياق، على سبيل المثال كتابة: (في هذه الدراسة التي أعدها أحمد ابراهيم.....)، و كذلك يُكتب مرة أخرى في التوثيق في الحواشي السفلية للصفحة.
- ثانياً: المشكلة المدروسة: وهي عبارة عن الموضوع الذي تتناوله الدراسة السابقة، ويتم التطرق إليه بذكر أهم جوانبه.
- ثالثاً: أهداف الدراسة: وهي عبارة عن الأمور التي سعى كاتب الدراسة السابقة لتحقيقها، وتكون موضحة في خطة البحث.
- رابعاً: المنهج العلمي: وهناك العديد من المناهج العلمية، على سبيل المثال المنهج التحليلي والتاريخي والوصفي، ويتم كتابة المنهج الذي اتبعته الدراسة السابقة.
- خامساً: الترابط والاختلاف مع البحث الحالي: يتم كتابة جوانب الترابط والاختلاف بين الدراسات السابقة والبحث الحالي.
- سادساً: الفرضيات: وهي عبارة عن التخمينات التي سعت الدراسة لإثباتها أو نفيها، وتكون هذه الفرضيات مشتقة من موضوع الدراسة.
- سابعاً: النتائج: يتم إجمال أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة السابقة، مع التعليق البسيط على كل نتيجة.
- ستبدأ أولاً بإنشاء الجدول والذي عبارة عن صفوف وأعمدة، وتكتب في أول خانة على يمين الجدول (عنوان الدراسة)، ومن ثم تأتي على العمود الأول وتكتب كافة عناوين الدراسات السابقة التي تريد تلخيصها، كل دراسة تكتبها في خانة منفردة.
- الآن، ستنتقل إلى الصف الأول، والخانة الأولى من هذا الصف لابد وأنك تفطنت لما كتب فيها، إذ أننا ذكرنا أنه يكتب فيها (عنوان الدراسة)، وبعد هذه الخانة، تكتب بالترتيب المكونات التالية بالترتيب (مؤلف الدراسة، مشكلة الدراسة، أهداف الدراسة، المنهج العلمي، الترابط والاختلاف، الفرضيات، النتائج والتوصيات، الملاحظات)، فكل مكون من هذه المكونات ستكتب تحته معلومات خاصة.
- اسم المؤلف يكتب كما هو في بيانات التوثيق الخاص بالدراسة، وإذا كان أكثر من مؤلف فهنا يكون الاختصار ممنوع إذ لابد من كتابة كل اسم بشكل ثلاثي.
- كتابة مشكلة الدراسة يأتي بكتابتها في جملة واحدة لا تزيد عن 15 كلمة، وكتابة أهم الجوانب التي شملتها هذه المشكلة.
- الأهداف تؤخذ من خطة البحث الخاصة بالدراسة السابقة. وهنا في جدول التلخيص لا تكتب على شكل نقاط. بل تكتب على شكل فقرة مترابطة يتم فيها ذكر أهم الأهداف فقط.
- يتم توضيح المنهج العلمي مع بيان أثره في استخدامه في الدراسة السابقة، و كذلك إذا كان هناك أكثر من منهج _ وهذا هو الغالب_ فيتم كتابة كل منهج وتفصيله ومن ثم الانتقال إلى المنهج الذي يليه.
- بالنسبة للترابط والاختلاف فيقصد بها ربط الدراسة السابقة بالدراسة الحالية وتنفيذ مقارنة بينهما، وخلال هذه المقارنة يتم إيضاح جوانب الالتقاء والاختلاف بين كلا الدراستين.
- تكتب الفرضيات بشكل مفصل مع شرح كل فرضية على حدة، وهنا يتم انتقاء الفرضيات الأساسية دون الفرعية.
- التوصيات والنتائج يتم التطرق إليها بذكرها مع كتابة سبب الوصول لكل نتيجة وهل هذه النتيجة صحيحة أم خاطئة.
- يتبقى فقرة حرة وهي كتابة ملاحظات تمثل تعليق على كامل الدراسة السابقة، وإبداء الباحث رأيه فيها.
في داخل المكتبة إذا أمسكنا بمجموعة من الدراسات ولتكن على سبيل المثال 10 دراسات، وقلبنا في محتواها، فسنجد أن أغلبها لم يشمل على هذا الجدول، بل شمل على فقرات تلخص الدراسات السابقة، إذاً نثبت من هذا أن قالب جداول الدراسات السابقة ليس هو القالب الوحيد الذي يمكن من خلاله تلخيص هذه الدراسات، بل إن من النادر استخدام هذا القالب، وأنا القالب الغالب هو قالب الفقرة العادية، ونقصد بقالب الفقرة هي كتابة التلخيص الخاص بكل دراسة في فقرة واحدة، ومن ثم الانتقال إلى الدراسة التي تليها وكتابة تلخيص الدراسة التالية.... وهكذا.
وهنا سواء تم التلخيص بالجدول أو بالفقرة فإن الباحث ملزم باتباع كافة الخطوات الخاصة بالمكونات الرئيسية لتلخيص كل دراسة، وهي نفسها المكونات التي ذكرناها في الفقرات السابقة، و كذلك يلزم الباحث اتباع التنظيم والتسلسل المعلوماتي للمكونات، وأيضاً من الأمور الواجب ذكرها أنه سواء تم التلخيص بالجدول أو الفقرة فإنه لابد من توثيق معلومات كل دراسة في الحواشي السفلية للصفحة، وذلك بوضع الاشارة المرجعية نهاية عنوان كل دراسة ومن ثم كتابة معلومات التوثيق شاملة على اسم المؤلف وعنوان الدراسة ومكان وسنة الصدور.
باعتبار أن جدول الدراسات السابقة هو عبارة عن عملية تلخيص لهذه الدراسات. فيمكن القول بأن أهمية هذا الجدول هي ذاتها أهمية عملية تلخيص الدراسات السابقة. وعملية التلخيص بحدّ ذاتها لها فوائد مشتركة مهما اختلفت طبيعة المادة التي يتم تلخيصها. مع اضافة بعض الفوائد التي تعكس جوانب الخصوصية بالنسبة للمادة الملخصة. وفيما يلي نعرض أهم فوائد تلخيص الدراسات السابقة:
- الدراسات السابقة متعددة ولكل واحد منها كم كبير من المعلومات التي لا يمكن فهمها إلا بمعرفة عن ماذا تتحدث، وهذا وجه من وجوه مهمات التلخيص.
- يؤدي التلخيص إلى التعريف بأهم المعلومات التي تشملها هذه الدراسات، بالتالي يصبح لدى القارئ فكرة شاملة عن طبيعة الدراسات التي اعتمد عليها الباحث في جلب معلوماته.
- الناظر إلى طبيعة هذا الجدول يجدّ أنه يحتوي على الكثير من المعلومات، ولكن هذه المعلومات تبدو بسيطة وسهلة الفهم نتيجة التقسيم الخاص بالمكونات والبساطة في العرض.
- تلخيص الدراسات السابقة يعمل على التمكن من فهم هذه الدراسات مجتمعة، و كلك فهمها بربطها بموضوع البحث الحالي.
- لا يمكن لأي عملية أخرى غير التلخيص أن تقدم معلومات الدراسات السابقة بشكل مباشر. وبهذا يكون التلخيص هو المحدد الأساسي للتعريف بهذه الدراسات.
- كل دراسة سابقة يكون لها دعائم وأساسيات، وفي التلخيص يتم ذكرها، على سبيل المثال المنهاج والفرضيات والأهداف.
تتبع عناصر خطة البحث من بدايتها إلى نهايتها فستجد أنها (العنوان، المشكلة، الفرضيات، الأهداف، الأهمية، الدراسات السابقة، مصطلحات الدراسة، المناهج، العينة والأدوات، الحدود الزمانية والمكانية)، ولاحظ الآن هذه الدراسات جاءت على أنها العنصر السادس من عناصر خطة البحث، إذاً فإن هذا الجدول أو تلخيص الدراسات يتم كتابته في خطة البحث، ومن الجدير بالذكر أن خطة البحث تحكم عناصرها بعدد الكلمات، وهنا يضع المختصون رقم 150 كلمة كحد أقصى لعدد كلمات تلخيص كل دراسة من الدراسات، و كذلك فإن قالب الجدول يتم فيه جمع عدد الكلمات باعتبار كامل النصوص الموجودة في الخانات لا بحساب كلمات الأعمدة فقط أو كلمات الصفوف فقط، و كذلك نجد أن كتابة هذه الدراسات في خطة البحث يأتي مترابط مع باقي عناصر خطة البحث، وذلك يظهر عند الربط بين الدراسات السابقة والبحث الحالي.
لابد من اتباع مجموعة من الضوابط في تلخيص الدراسات السابقة. وهذه الضوابط خاصة بكل مكون من مكونات التلخيص. بمعنى أن كل مكون له ضوابطه الخاصة التي لابد من اتباعها. هذا فضلاً عن وجود ضوابط عامة لعملية التلخيص هذه. وفيما يلي من نقاط نوجز هذه الضوابط:
- كافة المعلومات الموجودة في التلخيص لابد أن تكون مطابقة بشكل كامل للمعلومات الموجود في النسخ الأصلية، وهذا يعكس الالتزام بالمصداقية في التلخيص.
- عند كتابة المشكلة لابد من تفصيلها وتفسير الجانب الأبرز الذي تتناوله بالإضافة إلى الجوانب الفرعية الأخرى.
- الأهداف تكتب على شكل فقرة في التلخيص، والباحث هنا ملزم بكتابة أهم الأهداف فقط لا كلها.
- الفرضيات تكتب بذكرها فقط ومن ثم ذكر أهم العمليات التي جاءت لتنفيذها، على سبيل المثال كتابة الفرضية ثم كتابة (وقد قام الباحث بالتحليل الاحصائي لإثبات هذه الفرضية).
- لابد أن يلتزم الباحث بربط كافة عناصر التلخيص مع البحث الحالي، و كذلك لابد من الالتزام الكامل بمعايير كتابة خطة البحث لاسيما الالتزام بعدد الكلمات.
- الأخطاء اللغوية سواء كانت نحوية أو املائية لابد من الحذر من الوقوع فيها.
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي