تحديد مشكلة البحث وصياغاتها - المنارة للاستشارات

تحديد مشكلة البحث وصياغاتها

تحديد مشكلة البحث وصياغاتها
اطلب الخدمة

تحديد مشكلة البحث وصياغاتها 

كافة المعلومات الموجودة في البحث تستند على عملية تحديد مشكلة البحث وصياغاتها. فأي معلومة ستكتتب في البحث لابد وأن تتحدث عن المشكلة. ولهذا تعتبر عملية تحديد مشكلة البحث وصياغتها من الدعائم الأساسية لكافة مضمون البحث. وكذلك فإن تحديد مشكلة البحث وصياغاتها يتم وفقاً لرؤية علمية. فتحديد المشكلة يأتي أولاً ثم تأتي باقي العمليات الخاصة بالبحث. ولعل مفهوم المشكلة يتطلب منا الوقوف عليه وتفسيره قبل الدخول في طريقة تحديد مشكلة البحث ومن ثم صياغتها. ولهذا نضع مادة مترابطة من بدايتها لنهايتها تنبني فقراتها على الفهم لا على السرد. تابع القراءة فقرة تلو الفقرة لتفهم المقصد الكامل.


 ما هي مشكلة البحث؟ 

بداية الطريقة وطرف الخيط، هذا هو الوصف اللائق بمشكلة البحث. إذ أن تحديدها يعتبر البداية الموصلة لكافة الاجراءات الأخرى. وعندما نقول مشكلة بشكل مجرد فإن ذلك يوحي بوجود شيء بحاجة إلى حل، وهذا المفهوم ينطبق على المشكلة البحثية. ويمكن القول بأن مشكلة البحث هي عبارة عن الظاهرة أو السلوك أو الأحداث التي يتناولها الباحث بشكل أساسي وتدور حولها كافة فرضيات ومتغيرات البحث. وكذلك يمكن وضع تعريف آخر للمشكلة بأنها الموضوع الرئيسي الذي يتناوله الباحث ويقوم بجمع المعلومات حول أطرافه المترابطة في سياق البحث للوصول إلى النتائج والحلول. ونضع بعض من النقاط التي تزيد من فهم مشكلة البحث:

  1. لاحظ أننا ربطنا المشكلة بكل من الفرضيات والمتغيرات، وذلك لأن الفرضيات والمتغيرات يتم اشتقاقهما من المشكلة، ويدور أغلب مضمون البحث حول الفرضيات والمتغيرات.
  2. المشكلة ليست مقتصرة على نوع محدد من الشعور، بل لربما تكون ظاهرة أو سلوك أو حدث أو تجربة أو غيرها، ولكن تتفق في أنها بحاجة إلى الوصول إلى نتائج وحلول.
  3. عملية تحديد المشكلة وصياغتها تكون وفقاً لمعرفة الباحث بالمشكلة وجوانبها، فلا يمكن تعريف المشكلة دون التطرق إلى جوانبها، على سبيل المثال لا يمكن القول بأن المشكلة هي (ضعف التحصيل الدراسي) دون تحديد الجوانب المرتبطة مثل (الضعف التحصيل الدراسي لطلاب الصف السادس الابتدائي على الصفوف الافتراضية).

 تحديد مشكلة البحث وصياغتها... هكذا يتم: 

الشعور هو المحدد الأساسي لتحديد مشكلة البحث وصياغتها. والشعور هنا يُقصد به الإحساس الداخلي الفكري معاً. على سبيل المثال أراد الباحث أن يحدد المشكلة فلابد أن يفتش في المجتمع ويشعر وليكن أن الباحث أراد الكتابة عن مشكلة اجتماعية. فلابد أن ينزل للمجتمع ويستشعر السلوكيات ولنفرض أنه شاهد ظاهرة العشوائية في بناء المنازل. فهنا يتناول هذه المشكلة ويربطها بمحدداتها الأخرى مثل (أثر البناء العشوائي على العلاقات الاجتماعية بين سكان منطقة كذا). وليكون الطرح أكثر تفصيلاً نضع خطوات متسلسلة لعملية تحديد المشكلة وصياغتها كما يلي:

  • أولاً: لابد من تحديد المجال الدراسي تحديداً دقيقاً، لأن عملية تحديد المشكلة وصياغتها ستكون تبعاً لهذا المجال، وهنا لابد من تحديد تخصص التخصص، على سبيل المثال كان البحث في مجال التربية فلابد من تحديد التخصص ضمن تخصص التربية مثل (تربية الطفل، تربية المراهقين، تربية ذوي الاحتياجات الخاصة).
  • ثانياً: بعد تحديد تخصص التخصص يأتي دور الشعور من خلال العديد من المحددات مثل المشاهدة وغيرها، سنتطرق لها بالتفصيل في فقرة قادمة.
  • ثالثاً: لا تكتفي عند تحديد المشكلة فقط بل حدد الجوانب المتربطة بالمشكلة أيضاً. فتحديد المشكلة وصياغتها يشمل المشكلة الرئيسية وما يتعلق بها من جوانب أخرى.
  • رابعاً: لابد أن يتم عرض المشكلة على المنطق من حيث إمكانية الدراسة، وهذا يشمل تحديد طبيعة مصادر المعلومات وما إذا كان من الممكن الحصول على المعلومات بشكل آمن.
  • خامساً، بعد إتمام تحديد المشكلة بشكل دقيق يتم صياغة هذه المشكلة في مقترح البحث وتقديمه للجنة الاشراف. وتتم هذه الصياغة من خلال كتابة المشكلة كعنوان ومن ثم كتابة شرح لا يزيد عن 300 كلمة. وكذلك بنفس الطريقة يتم صياغة المشكلة في خطة البحث. ولكن هنا يكون الحد الأقصى لعدد كلمات الوصف 150 كلمة فقط. وبعد ذلك يكون الإطار النظري المسرح الواسع لعرض المشكلة وعرض المعلومات عنها.

 محددات الشعور التي يتم منها تحديد المشكلة وصياغتها: 

تحدثنا على أن المشكلة هي شعور ومن ثم تحديد وصياغة، والسؤال هنا من أين يؤخذ هذا الشعور، فهناك العديد من المواطن التي يمكن من خلالها الشعور بالمشكلات والقيام بعملية تحديد مشكلة البحث وصياغتها من خلال هذه المواطن، واللافت للانتباه أن هذه المواطن أغلبها عفوية غير مخطط لها، وفي سياق النقاط التالية تتضح هذه المواطن أكثر:

  • أولاً: الظواهر: وهي عبارة عن المحددات التي لها خصائص معينة، يقوم الباحث بمشاهدة هذه الظواهر والشعور بها، وتعتبر الظواهر من أكثر المحددات استجلاباً لتحديد مشكلة الدراسة وصياغتها، على سبيل المثال شاهد الباحث ظاهرة التلوث الضوضائي في إحدى المجتمعات وتناولها بربطها بأسبابها وآثارها... وهكذا.
  • ثانياً: السلوكيات الانسانية: الناس يبدون سلوكيات مختلفة بعضهم عن بعض، وهذه السلوكيات تكون المحرك الأساسي للعلاقات بين الناس وما يترتب عليها من نتائج وتوافق واختلاف، وبهذا تكون السلوكيات من المواطن الهامة لتحديد هذه المشكلة وصياغتها، على سبيل المثال دراسة السلوك العدواني لدى الأطفال دون سن العاشرة في أماكن الصراعات.
  • ثالثاً: التجارب والاختبارات: قد يخضع مجموعة من الأفراد إلى ظروف تجريبية أو اختبارية محددة، وهنا يأخذ الباحث المشكلة ويقوم بدراستها تحت إطار نتائج التجربة أو الاختبار، على سبيل المثال مشكلة ضعف التحصيل الدراسي لدى الطلبة الذين يتم نقلهم من مدارسهم بشكل مفاجئ.
  • رابعاً: الأحداث التاريخية: يعتبر التاريخ وما يحتويه من وقائع وأحداث مادة دسمة لاقتباس المشكل منها. فدراسة التاريخ تعتبر بحد ذاتها حل لكثير من المشكلات المعاصرة والمستقبلية.
  • خامساً:  معايير المفاضلة: وهي عبارة عن معايير تعبر عن وجود الجودة، وهي تكثر في الدراسات الاقتصادية وكذلك الدراسات المتعلقة بالتنمية البشرية، على سبيل المثال المقارنة بين مجتمع من الدرجة الثالثة بمجتمع من الدرجة الأولى من ناحية التقدم التكنولوجي.

 عند تحديد المشكلة وصياغتها... معايير لابد منها: 

عملية تحديد مشكلة البحث وصياغتها تأتي محكومة بالعديد من المعايير التي لابد أن يلتزم بها، كل معيار من هذه المعيار مرتبط بجزء معين من تحديد المشكلة وصياغتها، وكذلك تعتبر هذه المعايير متوافقة مع خصائص المشكلة، وفيما يلي نعر هذه المعايير بشكل مفصل:

  1. المعيار الأول هو أن تكون المشكلة مهمة للمجتمع، وكذلك لابد أن تكون المشكلة موجودة على أرض الواقع، فالمشكلة التي تعتبر (هامشية) وليس لها تأثير كبير على فئات المجتمع ولا تنذر بخطر محقق تعتبر من المشكلات الغير مناسبة للبحث.
  2. المنطقية وامكانية الدراسة تعتبران من معايير تحديد المشكلة وصياغتها. ويقصد بالمنطقية أن تكون المشكلة متقبلة من الجماهير. وإمكانية الدراسة تعني وجود مراجع يمكن الاعتماد عليها إضافة إلى إمكانية جمع المعلومات من عينة الدراسة.
  3. الفرضيات التي ترتبط بالمشكلة ترتبط بكافة المعايير الخاصة بالمشكلة. وذلك باعتبار كل فرضية على حدة، بمعنى أن كل فرضية لابد وأن تلتزم بهذه المعايير الموجودة في هذه الفقرة.
  4. بالنسبة لصياغة المشكلة فيشترط أن تكون الصياغة باستخدام لغة سهلة ومباشرة. والبعد عن استخدام الكلمات الصعبة والكلمات ذات الطابع الأدبي.
  5. يشترط أيضاً أن تكون المشكلة نابعة من التخصص الذي يدرس فيه الباحث، وإذا قام الباحث بالمجمع بين تخصصين في المشكلة فلابد أن يكون هذا الجمع مفهوماً ومتجانساً، على سبيل المثال (الآثار الطبية على استخدام مادة الكلور المخفف لدى العاملين في مجال التعقيم داخل المستشفيات)، فهنا نجد أن الباحث قد جمع بين مجال الطب ومجال الكيمياء.

 أهمية تحديد مشكلة البحث وصياغتها: 

هل يمكن كتابة أي معلومة في البحث مالم يكن هناك مشكلة تدور حولها المعلومات؟، بالطبع لا، إذاً من هنا ننطلق لندرك حقيقة أن عملية تحديد المشكلة وصياغتها تعتبر عملية أساسية من عمليات البحث لا غنى عنها، بل إنها العملية الأساسية والداعمة لكافة معلومات البحث، فالمشكلة تأتي لتضبط سير المعلومات في البحث ولإيجاد تسلسل منطقي لترتيب المعلومات وعرضها، وكذلك يرتبط بالمشكلة كافة عناصر البحث الأخرى بلا استثناء، لاسيما الفرضيات والمتغيرات، وكذلك يتم تحديد المراجع التي سيتم الاقتباس منها وفقاً لمشكلة البحث، وأيضاً لاشك أن مشكلة البحث هي المحدد الأساسي في تحديد كل من عينة البحث وأدوات الدراسة، وكذلك يتم كتابة أسئلة الاستبيان أو بيانات أدوات الدراسة الأخرى وفقاً لما تتطلبه المشكلة من معلومات.

والحديث عن تحديد المشكلة وصياغتها يلازمه الحديث عن قائمة النتائج في البحث. إذ أن النتائج تعتبر إحاطة للخلاصة التي تتعلق بهذه المشكلة. وترتبط كافة النتائج بمشكلة الدراسة، وكذلك فإن المشكلة تأتي وفقاً لجمهور محدد يريد معرفة المزيد عنها. وتعتبر المشكلة بشكل عام هي المحرك الأساسي لكافة العمليات داخل البحث من جمع للمعلومات ونقاشات وتحليلات. وكذلك التحليل الإحصائي وغير ذلك من العمليات الأخرى. إذاً نؤكد هنا على عبارة (حدد المشكلة أولاً ثم امضي في باقي خطوات البحث).


 هل مشكلة البحث هي نفسها الموضوع؟ 

قد يتساءل بعض الباحثين ما إذا كان مصطلح (مشكلة البحث) هو نفسه مصطلح (موضوع البحث). والإجابة المباشرة على هذا التساؤل هي نعم وبكل تأكيد. فسواء قلنا مشكلة أو موضوع فإن كلاهما يشير إلى نفس المصطلح. ولكن هنا لابد من التنويه إلى أن مصطلح مشكلة هو المصطلح الأنسب والأكثر شيوعاً ودلالة. وذلك لأن لفظة مشكلة توحي إلى وجود معالجة معلوماتية للوصول إلى حلول. وكذلك فإن أغلب المراجع العلمية والمساقات الأكاديمية تعتمد كلمة مشكلة لا كلمة موضوع. وكذلك فإن البعض يرى أن المشكلة هي العموم وأن ما يرتبط بها من جوانب هي الموضوعات. ولهذا ننصح باستخدام كلمة مشكلة بدلاً عن موضوع.


 ماذا لو كان هناك خطأ في تحديد مشكلة البحث وصياغتها؟ 

باختصار، فإن وجود خطأ في تحديد مشكلة البحث وصياغتها يعني وجود خطأ في كامل مضمون البحث. وذلك لأن كامل مضمون البحث يعتمد بشكل أساسي على المشكلة. على سبيل المثال تم تحديد المشكلة بشكل غير متناسق فإن طبيعة الطرح المعلوماتي في البحث يكون غير متناسق ومشتت. وكذلك فإن جودة تحديد المشكلة وصياغتها تعتبر من جودة المضمون البحث بشكل عام. وفيما يلي نعرض بعضاً من الأخطاء الشائعة بهذا الخصوص:

  1. من الأكثر الأخطاء الشائعة في تحديد المشكلة وصياغتها هي مشكلة عدم التطرق الصحيح لجوانب المشكلة، فنجد على سبيل المثال أن الباحث حدد المشكلة ولتكن (التلوث البيئي) ولكن عندما جاء لتفصيل جوانبها ابتعد كثيراً عن صلب الموضوع.
  2. الصياغة الغير سلسة والتي تستخدم مصطلحات صعبة، من الأخطاء الشائعة في صياغة المشكلة في خطة البحث.
  3. عدم التأكد من صلاحية دراسة المشكلة وتوافر المراجع لها. وهذا يفسر القيام العديد من الباحثين بتغيير المشكلة والبدء من جديد في أبحاثهم بعدما يصطدمون بعراقيل صعبة تحول بينهم وبين جمع المعلومات التي تلزم عرض المشكلة.

 فيديو: صياغة مشكلة البحث 

 


لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة