اطلب الخدمة
عيوب المنهج الوصفي
كواحد من أبرز مناهج البحث العلمي يأتي المنهج الوصفي وله مميات و كذلك يوجد عيوب المنهج الوصفي، ويأتي في تعريفه بأنه منهج علمي يقوم بوصف المحددات المدروسة بعد جمع المعلومات عنها كما هي على أرض الواقع، و كذلك بيان هيكليتها المقارنة التي تكشف العلاقات والارتباطات بين المتغيرات المختلفة، و كذلك فإن المنهج الوصفي يعتبر من المناهج المرتبطة بالعديد من مناهج البحث العلمي الأخرى، وكأي محدد علمي وبحثي فإن هذا المنهج له خطواته ومميزاته و كذلك له عيوبه، والكشف عن الخطوات والمميزات والعيوب يأتي ضمن طرح فكري مترابط نضعه في الفقرات التالية.
يقوم هذا المنهج بإتمام مهامه من خلال العديد من الخطوات الممنهجة. وهذه الخطوات تأتي بداية منبثقة من متطلبات الدراسة التي ترتبط بعنوان البحث ومن ثم الانتقال إلى جمع المعلومات وعرضها. واللافت للانتباه أن هذه الخطوات تواكب كافة مراحل إعداد البحث العلمي من البداية للنهاية. وفيما يلي من نقاط نعرض هذه الخطوات مستوقفين على حيثيات كل خطوة:
- أولاً: القراءة المبدئية عن موضوع البحث ومعرفة ما يتطلبه من معلومات. و كذلك تحديد طبيعة الموضوع وما يرتبط به من جوانب أخرى يمكن اتخاذها كفرضيات ومتغيرات.
- ثانياً: كتابة تساؤلات البحث بالشكل الذي يلخص المعلومات المطلوب الحصول عليها لإتمام كتابة البحث. وهذه التساؤلات هي نفسها تساؤلات الدراسة التي تُكتب في خطة البحث.
- ثالثاً: النظر إلى الفرضيات المكتوبة ودراستها بشكل منطقي لتحديد متطلبات إثباتها أو نفيها، و كذلك لابد من التأكد من سلامة هذه الفرضيات.
- رابعاً: تحديد مصادر جمع المعلومات التي يتطلبها مضمون البحث. ومصادر جمع المعلومات في المنهج الوصفي ترتكز على العينة المدروسة وطبيعة دراستها وخصائصها والمعلومات المراد الحصول عليها منها. و كذلك وصف دقيق لخصائص العينة وترابط هذه الخصائص مع مشكلة البحث.
- خامساً: تبدأ عملية جمع المعلومات باستخدام أدوات الدراسة حسب مناسبة الأدوات للعينة أو الظاهرة، وسواء كانت أدوات الدراسة استبيان أو ملاحظة أو غيرها، وبعد الانتهاء الكامل من جمع المعلومات يتم فرز هذه المعلومات لمعلومات هامة وأخرى غير هامة.
- سادساً: تتم عملية وصف دقيقة للمعلومات التي تم جمعها من العينة أو المعلومات عن الظاهرة، وهذا الوصف لابد أن يشمل على رأي الباحث إلى جانب الرأي العلمي.
- سابعاً: يتم توظيف ما تم جمعه من معلومات للوصول إلى النتائج، وهذه النتائج أيضاً تكون بمثابة براهين على دقة الوصف.
كثيرة هي المميزات التي يعكسها المنهج الوصفي. ولعل طريقة تناول هذا المنهج للمعلومات ومن ثم عرضها بشكل مبسط تعتبر البذرة الرئيسية لهذه المميزات. وكل ميزة من هذه المميزات ترتبط بوظيفة يقوم هذا المنهج بتنفيذها. ولا تختلف هذه المميزات من مادة إلى مادة أخرى فأينما يتم استخدام هذا المنهج تكون هذه المميزات موجودة معه. وفيما يلي من نقاط نعرض جزءاً من مميزات هذا المنهج:
- يقدم هذا المنهج المعلومات كما هي على أرض الواقع دون اجتهادات شخصية، وهذا يعني ثبات المعلومات وصدقها، وهذا لأن الوصف يعتبر من الوسائل التي تنقل الواقع إلى القارئ.
- وصف المعلومات أو الظاهرة البحثية يتطلب من الباحث مزيد من التعرف على هذه الظاهرة، وهذا يعني توسيع مدركات الباحث حول الظاهرة مما يجعله يحصل على معلومات جديدة، و كذلك تمكنه من طرح الظاهرة وصياغتها بأسلوب متقن نتيجة إلمامه بجوانبها المختلفة.
- القارئ يكون بحاجة إلى التعرف عن ماذا يتحدث الباحث؟. وهذا المنهج يقدم للقارئ كمية معلومات كافية تجعله أمام دراية شاملة بالموضوع الذي يتناوله الباحث.
- الوصف ومن ثم التحليلي، هذه التوليفة تعتبر أساساً منطقياً في المجال المعرفي، فالمنطق يُخبر بأن الصحيح هو أن يتم وصف الشيء ومن صم شرحه وتحليله وذلك لأن الوصف يؤهل الذهن لفهم التحليل.
- يمكن للباحث من خلال استخدام الوصف أن يحصل على معلومات فريدة وحصرية، ومنها الفرضيات والمتغيرات الجديدة و كذلك المقارنات والتفضيلات وبيان أوجه التشابه والاختلاف، وأيضاً المعلومات المكتشفة في سياق الوصف ذاته.
- من خلال تعمق الباحث في الوصف فإنه يكتسب قدرة أكبر على الوصول لنتائج البحث الصحيحة، و كذلك من خلال قراءة القارئ للوصف يتكون لديه صورة ذهنية عن النتائج المتوقع الوصول إليها.
- كثير من الأبحاث تجمع بين البيانات الكمية والرقمية، وهذا المنهج يعتبر من المناهج المرنة في التعامل مع البيانات الرقمية والكمية في آن واحد.
إلى جانب المزايا العديدة التي ذكرناها في الفقرة السابقة فإن لهذا المنهج بعض العيوب. وهذه العيوب يرتبط بعضها بتطبيق المنهج الوصفي، ويرتبط بعضها الآخر بنتائج هذا التطبيق. ومعرفة العيوب يجعلك تدرك الكثير من الأخطاء الشائعة التي قد تقع فيها وبالتالي تحذرها. وفيما يلي نورد بعضاً من هذه العيوب:
- صحيح أن هذا المنهج يعتبر مناسب لأغلب المجالات لاسيما المجالات الانسانية، ولكن ليس بمقدور هذا المنهج وصف كافة الظواهر، على سبيل المثال لا يمكن تناول موضوع خطر مادة مشعة ما لم يكن هناك معلومات كافية عن خصائصها وآثارها.
- يمكن القول بأن هذا المنهج جامد بعض الشيء، فلا يدع هذا المنهج مساحة كبيرة للباحث لعرض أفكاره أو رأيه الشخصي، بل يحصر هذا المنهج رأي الباحث ويجعل الغلبة للمعلومات الواقعية فقط.
- يظل هذا المنهج مرهون بمدى استيعاب الباحث للظاهرة التي يتم دراستها، وبالتالي إذا كان استيعاب الباحث للظاهرة خاطئاً فحتماً ستكون معلومات الوصف خاطئة.
- يوفر المنهج الوصفي الكثير من المعلومات، ولكن ليس كل المعلومات التي يوفرها هذا المنهج تكون معلومات هامة، بل الكثير من هذه المعلومات يتم استثناؤها ولا تُدمج في مضمون البحث.
من بين المناهج البحثية المختلفة متى يكون المنهج الوصفي هو الأنسب لاختياره لأداء البحث. فعملية اختيار هذا المنهج ليست عبثية بل لابد من اختيارها وفقاً لمحددات علمية وفكرية. ولعل المفاضلة بين المناهج العلمية يتطلب الفهم لطبيعة الدراسة ولما يحتاجه الباحث من معلومات للإحاطة بموضوع البحث. وفي اختيار المنهج الوصفي لابد أن يكون هذا الاختيار مبنياً على مفاضلات فكرية صحيحة. هذه المفاضلات والتي تخبرك بأن المنهج الوصفي هو الأنسب لهذه الدراسة نوجزها فيما يلي:
- كل المجالات بلا استثناء يمكن أن يدخل فيها هذا المنهج. ولكن هناك مجالات يكثر بشدة استخدام هذا المنهج فيها. ومن أهمها مجال التعليم سلوكيات الطلاب وطواقم التدريس. و كذلك مجال الطبيعة الذي يتطلب وصف الظواهر الطبيعية. و كذلك المجال الطبي ووصف الأمراض والأدوية. وأيضاً يعتبر هذا المنهج مناسب بشكل كبير لباقي المجال في الدراسات الانسانية مثل التربية وعلم النفس وغيرها.
- لابد من النظر في موضوع البحث الذي يتناوله الباحث، وهنا نسأل أنفسنا سؤالاً: (هل الموضوع بحاجة إلى وصف؟)، فإن كان الموضوع بحاجة إلى وصف فهنا لابد من اختيار هذا المنهج، على سبيل المثال كان موضوع البحث عن آثار دخان السيارات على الحياة العامة، فهنا يصف الباحث الظاهرة وصفاً كاملاً من خلال المشاهدات والمعلومات.
- الدخول في التحليل بشكل مباشر يعتبر في كثير من الأحيان معيار ضعف لا قوة. وهنا لابد من تحقيق الوصف الشامل ومن ثم الانتقال للتحليل.
- الدراسات المسحية التي تتطلب الحصول على معلومات شاملة حول الحالات الفردية أو الجماعية، يكون المنهج الوصفي الأكثر مناسبة لها.
- الدراسات التي تتطلب تعمق في خصائص العينة والظواهر المدروسة يكون هذا المنهج هو الطريق لتحقيقها.
بكل تأكيد، من أكثر المناهج العلمية التي يتم دمجها مع مناهج علمية أخرى هو المنهج الوصفي. إذ أن الوصف يعتبر عملية مساندة للعديد من العمليات الأخرى. وهنا نلاحظ أن من أكثر المناهج المزدوجة استخداماً هو (المنهج الوصفي التحليلي). حيث يقوم الباحث في هذا المنهج المزدوج بعملية الوصف للمعلومات ثم ايجاد التحليلات لها بناءاً على الوصف المقدم. و كذلك المنهج التجريبي يتم دمجه كثيراً مع الوصفي. فيتم وصف المحددات الداخلة في التجربة و كذلك طبيعة التجربة نفسها.
ومن المناهج الأخرى التي يمكن دمجها مع المنهج الوصفي هو المنهج الاستقرائي حيث يتم خلاله تقديم المعلومات الوصفية عن الظواهر ومن ثم عرض هذه المعلومات بالأسلوب الاستقرائي، ومن البديهي معرفة أن المنهج المقارن يعتبر من المنهج المتوافقة في دمجها مع المنهج الوصفي، و كذلك الأمر بالنسبة للمنهج التفسيري.
عند استخدام المنهج الوصف لابد من الالتزام بالعديد من الشروط والمعايير. وهذه الشروط تتداخل في آلية التطبيق والمهمات التي ينفذها هذا التطبيق. وقبل بدء استخدام هذا المنهج لابد من التأكد من مدى مناسبة هذا المنهج لموضوع البحث ومتطلباته. وذلك من خلال القراءة السريعة للموضوع والمتطلبات وعرضها على خصائص هذا المنهج. و كذلك لابد من التأكد من دقة اختيار العينة وأدوات الدراسة ومصادر جمع المعلومات الأخرى قبل البدء باستخدام هذا المنهج. وإضافة إلى ذلك لابد من تحديد ما هو المطلوب تنفيذه باستخدام المنهج الوصفي.
وعند بداية استخدام هذا المنهج لابد من الالتزام الكامل بنقل الوصف الدقيق والمتكامل، ومن الأخطاء الشائعة الملاحظة هو قطع الوصف قبل وصول المعنى الكامل للوصف، فلابد هنا من تقديم صورة كاملة في وصف الظاهرة المدروسة، و كذلك بالنسبة لآلية تطبيق المنهج فلابد من الالتزام بمتطلبات البحث وعدم التطرق للمعلومات الزائدة التي لا يحتاجها مضمون البحث، وإضافة إلى ذلك لابد أن يكون الوصف صادقاً وفقاً لما هو موجود في الواقع، ويُفضل أيضاً أن تشتمل مخرجات هذا المنهج على المقارنات واكتشاف الروابط والعلاقات بين المتغيرات المختلفة من ناحية وبين الظواهر المختلفة الداخلة في مضمون البحث.
من الأمور التي تميز المنهج الوصفي هو قبوله لاستخدام كافة أدوات الدراسة سواء كانت استبيان أو بطاقة ملاحظة أو مقابلة أو استفتاء أو اختبار، ولكن الأداة الأبرز والأهم والأكثر كفاءة في هذا المنهج المميز هي أداة الملاحظة، حيث أن الملاحظة تقدم العديد من المعلومات التي يمكن استخدامها في الوصف الدقيق للظاهرة، و كذلك فإن هذا الملاحظة تعتمد على المشاهدة، وهذه المشاهدة تقرب الباحث أكثر فأكثر من الظاهرة وبالتالي يستطيع الباحث باستخدام الملاحظة وصف الظاهرة بشكل أكثر دقة.
وبعد الملاحظة تأتي التجربة إذ أن الباحث يندمج مع التجربة ويصف طبيعة تنفيذها لحظة بلحظة، وبعد ذلك تأتي المقابلة الشخصية التي ينزل فيها الباحث إلى الوسط المدروس ويجري المقابلات التي تكسبه علم أكثر بخصائص المدروسين، وفي الأخير يأتي الاستبيان ويعتبر الاستبيان قاصراً بعض الشيء في تمكين الباحث من الحصول على وصف دقيق للظاهرة، لاسيما إذا تم استخدام الاستبيان الإلكتروني.
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي