اطلب الخدمة
مميزات وعيوب الاستبيان البريدي
يبرز الاستبيان كأحد أهم أدوات الدراسة في البحث العلمي ومن ضمن أنواعه يأتي الاستبيان البريدي. ولعل أغلب الباحثين لم يسبق لهم السماع بمصطلح الاستبيان البريدي. نظراً لأن الاستبيان البريدي بمفهومه قد يتم تطبيقه دون معرفة أنه كيان له خصائصه. وكذلك فإن آلية تنفيذ الاستبيان البريدي تعتبر سهلة ولكن تتطلب بعض المعرفة. وحول الاستبيان البريدي والحكم عليه من ناحية المميزات والعيوب نرى أن نعرفه. ومن ثم نرى خصائصه وطريقة تطبيقه للوصول إلى المميزات والعيوب في هذا المقال الخاص.
السؤال الذي حمله عنوان هذه الفقرة بماذا تعرف عن الاستبيان البريدي جاء ليطلب منك العصف الذهني قبل الدخول في قراءة التعريف الاصطلاحي. فهنا اجلب ورقة وأكتب عليها كل ما يدور في ذهنك حول هذا النوع من أنواع الاستبيانات....... والآن بعد الانتهاء من العصف الذهني أتوقع أن أموراً عديدة دارت في ذهنك. ولكن لابد أن هذه الأمور في مجملها كانت حول توظيف الاستبيان والبريد معاً. ومن هنا نبدأ بالإمساك بطرف الخيط الذي يوصلنا إلى التعريف الكامل لهذا المصطلح.
ويمكن القول بأن الاستبيان البريدي هو عبارة عن نوع من أنواع الاستبيان من ناحية الوسيلة المستخدمة في توزيعه. حيث يقوم الباحث بإرسال نسخة الاستبيان إلى أفراد العينة من خلال عناوين محددة عبر تقنية البريد التقليدية أو البريد الإلكتروني. وكذلك تتم عملية استرداد وجمع نسخ الاستبيان بنفس الطريقة من خلال البريد أيضاً. ولا يمكن أن ننهي هذه الفقرة المعرفة بهذا النوع من أنواع الاستبيان من غير كتابة مجموعة ملاحظات هامة:
- أول ملاحظة أن الاستبيان البريدي هو عبارة عن نوع من أنواع الاستبيان من ناحية الوسيلة المستخدمة في توزيعه وجمعه. وهذا يعني أن هذا الاستبيان له خصوصية تميزه عن باقي أنواع الاستبيانات.
- ركز على أمرين وهما (التوزيع والجمع)، حيث أوردنا في التعريف أن هذا النوع يشمل التوزيع بالبريد وكذلك يشمل الجمع باستخدام البريد.
- البريد إما أن يكون عادي وهو أن يتم تسليم النسخ باليد إلى الشركة البريدية التي توصل النسخ إلى العناوين المرفقة، أو أن يتم ذلك من خلال البريد الإلكتروني (الايميل)، وفي الوقت الحاضر من النادر استخدام البريد التقليدي.
من السهل جداً التعرف على طرق تنفيذ هذا النوع من أنواع الاستبيان. وذلك لأن الحياة اليومية يتم خلالها التعامل مع هذه الطرق بشكل عادي. فلابد أن أحدنا قام ذات يوم بكتابة بريد إلكتروني وإرساله. وكذلك في الجيل القديم أغلب الأشخاص قاموا بكتابة رسالة بريدية وإرسالها عبر صندوق البريد اليدوي. ولكن هنا هناك بعض التكتيكات التي يجب على الباحث أن ينتبه لها في هذا النوع من أنواع الاستبيانات. والنقاط التالية موضحة أكثر لهذا المقصد:
- لابد أولاً من إعداد الاستبيان بشكل كامل، ويشمل هذا الاعداد كتابة مقدمة الاستبيان والأسئلة وتحديد العينة بشكل مسبق، وكذلك تحديد عدد نسخ الاستبيان التي سيتم توزيعها.
- ليس تحديد العينة فقط هو من الأمور الاستباقية لكتابة الاستبانة بل تحديد أماكنهم وكيفية إيصال الاستبانة لهم يعتبر أيضاً من الأساسيات قبل البدء بتنفيذ الاستبانة.
- بعد ذلك يتم تحديد طريقة من طريقتين، وهي إما إرسال الاستبانات للأفراد من خلال صندوق البريد العادي أو إرسالها عبر البريد الإلكتروني، ويمكن أيضاً الجمع بين هاتين الطريقتين في آن واحد، وذلك بأن يقوم الباحث بإرسال عدد من النسخ باستخدام البريد العادي وعدد آخر باستخدام البريد الالكتروني.
- عندما ينتهي أفراد العينة من الاجابة على الاستبيانات الموزعة عليهم يأتي الدور على جمع هذه الاستبيانات، ويتم هذا الجمع من خلال إعادة توجيه الاستبيانات إلى مرسلها عبر البريد أيضاً.
ليس صحيحاً، فالاستبانة التي يتم إرسالها وجمعها باستخدام البريد الإلكتروني تندرج تحت الاستبيان البريدي، وذلك لأن الاستبيان الإلكتروني يكون من خلال مواقع ورابط الكترونية متخصصة، لا من خلال البريد الإلكتروني، فالبريد الالكتروني هو بمثابة العنوان الذي يرسل إليه الاستبيان، وبهذا لا يمكن القول بأن الارسال عبر البريد الالكتروني هو استبيان الكتروني، وذلك لأنه كما أوضحنا أن البريد الالكتروني عبارة عن عنوان لا عن رابط يتم توزيعه كما هو معهود في الاستبيانات الإلكترونية.
بعد الطرح السابق حول هذا النوع من أنواع الاستبيان يمكننا الآن أن نتوجه لنتعرف على مميزات البريد البريدي، حيث أن هذا النوع من أنواع الاستبيان يعكس العديد من المزايا الغير موجودة في الاستبيان الأخرى، ولعل هذه المزايا تعتبر دوافع لاستخدامه من قبل الباحثين، كما تعتبر المميزات خصائص حصرية لهذا النوع، فكل ميزة يمكن القول بأنها خاصية، وفي هذا الطرح سنقوم بعرض مجموعة من المميزات التي يتمتع بها الاستبيان البريدي:
- أولاً: يتميز هذا النوع بأنه يسهل آلية التنفيذ على الباحث، على سبيل المثال لو كانت العينة ذات حجم كبير وأماكن تواجدهم مختلفة، فسيأخذ الباحث وقتاً طويلاً في توزيع الاستبيانات وجمعها بالصورة التقليدية، ولهذا يكون هذا النوع موفراً للوقت والجهد.
- ثانياً: الحواجز الجغرافية يتم التغلب عليها باستخدام هذا النوع من أنواع الاستبيان، على سبيل المثال لا يحتاج الباحث السفر من ولاية لأخرى ليوزع ويجمع الاستبيانات بل يكتفي بالارسال والجمع عبر البريد.
- ثالثاً: هذه النقطة التي نضعها بخصوص التكاليف فيها تفصيل، حيث أن هذا النوع باستخدام البريد الالكتروني لاشك أنه يعتبر موفر للتكاليف بشكل قاطع، ولكن البريد العادي تختلف أسعاره من دولة لأخرى، ولهذا لا يمكن الحكم عليه بشكل عام، ولكن عالعموم من الأفضل أن يستخدم الباحث البريد ولا يضطر للسفر ودفع تكاليف المواصلات المرتفعة.
- رابعاً: الصورة النمطية للاستبيان بأن يتم تسليمه باليد وجمعه باليد. يمكن كسرها من خلال الاستبيان البريدي الذي يعتمد على طرح أسلوب جديد في الاستبيانات.
- خامساً: يتمكن الباحث من خلال هذا النوع من أنواع الاستبيان من الوصول إلى أعداد كبيرة من أفراد العينة، وكذلك تأخذ عملية الوصول إليهم نوع من الخصوصية.
إلى جانب المميزات التي سبق ذكرها في الفقرة السابقة هناك بعض العيوب والمآخذ على الاستبيان البريدي، ولكن هذه العيوب لا تعني عدم جودة هذا النوع من أنواع الاستبيان، بل فقط هو طرح موضوعي لهذا النوع لرؤية جوانب القوة والضعف فيه، وهذه المآخذ التي ترتبط بهذا الاستبيان تأتي منبثقة من طريقة التنفيذ وطريقة الاستخدام، وفيما يلي نعرضها مع التعليق البسيط عل كل واحدة منها:
- أولاً: ليس من السهل تحديد أماكن تواجد كافة أفراد العينة بالتحديد. فكل فرد من هؤلاء الأفراد لابد أن يصله البريد إل مكانه. وبالتالي هناك صعوبة في تحديد هذه الأماكن التي ينبني عليها تنفيذ الاستبيان.
- ثانياً: مشكلات البريد نفسها تعتبر من عيوب هذا النوع من الاستبيان، على سبيل المثال في البريد العادي هناك مشكلات التأخر في الوصول أو فقدان البريد، وكذلك في البريد الإلكتروني هناك مشاكل تقنية متعددة منها الاختراق والفايروسات وفقدان الملفات أو حدوث توقف مفاجئ للبريد.
- ثالثاً: من عيوب هذا الاستبيان أنه يتطلب أن يعرف أفراد العينة بوصول البريد إليهم. وهنا لا يعقل أن يتم الأمر بشكل مفاجئ، بل الواجب التمهيد للاستبيان لكي يتقبله أفراد العينة ويقومون بالإجابة عليه.
- رابعاً: يفقد الباحث فائدة التفاعل المباشر وجهاً لوجه مع أفراد العينة. مما يجعل الباحث يفقد معلومات قد تفيده في تدعيم محتوى البحث وذلك باستنباط بعض الخصائص والمعلومات من الاتصال بأفراد العينة.
إلى جانب الاستبيان البريدي الذي ينتمي إلى تقسيمة الاستبيان من ناحية وسيلة التوزيع والجمع. يوجد العديد من الأنواع الأخرى. وهذه الأنواع يتم تصنيفها بناءاً على طريقة إيصالها للاستبيان إلى أفراد العينة. وكذلك يتم هذا التقسيم وفقاً لطريقة الجمع بعد التوزيع، والمقصود بهذا أن التوزيع والجمع يتم بنفس الطريقة. ولابد هنا أن يتم تنفيذ التوزيع والجمع بنفس الوسيلة، وفيما يلي نأتي لتفصيل هذه الأنواع كل نوع على حدة:
أولاً: الاستبيان المباشر: وهو النوع المتعارف عليه والأكثر انتشاراً وهو الطبيعي. وذلك بأن يقوم الباحث نفسه بتوزيع الاستبيانات بنفسه على أفراد العينة. وكذلك يقوم باستلام الاستبيانات بعد اجابتها من العينة بشكل يدوي. وهذه الطرق هي الطريقة الأكثر كفاءة من ناحية جودة المعلومات المجمعة. لأن الباحث يختلط فيها مع أفراد العينة ويرى بعينه الأفراد وهم يقومون بالإجابة على الاستبيان. وكذلك يمكن للباحث التعرف أكثر على خصائص الأسئلة واجراء مقابلات شخصية بشكل موازي لتنفيذ الاستبيان.
ثانياً: الاستبيان الهاتفي: وهذا النوع من الأنواع الحديثة والتي يقوم فيها الباحث بالاتصال على أفراد العينة من خلال مكالمة هاتف عادية سواء هاتف أرضي أو محمول، ويقوم بتوجيه الأسئلة لأفراد العينة وتسجيل الاجابات، وهذا النوع نجده مستخدماً بكثرة من قبل شركات الاتصال نفسها التي تقوم بتنفيذ الأبحاث والدراسات، ولكن هذه الطرقة لا يتم استخدامها بكثرة من قبل الباحثين.
ثالثاً: الاستبيان غير المباشر: نفس طريقة الاستبيان المباشر. ولكن هنا لا يقوم الباحث بتوزيع وجمع الاستبيان بنفسه من أفراد العينة بل يقوم مندوب عنه بهذه المهمة. وهذا النوع يستخدم في حالة كان الوقت قصير وأفراد العينة عددهم كثير. فيقوم الباحث بتوكيل مندوب عنه لمساعدته في توزيع وجمع الاستبيانات.
في هذا المقال ركزنا بشكل أساسي على الاستبيان البريدي. وتعرفنا على تعريفه الاصطلاحي وكيفية تطبيقه والفرق بينه وبين الاستبيان الإلكتروني. وكذلك توقفنا على مزاياه وعيوبه. ثم وصلنا لعرض أنواع الاستبيان من ناحية الوسيلة المستخدمة في التوزيع والجمع. فوجدنا بجانب الاستبيان البريدي وجود الاستبيان المباشر والغير مباشر وكذلك الاستبيان الهاتفي. ويأتي هنا السؤال بكيفية اختيار نوع الاستبيان فيما يتعلق بوسيلة التوزيع والجمع ولهذا مجموعة من المحددات وهي:
- أنظر أولاً في أفراد عينة الدراسة من ناحية الحجم وكذلك أماكن تواجدهم، فالعينات ذات الحجم الكبير تتطلب أنواع محددة لتوفير الوقت والجهد، وكذلك أماكن تواجد أفراد العينة، على سبيل المثال الاستبيان البريدي يستخدم في حالة كانت أماكن العينة متفرقة.
- لابد أن تكون العينة متقبلة للنوع الذي سوف تستخدمه، على سبيل المثال لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستخدم الاستبيان الهاتفي مع عينة أفرادها لا يتلقون أي اتصالات من جهات غير مسجلة على هواتفهم مثل رجال الأعمال الكبار.
- التكاليف المادية تحكم النوع الذي سوف تختاره، على سبيل المثال نجد أن الاستبيان الهاتفي يتطلب تكاليف فواتير هاتف والاستبيان الغير مباشر غالباً ما يتطلب دفع أجرة للمندوب... وهكذا.
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي