اطلب الخدمة
ما المقصود بمنهج البحث
المقصود بمنهج البحث يشبه إلى حد كبير المقصود بالمصباح، وأريدك أن تتساءل عن سبب ربطنا لهذين الشيئيين بعضهما ببعض رغم أنه في الواقع الملموس لا علاقة لهما ببعضهما!!، ففكر في وظيفة المصباح فستجد أن وظيفته إنارة الطريق أمام المستخدم. إذاً هنا أمسكت بطرف الخيط، حيث أن المناهج العلمية هي عبارة عن كشافات إنارة تنير الطريق للباحث. فالمناهج تضع الباحث أمام المحددات البحثية التي تتطلبها الدراسة. فيتمكن الباحث من تحديد الفرضيات والمتغيرات وجمع وصياغة المعلومات. وفي هذا المقال سنقف على التعاريف الخاصة بالمقصود بمنهج البحث وأمور أخرى هامة.
قطعاً، لا يمكن لأي باحث القيام بتنفيذ أي دراسة بدون الحاجة لمعرفة المقصود بمنهج البحث، وذلك لأن هذا المنهج يعتبر من أساسيات كتابة الأبحاث، ولهذا يكثر التساؤل حول المقصود بمنهج البحث من قبل الطلبة والباحثين، وهنا نرى لزومية الوقوف على التعريفات الصحيحة التي تبين المقصود بمنهج البحث.
وفي تعريف منهج البحث يمكن أن نقول بأنه: مجموعة من الخطوات التي يستخدمها الباحث للوصول إلى الطرح المعلوماتي وترتيبه وتنظيمه وفقاً لما يتلاءم مع طبيعة الظاهرة أو المشكلة التي يتناولها في دراسته، حيث تكون المعلومات مرتبطة بإطار عام يتبناه المنهج العلمي المستخدم، وهذا الإطار يختلف من منهج لمنهج آخر، وكل ظاهرة أو مشكلة لها منهاجها المناسب لها والذي يساعد الباحث في صياغة المعلومات بشكل منطقي.
وإذا أردنا الدخول في التعريف اللغوي حول المقصود بمنهجية البحث. فإن منهج البحث في اللغة العربية يأتي مشتقاً من كلمة (منهجية). والتي تأخذ نفس التعريف الاصطلاحي وتشير إلى خطوات متسلسلة للوصول إلى شيء ما. وهذا التعريف اللغوي يجعلنا نتوقف على مفهوم واسع لمناهج البحث العلمي. حيث أنها عبارة عن خطوات للوصول إلى نتائج البحث النهائية. ويمكن القول أيضاً بأن المناهج هي خطوات الكشف عما هو مجهول والحصول على المعلومات اللازمة للإحاطة بمشكلة البحث. وقبل اختتام هذه الفقرة نضع بعض النقاط المجملة حول المقصود بمنهج البحث:
- المناهج العلمية هي أساس من أساسيات المجال البحثي، إذ لا تكتمل أي دراسة إلا بوجود هذه المناهج.
- الترتيب والتنظيم والتسلسل للوصول من المجهول للمعلوم تعتبر من وظائف المناهج العلمية.
- ترتيب المعلومات من المهمة للأقل أهمية تعتبر من وظائف المناهج العلمية.
- المناهج العلمية تأخذ صفة الجمع، وهذا يعني أن منها الأنواع المختلفة. فنجد على سبيل المثال هناك المنهاج الوصفي والمنهاج التحليلي والمنهاج التجريبي والمنهاج التاريخي وغيرها.
- المناهج العلمية مرتبطة بشكل وثيق بالظاهرة التي يتناولها الباحث في دراسته. حيث أن هذه الظاهرة هي التي تحدد المنهاج الذي سيتم استخدامه.
في هذه الفقرة نأخذك في جولة تاريخية حول مناهج البحث، لنصل في النهاية إلى إثبات أن مناهج البحث أصبحت تتداول على أساس أنها نظرية معاصرة، فبالعودة إلى القرن السابع عشر الميلادي نجد أن فكرة وضع طرق مصنفة لإعداد البحوث العلمي قد ظهرت، حيث قام العالم (فرانسيس بيكون) بإصدار كتابة (الأورجانون الجيد)، والذي عرض في هذا الكتاب فكرة ايجاد تصنيفات للمعلومات البحثية تؤدي إلى الوصول لطرق منهجية لكتابة الأبحاث، وكذلك أكد بيكون في كتابه ضرورة إحكام العمل البحثي بطرق محددة والبعد عن الفلسفة القياسية التي ينتج عنها معلومات مشتتة، ووضع بيكون عدة أسس لهذه المعلومات كان من أهمها المعلومات التاريخية والمعلومات التجريبية والمعلومات الاستنباطية، وكذلك المعلومات الاستقرائية، ومنها بدأت فكرة المناهج تتمحور.
وقد تأثر العديد من العلماء بالطرح الذي وضعه بيكون في كتابه. ومن أبرز هؤلاء العلماء المتأثرين ببيكون العالم رينيه والعالم مرينو والعالم كايم والعالم جون ديوي.... وغيرهم الكثير من العلماء، فبدأت المؤلفات تتزايد شيئاً فشيئاً، وبدأت الفكرة تتمحور أكثر، حتى تم في منتصف القرن التاسع عشر إقرار هذه المناهج والعمل بها لدى كثير من العلماء والمؤلفين، ومرت السنين حتى أخذت الجامعات تعتمد هذه المناهج، إلى أن وصلنا إلى عصرنا الحالي وقد أصبت هذه المناهج مادة دراسية بحد ذاتها تدرس ضمن مساقات خاصة.
بعد أن تعرفنا على المقصود بمنهج البحث، لابد من معرفة كيفية الاختيار الصحيح لمنهج البحث، فالأهم من أن تعرف مناهج البحث هو معرفة كيف تختارها وكيف توظفها في مضمون البحث، ولعملية اختيار المنهج العلمي في الدراسة محددات عدة لابد من اتباعها بشكل كامل، في النقاط التالي نوجز هذه المحددات:
- أولاً: لابد من النظر في المواضيع التي سيتطرق إليها الباحث في دراسته. وبناءاً على هذه المواضيع يتعرف الباحث طريقة الصياغة الصحيحة للمعلومات.
- ثانياً: وفقاً لطريقة صياغة المعلومات يتم رسم الخطوط الأولى للمناهج العلمية التي سيتم اختيارها. حيث أن المنهج هو المحدد الأساسي لطريقة الصياغة.
- ثالثاً: هل الصياغة فقط هي من تحدد المنهج؟. لا، بل الذي يحدد المنهج الصياغة مع طبيعة المعلومات. مع حاجة الدراسة للإلمام بكافة المعلومات التي تجعل مضمون البحث كامل غير ناقص وكذلك مدعوم بالمعلومات الجادة والمهمة.
- رابعاً: من النادر جداً أن تقتصر الدراسة على منهج علمي واحد. بل عادة ما يتم اختيار أكثر من منهج. وكذلك قد تصل هذه المناهج لأكثر من خمسة. وبالتالي يتم النظر في كافة المناهج بغض النظر عن العدد. والحاجة التي توحي بها الدراسة حتى ولو كانت مجرد سطر واحد لابد من استخدام المنهج الذي يناسبها.
- خامساً: نضرب مثالاً كاملاً حول كيفية اختيار المناهج العلمية في الدراسة، على سبيل المثال كانت الدراسة تتحدث عن تاريخ صناعة دواء معين، فهنا نجد أن هذه الدراسة بحاجة إلى معلومات تاريخية وتسلسل تاريخي أيضاً، وكذلك نجد أن المعلومات التاريخية بحاجة لوصف وتحليل، فهنا نستخدم ثلاثة مناهج وهي المنهج التاريخي والمنهج الوصفي والمنهج التحليلي.
قد يتبادر إلى المسامع مصطلح (منهج البحث)، وهنا يأتي التساؤل بما هو المقصود بمنهج البحث المشترك، وهنا نورد قاعدة مهمة تختص بالمناهج العلمية، وهذه القاعدة هي جواز الجمع بين منهجين من المناهج في منهج واحد، حيث يكون هذا الجمع مشتملاً على محددات كلا المنهجين، إذاً يمكن تعريف المقصود بمنهج البحث المشترك بأنه منهج علمي يجمع بين منهجين ويستخدمه الباحث بشكل يعكس خصائص كل منهج من المنهجين اللذين تم جمعهما، والمقصود بمنهج البحث المشترك يرتبط بمحددات تعيين هذا المنهج والتي توضحها النقاط التالية:
- الجمع بين منهجين في منهج واحد يرى بعض العلماء أنه محكوم بعدد محدد من المناهج الجاهزة، أهمها المنهج التحليلي الوصفي والمنهج التحليلي التاريخي، والمنهجي التجريبي التفسيري، ويرى البعض الآخر أنها عملية مطلقة غير محصورة فيمكن للباحث الجمع بين أي منهجين من المناهج العلمية ولكن وفقاً لضوابط وشروط.
- لابد أن يكون المنهج المشترك تم جمعه بشكل منطقي، بحيث هناك مناهج تتوافق فيما بينها بشكل كبير، ومناهج أخرى يصعب التوافق بينها، على سبيل المثال يسهل التوفيق بين المنهج التحليلي وأي منهج آخر، ولكن يصعب الجمع بين المنهج التاريخي والمناهج الأخرى.
- لابد أن يكون هذا الجمع بين منهجين ملبياً لحاجة الدراسة. وهذه الحاجة تكون منبثقة من خلال لزومية استخدام المنهجية في آن واحد، على سبيل المثال القيام بالعرض التجريبي مع الوصف في نفس الوقت.
من العناصر الأساسية التي تشملها خطة البحث العلمي، هي المناهج، وهنا يأتي التعريف بالمقصود بمنهج البحث داخل الخطة، إذ يعبر هذا المصطلح عن كتابة المناهج العلمية في مضمون الخطة، وعملية الكتابة لهذه المناهج في الخطة تكون بين مصطلحات الدراسة وعينة الدراسة، وتتم عملية كتابة المناهج في الخطة، بذكر المنهج الأكثر استخداماً في مضمون الدراسة، ومن ثم كتابة فقرة عن وظيفة هذا المنهج في الدراسة وسبب اختياره، وما الفائدة التي سيقدمها هذا المنهج للدراسة الحالية، ثم يتم الانتقال بعدها إلى المنهج التالي الأقل أهمية، ويتم تضمين التطرق لنفس الأمور التي تم التطرق لها في المنهج الأول، وهكذا إلى انتهاء كتابة كافة المناهج في الخطة.
ولا يمكن الاستغناء عن عملية كتابة المناهج العلمية في خطة البحث، وذلك لأن هذه لمناهج تعتبر عنصر أساسي من عناصر خطة البحث، وكذلك فإن كتابة هذه المناهج في الخطة يعمل على تهيئة القارئ لاستكمال قراءة باقي مضمون الدراسة، وكذلك تقوم هذه المناهج في الخطة بتوضيح الطريقة التي سيتم فيها سرد المعلومات داخل الدراسة.
أصبحت مناهج البحث العلمي واقعاً لا يمكن تجاوزه، فلا تقبل أي دراسة لا تحتوي على مناهج البحث العلمي، ومن هنا تبرز أهمية هذه المناهج، وكذلك تعكس مناهج البحث العلمي العديد من الفوائد الأخرى، حيث تتميز هذه المناهج بالواقعية والموضوعية والمصداقية التي تؤكد سلامة المعلومات المطروحة في البحث، وكذلك من خلال المناهج يجد الباحث فرصة حقيقية في كتابة المعلومات وفقاً لقوالب وخطوك سير واضحة، فهنا يتخلص الباحث من نسبة كبيرة من التشتت، وكذلك هذه المناهج العلمية تجعل القارئ ينجذب للمحتوى وتضعه على طريق التنبؤ بالأحداث المستقبلية، حيث أن المناهج تعرض المعلومات بشكل كامل من البداية للنهاية وتدع الفرصة للتوقع والتخمين لاسيما في المنهج التاريخي والتجريبي.
ولابد من ذكر أن مناهج البحث العلمي تضبط صياغة البحوث. وتجعل البحوث ذات مخرجات أكثر دقة وأكثر كفاءة. وذلك تعطي المناهج للباحث طرف الخيط بكيفية البدء بصياغة المعلومات داخل بحثه. ومن خلال التنوع في المناهج فإن الباحث يقوم بعرض المعلومات بأكثر من طريقة تؤدي مجموعة من الوظائف في آن واحد. فالمناهج تفسر وتحلل وتستقرأ وكذلك تجرب وتقوم بالعديد من الوظائف الأخرى. ولهذا لا يمكن اغفال دور المناهج في أي دراسة من الدراسات.
من أكثر الارتباطات التي ترتبط بشكل وثيق بالمناهج، هي العينة، وذلك لأن عينة البحث هي المحدد الأساسي الذي يتم عن طريقه جلب المعلومات، فهنا يقوم الباحث بجلب المعلومات من العينة، ويقوم الباحث باستخدام المناهج من صياغة هذه المعلومات والاحاطة بها من كافة الجوانب، فالمعلومات المأخوذة من العينة تكون معلومات جامدة غير مفهومة، وهنا تدخل على المناهج فإما أن تحلل أو تفسر أو تجرب وما إلى ذلك من مهام تختص بها المناهج، وكذلك ترتبط المناهج بجانب ارتباطها بالعينة بمحدد آخر مهم وهو الدراسات السابقة حيث أن الدراسات السابقة تعتبر المصدر الثاني بعد العينة من مصادر جلب المعلومات، ولهذا فإن المناهج العلمية ترتبط من الناحية المعلوماتية بكل من العينة والدراسات السابقة بحيث تقوم بديناميكية المعلومات المجمعة من العينة والدراسات السابقة وجعل هذه المعلومات قابلة للتضمين والقراءة.
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي