منهجية البحث العلمي - المنارة للاستشارات

منهجية البحث العلمي

منهجية البحث العلمي
اطلب الخدمة

منهجية البحث العلمي 

من الأساسيات التي تنبني عليها منظومة البحوث هي منهجية البحث العلمي. إذ أنها تعتبر الطريق التي سيسير الباحث عليها في سبيل عرض المعلومات والمتغيرات المختلفة في مضمون البحث العلمي، ولهذا نجد أن منهجية البحث العلمي تأتي مذكورة في خطة البحث ومن ثم تأتي مستخدمة في متن الإطار النظري وصولاً إلى عرض النتائج والاستخلاصات، وقبل الدخول في عرض طرحنا التالي لابد من القول بأن منهجية البحث العلمي، هي عبارة عن مجموعة من الاجراءات التي يقوم الباحث بتنفيذها بدءاً من تحديد المشكلة إلى تحديد طريقة جمع المعلومات وعرضها ووصولاً لعرض النتائج، ولابد أيضاً في هذه القدمة من القول بأن هذه المنهجية هي عبارة عن أنواع شتى، ويختلف كل نوع عن الآخر، ولهذا ارتأينا أن يكون هذا المقال مفصلاً لأهم المناهج المستخدمة في البحوث، حيث سنقوم بشرح كل منهج على حدة، فتابع لتعرف أكثر.


 منهجية البحث العلمي الوصفية... الأكثر استخداماً: 

من أكثر المناهج التي تستخدم بكثرة في البحوث هو المنهج الوصفي، حيث يشتمل هذا المنهج الدراسي على عدة قوالب من أهمها المسوحات البحثية الشاملة، والتحليلات الوظيفية والدراسات المعنية بالتطوير والتنمية، وكذلك الأمر فإننا نجد أن المنهج الوصفي يقوم بدراسة متعمقة للظاهرة التي يتناولها الباحث، ومن خلال هذه الدراسة يقوم الباحث بالوصف الدقيق للظاهرة والإلمام بجوانبها، حيث يضع القارئ في الحالات المتعددة التي تتعرض لها الظاهرة. ومن المهم أن تعرف أن المنهج الوصفي في البحوث يعتمد على الوصف الكمي والوصف الكيفي، حيث سنأتي لتعريف كل من هذين المحددين كما يلي:

◀ أولاً: الوصف الكمي: وهو آلية الوصف التي يقوم من خلالها الباحث بالوصف للمعلومات من حيث النسب والأرقام، على سبيل المثال وصف درجات الحرارة أو علامات الطلاب، وهنا يقوم الباحث بالوصف للأرقام والنسب مع بيان أسباب الحصول عليها.

◀ ثانياً: الوصف الكيفي: وهو الذي يعتمد على الولوج في الأسباب والتعليلات. ويقوم من خلاله الباحث بشرح الظواهر شرحاً مفصلاً من نواحي الأسباب والآثار والحلول.

ومن الممكن أيضاً أن يجمع الباحث بين المحددين السابقين في المنهج الوصفي (الوصف الكمي والوصف الكيفي) في دراسة واحدة، ومن الممكن أيضاً أن يفرد الباحث محدد واحد من المحددين السابقين في دراسة واحدة، ولكن غالباً ما يتم الجمع بينهما في الدراسة السابقة، ولعل أهم أسباب الاعتماد بكثرة على استخدام منهجية البحث العلمي الوصفية في البحوث هو كونها تدخل في الأسباب وتقدم شروحاً مفصلة عن الظواهر، مما يجعل لدى الباحث كمية معلومات كبيرة حول الظاهرة يتمكن من تقديمها لجمهور القراء على شكل مادة معرفية دسمة تحيط بكافة جوانب الظاهرة التي يتناولها في دراسته.


 تعرف على المنهج التحليلي في البحوث: 

إذا كان المنهج الوصفي أكثر المناهج استخداماً في البحوث، فإن المنهج التحليلي لا يقل عنه أهمية وشيوعاً، فكلا المنهجين يعتبران الأوائل من ناحية الاستخدام، ومنهجية البحث العلمي التحليلية هي التي يقوم فيها الباحث بعملية التحليل الدقيق للمعلومات والوقوف على المتغيرات كل متغير على حدة وتحليل الارتباطات الخاصة به، وكذلك الوصول إلى تحليل الفرضيات والنتائج، ولعل المنهج التحليلي تكمن أهميته في العديد من الأمور والتي من أهمها:

  1. يعتبر المنهج التحليلي من المناهج القائمة على الشرح والتفسير، وهذا يعني زيادة الإلمام والادراكات للظاهرة.
  2. يوفر المنهج التحليلي مساحة واسعة للباحث لكتابة المعلومات إضافة إلى آرائه الشخصية وتحليلاته الخاصة.
  3. التحليل يخوض في أعماق الظاهرة، وبهذا يتمكن الباث من الوصول إلى المعلومات النادرة والمميزة من خلال التحليل.
  4. من يجيد استخدام المنهج التحليلي لابد وألا يترك مجالاً لكلمة (لماذا) في ذهن القارئ، وذلك لأن التحليل يقوم على أساس التحليل العميق الذي يوفر التفاسير في الأسباب والنتائج.
  5. المنهج التحليلي يعتبر من المناهج المناسبة لكافة المجالات العلمية، ولكن يتميز المنهج التحليلي في بعض المجالات، على سبيل المثال المجال الطبي والمجال التربوي يعتبران من المجالات التي يتميز فيها الباحث باستخدام المنهج التحليلي.
  6. كلما كانت الظاهرة صعبة الفهم كلما تمكن الباحث باستخدام المنهج التحليلي من تبسيطها.
  7. لابد من القول بأن القارئ قد يواجه مشكلة الزخم المعلوماتي نتيجة استخدام المنهج التحليلي، ولكن هذا الزخم مع صعوبته فهو ضروري لشرح الظاهرة.

المساعدة في تنسيق الرسائل العلمية

 منهجية البحث العلمي الوصفية التحليلية... ازدواجية هامة: 

فيما سبق من فقرات توقفنا على المنهج الوصفي وعلى المنهج التحليلي كل على حدة، ولكن لابد من التطرق إلى أن المنهجين يمكن دمجهما مع بعضهما، بل إن المنهج الوصفي التحليلي يعتبر من المناهج القوية بل القوية جداً في المجال البحثي، وفيما يلي من نقاط نستوقف على هذه الازدواجية الجوهرية للمنهج الوصفي التحليلي:

  • أولاً: الوصفي والتحليل كلاهما يكمل الآخر، فالظاهرة بحاجة إلى وصف ماهيتها، وكذلك بحاجة للوقوف على خبايا هذا الوصف وايجاد التعليلات والتحليلات الشارحة.
  • ثانياً: المنهج الوصفي التحليلي يفصل الحيرة والجدل لدى الباحث حول استخدام المنهج الوصفي أم المنهج التحليلي.
  • ثالثاً: في المنهج الوصفي التحليلي يقوم الباحث بداية بالوصف ثم التحليل، لا العكس. وذلك لأن الوصف ينبني عليه التحليل، إذ أن معلومات الوصف تعتبر المادة الخام المراد تحليلها.
  • رابعاً: الوصف والتحليل عمليتان تؤديان إلى الحصول على كم معلومات كبير. وبالتالي الحصول على مادة قيمة للإطار النظري في البحث.
  • خامساً: الكثير من الظواهر تحتاج إلى الوقوف على تعريفها أو وصفها ومن ثم الوقوف على تحليل وصفها. وهذا القالب يوفره المنهج الوصفي التحليلي.
  • سادساً: يعتبر هذا المنهج نموذجاً هاماً وحياً لكيفية الربط بين منهجين من مناهج البحوث. حيث هناك انسجام حقيقي وواضح بينهما يوضح الترابط بين المناهج العلمية.

 المنهج التاريخي... منهجية البحث العلمي المميزة: 

التاريخ ذاته يعتبر من المعارف الانسانية التي يندمج معها الفكر والوجدان. وهذا هو طرف الخيط لأهمية وفائدة المنهج التاريخي. كمنهج رئيسي من مناهج البحوث. حيث يقوم الباحث في سياق استخدام المنهج التاريخي بعملية عرض المعلومات من الناحية الزمنية. فيربط الحاضر بالماضي ويتنبأ بالمستقبل، وللإلمام أكثر بالمنهج التاريخي نضع النقاط التالية كشرح مبسط ومفصل:

  1. المنهج التاريخي له جمالية تخرج إطار المعلومات من الرتابة والجمود. ولهذا يكثر مدح الدراسات التي يُستخدم فيها المنهج التاريخي.
  2. بربط الحاضر بالماضي يزيد فهم أسباب حدوث الحاضر، وبالتالي زيادة الإلمام بالظاهرة التي يتناولها الباحث في دراسته.
  3. إضافة إلى ما أوردناه في النقطة السابقة، فإن ربط المستقبل بالحاضر بناءً على فهم الماضي يعطي صورة توقعية وتنبؤية أكثر دقة، وذلك لأن الماضي هو المسبب الحقيقي للحاضر والحاضر هو المسبب الحقيقي للمستقبل فلابد من فهم كافة هذه المحددات للوصول للمعلومات الصحيحة.
  4. البعض يظن أن المنهج التاريخي مقتصر فقط على التسلسل التاريخي بمفهومه الحدثي. ولكن الصحيح أن المنهج التاريخي لا يقتصر فقط على الأحداث التاريخية بل يشمل كافة المجلات. على سبيل المثال في مجال الاقتصاد فإن استخدام المنهج التاريخي يساعد في توقع المخاطر الاقتصادية لمؤسسة ما بناءً على ما حدث في الماضي وما هو موجود في الحاضر.
  5. عندما نتحدث عن المنهج التاريخي فإننا هنا لابد وأن نتحدث عن المجال الطبي. وذلك لأن المنهج التاريخي يلعب دوراً هاماً في المجال الطبي لاسيما مجال اكتشاف الأدوية والتخلص من الأوبئة والأمراض الخطيرة.
  6. الأدب والدراسات المتعلقة بالشعر والروايات والقصص. كثيراً ما يستخدم فيها المنهج التاريخي من ناحية فهم التطور الحاصل في المجال الأدبي.
  7. يمكن ربط المنهج التاريخي بمناهج أخرى، على سبيل المثال المنهج التاريخي الوصفي. ولكن لا يستخدم الربط إلا نادراً، فالشائع هو استخدام المنهج التاريخي منفرداً.

 المنهج التجريبي... من المناهج الهامة ذات الخصوصية: 

للمنهج التجريبي ميزة من بين مناهج البحث العلمي الأخرى، فمنهجية البحث العلمي التجريبية يتم من خلالها وضع فرضيات حول الظاهرة التي يتناولها الباحث، وكذلك القيام بتنفيذ التجارب التي يدخل فيها المتغيرات وبالتالي يتم الحصول على المعلومات من خلال هذه التجارب وتفاعل المتغيرات، وكذلك يتم اختبار النتائج بناءً على معطيات التجارب، مما يساهم في الحصول على معلومات دقيقة وصحيحة، وكذلك فإن المنهج التجريبي له ضمن خصوصيته ما يلي:

  • أولاً: المنهج التجريبي يعتمد على أسلوب المدخلات والعمليات والمخرجات. إذ أن المدخلات هي المتغيرات الداخلة في التجارب إلى جانب المكملات الأخرى، والعمليات هي التجارب نفسها. والمخرجات هي نتائج التجارب، وهذا الأسلوب يعتبر من الأساليب الدقيقة في تحصيل المعلومات الصحيحة.
  • ثانياً: الصورة الذهنية المرتبطة بأن المنهج التجريبي هو أنابيب اختبار ومواد كيميائية ومختبرات، هذا جزأ من المنهج ولكن ليس الكل، فقد تكون التجارب عبارة عن تعريض فئة من أفراد العينة لظروف معينة لتسجيل النتائج والملاحظات، على سبيل المثال اجراء تجارب بتعريض مجموعة من الطلاب لدروس تقوية مكثفة في فترة قصيرة وتعريض مجموعة أخرى من التعريض لدروس تقوية في فترة طويلة وتسجيل النتائج للوصول إلى أي الطريقتين أكثر كفاءة في زيادة تحصيل الطلاب.
  • ثالثاً: المنهج التجريبي كما أسلفنا يعتبر من المناهج التي تتحقق من النتائج النهائية للبحث. ولهذا يُعتمد عليه في الدراسات التي تتطلب نتائج دقيقة جداً.
  • رابعاً: المنهج التجريبي يمكن دمجه مع العديد من المناهج الأخرى مثل المنهج التحليلي. وهذا ما يكثر استخدامه، فغالباً ما يتم ربط المنهج التجريبي بمناهج أخرى في نفس الدراسة.

 ملاحظات عامة حول المناهج البحثية التي ذكرناها في هذا المقال: 

بعد طرحنا للفقرات السابقة التي أفردنا فيها عدداً من المناهج الرئيسية في البحث العلمي. وجدنا أننا لابد وأن نستوقف على بعض الملاحظات العامة والتي نوجزها في النقاط التالية:

  1. كانت المناهج السابقة هي مناهج رئيسية، ولكن هذا لا يعني أنه لا وجود لمناهج أخرى. بل هناك مناهج غاية في الأهمية مثل المنهج التفسيري والمنهج المقارن وغيرها.
  2. لكل منهج من مناهج البحوث خصوصيته التي يُستخدم فيها، وفقاً للظاهرة والمتغيرات والفرضيات. وبعبارة أخرى فإن الظاهرة ومتغيراتها وفرضياتها هي التي تحكم اختيار المنهج المناسب من بين المناهج المختلفة.
  3. في دمج منهجين مع بعضهما لابد وأن يكون هناك تناسق واندماج مفاهيمي بينهما. سعلى سبيل المثال كما رأينا في المنهج الوصفي التحليلي وكيف يندمج لوصف مع التحليل.
  4. مناهج البحث تكتب معرفة في الخطة. وذلك بكتابة المنهج مع نبذة عنه مع سبب اختياره في هذه الدراسة. إذ تعتبر هذه الخطوة من العناصر الأساسية المكونة لخطة البحث.
  5. نتائج الدراسة النهائية مبنية بشكل أساسي على المنهج المستخدم، ولهذا لابد من استعراض النتائج بناءاً على منطقية المنهج، على سبيل المثال إذا تم استخدام المنهج التاريخي فلابد للنتائج أن تشمل على الأسلوب التاريخي والأحداث الموصلة لهذه النتائج.
  6. المتغيرات والفرضيات من المدخلات الأساسية في المناهج. ولهذا لابد من استخدام المنهج بالشكل المناسب لعرض الفرضيات والمتغيرات.

 فيديو: أنواع مناهج البحث العلمي 

 


لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي

هل كان المقال مفيداً؟


مقالات ذات صلة