اطلب الخدمة
كيفية كتابة منهجية البحث
من بين عناصر البحث المختلفة تأتي عملية كتابة منهجية البحث ضمن الأساسيات من هذه العناصر، واللافت أن كتابة منهجية البحث ترد معرفة تارة وغير معرفة تارة أخرى، وهذا المقصد نورده في سياق حديثنا عن كيفية كتابة منهجية البحث وأين تكتب وما هي شروط كتابتها؟، وأمور عديدة أخرى سنتطرق لها في هذا المقال.
قبل الدخول في طرق كتابة منهجية البحث والأمور الأخرى، لابد أن نقف على تعريف هذه المنهجية، لنتمكن من فهمها والنظر في متطلباتها، حيث أن مناهج البحث تأتي معرفة بأنها مجموعة من الخطوات المندرجة تحت إطار منظومة متكاملة لها خصوصيتها ومميزاتها في الوصول إلى المعلومات وتضمينها في داخل الدراسة، وبالتالي نجد أن مناهج البحث تكون عبارة عن خطوط سيسير الباحث عليها.
ولعل قارئنا العزيز انتبه لعنوان هذه الفقرة وهو (مناهج البحوث)، ولعله أيضاً انتبه لصيغة الجمع هنا، إذ أن كلمة مناهج توحي بوجود فروع لها، حيث هناك أنواع مختلفة تندرج تحت مناهج البحوث. أهم هذه المناهج هو المنهج التاريخي والمنهج التحليلي والمنهج الوصفي والمنهج التفسيري والمنهج المقارن والمنهج التجريبي، وقبل اختتام هذه الفقرة التعريفية بمناهج البحوث لابد من ايجاز بعض النقاط السريعة كما يلي:
- لكل منهج من مناهج البحوث سمته الخاصة به. والتي يتمكن الباحث من خلالها من صياغة المعلومات وترتيبها في مضمون الإطار النظري.
- المناهج يتم اختيارها وفقاً للموضوع الذي يتناوله الباحث. بحيث تكون هذه المناهج وسيلة للإلمام بهذا الموضوع. وبالتالي الموضوع هو من يحدد المنهج وليس العكس.
- النقطة التي لابد من ذكرها في كافة المقالات التي تتحدث عن مناهج البحوث، هي إمكانية الدمج بين منهجين في منهج واحد، على سبيل المثال المنهج الوصفي التحليلي والمنهج التاريخي المقارن، بشرط أن يكون هذا الدمج منطقياً.
- يمكن للدراسة الواحدة أن يُستخدم فيها أكثر من منهج، وهذا هو الغالب على الدراسات، ولكن يظل هناك منهج واد يأخذ السيطرة على الدراسة ويكون بارزاً أكثر من غيره من المناهج الأخرى.
قد يحدث لبس أو قد يجد البعض صعوبة في تحديد مكان كتابة منهجية البحث، ولعل هذا اللبس وهذه الصعوبة تأتي نتيجة أن المنهجية تكتب مرتين في البحث، ولكن تأتي كتابتها بطريقة محددة في المرة الأولى ومن ثم يأتي استخدامها بطريقة أخرى في مضمون آخر من البحث، أعرف أن هذه المقدمة لا تزال غامضة بعض الشيء بالنسبة لكتابة منهجية البحث، ولكن الطرح التالي سيوضحها بشكل مبسط ومفصل فتابع القراءة:
-
أولاً: كتابة منهجية البحث في خطة البحث:
المرة الأولى التي تكتب فيها المنهجية تكون في خطة البحث، وذلك بعد كتابة الدراسات السابقة وقبل كتابة أدوات الدراسة، حيث يبدأ الباحث بكتابة المناهج المستخدمة في البحث، فيذكر أولاً عنوان المنهج مثل (المنهج التاريخي) ومن ثم يقوم بكتابة سبب اختياره لهذا المنهج في هذه الدراسة وكذلك يكتب كيف سيوظف هذا المنهج داخل الإطار النظري، ويفعل ذلك في كل منهج من المناهج المستخدمة في البحث، وكذلك لابد ألا يغفل الباحث عن ترتيب المناهج في الخطة، حيث يبدأ بالمنهج الأكثر أهمية والأكثر استخداماً وهو المنهج الرئيسي ثم يتدرج للأقل أهمية وأقل استخداماً شيئاً فشيئاً.
-
ثانياً: المناهج في الإطار النظري:
المكان الثاني الذي تكتب فيه المناهج هو الإطار النظري، ولكن هنا لا يتم كتابة المناهج بطريقة مباشرة، بل يمكن القول بأن استخدام المناهج هنا بالطريقة الصحيحة يعتبر كتابة لها، وبالتالي يكون الإطار النظري المعبر الأساسي عن المناهج المستخدمة، فيأتي القارئ ويعرف أن الباحث استخدم المنهج كذا، وذلك من خلال قراءة القارئ لطبيعة الصياغة وطبيعة الطرح الموجود في الإطار النظري، على سبيل المثال الإطار النظري الذي يحتوي على معلومات تاريخية أو معلومات مكتوبة وفقاً للتسلسل الزمني فهذا يوحي بأن الباحث استخدم (المنهج التاريخي)، وكذلك إذا كان مضمون الإطار النظري يحتوي على التحليلات والتفسيرات فإن ذلك يوحي باستخدام الباحث للمنهج التحليلي... وهكذا.
لابد وأن تكتب المناهج في الخطة وفقاً لمعايير وشروط أساسية تحكم جودة وانضباط هذا القالب. فهذه المعايير يمكن اعتبارها خريطة أساسية لابد أن يسير عليها الباحث. ولهذا فإن عملية التحكيم كثيراً ما تعلق على طريقة كتابة المناهج داخل الخطة. مما يجعل الكثير من الباحثين يقعون في الإحراج أثناء مناقشة دراساتهم. وفيما يلي نعرض عدداً من هذه المعايير الأساسية:
- لابد من اكتمال كافة المعلومات التي تتطلبها كتابة المناهج في خطة البحث. وهذه المعلومات تشمل العديد من المحددات. وهي عنوان المناهج المستخدمة وتعريف بسيط عنها وعن سبب اختيارها وعن دورها في مضمون البحث.
- الترتيب للمناهج في الخطة لابد وأن يكون منطقياً، بحيث يشمل المنهج الأول المنهج الأساسي وهو الأكثر استخداماً في الإطار النظري، ثم يتدرج الباحث لكتابة باقي المناهج وفق الأهمية، ومن ناحية أخرى أيضاً لابد للباحث أن يتفطن لتراكم وترابط المناهج بعضها على بعض، على سبيل المثال كانت الدراسة ينبني فيها المنهج التجريبي على المنهج التاريخي، وهنا لابد من كتابة المنهج التاريخي أولاً ثم كتابة المنهج التجريبي... وهكذا
- التنسيق مهم جداً في المناهج المكتوبة في الخطة، وهذا التنسيق يأتي بكتابة عنوان المنهج في الأعلى، ثم أسفل منه يأتي كتابة باقي التفاصيل على شكل فقرة لا على شكل نقاط، وكما لابد للتنسيق أن يكون موافقاً لباقي التنسيق الموجودة في باقي عناصر الخطة.
- يشترط أن تكتب المعلومات بأسلوب مباشر بعيد عن الإسهاب واستخدام العبارات الجمالية. حيث أن المناهج في الخطة هي فقط للتعريف لا للتثقيف.
- كلما كانت المناهج ذات اختصار مفيد كلما كانت سريعة الفهم والإدراك، ولهذا لابد من الاختصار الغير مخل بالمعنى.
- يجب أن ينتبه الباحث لمسألة المصداقية. فالمنهاج الذي تتم عملية ذكره في الخطة لابد وأن يكون مضمون الإطار النظري مشتملاً عليه بشكل فعلي.
ذكرنا في الفقرة السابقة المعايير الخاصة بكتابة المناهج في الخطة. والآن نأتي للمعايير في الإطار النظري. حيث لابد للباحث أن يقوم بكتابة هذه المناهج في الإطار النظري وفقاً لآلية وشروط محددة نوضحها في سياق النقاط التالية:
- أولاً: لابد من كتابة المناهج في الإطار النظري وفقاً لآلية الترتيب لا آلية التداخل، _هذا وفقاً لإحدى الآراء التي نميل إليها_، لأن كثيراً من الباحثين في نفس الفقرة يقومون باستخدام أكثر من منهج بحثي مما يجعل المضمون يبدو متشابكاً ومشتتاً وصعب الفهم، ولهذا ننصح ضمن هذه المعايير بأن يتم استخدام المنهج في فقرة كاملة ومن ثم الانتقال لاستخدام منهج آخر في فقرة أخرى، على سبيل المثال استخدام المنهج الوصف في فقرة ثم القيام بتحليل المعلومات باستخدام المنهج التحليلي في فقرة أخرى.
- ثانياً: الاستخدام الصحيح للمناهج يعتبر من الأساسيات. على سبيل المثال يخطئ كثير من الباحثين في استخدام أسلوب الاختصار في المنهج الوصفي. وهذا ينافي الدقة والصواب في طريقة استخدام هذا المنهج البحثي.
- ثالثاً: لابد أن يراعي الباحث استخدام أدوات الربط السليمة في المنهج الواحد والمناهج الأخرى. لأن أدوات الربط تعتبر من الأمور التي تبرز هيكلية المنهج.
- رابعاً: الفرضيات يتم توظيفها بشكل أساسي في المنهج، فالمنهج الذي لا يتطرق لإثبات أو نفي الفرضيات يعتبر منهجاً خاطئاً.
- خامساً: تعتبر المتغيرات سواء التابعة منها أو المستقلة، من المحددات الأساسية المكونة للمعلومات الداخلة في المناهج، ولهذا لابد للمنهج أن يحسن التفاعل بينها ليخرج بالنتائج الصحيحة.
هذا السؤال المزدوج يعتبر من الأسئلة الهامة التي تتحدث عن كتابة منهجية البحث، حيث أن كثير من الباحثين يغفلون عن ارتباط المناهج بالنتائج، وهنا نبدأ بالقول أن المناهج هي جزء لا يتجزأ من النتائج، وذلك لأن المتغيرات والفرضيات يتم إدراجها وفقاً لهيكلية المنهاج المستخدم للوصول من خلالها إلى النتائج، فهنا تكون المناهج هي طريق رئيسي من الطرق المؤدية إلى النتائج، وكذلك لا يمكن إغفال أن المناهج تكتب بصورة مباشرة أو غير مباشرة في قائمة النتائج الخاصة بالبحث، فإما أن يكتب الباحث على سبيل المثال عبارة (وباستخدام المنهج التجريبي توصلنا إلى.....)، أو أن يفهم القارئ ذلك من خلال السياق، فهنا نؤكد على علاقة المناهج بالنتائج، وكذلك نؤكد على أن المناهج تعتبر مادة أساسية من مواد النتائج، وأيضاً بالنظر إلى وظيفة المناهج وهي صياغة المعلومات وشرحها نجد أنها ممهدة وشارحة شرحاً مفصلاً لما سيأتي ذكره في النتائج.
لا تكتمل أي دراسة بدون وجود المناهج البحثية داخلها. ومن يتضح لنا البذرة الأولى للأهمية الكبيرة لمناهج البحث. حيث أن مناهج البحث تعتبر من الأساسيات والعناصر الأساسية. وفضلاً عن ذلك فإن أي عنصر من عناصر خطة البحث يعتبر عنصر لا عنى عنه في كامل مضمون البحث. ولعل الناظر إلى وظيفة المناهج التي تؤديها في الدراسة يدرك أنها تعتبر وسيلة من الوسائل التي تنظم وتصوغ المعلومات. وفيما يلي نضع بعض النقاط المؤكدة على أهمية المناهج في الدراسات البحثية:
- تسهل المناهج البحثية على الباحث عملية صياغة وتنظيم المعلومات. وبالتالي تساعد في إنجاز الدراسة بسرعة وبجودة عالية.
- وجود المناهج خلص كثير من الباحثين من مشكلة (من أين سأبدأ؟ وكيف؟). إذ تعتبر هذه المشكلة من أكثر المحبطات التي يتعرض لها الباحثون. وتأتي المناهج لتضع الباحث على بداية الطريق موضحة أمامه كيفية السير.
- المناهج تعمل على زيادة الفهم والاستيعاب لمضمون الدراسة بشكل عام، وكذلك لإجراءات الدراسة. فمن خلال المناهج ومعها أدوات الدراسة يعرف القارئ كيف استطاع الباحث الوصول إلى المعلومات الموجودة في الدراسة.
- تساهم المناهج في عملية الإلمام بالفرضيات والمتغيرات، وهذا يعني زيادة فرصة الوصول إلى نتائج بحثية صائبة، وكذلك توصيات منطقية.
- وجود أكثر من منهج في دراسة واحدة يبين إلى حد ما الجهد الكبير الذي بذله الباحث في سبيل اتمام الدراسة. فستجد أن الباحث على سبيل المثال قام بالوصف ثم التحليل ثم التفسير ثم المقارنة... وهكذا.
خلاصة المقال:
في هذا المقال بدأنا بتعريف مناهج البحث العلمي واستوقفنا على بعض الجوانب المرتبطة بتعريفها. ومن ثم رأينا أين تكتب هذه المناهج داخل البحث. حيث وجدنا أنها تكتب في شقين أساسيين هما الخطة والإطار النظري. وبينا طريقة الكتابة في الخطة وكذلك في الإطار النظري. ووضعنا عدداً من المعايير لكل منهما، وكذلك وضحنا طبيعة ارتباط المناهج بالنتائج. وأكدنا على هذا الارتباط الذي لا يمكن إغفاله. ومن ثم تطرقنا لأهمية المناهج في البحث وضرورة كتابتها.
لطلب المساعدة في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي