اطلب الخدمة
إذا ما قرأت أي خطة بحث علمي، ستجد في مضمون خطة البحث العلمي محددين أساسيين وهما الفوائد أو (الأهمية) و كذلك الأهداف، ومن الخطأ أن نعطي للأهمية والأهداف نفس المعنى والمكونات والدلالات، بل تختلف الأهمية عن الأهداف، وفي مضمون خطة البحث العلمي ستجد أن كلا العنصرين يكون له معانيه وصياغته الخاصة التي تختلف عن الآخر، هذا المقال سيحتوي على شرح مفصل يبين الفرق بين الفوائد (الأهمية) والأهداف في مضمون خطة البحث العلمي، وسنبدأ أولاً في وضع المصطلحات وتعريفاتها كلٌ على حدة، ومن ثم نقوم بعملية الوقوف على الفوارق بينهما…. .
من بين العناصر البارزة في مضمون خطة البحث العلمي، هي الفوائد أو الأهمية، وتتم كتابة هذه الفوائد أو الأهمية في مضمون خطة البحث العلمي بعد كتابة الفرضيات مباشرة، وقبل عملية كتابة أهداف البحث العلمي.
وإذا ما أردنا أن نضع تعريفاً اصطلاحياً شاملاً للفوائد (الأهمية) في مضمون خطة البحث العلمي فيمكننا القول بأنها: عنصر من عناصر خطة البحث العلمي يقوم من خلاله الباحث بكتابة العوائد المعرفية وغيرها مما سيترتب على مضمون البحث العلمي بشكل عام، سواء كان هذا العائد للباحث أو الجمهور على مختلف أنواعه ومستوياته.
وفي تعريف مكمل للتعريف السابق عن الفوائد المكتوبة في خطة البحث العلمي نقول: هي عبارة عن ابراز الباحث لمدى أهمية الموضوع الذي سيتناوله في مضمون البحث العلمي الذي يقوم بعملية اعداده. ومدى تأثير مضمون البحث العلمي الذي يريد إعداده على المستوى العلمي والاجتماعي والانساني.
التعريفين السابقين وضعا الفوائد (الأهمية) المكتوبة في مضمون خطة البحث العلمي في مفهومين رئيسيين هما:
- الفوائد في خطة البحث العلمي تشير إلى العوائد المعرفية والسية من وراء عملية إعداد مضمون البحث العلمي.
- تعبر الفوائد عن أهمية البحث العلمي، وبمعنى آخر تجيب الفوائد (الأهمية) عن سؤال لماذا قام الباحث بعملية إعداد هذا البحث العلمي؟.
إذاً، فإن الفوائد (الأهمية) التي تجري عملية كتابتها في مضمون خطة البحث العلمي هي باختصار العوائد وأسباب اختيار الموضوع للبحث العلمي.
بعد إتمام عملية كتابة الفوائد (الأهمية) في مضمون خطة البحث العلمي تأتي عملية كتابة الأهداف، وعملية كتابة لها في مضمون خطة البحث العلمي تتم وفقاً لرؤية الباحث نفسه، و كذلك مدى معرفة الباحث بتفاصيل بحثه وما يريد الوصول إليه.
ويتم تعريف الأهداف الخاصة بالبحث العلمي بأنها: ما يطمح الباحث من الوصول إليه في ختام عملية إعداد مضمون البحث العلمي، وذلك وفق الرؤية الشخصية للباحث و كذلك محددات الطرح المعلوماتي في مضمون البحث العلمي.
وفي تكملة أخرى للتعريف السابق الخاص بالأهداف يمكن القول بأن الأهداف هي: تصور عام للنتائج التي يرى الباحث أنه سيحققها في نهاية البحث العلمي.
ومن خلال التعريفات السابقة يمكن القول بأن المحددات الأساسية للأهداف التي تتم عملية كتابتها في مضمون خطة البحث العلمي هي:
- ما يريد الباحث الوصول إليه.
- نتائج وحلول مشكلة البحث العلمي.
ويتضح لنا أن الأهداف في خطة البحث العلمي هي عبارة عن نقاط مرتبطة بفكر الباحث و كذلك مشكلة البحث وحلولها، ويمكن القول أن الأهداف هي عبارة عن جس نبض لنتائج البحث.
الفوائد والأهداف هما عنصريين أساسيين من عناصر خطة البحث العلمي كما أوضحنا في الفقرات السابقة، وتتم عملية كتابة كل من الفوائد (الأهمية) والأهداف في مضمون خطة البحث العلمي وفقاً لما يلي:
- تُكتب الفوائد (الأهمية) في العنصر الثالث من عناصر خطة البحث، أي بعد كتابة المشكلة والفرضيات.
- كما وتُكتب الأهداف مباشرة بعد كتابة الفوائد (الأهمية) في مضمون خطة البحث، أي أن الأهداف تأتي في المرتبة الرابعة في ترتيب عناصر الخطة.
- كل من الفوائد (الأهمية) والأهداف يتم عملية الكتابة لهما في مضمون خطة البحث، باستخدام أسلوب الجمل المرقمة. ولا تتم عملية الكتابة لهما باستخدام الفقرة الكاملة.
- عملية كتابة الفوائد والأهداف في مضمون خطة البحث ليست محكمة بعدد أسطر.
- لابد من التسلسل الترقيمي في كتابة الفوائد والأهداف في مضمون خطة البحث.
تختلف الفوائد عن الأهداف في مضمون خطة البحث العلمي، وهذا الاختلاف يرجع بشكل أساسي إلى اختلاف وظيفة كل منهما. والنقاط التالية توضح بشكل موسع أهم هذه الاختلافات:
- مفهوم الفوائد يرتبط بالباحث وبالجمهور أيضاً، فنرى مثلاً أن الباحث يقوم بعملية كتابة الفوائد مخاطباً الجماهير و كذلك مخاطباً نفسه بما سيحققه مضمون البحث العلمي من فوائد، و كذلك سبب اختيار موضوع هذا البحث، ولكن كتابة ما يهدف إليه الباحث يكون بصيغة المتحدث، حيث ترتبط بالباحث نفسه فقط، فهو من يحدد ما يطمح الوصول إليه من وراء مضمون البحث.
- إذا تعمقت في قراءة وفهم الفوائد والهدف المكتوبات في خطة البحث، فستجد أن الأهداف يتم فيها إدراج أمور متعلقة بالمضمون المعرفي والعناصر الأخرى المندرجة في عملية إعداده، على سبيل المثال الغرض من إعداد البحث، وبالنسبة للأهمية فهي فقط تكتفي بذكر العوائد وما يمكن للبحث تقديمه من معلومات وإضافات.
- من خلال الهدف يمكن الحكم على مضمون البحث، حيث يتم النظر في هل حقق البحث الأهداف المكتوبة في الخطة أم لا، وفي حال تحقيقه هذه الأهداف يكون المضمون ذو كفاءة عالية.
- أهداف الباحث غالباً ما يكون فيها عدد السطور أكثر من تلك السطور المكتوبة في الفوائد.
- ترتبط الأهداف بنتائج الدراسة، ولكن الفوائد ترتبط بالقيمة المعلوماتية فقط.
أثناء عملية كتابة الأهداف في خطة البحث لابد أن تكون عملية الكتابة هذه مبنية على أساس محكوم بشروط عدة. ومن أهم هذه الشروط:
- لا في عملية كتابة الأهداف في مضمون البحث أن يتم تشمل على الحلول للمشكلة التي يعرضها مضمون البحث.
- لابد أن تكون قابلة للتنفيذ والتحقيق ويستوعبها العقل أي أنها منطقية.
- في عملية كتابة الأهداف في خطة البحث لابد من ربطها بالأسس العامة للدراسة، ومن أهمها المنهج الدراسي العينة والأدوات، على سبيل المثال كتابة وباستخدام الاستتبيانات ستقوم الدراسة بمعرفة نسبة موافقة العينة على كذا….. .
- الفرضيات تعتبر من المسلمات التي لابد على الباحث ذكرها في عملية كتابة الأهداف في مضمون الخطة. على سبيل المثال كتابة وسيتم معرفة مدى صحة الفرضية…. كذا…. .
- قلنا أن الأهداف ترتبط بشكل كبير بالنتائج. إذاً لابد أن تلخص الأهداف النتائج، و كذلك لابد أن يتطرق الباحث لذكر الهدف من عملية التحليل الإحصائي.
- القياس الكمي والنوعي محددين أساسيين لابد أن تكون الأهداف المكتوبة في الخطة قابلة لهما.
- يجب أن تصاغ هذه الأهداف بشكل خالي من أي خطأ لغوي. ويجب استخدام كلمات مباشرة سهلة الفهم لا تحتاج إلى تأويل.
المقدمة ذات المضمون المتقن لابد أن تحتوي على عبارات تفيد بالفوائد من وراء إعداد البحث. ولكن لا تتم عملية كتابة فوائد البحث في مضمون المقدمة بشكل تعدد رقمي متسلسل. والنقاط التالية تشرح عن هذا الأمر أكثر:
- عندما تكت المقدمة في خطة البحث تقوم بالتطرق لذكر الفوائد بشكل سريع. يفسر للقارئ لماذا قمت باختيار موضوع أو مشكلة الدراسة.
- البعض يذهب إلى أن يكون هناك فقرة كاملة تتحدث عن الفوائد في مضمون المقدمة. ولكن هذه الفقرة لابد أن ترتبط بالفقرات السابقة والتالية لها.
- كتابة الفوائد في مضمون المقدمة، يأتي بعد التطرق للتمهيد للمشكلة في سياق المقدمة نفسها. ومن ثم ذكر الفوائد بما يزيد من توضيح أسباب الدراسة بشكل عام.
من شروط اكتمال خطة البحث هو كتابة الهدف من الدراسة والفوائد، وذلك للأهمية التالية:
- خطة البحث في الأساس تأتي لتلخص وتمهد للدراسة بشكل عام. وعند ذكر الهدف من الدراسة وفوائدها يصب لدى القارئ تقبل للمزيد من المعلومات التي تتضمنها الدراسة.
- أن يكتب الباحث ما يريد الوصول إليه، و كذلك أن يكتب الباحث لماذا يكتب هذه الدراسة. يعمل على ضبط التفكير وحصر النقاط الأساسية التي يريد الباحث إيصالها.
- الهدف والفائدة كلاهما يرتبط بمضمون الفرضيات والمتغيرات، وبالتالي تزيد المعرفة بالفرضيات والمتغيرات.
- كتابة الهدف في خطة البحث يضع الباث أمام حقيقة ما إذا كانت الدراسة ستحقق ما يريد الوصول إليه من عدمه. و كذلك تضبط توجه الباحث في الدراسة من البداية للنهاية، إذ يكرس الباحث جهده لتحقيق تلك الأهداف.
- يمكن للقارئ الحكم على جودة البحث من خلال النظر هل استطاع تحقيق الهدف أم لا.
لطلب المساعدة في إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي