الدراسات السابقة ومناقشتها ونتائجها

 الدراسات السابقة للبحث العلمي 

إن كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي تحتاج إلى أسلوب منهجي دقيق ومنمق، ويقع بعض الباحثين في مشكلة اختيار الخاطئ للدراسات السابقة اللازمة للبحث العلمي، لذلك يجب أن يطلع الباحث على الدراسات السابقة بشكل دقيق قبل كتابته في بحثه العلمي؛ وذلك حتى يعرف الباحث على الدراسات السابقة مناسبة لبحثه العلمي أم لا؟ فسوء اختيار الدراسات السابقة للبحث العلمي قد يقلل من مستوى البحث العلمي، والدراسات السابقة تقع قبل منهج البحث، فعند كتابة البحث العلمي يتم إيراد المقدمة ثم سبب اختيار البحث العلمي، وأهدافه وأهميته، وبعد ذلك يتم كتابة الدراسات السابقة ثم المنهج وقائمة المحتويات... إلخ، والدراسات السابقة في البحوث العلمية يتم كتاباتها بطريقتين:

1_ طريقة الدراسات السابقة التي تبدأ بذكر المؤلف: في هذه الطريقة يتم كتابة كنية مؤلف الدراسة والسابقة واسمه، ثم عنوان الدراسة السابقة، ثم الطبعة، ثم مكان ودار وتاريخ النشر.

2_ طريقة الدراسات السابقة التي تبدأ بذكر عنوان الدراسة السابقة: ففي هذه الطريقة يتم كتابة عنوان الدراسة السابقة، ثم مؤلفها، ثم الطبعة، ثم مكان ودار وتاريخ النشر.

وعند كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي بأي من الطريقتين يجب كتابة نوع الدراسة السابقة هل هي بحث أم رسالة ماجستير أم رسالة دكتوراه... إلخ.

 مناقشة الدراسات السابقة 

الدراسات السابقة تعتبر عنصراً أساسياً من عناصر البحوث والرسائل العلمية، لذلك ينبغي على الباحث أن يراعي الدقة عند مناقشته للدراسات السابقة، ويبدأ الباحث مناقشته للدراسات السابقة بمناقشة عنوان الدراسة السابقة، حيث يبين الباحث مدى دلالة عنوان الدراسة السابقة على مضمونها، وهل العنوان يتصف بالاختصار أم الاسهاب؟ ثم يناقش الباحث الهدف الرئيسي للدراسة السابقة، ثم تأتي مرحلة مناقشة عينة ومجتمع الدراسة، ومن خلال مناقشة الباحث لعينة الدراسة السابقة، ويذكر حجم العينة ومميزاتها، ثم يذكر الباحث أثناء مناقشته لمجتمع الدراسة ما إذا كان الباحث قد اختار المجتمع المناسب لتطبيق دراسته السابقة عليه أم لا، وبعد ذلك يناقش الباحث محتوى الدراسة السابقة، مع ذكر الجوانب الإيجابية والسلبية للدراسة السابقة، ثم مناقشة نتائج الدراسة السابقة، حيث يقوم الباحث عند مناقشة نتائج الدراسات السابقة بتقييم هذه النتائج، وفي النهاية يقوم الباحث بمناقشة توصيات الدراسات السابقة، وفي كل خطوة من خطوات مناقشة الدراسات السابقة يجب أن تكون تتم المناقشة بشكل موضوعي.

 كتابة نتائج دراسة سابقة في التقرير العلمي 

يعرف التقرير العلمي بأنه نص يتم كتابته وفق مجموعة من الأسس والمعايير العلمية المنهجية، وعند كتابة الباحث لنتائج الدراسة السابقة في التقرير العلمي، يجب أن يراعي الصياغة الدقيق والاختصار الشديد مع الحفاظ على النقاط المهمة، وعدم الإخلال بقيمة النتائج؛ وذلك لأن التقرير العلمي يكون موجزاً، حيث يقوم الباحث عند كتابته لنتائج الدراسة السابقة في التقرير العلمي بالتركيز على النقاط المشتملة على إجابات حول أسئلة وفرضيات الدراسة السابقة، حيث يذكر الباحث أثناء كتابة نتائج الدراسات السابقة في التقرير العلمي الخاص به مدى صحة كل فرضية من فرضيات الدراسة السابقة، ويقوم الباحث عند كتابة نتائج الدراسة السابقة في التقرير العلمي بالحكم بشكل عام على نتائج الدراسة السابقة، ومن المهم على الباحث عند كتابته لنتائج الدراسة السابقة في التقرير العلمي أن يراعي السلامة اللغوية، وذلك من خلال التدقيق اللغوي وتصويب الأخطاء الإملائية والنحوية.

 كيفية التوثيق من المراجع الأجنبية في الدراسات السابقة 

كثير من الدراسات السابقة قد استعانت بالمراجع العلمية، فأهمية المراجع الأجنبية للدراسات السابقة لا تقل عن أهمية المراجع العربية، فعند كتاب الباحثين للمراجع في دراساتهم السابقة، فإنهم يكتبون المراجع العربية، ثم المراجع الأجنبية، أما عن طريقة توثيق المراجع في متن الدراسات السابقة فتختلف حسب عدد المؤلفين، فإذا اقتبس الباحث مثلًا من مرجع أجنبي لمؤلفين اثنين اقتباساً غير مباشر؛ أي اقتباس بالمعنى فإنه يكتب اسم المؤلفين وسنة النشر، ومثال ذلك: (Al-Mazrooei and Brown,2005)، وإذا اقتبس الباحث من مرجع أجنبي لثلاثة مؤلفين اقتباساً غير مباشر، فإنه يكتب في دراسته السابقة اسم مؤلف من الثلاثة، ثم كلمة (وأخرين)، مثال ذلك: (Brown, et al., P. 105) و(et al) اختصار لكلمة (et alia) وهي كلمة لاتينية ومعناها (آخرون)، وإذا كان المرجع الأجنبي لأكثر من ثلاثة مؤلفين نتبع نفس الطريقة السابقة في التوثيق في حال كان الاقتباس غير مباشر، وعند يوثق الباحث المرجع الأجنبي في قائمة المراجع في دراسته السابقة، فإنه يكتب اسم النشر، ثم نقطتين رأسيتين، ثم رقم الطبعة، ثم نقطة، ثم رقم الجزء -إن وجد-، ثم نقطة، ثم عنوان الكتاب، ثم نقطة، ثم سنة النشر بين قوسين، ثم نقطة.

 طريقة عرض الدراسات السابقة في البحث 

من الطرق التقليدية المستخدمة في عرض الدراسات السابقة في البحث طريقة Annotated Bibliography حيث يقوم الباحث بعرض الدراسات السابقة فيه بحثه وفقاً لهذه الطريقة من خلال كتابة عنوان الدراسة السابقة، ثم يقدم ملخص صغير حول الدراسة السابقة، مع إبراز أهم نتائجها، ثم يقوم الباحث بالتعليق على نتائج الدراسة السابقة، ويؤخذ على هذه الطريقة في عرض الدراسات السابقة في البحث عدة عيوب، وهي:

• هذه الطريقة لا يستطيع الباحث من خلالها تبيين أوجه الشبه والاختلاف بين الدراسات السابقة، ولا تظهر وجهات نظر الباحثين، والأمور التي قاموا بمناقشتها.
• لا يمكن تصنيف الباحثين من خلال هذه الطريقة في مجموعات.
• هذه الطريقة في عرض الدراسات السابقة تفتقد إلى الموضوعية، بحيث يصعب على الباحث تحديد الفجوة بالاعتماد على هذه الطريقة.

وبسبب كثرة المآخذ على هذه الطريقة في عرض الدراسات السابقة في البحث، أصبح الباحثون يعتمدون على طرق أخرى في عرض الدراسات السابقة في بحوثهم، مثل العرض بحسب المنهج، أو الموضوعات، أو الترتيب الزمني.

 كيف تكتب الدراسات السابقة 

إن كتابة الدراسات السابقة تتم بعدة طرق، وللباحث إن يختار الطريقة التي تعجبه أثناء إرادة كتابة الدراسات السابقة، بشرط أن تتوافق هذه الطريقة مع طبيعة البحث أو والرسالة، ومن أهم الطرق التي يتم من خلالها كتابة الدراسات السابقة هي:

1_ كتابة الدراسات السابقة وترتيبها حسب الموضوعات: في هذه الطريقة يتم كتابة الدراسات السابقة وترتيبها حسب مدى ارتباطها بموضوع البحث؛ حيث إن أول دراسة سابقة يتم كتابتها في البحث هي الدراسة السابقة الأكثر اتصالاً بموضوع البحث ثم التي تليها وهكذا.

2_ كتابة الدراسات السابقة وترتيبها حسب التسلسل الزمني: يكتب الباحث الدراسات السابقة في بحثه بالاعتماد على هذه الطريقة من خلال التسلسل الزمني من الأقدم فالأحدث أو العكس، وهي طريقة تتناسب مع الأبحاث التاريخية، أو القائمة على المنهج التاريخي.

3_ كتابة الدراسات السابقة بحسب العناوين: في هذه الطريقة من طرق كتابة الدراسات السابقة يقوم الباحث بكتابة عنوان الدراسة السابقة، ثم يلخصها، ويلخص نتائجها، وهذه الطريقة من أكثر الطرق التي يستخدمها الباحثون في كتابة الدراسات السابقة في بحوثهم ورسائلهم.

 أفضل مواقع الدراسات السابقة 

يوجد مواقع إلكترونية كثيرة تقدم للباحثين الأبحاث والرسائل والدراسات السابقة، ومن أهم مواقع الدراسات السابقة عدة مواقع، وهي:

1_ موقع مكتبة جامعة طيبة: ويتبع هذا الموقع لجامعة طيبة السعودية، حيث يشتمل هذا الموقع على الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه والدراسات السابقة.

2_ موقع مكتبة جامعة اليرموك: هذا الموقع يتبع لجامعة اليرموك في الأردن، ويشمل الموقع على الملخصات الخاصة برسائل الماجستير والدكتوراه والدراسات السابقة في نختلف التخصصات.

3_ موقع مكتبة الجامعة المستنصرية: هذا الموقع يتبع للجامعة المستنصرية بالعراق، ويشتمل هذا الموقع على ما يزيد عن خمسة آلاف ملخص دراسة سابقة.

4_ موقع جامعة غازي: هذا الموقع يوجد به 70 من ملخصات الدراسات السابقة المكتوبة باللغة التركية، والتي تمت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، وهذه الدراسات السابقة في مجالات المناهج وطرق التدريس.

5_ موقع مكتبة جامعة نايف: هذه الموقع تابع لجامعة نايف بالمملكة العربية السعودية، ويشتمل هذا الموقع على ملخصات الدراسات السابقة في العلوم الأمنية، والقانونية، والشرطية.

6_ موقع جامعة الحاج لخضر: وهذه الجامعة هي جامعة جزائرية، ويشتمل موقع مكتبة هذه الجامعة على المئات من الدراسات السابقة الكاملة، والمكتوبة باللغة العربية في مجالات التربية، والطب، والإدارة، والحقوق، والاقتصاد، والعلوم.

 كيف أعرف الدراسات السابقة المناسبة للبحث 

إن معرفة الدراسات السابقة التي تتناسب مع طبيعة البحث أمر ليس بالهين، حيث يظن بعض الباحثين إن مجرد الاطلاع على عنوان الدراسة السابقة يكفي لمعرفة ما إذا كانت الدراسة السابقة مناسبة للبحث أم لا، ولهذا السبب نجد بعض الباحثين يكتبون دراسات سابقة غير مناسبة لبحوثهم؛ لذلك حتى يعرف الباحث الدراسات السابقة المناسبة لبحثه يجب عليه أن يطلع بشكل دقيق على الدراسات السابقة وأن يتفحص كل عنصر من عناصرها، ومن خلال تفحص الباحث الدقيق لعناصر الدراسات السابقة يستطيع جمع عدد من الدراسات السابقة القريبة من موضوع بحثه، ثم يقوم بعدل ذلك بتفحصها مرة أخرى لمعرفة الدراسات السابقة الأكثر قرب من موضوع بحثه، وباتباع الباحث لهذه الطريقة يستطيع مع الدراسات السابقة التي تتناسب وموضوع بحثه، وأحياناً قد لا يجد الباحث دراسات سابقة مناسبة لموضوع بحثه، وهذا ليس عيباً، بل إنه جليل على أن موضوع بحثه جديد ولم يتطرق إليه أحد، وفي هذه الحالة عليه أن يكتب العبارة التالية: (لم أعثر على دراسات سابقة مرتبطة بموضوع البحث).

مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي