اطلب الخدمة
كيفية كتابة نموذج نتائج البحث العلمي
الوصول إلى نموذج نتائج البحث العلمي يمكن التعبير عنه بـ (زبدة البحث)، حيث أن الباحث بعد أن يقوم بترسيخ العمليات البحثية المختلفة من طرح للمعلومات وصياغة ونقاش ومقارنات وتحليلات وغيرها، يصل في النهاية إلى وضع النتائج، ويمكن القول بأن نتائج البحث هي من أهم المراحل التي يمر بها البحث العلمي، وهي المرحلة الأهم والتي تثبت الهدف الذي أعد البحث العلمي من أجله، فتتشكل المراحل جميعها وتتلخص في هيئة نتائج البحث، والتي تتبع لمجموعة من القواعد والأسس التي تضمن وصول الباحث إلى نتائج بحث تزيد من القيمة العلمية للبحث الخاص به.
(كذا نتيجة لكذا)، هذه الجملة تجعل لدى سامعها ادراكات بوجود أسباب وعمليات وتفاعلات أدت لحدوث شيء ما، وفي الحديث عن نتائج البحث العلمي فإننا نقول أن هذه النتائج تأتي لتحصر الأسباب والآثار والحلول التي تفاعلت مع بعضها البعض في سياق الدراسة، وفي التعريف الاصطلاحي لنتائج البحث العلمي نقول هي عبارة عن مرحلة شبه ختامية للبحث العلمي والتي تحتوي على إجابات شاملة لأسئلة البحث كافة، والتي تهدف للتأكيد أو النفي لفرضيات البحث العلمي. وتكمن مكانة نتائج البحث العلمي بأنها المرحلة التي تسبق الأخيرة في ترتيب محتويات البحث. وذلك لأنه تتبعها عملية وضع الحلول والمقترحات التي تتعلق بمشكلة البحث العلمي. وهذا يؤكد على ضرورة التركيز على كتابة نتائج البحث بأسلوب علمي متقن وواضح وصريح. وقبل اختتام التعريف بهذه النتائج نرى وجوب وضع بعض اللفتات الهامة والتي ستشملها النقاط التالية:
- النتائج هي نهاية المطاف للعمليات البحثية، بالتالي من المنطقي جداً أن يكون مكانها في نهاية البحث، مباشرة بعد الانتهاء من آخر كلمة في الفصول الدراسية، ومن ثم يأتي بعدها التوصيات والملخص.
- تعبر النتائج عن كافة أنواع الطروحات في داخل البحث، فنجد أنها تشمل المشكلة والمتغيرات والفرضيات، والتحليلات والدراسات السابقة.
- ترتبط النتائج بشكل أساسي بما وضعه الباحث في الأهداف في خطة البحث، حيث يكون الباحث يسعى لإيجاد حلول للمشكلة، وتبين النتائج تلك الحلول.
لماذا نكتب النتائج في البحث؟، وهل يمكن الاستغناء عنها في أي دراسة؟ هذه الأسئلة تذهب بنا للتساؤل عن الهدف من وراء النتائج. ولعل معظم هذه الأهداف تعرف بالمنطق، ومن أهم هذه الأهداف ما يلي:
- أنها تشكل برهان وإثبات على مقدار الجهد الذي بذله الباحث في الوصول لنتائج البحث. ففيها يتم حصر الجهود التي بذلها الباحث ووضعها كخلاصة لما توصل إليه بعد عمليات متنوعة قام بها.
- تعد نتائج البحث عبارة عن لب البحث ونواته وذلك لأنها تحوي ما توصل إليه الباحث في سبيل تحقيق أهدافه البحثية. و بالتالي نجد أنها مرتبطة بكافة عناصر الدراسة بلا استثناء.
- نتائج البحث عبارة عن مرحلة انتقالية من فرضيات البحث إلى وضع حلول ومقترحات للمشكلة البحثية. بمعنى أن النتائج تضع نهاية لمطاف الخوض في الفريات، ففيها يتم الوصول إلى نفي أو اثبات الفرضيات.
- تساعد نتائج البحث على تسهيل عملية مقارنة المشكلة بتغير الحدود المكانية داخل حدود الدولة التي أجري في نطاقها البحث العلمي.
علاقة نتائج البحث العلمي بأدوات الدراسة والعينة:
من أكثر المحددات التي بينها ترابط هي النتائج وأدوات الدراسة والعينة، حيث أن العملية التي يتم خلالها تسليط أدوات الدراسة لجمع المعلومات من العينة ومن ثم ادخالها في التحليل الإحصائي، يتم توضيح مخرجاتها بشكل مركز في قائمة النتائج، ولهذا فإن أي قائمة نتائج لا تحتوي في مجمل معلومات عن ما لا يقل عن 30% كمضمون خاص بالحديث عن أدوات الدراسة والعينة والتحليل الإحصائي تعتبر نتائج قاصرة غير مكتملة، فالمعلومات المنبثقة عن تلك المحددات تعتبر معلومات أساسية يتمحور حولها الشكل النهائي للبحث من حيث الطرح والحلول.
بما أن نتائج البحث تعد مرحلة شبه ختامية لإعداد البحث العلمي فذلك يعني أنه يتوجب على الباحث التركيز واتباع الترتيبات اللازمة ليصل للمرحلة ما قبل الختامية لكتابة البحث العلمي (نموذج نتائج البحث) وذلك من خلال:
أولاً: توضيح ماهية مشكلة البحث وعنوانه، وأن تكون متعلقة باختصاص الباحث بحيث يمكنه تفسيرها وتوضيحها والوصول إلى حل للمشكلة البحثية التي يسعى من أجلها.
ثانياً: أن يكون عنوان البحث العلمي عبارة عن جملة تتركب من مشكلة بحثية تناقش كافة توجهات البحث.
ثالثاً: يقوم الباحث بكتابة مقدمة مفيدة عن البحث والتي تحتوي على إيجاز للمشكلة البحثية وأهداف البحث وأهميته.
رابعاً: يقوم الباحث بصياغة أسئلة البحث وفرضياته، والتي يسعى الباحث لتأكيدها أو نفيها أي أنها تشكل الحل المبدئي لمشكلة البحث، ويستخدم الباحث أدوات البحث المناسبة للمنهج البحثي الخاص بعنوان ومشكلة البحث، ومن ثم يدون ما يحصل عليه من نتائج على عينة البحث.
خامساً: يقوم الباحث بكتابة رأيه فيما توصل إليه، بحيث يعلق على أسباب نفي أو إثبات الفرضيات، وطبيعة العلاقة بين المتغيرات المختلفة داخل البحث، و كذلك يذكر الباحث رأيه في الدراسات السابقة.
سادساً: نتيجة لذلك يحصد الباحث مجموعة من النتائج ولتفسيرها وصياغتها كنتائج بحث يعمل على توضيحها باستخدام الأساليب الإحصائية التي تستخدم مؤشرات رقمية ووصفية.
من خلال المشاهدات استخلص العلماء العديد من الأخطاء الشائعة التي لابد للباحث أن يحذرها أثناء إعداده لقائمة النتائج في البحث، وهذه الأخطاء مرتبطة بطبيعة خطوات الوصول إلى النتائج، و كذلك وطبيعة كتابة هذه النتائج، وفيما يلي ايضاح لها:
- نقص الثقافة العلمية الكافية لدى الباحث في كتابة البحث العلمي و كذلك في تحديد نموذج نتائج البحث التي توصل إليها مما يقلل من المستوى والفائدة العلمية للبحث ولذلك يتوجب على الباحث الاستعانة بمن لدبه الخبرة الكافية في كتابة البحث وترتيب نتائج البحث بشكل علمي دقيق وواضح.
- سير الباحث بلا منهجية ولا مسار واضح أو صريح، وللتغلب على هذه المشكلة أن يقوم الباحث بكتابة مقدمة بسيطة عن نموذج نتائج البحث. ومن ثم يقوم بتوضيح ماهية نتائج البحث بشكل مفصل وواضح وصريح. ومن الممكن أن يقوم الباحث بتدعيم نتائج البحث من خلال جداول تسهل عملية قراءة. وفهم نتائج البحث بشكل مبسط وسريع.
- انعدام الترابط بين نتائج البحث التي توصل إليها الباحث والأهداف التي أعد من أجلها البحث العلمي. مما يتسبب في فجوة كبيرة داخل البحث العلمي.
- قيام الباحث المبتدئ بتفصيل نتائج البحث التي توصل إليها دون إيجاز وذلك يقلل من القيمة العلمية للبحث العلمي.
- التطرق إلى الأساليب الإحصائية في فصل نتائج البحث وهذا خطأ كبير يتجنبه الباحث. من خلال بعدم التطرق لأي أسلوب إحصائي في فص نتائج البحث والتركيز على فرضيات البحث.
- والتطرق للأسلوب الأدبي في كتابة نتائج البحث الذي يتسبب في ركاكة أسلوب البحث العلمي ويضعفه، ولذلك وجب اتباع الأسلوب العلمي.
- التطرق إلى ذكر ضمائر المتكلم في نتائج البحث. و كذلك انحياز الباحث في الدراسات السابقة وانحرافه عن الموضوعية والحياد وهذا يخل بنتائج البحث. أيضا عدم الاهتمام بإظهار شخصية الباحث في نتائج الباحث.
البحث العملي عبارة عن مجموعة من العناصر التي تتشكل وتتجمع معاً لتوصل الباحث إلى بحث علمي متميز، فالبحث بشكل كامل لا يمكن دراسة جزء منه منفصل عن باقي الأجزاء. كما أن أسئلة البحث هي عبارة عن مجموعة من الاستفسارات التي تدور في مخيلة الباحث، ويسعى لإيجاد إجابة لها من خلال نموذج نتائج البحث التي تعطيه الإجابات الشاملة، وأيضا فرضيات البحث هي عبارة مجموعة من الحلول التي يتوقعها ويفترضها الباحث لمشكلة البحث، وينفيها الباحث أو يؤكد مدى صحتها بنتائج البحث. إذاً فنتائج البحث في المجمل عبارة عن حلول وافتراضات تم التأكد من صحتها.
أسلوب الاستنتاج: يقوم الباحث باتباع أسلوب الاستنتاج لتوضيح ماهية العلاقة التي تربط بين متغيرين، وطبيعة هذه العلاقة تنقسم إلى: علاقة طردية والتي تعني ارتفاع المتغير الثاني في حال ارتفع المتغير الأول، أو علاقة عكسية والتي تبين أن المتغير الثاني يقل في حال ارتفاع المتغير الأول، أو انعدام العلاقة بين المتغيرين أي انعدام الارتباط بينهما.
مقدار الثقة أو الاحتمال: عند استخدام عينة للدارسة لتسهيل الوصول لنتائج البحث فإن ذلك لا يتضمن تعميمها إلا إذا تكررت التجربة والحصول على النتائج المتطابقة من أول مرة وحتى تكرار التجربة فهذا يعطي شعور بالثقة أن النتائج ثابتة على العينة والمجتمع الأصلي للبحث، وأيضا احتمالية الخطأ إن انخفضت فإن ذلك يعني الوصول لتفسيرات أكثر دقة وثقة لنتائج البحث.
تأكيد صحة فرضيات البحث أو تفنيدها: بعد انتهاء الباحث من جمع المعلومات والبيانات كافة والوصول إلى صياغة معينة لنتائج البحث. يقوم الباحث بفحص ما إذا كانت نموذج نتائج البحث التي توصل إليها تؤكد أو تفند فرضياته التي قام بوضعها دون التحيز لأي فرضية.
تم الحصول على النتائج بشكل نهائي، وهنا يظل علينا كتابتها ضمن قائمة متكاملة الأركان، وللحصو على هذه القائمة بما يؤهلها للاعتماد، لابد أن تشمل على ما يلي:
- ذكر نتائج البحث المهمة حتى لو خالفت هذه النتائج توقعات الباحث، إذ عليه ذكرها لأن هذا الأمر لا يقلل من أهمية البحث أبداً. و كذلك وضع أشكال وجداول توضح نتائج البحث، لتوضح النقاط الإحصائية في الدراسة العلمية.
- تلخيص نتائج البحث بدقة، دون سرد كل معلومات الدراسة العلمية. و كذلك الإجابة عن أسئلة البحث العلمي بشكل كافٍ، ووافٍ. أيضا منح نتائج البحث العلمي حجماً كافياً.
من العمليات اللاحقة لكتابة النتائج في البحث هي القيام بعملية المناقشة أو التعليق على ما توصل إليه الباحث. و بالتالي لابد من تجهيز النتائج بشكل كامل قبل ادخالها في التعليق أو المناقشة، وتتم هذه المناقشة وفقاً للطرق التالية:
- تفهم كافة النتائج التي وصل إليها الباحث خلال بحثه العلمي حتى لو كانت هذه النتائج مخالفة للتوقعات.
- عرض نتائج الدراسة بطريقة متسلسلة ومترابطة، بحيث تظهر النتائج بشكل متناسق. وإظهار مدى توافق نتائج الدراسة مع فرضيات الدراسة، وتقديم الأدلة على ذلك.
- قبل أن يقوم الباحث بتعميم نتائج بحثه العلمي عليه أن يدرس هذه النتائج ويقومها للتأكد من صحتها ضمن إطار الدراسة التي قام بها. والإجابة عن كافة الأسئلة التي طرحها الباحث خلال الإطار الإجرائي للبحث العلمي.
- تقويم نتائج البحث الدراسة من خلال الحديث عن الأهداف التي قام بوضعها الباحث في الفرضيات وتم تحقيقها. والأهداف التي تم وضعها في الفرضيات ولم يتم تحقيقها، وتحديد الأسباب التي منعتها من التحقيق.
لطلب المساعدة في إعداد رسالة الماجستير أو الدكتوراة يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي