لعل أكثر ما يقلق الباحث العلمي هو كيفية اختيار المشرف الأكاديمي الذي بدوره أن يساعده في كيفية كتابة البحث العلمي الخاص به على نحو صحيح ووفق الطريقة العلمية المعتمدة، ولا شك أن المشرف الأكاديمي هو الذي يقوم بإرشاد الباحث العلمي وتوجيهه حول كيفية إعداد البحث العلمي على الطريقة المعلومة ووفق الخطوات التي يتكون منها البحث العلمي الجيد والذي بدوره أن يفتح المجال للباحث العلمي إلى اجتياز مرحلته العلمية بنجاح ومن ثم الاستمرار في السير طلب العلم ومنفعة غيره في مجال بحثه العلمي.

 وتتمثل سمات المشرف الأكاديمي الجيد في التالي: 

أولُا: لا بد على المشرف الأكاديمي أن يكون على دراية واسعة في مجال البحث العلمي الخاص بالباحث وذلك من أجل تقديم الاستشارات وأفضل الحلول لحيثيات موضوع البحث العلمي في حال تم اللجوء إليه عند ايجاد الباحث العلمي للعديد من التحديات التي لا تحتاج إلا لمختص من أجل التغلب عليها.

ثانيًا: لا بد على المشرف الأكاديمي أن يكون مناقشًا جيدًا مع الباحث العلمي، حيث يعزز ذلك من ثقة الباحث العلمي في مجهوده حول جمع المعلومات والبيانات التي تدعم البحث العلمي المتناول. حيث أن مناقشة المشرف الأكاديمي لكل خطوة من خطوات كتابة البحث العلمي لها دور كبير في توسيع مدارك الباحث العلمي وفتح المجال له بصورة أوسع حول ماهية أهم المعلومات الواجب احتوائها وتضمينها تحت كل عنصر من عناصر كتابة البحث العلمي.

ثالثًا: لا بد على المشرف الأكاديمي أن يكون موجهًا جيدًا، إذ أن المشرف الأكاديمي الجيد أن يتبع الأسلوب الحسن في التوجيه، لا الأسلوب الذي ينفر الباحث العلمي من الاستمرار في كتابة بحثه أو كتابته على نحوٍ متثاقل.

رابعًا: لا بد على المشرف الأكاديمي أن يكون ملمًا بأساسيات كتابة البحث العلمي، وكيفية كتابة البحث العلمي على نحو مرتب، وذلك لأن خطوات كتابة البحث العلمي تحتاج من الباحث العلمي بمعرفة كيفية كتابتها حسب الطريقة التي يرشده إليها المشرف الأكاديمي الخاص به.

 مهام المشرف الأكاديمي 

نستعرض فيما يلي بعض الأمور الأساسية المتوقعة من المشرف الأكاديمي القيام بها:

• الإرشاد والتوجيه: مهمة المشرف الأكاديمي الأساسية هي الإرشاد والتوجيه. لكن، يعتقد بعض الطلاب أنه على المشرف القيام بكامل المهام من اختيار موضوع البحث، وتحديد مشكلة البحث، وإيجاد الحل لجميع المشكلات المتعلقة بالبحث التي قد تواجههم، واتخاذ جميع القرارات المتعلقة بالبحث، وهذا اعتقاد خاطئ لأنه إذا قام بهذه الأشياء كلها فسيكون الطالب هو المتضرر الوحيد لأنه لم يمر بتجربة البحث العلمي بكامل إيجابياتها وسلبياتها وضغوطاتها ولم يطور مهاراته وثقته بنفسه لكي يعمل بشكل مستقل مستقبلاً.

قد تشكل هذه النقطة بحد ذاتها نقطة خلاف بين بعض الطلاب والمشرفين، لأن بعض الطلاب يعتقد أنه يجب على المشرف التفكير عوضاً عنهم أو أن يعلمهم على بعض الأمور الخاصة بالبحث كتدريبهم على البرامج أو التقنيات اللازمة للبحث. عندما يعطي المشرف مساحة للطالب للتفكير واتخاذ القرار والاعتماد على نفسه يعتبر الطالب هذا تقصير من المشرف! وهذا غير صحيح لأن مهمة المشرف الأساسية هي التوجيه والإرشاد فقط. 

•  تخصيص الوقت: يجب على المشرف تخصيص جزءً كافياً من وقته لمقابلة الطالب للاضطلاع على سير العمل وتقدمه في البحث والتعرف على المشاكل التي قد تواجهه. إذا لم يخصص لك المشرف جزء من وقته فلا بد أن تناقشه بالأمر وأن توضح له بلباقة بأنك بحاجة إلى آراءه وتطلب منه تخصيص جزء من الوقت ليساعدك في عملية التقدم في بحثك وتجاوز بعض العقبات والنقاش في بعض الأفكار. 
• متابعة الطالب وتصحيح المسار: يجب على المشرف متابعة الطالب بحيث لا يخرج عن المسار المحدد للبحث. إذا خرج الطالب عن المسار المحدد للبحث فيجب على المشرف تنبيه الطالب للعودة إلى المسار الصحيح.
• تشجيع وتحفيز الطالب: يجب على المشرف تشجيع الطالب وتحفيزه لكي ينتهي من بحثه ضمن المدة المحددة له، من خلال المساعدة في تأمين بعض الموارد المتاحة له (توفير الموارد المالية المتاحة من القسم العلمي، أو تأمين بعض البرامج والتجهيزات اللازمة للبحث).

 سمات المشرف الأكاديمي غير المناسب: 

• لا يعطي الوقت الكافي ودائماً مشغول.
• لا يعطيك التوجيه والإرشاد الذي تحتاج له بل وجوده كعدمه.
• يجبر الباحث على إتباع ما يمليه عليه دوماً ولا يحترم وجهات نظره.
• المشرف الأكاديمي سئ في تعامله مع الباحث.
• المشرف الأكاديمي تنقصه الخبرة في الإشراف ودائماً ما يعطي الباحث نصائح خاطئة.

وختامًا، إن هناك علاقة وطيدة بين كتابة البحث العلمي بطريقة متميزة وبين كفاءة المشرف الأكاديمي، إذ تعتمد علمية إعداد البحث على نحو متميز على مدى اتسام المشرف بأهم الصفات التي تشجع الباحث العلمي على كتابة بحثه خطوة بخطوة وفق الأسلوب العلمي الصحيح ولا سيما المتفق عليه بين خبراء البحث العلمي.

مع تحياتي: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي