كيفية إعداد خطة بحث علمي في المحاسبة 

 مقدمة خطة البحث في المحاسبة 

خطة بحث في المحاسبة عبارة عن دليل للباحث في سبيل تنفيذ البحث العلمي، أو يُمكن أن نسميها الخطوط العريضة التي يسير الباحث على دربها لإنجاز رسالة في أحد الموضوعات المتعلقة بالمُحاسبة، وتتشعَّب فروع المُحاسبة في الوقت الحالي؛ نظرًا لاتِّساع المُعاملات المالية في المؤسسات بمختلف أنماطها، فهناك المُحاسبة المالية، والمُحاسبة الضريبية، ومُحاسبة التكليف... إلخ، وجميع الأعمال تحتاج إلى مُحاسب في سبيل التنظيم والرقابة واتخاذ القرارات المُناسبة؛ من أجل الوصول للأهداف.

بالإضافة إلى عُنصر الإفصاح والشفافية الذي تتطلَّبه الشركات المُساهمة، ومن هذا المُنطلق يسعى الطلاب بعد الانتهاء من دراسة البكالوريوس إلى الانتظام في الدراسات العُليا (الماجستير والدكتوراه)؛ من أجل الحصول على درجة علمية تُساعدهم في الحصول على وظيفة مرموقة وبمُرتَّب مُرتفع، ويلزم لذلك رسالة علمية.

عنوان البحث: يُعَدُّ عنوان البحث هو البداية بالنسبة لخطة بحث في المحاسبة، ويرى الخبراء أن العنوان المُنضبط هو الذي لا يتعدَّى خمس عشر كلمة، ويتضمَّن مُصطلح البحث الرئيسي، أو الجُملة المُستهدفة في البحث، ويجب ألا يتضمَّن العنوان أي مُخالفات مُجتمعية أو دينية، ومن المهم أن يُعبِّر بشكل تام عن متن البحث؛ من خلال مجموعة من الكلمات البسيطة كي يتفهَّمها القُرَّاء، ومن المهم ألا يحتوي العنوان على أخطاء علمية أو كتابية، مع أهمية السير على نفس النسق بالنسبة لموضوع الرسالة، وعدم التَّطرُّق لجوانب ليست لها علاقة بعنوان البحث.

مقدمة البحث: مقدمة البحث خطوة مهمة من خطوات خطة بحث في المحاسبة، وكما أن للعنوان شروطًا عند تدوينه أو صياغته، فإن للمقدمة شروطًا، ومن أبرزها أن تتضمَّن المنهج الذي يتبعه البحث في سبيل تحقيق الدراسة، سواء كان منهجًا وصفيًّا أو كمِّيًّا أو استنباطيًّا... إلخ، وكذلك يجب أن تكون المقدمة ذات خطوط عريضة دون التَّطرُّق لأي شروح، ويترك الباحث ذلك لمتن البحث (الأبواب والفصول)، ومن المهم أن تتضمَّن المقدمة الأهمية أو السبب الذي دعا الباحث أو الدارس للتَّطرُّق لذلك الموضوع، وكيف تناول الآخرون أو السابقون تلك القضية، والإفادة التي سوف تُسهم بها تلك الدراسة الجديدة، ويُمكن أن يستعين الدارس بنصوص قرآنية أو من السنة لتدعيم قضية البحث.

الإشكالية: الإشكالية عُنصر أساسي من خطة بحث في المحاسبة، وهي عبارة أو عبارات إنشائية يُدوِّنها الباحث للتعبير عن طبيعة مشكلة البحث، ويجب أن تكون واضحة، وغير مُتشابهة مع جزء المقدمة.

سؤال البحث: وهو عبارة عن سؤال يُنبئ بحل المشكلة من خلال الخبرات المعلوماتية التي بحوزة الباحث، ولكن لا ينبغي أن يؤكد الباحث حتمية كون ذلك هو الحل النهائي، وإنما هو مجرد سؤال قد يُمثِّل الحل أو لا على حسب الشروحات التي يتم تدوينها في مضمون البحث، وما ينتج عن ذلك من نتائج واضحة، ومثال لسؤال بحثي: ما العلاقة بين المُراجعة الداخلية الدقيقة والقُدرة على اتخاذ القرارات الإدارية للمسؤولين عن المُنشأة؟

أهداف البحث: والمعني أو المقصد من جُملة أهداف البحث هو ما يرجو أو يتمنَّى الباحث أن يتوصَّل إليه من خلال الرسالة أو الدراسة التي يُقدِّمها، والأهداف من أبرز عناصر خطة بحث في المحاسبة، وتتعدَّد حسب نوعية الدراسة أو الجوانب التي يودُّ الباحث أن يتطرَّق إليها، وهل سوف يتوسَّع أم يقتصر على مُعالجة بسيطة للإشكالية؟ وللمُشرف دور في ذلك بما لديه من خبرته تجعل منه المُوجِّه الأول للباحث، ولديه الرؤية الثاقبة التي تمنح الطالب الثقة عند تدوين أي جزء من أجزاء البحث، ومن بين الشروط التي يجب أن تتَّسم بها الأهداف عدم تشابهها مع عُنصر الأهمية، أو أي عنوان آخر داخلي.

المطالب والأبواب والفصول والمباحث (المُحتوى): يُعَدُّ مُحتوى الرسالة أو البحث هو الجزء الأهم من خطة بحث في المحاسبة، وعن طريقه يتم اقتناع القارئ بمدى جودة الرسالة وإشباعها لرغباته، وخاصَّةً أن مُعظم المُطَّلعين على البحث في المُستقبل من المتخصصين؛ لذا وجب أن يتميَّز المُحتوى أو المتن بالتنظيم والترتيب، والتَّسلسل في الأفكار، والابتعاد عن الحشو الذي لا فائدة منه، وكذلك بالنسبة للفقرات يجب أن تكون متوازنة وتحمل الجديد، مع الاهتمام بالأمثلة التي تُثري البحث العلمي، وتجعل من القارئ يتفهَّم الهدف من كل باب أو فصل.

الدراسات السابقة وأدوات البحث: الدراسات السابقة وأدوات البحث وسائل الباحث للحصول على المعلومات، وهما من بين المُكوِّنات المهمة في خطة بحث في المحاسبة، وسوف نُفصِّل طبيعة كلٍّ منهما على حدة: وتُعَدُّ الدراسات السابقة أحد أهم مصادر المعلومات في الجانب الذي يدرسه الباحث، وقد يكون ذلك عبارة عن رسائل سابقة أو كتب أو مراجع... إلخ، ومن المهم أن يسوق الباحث ما يراه مُناسبًا لموضوع الرسالة.

أدوات البحث متنوعة، مثل الاستبيان، والاختبارات، والمُقابلات، وجميع ما سبق يُعَدُّ مصدرًا للمعلومات الميدانية، ويجب على الباحث أن يختار الأداة التي تُناسب موضوع البحث، فعلى سبيل المثال يُعَدُّ الاستبيان وسيلة مثالية لاستقصاء رأي الأفراد في موضوع معين، غير أنه من الممكن أن يتم استخدام المُقابلات للتَّعرُّف على آراء المتخصصين في شركة معينة، وكذا يُمكن أن يتم استخدام أكثر من أداة في نفس الوقت.

نتائج البحث: نتائج البحث من أبرز الأجزاء في خطة بحث في المحاسبة، والعلاقة بين النتائج وما يسبقها من خطوات هي علاقة بنائية، فعلى سبيل المثال من خلال دراسة أساليب المراجعة الداخلية الدقيقة لمُنشأة... ومُنشأة ..... تبين أنها مصدر خصب لإمداد متخذي القرار بالمعلومات التي تلزمهم، ويجب أن يتم تدعيم نتائج البحث بالأرقام التي تخصُّ المُنشآت كأمثلة حيَّة لإثبات صحة سؤال أو أسئلة البحث.

توصيات البحث: التوصيات هي نتاج قريحة ذهن الباحث، وهي حلول غير تقليدية لإشكالية البحث، ولكن ينبغي أن تكون تلك التوصيات مقبولة، ويُمكن أن تتحقق في ضوء الحالة الاقتصادية للدولة محل البحث، وجدير بالذكر وجود توصيات من نوع آخر، وهي توصيات خاصة بالبحث ذاته ويُبديها المُناقشون بعد التقييم في سبيل استكمال جزء معين من البحث أو تعديل جزء.

خاتمة البحث: وهي نهاية خطة بحث في المحاسبة، ومن المهم أن تكون الخاتمة مُوجزة قدر الإمكان، ويُوضِّح فيها الباحث بأسلوب متواضع المعوقات التي اصطدم بها أثناء القيام بالبحث، وكيف تمَّ تجاوزها، مع الإشارة إلى توصيات البحث التي أثارها، ومُوجِّهًا الباحثين الآخرين للاستعانة بمادة البحث في سبيل الوصول لنتائج أخرى.

مراجع البحث: مراجع البحث جزء أساسي من أجزاء خطة بحث في المحاسبة، ويُقصد بها المعلومات أو الأفكار التي تخصُّ الآخرين، والتي تُمثِّل إضافة لتأكيد أو نفي ما يصبو إليه الباحث بكل موضوعية، ومن المهم توثيق مُختلف المراجع التي طالعها الباحث بالرسالة، وتتعدَّد آليات التوثيق، فهناك طريقة الجمعية الأمريكية لعلم النفس، وجمعية اللغات الحديثة، وأسلوب هارفارد، وقد يتقيَّد الباحث بطريقة معينة على حسب طلبات الجامعة، أو يختار ما يراه مناسبًا.

فهرس البحث: الفهرس يتمثَّل في جدول مُكوَّن من خانتين إحداهما للبيان، والثانية لأرقام الصفحات، والهدف منه هو توجيه القارئ لما يُريد أن يُطالعه في مادة الرسالة، وفي الغالب يوضع بعد صفحة العنوان.

مع تحياتي: المنارة للاستشارات لمساعدة يوطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي