اطلب الخدمة
تشكل الدراسات السابقة الجزء الثاني من الإطار النظري للبحث العلمي، وتعد الدراسات السابقة من أهم وأبرز المراحل في البحث العلمي، وذلك نظرا للمعلومات القيمة التي تقدمها هذه الدراسات للبحث العلمي الذي يقوم به الباحث. ويعد الرجوع إلى الدراسات السابقة أمرا لا بد منه في حال أراد الباحث أن يكون بحثه العلمي ناجحا، ولكي يكون البحث العلمي مقبولا يجب أن يعود الباحث لثلاث دراسات سابقة على الأقل.
ولقد تم تعريف الدراسات السابقة بأنها مجموعة الأبحاث والدراسات التي عاد إليها الباحث خلال بحثه العلمي، ومن خلالها اطلع على كافة الأمور المرتبطة والمتعلقة بالبحث العلمي الذي قام به، حيث أنه تمد الباحث بكمية كبيرة من المعلومات حول موضوع البحث وتشكل له الأرضية حول هذا الموضوع.
وكلما استطاع الباحث أن يعود لأكبر عدد ممكن من الأبحاث والدراسات كلما زخر بحثه العلمي بالمعلومات المهمة حول موضوع البحث. ويجب أن يكون لدى الطالب الخبرة الكبيرة في كيفية استخراج المعلومات المتعلقة بموضوع بحثه العلمي من الدراسات السابقة، وذلك في حال تناولت الدراسة السابقة في جزء منها موضوع بحثه العلمي.
وللدراسات السابقة أهمية كبيرة في البحث العلمي، فهي تشكل الجزء الثاني من البحث العلمي، ولن يكون هذا الجزء كاملا في لم يتضمن الدراسات السابقة. ويحتاج عرض الدراسات السابقة في البحث العلمي إلى امتلاك الباحث للخبرة الكافية في مجال عرض الدراسات السابقة، واتباع عدد من طرق عرض الدراسات السابقة حتى يكون قادرا على عرضها بالشكل الصحيح والذي يعكس الفائدة من عرضها. ولكي يتم عرض الدراسات السابقة بنجاح يجب أن يقوم الباحث بمجموعة من الخطوات الإجرائية لجمع وتفريغ وعرض الدراسات السابقة، والتي سوف نتعرف عليها من خلال سطور المقال التالي.
لقد كان عرض الدراسات السابقة في السابق يتم من خلال ذكر اسم الباحث، عنوان الدراسة، منهج البحث، أدوات الدراسة، التساؤلات والفرضيات، نتائج البحث العلمي، وتبيان أوجه التشابه والاختلاف ما بين الدراسات السابقة وما بين الدراسة التي أعدها الباحث. ولازال العديد من الباحثين يتبع هذه الطريقة ويعتمد عليها خلال عرضه للدراسات السابقة الخاصة ببحثه العلمي.
وهناك مجموعة من الطرق الإجرائية لعرض الدراسات السابقة والتي يجب أن يتبعها الباحث لجمع وعرض وتفريغ الدراسات السابقة، وفي هذا المقال سوف نقوم بعرض الخطوات الإجرائية لجمع وتفريغ وعرض الدراسات السابقة:
- في الخطوة الأولى من جمع وتفريغ الدراسات السابقة يقوم الباحث بجمع كافة الدراسات التي ترتبط وتتعلق بالبحث العلمي الذي يقوم به، وبمشكلة البحث، كما يجب أن يقوم بتفريغها وفق نموذج جانت.
- أما في الخطوة الثانية فيتم تحديد الدراسات السابقة التي ترتبط ببحثه العلمي بشكل مباشر، ومن ثم يقوم باستبعاد الدراسات التي لا ترتبط ببحثه العلمي، ويعتمد الباحث في هذا الأمر على كون الدراسات السابقة أفردت للموضوع فصلا مستقلا أم أفردت له مبحثا فقط.
- أما الخطوة الثالثة ففيها يقوم الباحث بتصميم جدول ويجب أن تتضمن أعمدة هذا الجدول العناصر التي ترتبط وتتعلق بمشكلة البحث العلمي، كما يجب أن تحتوي صفوفه على الدراسات السابقة، ومن ثم يقوم الباحث بتحديد ما قامت هذه الدراسات بكتابته من عناصر مشكلة البحث، ومن ثم يقوم وفي ورقة منفصلة بكتابة هذه الدراسات.
- وفي الخطوة الرابعة يقوم الباحث بإدخال عناصر أخرى على الجدول الذي قام بإعداده وهذه العناصر هي المفاهيم الاصطلاحية، المفاهيم الإجرائية، الإطار النظري، منهج الدراسة، أدوات الدراسة، المصادر والمراجع، المادة العلمية، العقبات، والنتائج.
يوجد هناك مجموعة من الاعتبارات التي يجب على الباحث مراعاتها عند عرضه للدراسات السابقة ومن أبرز هذه الاعتبارات:
- يجب على الباحث ألا يقوم باستعراض الدراسات السابقة كاتبا أثر كاتب أو دراسة إثر دراسة وذلك من أجل أن يبنين مواضع القصور فيها، بل يجب أن يقوم بعرضها وقت طريقة الموضوعات، ويجب أن يكون محور اهتمام الباحث ماذا قالت تلك الدراسات أو ذكرت حول عنصر من عناصر المجتمع المقترح.
- كيفية كتابة دراسات عن هذه العناصر.
- عدد الذين قاموا بالكتابة في كل عنصر من هذه العناصر.
- أن يتحدث عن آراؤهم وهل كانت هذه الآراء مختلفة أم متعارضة؟ وما هي درجة الاختلاف والاعتراض فيها.
- التوجه العام أو السمة العامة لهذه الآراء.
- أن يتحدث الباحث عن معالجة هذه الكتابات لجميع عناصر البحث بحي لا يترك مجالا لدراسة أخرى في ذات الموضوع، أما كانت المعالجة جزئية واقتصرت على علاج بعض أجزاء الدراسة.
- تساهم الدراسات السابقة في مساعدة الباحث على تجنب كافة الأخطاء التي وقع فيها الآخرون.
- تساعد الدراسات السابقة الباحث على تجنب دراسة الأشياء المستهلكة والتي تمت دراستها، ودراسة أشياء لم تدرس من قبل.
- من خلال الدراسات السابقة يكتسب الباحث خبرات كثيرة في مجال بحثه العلمي.
- يستفيد الباحث من الأسئلة التي وضعها الباحثون السابقون، مما يجعله يضع أسئلة محكمة ومميزة.
- تساهم الدراسات السابقة في إضفاء لمسة الإبداع على الدراسة التي يقوم بها الشخص، وذلك من خلال دراسته لأشياء جديدة وفريدة وغير مدروسة.
- قد تقدم ا الدراسات السابقة للباحث إجابات عن الأسئلة التي تدور في باله، وبالتالي توفر الوقت والجهد عليه.
- كما قد تنبه الدراسات السابقة الباحث إلى أمور قد لا ينتبه إليها، ويجدها في تلك الدراسات.
- بالإضافة إلى ذلك فإن الدراسات السابقة تعطي الباحث فكرة عامة عن موضوع الدراسة الذي يقوم به، وتكون له خلفية كبيرة عن الموضوع الذي يبحث به.
- كما تبين الدراسات السابقة أهمية الدراسة التي يقوم بها الباحث، وبالتالي فإنها توجهه نحو الطريق الصحيح وتساعده على معرفة الفائدة التي ستقدمها دراسته للمجتمع.
- تساهم الدراسات السابقة في إيضاح مشكلة البحث بالنسبة للباحث، كما أنها تقدم له كما كبيرا من المصادر والمراجع التي بإمكانه العودة إليها.
- تعد الدراسات السابقة ذات أهمية كبيرة بالنسبة للباحثين الجديد، حيث أنها تجعلهم يكملون المشوار الذي بدأ به الباحثون السابقون، كما تجعلهم يضيفون إليه الشيء الكثير والجديد.
وهكذا نرى أن للدراسات السابقة أهمية كبيرة في البحث العلمي، ومن خلال هذه الدراسات يقوم الباحث بأخذ المعلومات الكافية عن موضوع البحث العلمي الذي يقوم به.
لطلب المساعدة في إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي