اطلب الخدمة
واحدة من أهم القرارات التي تواجه الباحث أو طالب الدراسات العليا هو قرار اختيار المشرف الأكاديمي المناسب، حيث أن اختيار المشرف الأكاديمي المناسب سيكون له الأثر الإيجابي الكبير على الباحث من حيث تطوير مهاراته العلمية والبحثية، وكذلك على بحثه العلمي حيث أن الباحث سيستفيد من توجيهات وخبرة المشرف الأكاديمي والتي ستوصله لنتائج مرضية.
كما أن اختيار المشرف غير المناسب له سلبيات قد تؤدي إلى فشل الباحث في إتمام البحث العلمي الخاص به، وعدم تطوير الباحث لمهاراته، كما أن الباحث لن يتمكن من الوصول لنتائج مناسبة بسبب عدم تقديم المشرف الأكاديمي المساعدة الازمة له خلال البحث. لذلك يعد موضوع اختيار المشرف الأكاديمي أحد الخطوات الهامة التي يجب أن يقوم بها الباحث قبل البدء بكتابة البحث العلمي.
لماذا يحتاج الباحث للمشرف الأكاديمي؟ إن دور المشرف الأكاديمي بشكل مختصر هو توجيه الطالب كباحث مبتدئ للخروج بأفضل النتائج من رحلة البحث العلمي أو المشروع البحثي ومساعدته في تطوير المهارات المختلفة للعمل كباحث مستقل والاستفادة من هذه الخبرة المكتسبة في المستقبل.
من الأمور التي يجب على الباحث أن يكون على دراية بها هي الكيفية التي يفضل أن يتعلم بها وكيفية القيام برسالته العلمية؟ هل يفضل الباحث أن يتم متابعته من المشرف الأكاديمي بشكل مستمر، أم يفضل أن يتمتع بمساحة حرية وراحة خلال رحلة البحث، وفي ذات الوقت هناك المشرفين الأكاديمين الذين يفضلون متابعة الباحثين بشكل مستمر والإشراف على كافة خطوات البحث وحتى أدق تفاصيله، وهناك من يفضل اعطاء مساحة للعمل والبحث للباحث وهذا ما يسمى بطرق الإشراف، في هذه الحالة يجب أن يتعرف الباحث على نوع المشرف بما يتوافق مع أسلوب الباحث في البحث والدراسة.
إن معرفة الباحث بطرق التعلم والإشراف يساعد بشكل كبير في التعرف على المشرف المناسب للباحث أو حتى مناقشة طريقة الإشراف مع المشرف الأكاديمي مما يتيح للباحث اختيار الطريقة المناسبة له في البحث والدراسة، مما يضمن التوافق بين الباحث والمشرف في طريقة الإشراف وطريقة التعلم للباحث.
وفي أغلب الأحيان يحتاج الباحث لاجتماعات متكررة كون الباحث مبتدئ في مجال البحث العلمي ويحتاج بشكل مستمر للنصائح والإرشادات الدائمة حول كيفية القيام بالبحث العلمي والمنهجيات المتبعة في البحث والدراسة، وما هي الأدوات التي يستخدمها الباحث خلال رحلة الدراسة.
إن اختيار المشرف الأكاديمي هي مسئولية الباحث ولا يجب ترك اختيار المشرف الأكاديمي للجامعة أو الكلية أو القسم، وذلك لتحقيق الفائدة القصوى من المشرف خلال مراحل البحث المختلفة. حيث أنه أثناء وبعد البحث عن المشرفين المناسبين وجمع المعلومات عن كل مشرف أكاديمي، يجب أن الأخذ بالإعتبار مجموعة من المعايير الهامة والتي سيبني الباحث عليها قراراته فيما إذا كان المشرف الأكاديمي مناسباً أو غير مناسب له، وهي كالتالي:
- التعرف على الاهتمامات البحثية للمشرف: وماهي المنشورات العلمية التي قاموا بنشرها.
- التعرف على مجالات البحث للمشرف: ويجب تجنب المشرف التي لا يهتم بالمجالات البحثية التي يهتم بها الباحث.
- التعرف على خبرة المشرف الأكاديمي في الإشراف: والتعرف على عدد الباحثين الذين أشرف عليهم من قبل، مما يعطي مؤشر للباحث عن مدى خبرة المشرف قدرته على نقل هذه الخبرة للباحث.
- التعرف على المجالات البحثية لطلاب المشرف الأكاديمي: ويمكن ذلك من خلال موقع الجامعة أو الكلية.
- المعلومات المتعلقة بالباحث عبر موقع الكلية أو الجامعة: ينصح بالمشرف الذي لديه خبرة طويلة ولا يشرف على مجموعة كبيرة خلال الفصل الواحد. مقارنة بالمشرف الذي له سنوات قليلة في الجامعة ولديه عدد كبير من الباحثين مما يعني انشغاله بشكل دائم.
- التعرف على المشرف من خلال وسائل التواصل الإجتماعي: مما يعطي انبطاع مبدئي عن خبرة الباحث وشخصيته.
- التعرف على شخصية المشرف الأكاديمي.
- تعامل المشرف الأكاديمي الشخصي مع الباحثين السابقين
- خبرته في الإشراف.
- المقدرة على توجيه الباحث وارشاده.
- وجود قيمة يمكن اضافتها للباحث أو البحث أو اختيار المشاكل ومواجهتها.
- أن يكون المشرف متوفر بشكل دائم لتقديم الارشاد والتوجيه للباحث.
- خبرة المشرف في مجال البحث، مما يساعد الباحث في الوصول لمشكلة البحث.
- خبرة المشرف في أسس البحث العلمي ومناهج البحث العلمي.
بعد جمع المعلومات عن المشرفين الأكاديميين مناسبين، تبدأ مرحلة التواصل معهم لمعرفة إذا ما كانت لديهم الرغبة و المقدرة للإشراف والعمل مع الباحث العلمي. حيث يفضل بعض الباحثين التواصل مع مشرف واحد كل مرة والإنتظار إلى أن يسمع رده، لكن هذه العملية قد تستغرق الكثير من الوقت. لذلك يرجى أصحاب الخبرة أنه من المناسب أن يتواصل الباحث مع أكثر من مشرف في نفس الوقت والمقارنة والاختيار ما بين هؤلاء المشرفين والإعتذار من البقية.
وينصح قبل التواصل مع المشرفين يجب البدء بعمل مقترح بحث يحتوي على مجال البحث والمشكلة التي يرغب الباحث في دراستها، كيف يمكن تقديم حلول لها، مما يسهل على المشرف التعرف على توجه الباحث والتعرف على مجال البحث. كما أنه ليس هناك ما يعيق تواصل الباحث مع المشرف الأكاديمي بشكل مباشر أو عبر وسائل أخرى، ويعد قرار التواصل مع المشرف قرار هام جدا للتعرف على مدى إهتمام الباحث والمشرف بموضوع البحث.
يعتقد بعض الباحثين أن دور المشرف الأكاديمي هو اتخاذ القرارات كافة وتوفير الحلول لكافة مشكلات البحث، وهذا أمر خاطئ، لأن ذلك يؤدي إلى عدم اكتساب الباحث لمهارات البحث والاعتماد على المشرف الأكاديمي وعدم تطوير مهارات البحث الدراسة. ويتوقع الباحث من المشرف الأكاديمي مجموعة من النقاط التالي:
- التوجيه والإرشاد: وهي مهمة المشرف الأكاديمي الأساسية ، وذلك من خلال مناقشة الخيارات المتاحة وتشجيع الباحثين على اتخاذ القرارات في ظل مساعدة وارشاد المشرف. وبسبب سوء الفهم لدى بعض الباحثين قد يعتبر هذا الأمر بأنه تقصير من المشرف الأكاديمي.
- تخصيص جزء مناسب من وقته للإطلاع على سير وتقدم عملية البحث.
- المتابعة المستمرة للباحث لضمان عدم خروجه عن مسار البحث السليم.
- تشجيع الباحث لإتمام البحث خلال الفترة الزمنية المحددة وتوفير الأدوات المناسبة للبحث.
- العمل بشكل مستقل والبحث والدراسة.
- اطلاع المشرف بشكل مستمر على سير مراحل البحث.
- تحديد موعد زمني للتواصل مع المشرف.
- التمكن من اللغة التي يكتب فيها الباحث.
- تقدير انشغال المشرف الأكاديمي مع باحثين آخرين.
بعض الإقتراحات التي يمكن الإتفاق عليها بين الباحث والمشرف:
-
آلية الإجتماعات: هل ستتم الإجتماعات بين المشرف بشكل دائم وبجدول محدد، أم ستتم من خلال تحديد الإجتماعات حسب الحاجة للاجتماع، ففي مراحل البحث الأولى قد يحتاج الباحث إلى العديد من الإجتماعات مع مشرفه الأكاديمي للاستماع للنصائح والإرشادات حول كيفية كتابة البحث العلمي بشكل سليم وما هي منهجيات البحث المتبعة والتي سيتم استخدامها في البحث وما هي المشكلة البحثية التي سيتم دراستها، أما في امراحل الأخيرة من البحث العلمي سيجد الباحث أنه لا يحتاج للكثير من الإجتماعات مع مشرفه وأنه يمكنه القيام بالمهام البحثية بشكل ذاتي وأن لديه الخبرة الكافية لذلك.
-
أسلوب الإشراف والتعلم: فمن جهة المشرف الأكاديمي قد يفضل بعض المشرفين متابعة الباحثين بشكل مستمر والتواصل معهم واعطائهم الإرشادات والنصائح، والبعض الآخر يفضل الإجتماع مع الباحث حسب حاجة الباحث للنصيحة والإرشاد، ومن جهة أخرى يفضل بعض الباحثين اسلوب التعلم الذاتي دون متابعة المشرف له في خطوات البحث ويرغب بالبحث والدراسة بشكل ذاتي والرجوع للباحث في حاجة وجود مشكلة تؤثر على سير عملية البحث، كما يفضل جزء آخر من الباحثين المتابعة المستمرة من المشرف الأكاديمي له خلال مراحل البحث، وهنا يجب الإتفاق والوصول لحلول وسط بين الباحث والمشرف والإتفاق على ذلك.
-
مناقشة البحث العلمي بشكل عام: ما هي أفضل الأمور التي يمكن للمشرف افادة الباحث فيها، ما هي المناهج المتبعة، ما هي مشكلة البحث، ما هي أدوات البحث، وغيرها من الأمور التي ستواجه الباحث خلال رحلة البحث المختلفة.
-
التعرف على قنوات الدعم والمساعدة: والإجراءات التي يمكن للباحث الإستفادة منها اذا احتاج الباحث لذلك.
هناك أربعة عوامل رئيسية قد تسبب توتراً بين الطالب والمشرف الأكاديمي:
- قلة تأثير الباحث: إن الباحث هو الشخص الأساسي للبحث والدراسة في البحث العلمي، لذلك يجب أن يكون تأثير الباحث في البحث والدراسة أساسياً.
- عدم مراجعة المشرف الأكاديمية للعمل المرسل من الباحث: ويمكن حل هذه المشكلة من خلال ارسال تطورات البحث لمرتين لتأكد قراءة المشرف لتطورات البحث.
- اعطاء المشرف نصائح خاطئة للباحث: وذلك بسبب عدم وجود الدراية الكاملة لدى المشرف الأكاديمي حول موضوع معين.
- وجود أكثر من رأي حول موضوع معين بين المشرفين الأكاديمي: وحيرة الطالب في اختيار الرأي الصحيح.
إن تواصل الباحث مع المشرف الأكاديمي لا يتوقف على تسليم الإنجازات فقط، بل يجب أن يكون هناك تواصل مستمر بين الباحث والمشرف الأكاديمي للاستماع لنصائح المشرف حول كيفية تجاوز العقبات التي تواجه الباحث خلال مراحل البحث والدراسة.
ماذا لو اكتشفت بعد اختيارك و بدأ العمل مع المشرف الأكاديمي أنه سئ أو غير مناسب لك، ما هي الخيارات المتاحة أمامك؟
يواجه بعض من الباحثين المشكلات مع المشرفين الأكاديمين، وقد يحدث ذلك بعد فترة من العمل مع المشرف الأكاديمي، وهنا يواجه الباحث عدم القدرة على التواصل مع المشرف الأكاديمي وبالتالي ليس هناك من يوجه الباحث ويعطيه النصائح خلال مراحل البحث المختلفة. ويمكن اجمال صفات المشرف الأكاديمي غير المناسب بالتالي:
- لا يعطي الوقت الكافي ودائماً مشغول.
- لا يعطيك التوجيه والإرشاد الذي تحتاج له بل وجوده كعدمه.
- يجبر الباحث على إتباع ما يمليه عليه دوماً ولا يحترم وجهات نظره.
- المشرف الأكاديمي سئ في تعامله مع الباحث.
- المشرف الأكاديمي تنقصه الخبرة في الإشراف ودائماً ما يعطي الباحث نصائح خاطئة.
- مناقشة المشرف وتوضيح نقاط الخلاف ومحاولة التوصل إلى حلول مناسبة لها.
- تغيير المشرف أو اضافة مشرفين آخرين والإستفادة من خبراتهم.
- الإعتماد على النفس وبذل جهد مضاعف لتعويض تقصير المشرف الأكاديمي في حال عدم القدرة على تغيير المشرف.
المصادر:
لطلب المساعدة في إعداد رسالة الماجستير أو الدكتوراة يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي